الجـنس
.. والقلـب
الدكتور حسان شمسي
باشا
ربما
يتحرج كثير من مرضى القلب عند السؤال عن هذا الموضوع . والحقيقة أن المعاشرة
الزوجية ، كأي نوع آخر من الجهد ، تزيد من سرعة ضربات القلب ، وترفع – بشكل عابر –
ضغط الدم ، وتزيد حركات التنفس .
وتؤدي
زيادة عدد ضربات القلب ، وارتفاع الضغط إلى زيادة حاجة عضلة القلب للأوكسجين ،
وهذا ما قد يؤدي إلى حدوث ألم صدري أو خفقان أو ضيق في التنفس عند بعض مرضى القلب
.
وقد
أظهرت الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بالذبحة الصدرية أو جلطة حديثة في
القلب ، أن عدد ضربات القلب قد وصل إلى حوالي 120 ضربة بالدقيقة في ذروة المعاشرة
، واستمر ذلك لمدة 15 ثانية ، وعاد إلى الوضع الطبيعي خلال ثلاث دقائق . كما أن
ضغط الدم قد ارتفاع إلى 160 / 85 ملم زئبقي في المتوسط . وقد يحصل مثل ذلك لدى
قيام الإنسان بنشاطاته الطبيعية أثناء النهار ولكن استجابة القلب للمعاشرة الزوجية
تكون أكثر شدة عند مسن متزوج من امرأة صغيرة السن .
استشارة
الطبيب :
كثيرا
ما يتردد مرضى القلب عند استشارة الطبيب ، وقد يعود المريض الذي أصيب بجلطة حديثة
في القلب إلى المعاشرة الزوجية قبل أن يكون مستعدا لذلك . ولهذا فعلى الطبيب أن
يبادر إلى تبيان الأمر عند مريض جلطة القلب ، حتى ولو لم يسأل المريض عن ذلك .
وكثيرا
ما يكون السؤال عن إمكانية المعاشرة الزوجية ، والمريض عند الباب وهو خارج من
عيادة الطبيب .
المعاشرة الزوجية عند مريض الذبحة الصدرية :
من
المعروف أن نوبة الذبحة الصدرية تحدث – عند المصابين بتضيق في شرايين القلب – عند
القيام بجهد ما ، أو عند الانفعال الحاد . وقد يكون ذلك الألم أول عرض يثير الشبهة
بوجود تضيق في شرايين القلب التاجية .
ويستجيب
عادة ألم الذبحة الصدرية الذي قد يرافق المعاشرة الزوجية لتناول حبة من دواء :
" النيتروغليسرين " تحت اللسان . وإذا كانت حالة المريض مستقرة فقد لا
يحتاج الأمر لأكثر من تناول حبة من النيتروغليسرين تحت اللسان لعدة دقائق قبل
المعاشرة الزوجية . ولكن ينبغي إخبار الطبيب بذلك واستشارته ، فقد يرتئي تعديلا في
العلاج ، أو ربما احتاج الأمر إلى إجراء فحوص أخرى كالقسطرة القلبية أو غيرها .
وبشكل
عام ، ينصح بتجنب المعاشرة الزوجية خلال ساعتين بعد وجبة الطعام ، أو عقب
الاستحمام .
ولا
شك أن الأدوية التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية من حاصرات بيتا ( كالتنورمين
والأندرال وغيرها ) ، أو حاصرات الكالسيوم ( كالأدالات والدلتيازم وغيرها ) تساعد
المريض في القيام بواجباته وحياته العادية على أكمل وجه . ويمكن للمريض أن يساعد
نفسه بالتخلص من التدخين – إن كان مدخنا – وبتخفيض وزنه – إن كان بدينا - .
المعاشرة الزوجية عند المصاب بجلطة حديثة في القلب :
إذا
كانت حالة المريض مستقرة ، ولا يشكو من أي ألم في الصدر بعد حدوث جلطة القلب (
احتشاء القلب ) ، فيمكن العودة إلى المعاشرة الزوجية عادة بعد 3 – 4 أسابيع من
حدوث الجلطة .
وكثيرا
ما يجرى اختبار الجهد عند مريض جلطة القلب بعد 6 أسابيع من حدوث الجلطة ، وهذا ما
يعطي المريض شعورا بالثقة في إمكانية ممارسة النشاطات المعتادة ، بما في ذلك
المعاشرة الزوجية .
المعاشرة الزوجية بعد عمليات القلب الجراحية :
إذا
كانت حالة المريض الذي أجريت له علمية جراحية في القلب مستقرة ، ولم تكن هناك أية
مضاعفات ، فيمكن ممارسة المعاشرة الزوجية بعد حوالي ستة أسابيع من العملية . وإذا
كانت لديك أية تساؤلات فلا تتردد في استشارة طبيبك .
المعاشرة الزوجية وفشل القلب :
يشكو المريض المصاب بفشل القلب من ضيق
النفس عند القيام بالجهد ، ومن الإعياء والتعب العام .
وقد
يشكو المريض من ضيق في النفس عند المعاشرة الزوجية . وينصح باستشارة الطبيب ، الذي
قد يوصي بتناول حبة إضافية من الحبوب المدرة للبول قبل المعاشرة الزوجية ، وربما
احتاج الطبيب إلى تعديل العلاج . أما إذا كان الفشل القلبي متقدما ، فقد يحتاج
الأمر إلى إدخال المريض للمستشفى عدة أيام ريثما تتحسن حالته ، ويعود إلى وضعه السابق
.