هل
يمكن وقاية قلبك منها ؟
قد يخفى
على البعض أن التهاب البلعوم أو اللوزتين - إذا لم يعالج معالجة فعالة - يمكن أن
يؤدي إلى إصابة القلب بكثير من المتاعب . فالحمى الروماتيزمية ما هي إلا ارتكاس
مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين،بجرثوم يدعى المكورات السبحية ( streptococci ) . وتصيب الحمى
الروماتيزمية المفاصل بالالتهاب ،
كما قد تصيب عضلة القلب ، فتظهر أعراض فشل القلب . وإذا لم تعالج معالجة فعالة ،
فقد يتلو ذلك - بعد سنين - إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك ، وما يعقبه من
تضيق في صمامات القلب أو تسرب فيها . والحمى الروماتيزمية تصيب الأطفال عادة ما
بين 5 - 15 سنة .
وفي الوقت الذي كادت
تختفي فيه الحمى الروماتيزمية في أمريكا وأوروبا ، فإنها ما تزال تمثل مشكلة طبية
كبيرة في بلادنا العربية من المحيط إلى الخليج ، وخاصة في المجتمعات الفقيرة ذات
التغذية السيئة ، والتي تعيش في أماكن سكنية مكتظة وغير صحية .
وما تزال أمراض القلب
الروماتيزمية أكثر أنواع أمراض القلب المكتسبة عند الأطفال واليافعين شيوعا في
عالمنا العربي . وتعتبر سببا رئيسا من أسباب الوفيات والاختلاطات القلبية عند
الأطفال في المملكة العربية السعودية .
وتشير الإحصائيات إلى
أن ثلاثة أطفال من كل ألف طفل في المملكة يصاب بالحمى الروماتيزمية ، في حين تصيب
خمسة أطفال من كل مئة ألف طفل في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان . وهذا ما
يثير فينا الدوافع لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه .
ما هي الحمى
الروماتيزمية ؟
تبدأ علامات الحمى الروماتيزمية عادة بعد
أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين ، وقد تحدث بعد أسبوع
واحد . وتسبب ارتفاعا في الحرارة وآلاما والتهابا وانتفاخا في عدد من المفاصل ،
وتبدو المفاصل المصابة حمراء ، منتفخة ، ساخنة ومؤلمة عند الحركة . ويبدو المريض
متعرقا وشاحبا . وعادة ما تختفي علامات الالتهاب في المفاصل بعد 24 - 48 ساعة .
ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخرى بالالتهاب.
وأكثر المفاصل إصابة
هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين . ونادرا ما تصاب مفاصل أصابع
اليدين أو القدمين .
وإذا كانت هجمة الحمى
الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب . ولهذا
فقد تمر الحالة دون تشخيص .
أما إذا كانت هجمة
الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا ، وقد يشكو المريض حينئذ من
ضيق النفس عند القيام بالجهد ، أو حينما يكون مستلقيا في السرير . كما قد تظهر
وذمة
( انتفاخ ) في الساقين
.
وإذا لم تعالج نوبات
الحمى الروماتيزمية أو تكرر حدوثها ، ازداد خطر حدوث إصابة في صمامات القلب ، حيث
يحدث تليف وتسمك في صمامات القلب مما يؤدي إلى حدوث تضيق أو تسرب فيها.
وفي الغرب تحدث إصابة
الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية ، أما في العالم الثالث ،
فتحدث الإصابة القلبية بصورة مبكرة جدا .
كيف تعالج الحمى
الروماتيزمية ؟
تعالج هجمة الحمى
الروماتيزمية بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي الحمى تماما ، ويعود عدد
ضربات القلب وتخطيط القلب وسرعة التثفل إلى وضعها الطبيعي . ويعطى المريض حبوب
الأسبرين ، وقد يحتاج الأمر إلى إعطاء حبوب الكورتيزون .
هل يمكن منع حدوث
الحمى الروماتيزمية ؟
والجواب نعم . إذا ما
عولج التهاب اللوزتين أو البلعوم الناجم عن المكورات السبحية معالجة صحيحة ، وهذا
ما يسمى بالوقاية الأولية Primary Prevention .
كما يمكن وقف تطور
الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضليا وبشكل متواصل لمنع حدوث أية هجمات
من الحمى الروماتيزمية، وهذا ما يسمى " الوقاية الثانوية " Secondary
Prevention .
ما هي طرق الوقاية
الأولية من الحمى الروماتيزمية ؟
من المعروف أن معظم
حالات ألم البلعوم Sore throat يسببها أحد الفيروسات
. إلا أن 10 - 20 % من الحالات يسببها نوع من الجراثيم تسمى المكورات السبحية ( streptococci ) .
والحقيقة أنه يصعبه
التفريق بين التهاب البلعوم الفيروسي وبين النوع الجرثومي .
ولكن هناك بعض الأعراض
التي ربما توحي بوجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم أو اللوزتين . وتشمل هذه الأعراض
: حدوث الألم فجأة في البلعوم ، والصداع وارتفاع الحرارة وقد يترافق ذلك بألم في
البطن وغثيان وإقياء .
وإن وجود عقد بلغمية أمامية في الرقبة ،
ونتحات بيضاء على اللوزتين والبلعوم ، يثير الاشتباه بالسبب الجرثومي لالتهاب
البلعوم .
كيف يمكن التأكد من
وجود التهاب جرثومي في البلعوم ؟
يمكن التعرف على وجود
سبب جرثومي لالتهاب البلعوم بأخذ مسحة من الحلق وزرعها في المختبر( مزرعة الجراثيم
)
كما أن هناك فحص دم
خاص يمكن من خلاله التعرف على حدوث إصابة بالمكورات السبحية .
وإذا كان هذا الاختبار
إيجابيا ، أو كان الزرع الجرثومي إيجابيا ، فينبغي الاستمرار بالمضاد الحيوي لمدة
عشرة أيام .
كيف يعالج التهاب
البلعوم الجرثومي ؟
تعتبر معالجة التهاب
البلعوم الجرثومي أهم خطوة في
الوقاية الأولية لمحاربة حدوث الحمى الروماتيزمية.
وما زال البنسلين هو
الدواء الأمثل في هذه الحالات . ويفضل إعطاء جرعة واحدة من البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل للأطفال
الذين يشكون من التهاب البلعوم عندما يكون الزرع الجرثومي لمسحة الحلق إيجابيا .
ويمكن استخدام
البنسلين عن طريق الفم ، أو الايرثرومايسين عند الذين لديهم حساسية للبنسلين لمدة
10 أيام .
وينبغي التأكيد على
ضرورة الالتزام بهذه المدة ( 10 أيام ) حتى ولو اختفت الأعراض التي يشكو منها المريض
خلال الأيام الأولى من تناول العلاج .
وليس للـ Ampicillin أو الـ Amoxil أية مزايا تفوق
تأثير البنسلين في هذه الحالات .
كيف يمكن منع تكرر
حدوث الحمى الروماتيزمية ومنع تطور الإصابة القلبية عند من أصيب أحد صمامات قلبه ؟
لا شك أن الطريقة
المثلى لذلك هي بإعطاء البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل مرة كل 3 - 4 أسابيع باستمرار . ويمكن استعمال البنسلين عن
طريق الفم أو sulfadiazine أو
الايرثرومايسين عند من لديه حساسية
للبنسلين .
ولكن استعمال الحبوب
عن طريق الفم لسنوات يعتبر أقل فعالية في الوقاية من هجمات التهاب البلعوم
الجرثومي . وإذا تمكنا من منع تكرر هجمات الحمى الروماتيزمية فإن 70 % من نفخات
القصور التاجي(التسرب في الصمام التاجي ) ، و 27 % من نفخات القصور الأورطي تختفي
تماما خلال 10 سنين ، ولا يحدث تضيق في الصمامات عندهم .
إلى متى يستمر إعطاء
البنسلين المديد بالعضل ؟
ليس هناك اتفاق بين
العلماء على المدة التي ينبغي الاستمرار فيها بإعطاء حقن البنسلين عضليا .
والحقيقة أن ذلك يعتمد
أساسا على ما إذا كانت هناك إصابة قلبية بالحمى الروماتيزمية أم لا .
ففي حال وجود إصابة
قلبية فينبغي استخدام البنسلين المديد بالعضل حقنة كل 3 أسابيع وربما مدى الحياة .
أما إذا لم تكن هناك
إصابة قلبية فينبغي إعطاء البنسلين بالعضل كل 3 أسابيع لمدة 5 سنوات بعد هجمة
الحمى الروماتيزمية أو ربما لأوائل العشرينات من العمر .
ومن الحكمة أن يقرر
الطبيب المعالج تلك المدة الزمنية تبعا لحالة المريض وظروفه المعاشية واستجابته
للمتابعة الطبية .
ولا يزال الأمل يحدونا
في الحصول على لقاح ( vaccine ) لمنع حدوث الحمى الروماتيزمية في
المستقبل القريب .
ماذا عن الحساسية
للبنسلين ؟
تساور بعض المرضى
مخاوف من حقنة البنسلين ، خشية حدوث تحسس للبنسلين عند المريض ، حتى أن تلك
المخاوف حالت دون حصول المريض على معالجة فعالة لالتهاب البلعوم ، كما حالت دون
إعطاء المريض وقاية كافية ضد الحمى الروماتيزمية ، ورغم أن الارتكاسات التحسسية
للبنسلين قد تحدث عند بعض المرضى ، إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث عند الذين يعطون
البنسلين المديد عضليا كل 3-4 أسابيع . والارتكاس التحسسي ( كالطفح الجلدي مثلا )
يحدث عند حوالي 3 % من الناس . أما الصدمة التحسسية فتحدث عند 2 بالألف من الحالات
فقط .
ومعظم هذه الحالات
حدثت عند أطفال يزيد عمرهم عن 12 سنة . ولهذا فإن فوائد الوقاية من الحمى
الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية تفوق بكثير مخاطر الارتكاس التحسسي
للبنسلين .
فقد أكدت الدراسات أن
90 % من الهجمات الأولى من الحمى الروماتيزمية يمكن منعها إذا ما استعمل البنسلين
المديد بالعضل بصورة منتظمة .
أمراض صمامات القلب
الروماتيزمية
ذكرنا أنه إذا لم
تعالج الحمى الروماتيزمية معالجة فعالة ، ولم تتخذ إجراءات للوقاية منها ، فإن
صمامات القلب قد تصاب بالتضيق أو القصور .
تضيق الصمام التاجي :
ينجم تضيق الصمام
التاجي عادة عن إصابة الصمام بهجمة من الحمى الروماتيزمية . ونتيجة لهذا التضيق
تتوسع الأذينة اليسرى التي تقع خلف الصمام التاجي ، وقد تحدث وذمة في الرئة ( تجمع
سوائل في الرئتين ) نتيجة ارتفاع الضغط في الأذينة اليسرى من القلب .
والتضيق التاجي هو
أكثر حدوثا عند النساء ، إذ تبلغ نسبة إصابة النساء به أربعة أضعاف ما هي عليه عند
الرجال .
ولا تحدث أعراض المرض
عادة في الغرب إلا بعد سنين مديدة من الإصابة بالحمى الروماتيزمية . ولكن ، للأسف
الشديد ، نجد في بلادنا العربية حدوث هذه الأعراض في سن مبكرة جدا . وكثيرا ما
نشاهد ذلك في العقد الثاني أو الثالث من العمر .
وأول الأعراض عادة
حدوث ضيق في النفس عند الجهد ، ما يلبث أن يزداد بازدياد التضيق في الصمام ، فيحدث
عند القيام بجهد أقل . وفي النهاية قد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة . كما قد يشكو
المريض من الخفقان ، وقد يحدث ما يسمى بالرجفان الأذيني ( وفيه يدق القلب ضربات
سريعة وغير منتظمة ) .
ويتم تشخيص المرض
بالقصة المرضية ، وبإصغاء القلب ، وببعض الفحوص كتخطيط القلب الكهربائي ، وصورة
الصدر الشعاعية . إلا أن الفحص الدقيق والمؤكد للتشخيص هو تخطيط القلب بالأمواج
فوق الصوتية ( الايكو ) .
أما العلاج ، فقد تعطى
المدرات البولية والديجوكسين عند حدوث الأعراض . وإذا استمرت الأعراض فينبغي
التفكير بضرورة توسيع الصمام بالبالون أو إجراء عملية جراحية يوسع فيها الصمام ،
أو قد يحتاج الأمر إلى تبديل الصمام .
وينبغي التأكيد على
ضرورة إعطاء المضاد الحيوي قبل إجراء أية معالجة سنية أو عملية جراحية لمنع حدوث
التهاب في شغاف القلب .
قصور الصمام التاجي :
ويطلق عليه بالعامية
" تهريب " أو " تسريب " في الصمام التاجي . ومن المعروف أن
الدم يسيل في الحالة الطبيعية باتجاه واحد من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر
فالأبهر ( الشريان الأورطي ) . ولكن عندما يحدث قصور في الصمام التاجي يعود قسم من
الدم الذي وصل إلى البطين الأيسر ثانية
إلى الأذينة اليسرى .
أي أن الصمام الذي ينبغي أن يكون محكم الإغلاق يسمح برجوع الدم نتيجة عدم إغلاقه
بشكل تام .
وبسبب عودة الدم إلى
الأذينة اليسرى أثناء انقباض القلب ، فإن على القلب أن يعمل بجد أكبر حتى يتخلص من
هذا الدم الراجع . وفي النهاية قد يحصل ما يسمى بفشل القلب ( هبوط القلب ) .
وأكثر أسباب القصور
التاجي شيوعا هي الحمى الروماتيزمية . إلا أن هناك أسبابا أخرى منها " تدلي
الصمام التاجي " ، وجلطة القلب ، وتوسع الصمام بسبب تضخم البطين الأيسر
وغيرها .
أما عن الأعراض التي
يشكو منها المريض ، فأهمها ضيق النفس والإعياء ، وقد يحدث الخفقان . وهناك اختلاط
قليل الحدوث هو التهاب شغاف القلب . ويشخص المرض بالقصة السريرية وبإصغاء القلب ،
ويحتاج الأمر إلى صورة شعاعية للصدر وتخطيط قلب كهربائي . ولكن التشخيص الدقيق
يكون بإجراء تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) . وقد يحتاج الأمر في بعض
الحالات إلى إجراء القسطرة القلبية ، وخاصة حينما يعزم الطبيب على إجراء عمل جراحي
. ويصف الطبيب المدرات البولية ومثبطات أيس عندما يشكو المريض من ضيق النفس كما
يوصف الديجوكسين أحيانا لزيادة تقلص عضلة القلب وتنظيم ضربات القلب . وقد توصف
مسيلات الدم )المميعات
الدموية) لمنع تشكل خثرة في الأذينة اليسرى .
وينبغي التأكيد على
ضرورة إعطاء المضاد الحيوي قبل إجراء أية معالجة سنية أو عملية جراحية لمنع حدوث
التهاب شغاف القلب .
وإذا كانت الحالة
الشديدة فقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمام أو تبديله .
تضيق الصمام الأبهري (
الأورطي ) :
وهو عبارة عن تضيق في
فتحة الصمام الأبهري ، والذي يمر من خلاله الدم إلى أنحاء الجسم . وحدوث تضيق في
هذا الصمام يعيق جريان الدم عبره ، مما يجعل القلب يعمل بصورة أشد ، وهذا ما قد
يؤدي إلى حدوث تسمك في عضلة القلب .
وأهم أسباب هذا التضيق
: إصابة الصمام بالحمى الروماتيزمية ، أو توضع الكالسيوم على الصمام
( خاصة عند المسنين )
. كما قد يكون سببه عيبا خلقيا .
وقد لا يؤدي تضيق
الصمام الأبهري إلى أية أعراض . وقد يكتشفه الطبيب صدفة أثناء فحص طبي ، حيث يسمع
صوت نفخة ( لغط ) في القلب .
وقد يشكو المصاب من
ألم صدري أو ضيق في النفس ، أو نوبات من الإغماء أو وهن عام .
وقد تبدي صورة الصدر
الشعاعية علامات تضخم في القلب ، أو تكلس في موضع الصمام . كما قد يظهر تخطيط
القلب الكهربائي علامات تسمك في عضلة القلب . ولكن التشخيص الأكيد يوضع بواسطة
تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) والدوبلر ، حيث يعطى هذا الفحص فكرة
واضحة عن شدة التضيق في الصمام ، وحركة الصمام ، وسماكة عضلة القلب .
وإذا تبين للطبيب وجود
تضيق شديد في الصمام الأبهري ، أوصى بإجراء قسطرة قلبية ، وخصوصا عند من هم فوق
الأربعين من العمر ، للتأكد من شدة التضيق ، والتأكد من عدم وجود إصابة في شرايين
القلب التاجية ، وذلك قبل إجراء عملية تبديل الصمام .
أما إذا كان التضيق
خفيفا ، أو متوسط الشدة ، فإن المريض يحتاج إلى متابعة دقيقة ، وإجراء فحص الايكو
من حين لآخر ، للتأكد من عدم حدوث أي تطور في شدة تضيق الصمام .
ولا بد من التذكير أن
المريض المصاب بمرض صمامات القلب يحتاج إلى مضاد حيوي قبل المعالجة السنية ، أو
العمليات الجراحية .
قصور الصمام الأبهري (
الأورطي ) :
وهو عبارة عن تسرب في
الدم عبر الصمام الأبهري ، فيعود الدم إلى البطين الأيسر ، والذي هو الحجرة
الأساسية التي تضخ الدم إلى الجسم .
ويحدث تسرب الدم عبر
الصمام الأبهري نتيجة عدم قدرة الصمام على الانغلاق بشكل سليم . وقد يكون هذا خلقي
المنشأ ، أو يكون نتيجة الحمى الروماتيزمية ، أو التهاب في الشريان الأبهر أو
التهاب شغاف القلب . وهناك أيضا أسباب أخرى نادرة . وقد يترافق تصلب الشرايين
بقصور الصمام الأبهري وتضيق هذا الصمام أيضا .
وقد لا يؤدي قصور
الصمام الأبهري إلى أية أعراض ، فقد تكتشف الحالة أثناء فحص طبي لسبب آخر . فيسمع
الطبيب صوت نفخة ( لغط ) في القلب .
ونتيجة لتسرب الدم إلى
البطين الأيسر ، يقوم هذا البطين بالعمل بصورة أقوى ، مما قد يؤدي في النهاية إلى
توسع في البطين الأيسر وتسمك في عضلته . وهذا ما قد يؤدي إلى هبوط ( فشل ) القلب
الأيسر . وحينئذ يشكو المريض من ضيق في النفس ، والوهن العام . وقد تحدث وذمة في
الرئة نتيجة احتقانها بالسوائل .
وقد تبدي صورة الصدر
الشعاعية تضخما في القلب ، وازديادا في عرض الشريان الأبهري . أما تخطيط القلب
الكهربائي فقد يبدي علامات تسمك في القلب الأيسر .
ويظهر تصوير القلب
بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) والدوبلر وجود تسرب في الصمام الأورطي وحركة
الصمام ، وسماكة البطين الأيسر وحجمه .
أما القسطرة القلبية
فيحتاج إليها أحيانا لتحديد شدة القصور في الصمام ، حيث تحقن مادة ظليلة في القلب
عبر قثطار يدخل عن طريق الشريان الفخذي عادة ، وتؤخذ صورة شعاعية للقلب .
وإذا اشتكى المريض من
أعراض فشل ( هبوط القلب ) أعطي المدرات البولة و " مثبطات أيس "
والديجوكسين . وإذا ما كان قصور الصمام شديدا نصح الطبيب بوجوب إجراء عملية تبديل
الصمام. وكما هي الحال في أمراض صمامات القلب ، فينبغي إعطاء المضاد الحيوي قبل
المعالجات السنية أو العمليات الجراحية .