حـذار من كريمات
تـفتيح الـبشرة
د. حسان
شمسي باشا
خلق الله
– عز وجل – سكان المناطق
الحارة ، وفي داخل
جلودهم مادة تدعى
" ميلانين " جعلها
الله لحمايتهم
من أشعة الشمس
. وهذا ما جعل صاحب
البشرة السمراء
أقل عرضة بكثير
من غيره للإصابة
بسرطان الجلد
. ولكن البعض يسعى
– بالتقليد الأعمى-
للتخلص من الميلانين
الموجود بشكل طبيعي
داخل الجلد من
أجل الحصول على
ما يظنه هؤلاء
أنه أكثر جمالا
ورونقا مما خلقنا
الله عز وجل عليه
.
وانتشرت
الدعايات التلفزيونية
فوق سطح الأرض
قاطبة تدعو إلى
استخدام كريمات
تفتيح البشرة ،
لتصبح الفتاة أقل
سمرة مما هي عليه
. وللأسف لا يعلم
الكثير منا أن
أغلب هذه الكريمات
تحتوي على مواد
ضارة جدا ، بل وقد
منعت في كثير من
الدول الأوروبية
وأمريكا .
وأهم هذه
المواد التي ثبت
خطورة استعمالها
– والتي تدخل ضمن
تركيب كريمات وصوابـين
تفتيح البشرة هي
مادة هيدروكينون
Hydroqinione . وقد كانت
النسبة المسموح
بها من هذه المادة
في مستحضرات التجميل
داخل أوروبا 2 % ،
إلا السلطات البريطانية
التي أعلنت في
شهر يناير 2001 منع
استخدام هذه المادة
في كافة مستحضرات
التجميل .
ومادة الهيدروكينون
هي المادة الأساسية
الموجودة الآن
في أغلب تلك الكريمات
. وتعمل على وقف
إنتاج الميلانين
– الموجود في داخل
الجلد والذي يعطي
اللون الأسمر للجلد
- . وعند ب;داية استخدام
الكريم الحاوي
على هذه المادة
، يبدو للمستخدم
فعلا أن لون البشرة
قد تفتح . ولكن ما
أن يتعرض المستخدم
لأشعة الشمس حتى
يصبح المفعول عكسيا
، مؤديا إلى زيادة
في الاسمرار ،
مما يدعوه لاستخدام
المزيد من الكريم
.
وقد أظهرت
الدراسات أن استخدام
هذه الكريمات لمدة
طويلة يؤدي إلى
حدوث بقع داكنة
في الجلد ، وظهور
حب الشباب ، وزيادة
حدوث سرطان الجلد
على المدى البعيد
، واحتمال حدوث
اضطرابات في الكبد
والكلى .
وفي الوقت
الذي نجد فيه كثيرا
من الدول الأوروبية
تمنع إدخال مادة
" هيدروكينون
" في مستحضرات التجميل
، فإنها ما زالت
تصدر إلى دول آسيا
وأفريقيا . وتدعي
بعض الشركات وجود
نسبة تقل عن 2 % من
تلك المادة في
مركباتها ، إلا
أن الفحص المخبري
أظهر وجود هذه
المادة بنسبة أعلى
– كما حدث في كينيا
مثلا ، حين أعلن
مكتب المقاييس
الكيني عن وجود
نسب أعلى من هذه
المادة مما كتب
على تلك العبوات
- . وكثير من هذه المستحضرات
لا تكتب على عبواتها
أسماء المكونات
التي بداخلها
. ويقول خبراء الأمراض
الجلدية : إن نسبة
وجود مادة هيدروكينون
في تلك المستحضرات
قد لا تكون العامل
المهم ، بل المهم
فعلا هو تراكم
هذه المادة بسبب
الاستخدام المديد
على مر السنين
.
ويوصي تقرير
منظمة الصحة العالمية
بتقييد مبيعات
كريمات تفتيح البشرة
بسبب سوء استخدامها
، وأن على الحكومات
وضع برامج توعية
لصرف الناس عن
استخدام الكريمات
الحاوية على مادة
هيدروكينون من
أجل تفتيح لون
البشرة .
وتذكر الدكتور
ناديا العوضي الأسماء
الأخرى لمادة هيدروكينون
والتي قد توجد
على عبوات تلك
المستحضرات ، ومنها
:
وغيرهاBenzenediol , Benzohydroquinone , Benzoquinol , 1-4
dihydrozybenzene , Hydroquinol , quinol