ماذا بعد علميات القلب الجراحية ؟
الدكتور حسان شمسي باشا
يحتاج
المريض عادة إلى فترة تتراوح ما بين 6 - 8 أسابيع للتماثل للشفاء بعد عمليات القلب
.
وخلال
تلك الفترة ستعود تدريجيا إلى مستوى النشاط الذي كنت تمارسه قبل العملية . ولكن
عليك أن تزيد نشاطك تدريجيا بالقدر الذي لا تشعر معه بالتعب والإعياء .
ابدأ
نشاطك بالقدر الذي كنت عليه عند خروجك من المستشفى ، وزده تريجيا ويوما بعد يوم .
ولا شك أن المشي هو أفضل الرياضات . خذ الأمور بحكمة وروية ولا تجهد نفسك ، ولا
تحملها ما لا تطيق .
وينبغي
عدم رفع أي شيء يزيد وزنه على 5 كغ خلال فترة الأسابيع الستة التي تعقب العملية .
ويمكن
ممارسة الأعمال التي تحتاج إلى مجهود عضلي بعد 3 أشهر من العملية . أما الأعمال
المكتبية أو الإشرافية فيمكن ممارستها بعد 6 أسابيع .
يمكن
البدء بصعود الدرج في اليوم الخامس بعد العملية بالقدر المستطاع . ولكن تذكر أن
صعود الدرج يحتاج إلى مجهود أكبر من المشي العادي . فخذ وقتك عند صعود الدرج و لا
تتسرع . وحاول أن تستريح أثناء صعودك الدرج ولو للحظات .
الاستحمام
جيد - كما ذكرنا - منذ اليوم الثالث بعد العملية . وستحسن في البداية الجلوس على
كرسي عند الاستحمام حتى تسترد قوتك تماما . اغسل الجرح بالماء والصابون بلطف ،
وتجنب فرك الجرح . وينصح بأن يرافقك أحد من أهلك لمساعدتك في ذلك . لا تغلق باب
الحمام عليك في الفترة الأولى .
ينصح
بعدم قيادة السيارة في الأسابيع الستة الأولى عقب العملية الجراحية . أما السيارات
التي تحتاج قيادتها لمجهود عضلي فينصح بعدم قيادتها في الأشهر الثلاثة الأولى .
وخلال
ذلك حاول تجنب السفر لمسافات طويلة . وإذا اضطررت إلى ذلك فحاول إيقاف السيارة كل
ساعة أو ساعتين . حاول أن تمشي ولو لوقت قصير ثم تابع السفر .
يمكن
السفر بعد التأكد من حالة المريض الصحية وسلامة الجروح ، وذلك أثناء زيارة المريض
للعيادة بعد أسبوعين من خروجه من المستشفى . ولا مانع في أن يكون السفر بالطائرة
أو السيارة .
إذا
كانت حالة المريض مستقرة ولم تكن هناك أية مضاعفات ، فيمكن السماح للمريض بممارسة
السباحة بعد حوالي ثلاثة أشهر من العملية .
يمكن
ممارسة الجماع ( المعاشرة الزوجية ) بصورة شبه طبيعية بعد حوالي ستة أسابيع من
العملية .
كثيرا
ما يشكو المرضى بعد عمليات القلب من ألم في الصدر أو الظهر أو الكتفين . وهذا أمر
طبيعي متوقع بعد فتح الصدر . وغالبا ما تختفي هذه الآلام تدريجيا خلال شهرين أو
ثلاثة أشهر . وتزول هذه الآلام عادة باستعمال الأقراص المسكنة مثل الباراسيتامول .
ويحتاج الأمر إلى شيء من الصبر . قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب } الزمر 10 .
ولكن
ينبغي تمييز هذه الآلام عن ألم الذبحة الصدرية . فرغم أن عمليات وصل الشرايين
التاجية تزيل عادة ألم الذبحة الصدرية ، إلا أنها قد لا تزيل تماما عند البعض .
فألم
الذبحة الصدرية يحدث عادة عند الجهد ، ويزول بالراحة ، أو باستعمال حبوب
النيتروغليسيرين . أما ألم الجرح فقد يزداد بالجهد وخاصة عند تحريك الساعدين أو
حمل شيء ما . كما أنه قد يزداد بالضغط على الصدر أو عند السعال .
قد
يشكو البعض من حكة أو خدر وتنميل مكان الجرح . وقد يلاحظ خروج قليل جدا من
المفرزات من جرح الصدر . وغالبا ما تختفي هذه الشكايات تدريجيا .
وينصح
بعدم وضع أية مساحيق أو محاليل أو دهون على الجرح . ولكن ينبغي أن تستشير طبيبك
فورا إذا ما لاحظت وجود علامات التهاب في الجرح كحدوث تورم في مكان الجرح واحمرار
أو سخونة موضعة ، أو خروج مفرزات كثيرة من الجرح .