أعراض التلعثم  :

مفهوم جبل الثلج :

وصف أحد الخبراء  (Sheehan) التلعثم بأنه كجبل الثلج لا يبدو منه إلا جزء صغير فوق سطح الماء بينما معظمه مغمور تحت سطح الماء ، وهذا فعلا هو التلعثم لا يظهر منه إلا كونه عيبا في النطق مع أنه يشمل انفعالات وأحاسيس أكبر من ذلك بكثير.


الأفعال المصاحبة للتلعثم :

عندما يتكلم المتلعثم ويبدأ في التلعثم يلاحظ ظهور بعض الأعراض عليه ألخصها فيما يلي :

انقباض في بعض عضلات الجسم :

خاصة تلك الموجودة في الأطراف والبطن ، وهذا الانقباض ما هو إلا رد فعل مساعد يقوم به المتلعثم لمحاولة الخلاص من العائق الذي وقف أمامه ، لأن الكلمات بالنسبة للمتلعثم لا تعتبر مجرد حركات بسيطة سهلة ولكنه يتخيلها على أنها أثقال تتطلب قوة عضلية كبيرة للتعامل معها ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن هذا الانقباض قد يساعد على دفع كمية أكبر من الهواء للمساعدة في إخراج الكلام .

 

في المواقف الصعبة والتي يحتاج فيها المتلعثم للكلام ، كأن يقوم بتعريف نفسه في اليوم الأول من العام الدراسي أمام المدرس ، أو يقف في الفصل أو المحاضرة للإجابة عن سؤال ما ، أو أثناء الامتحانات الشفهية ، أو أثناء إجراء مقابلة شخصية مؤهلة لوظيفة ما ، في كل هذه المواقف وغيرها ربما يعاني المتلعثم من زيادة في عدد ضربات القلب وكمية العرق وتفسير ذلك هو كمية الخوف التي يضع المتلعثم فيها نفسه ، أو التي تعود على مر السنين أن يضع فيها نفسه خوفا وحذرا من التلعثم الذي يشعره بأنه إنسان معاق ، فالمتلعثم يعتبر التلعثم عيبا جسيما وعارا لا يجب أن يعرفه أحد !!

 

ارتباك حركة العين :

و إبعاد المتلعثم نظره عن الشخص الذي يحدثه ، وهذا ما هو إلا نوع من الهروب يقوم به المتلعثم محاولا عن عدم رؤية رد فعل الشخص الذي أمامه على تلعثمه.

 

الاستبدال :

وهو أن يستبدل المتلعثم الكلمة التي يريد أن يقولها بكلمة أخرى لسهولة نطقها ، ليس إلى هذا الحد فحسب ، ولكني سمعت قصصا عن بعض المتلعثمين قاموا بتغيير أسمائهم نظرا ً لصعوبة نطقها ، واستبدلوها بأسماء أخرى سهلة النطق .

بالطبع أيضا تختلف قدرة المتلعثمين على الاستبدال على حسب ذكائهم ومستواهم التعليمي ، فبعض المتلعثمين يصلون إلى درجة من المهارة تمكنهم من إخفاء التلعثم تماما.

 

استخدام العكاكيز :

 وهي الكلمات التي يضعها المتلعثم في بداية الكلام بهدف تخطي عائق بدء الكلام ببعض الكلمات الصعبة.

ومن أمثلة هذه العكاكيز " يعني ....، كنت ..... ، مثلا .....  ، هوااا .........".

 

السرعة الكبيرة في الكلام :

وكأن المتلعثم يريد أن ينهي كلامه مبكرا ً قبل حدوث التلعثم ، وبالرغم من هذه السرعة الكبيرة فإن المتلعثم لا يدرك أنه يتحدث بسرعة ويفاجأ بذلك إذا قام بتسجيل صوته والمقارنة بين سرعته وسرعة الآخرين .


الأفعال المترتبة على التلعثم :

التجنب :

لما كان التلعثم – بالنسبة للمتلعثم – نوعا من العار ، فإنه يترتب على ذلك أن يحاول المتلعثم أن لا يكشف هذا العار أمام الناس ، وذلك عن طريق تجنب كل المواقف التي تتطلب الكلام ، فلا يسأل في الفصل أو المحاضرة ، وإن سُئل يقول " لا أعرف " حتى وإن كان يعرف ، لا يقوم بإجراء مكالمات  تليفونية نهائيا ، وإن اتصل به أحد يقول للأهل أن يخبروه بأنه غير موجود بالمنزل ، لا يشتري شيئا بل يجعل والده أو إخوته يقومون بهذا العمل .

بالطبع تختلف مظاهر التجنب وشدته باختلاف شخصية المتلعثم ودرجة التلعثم ، وفي الكثير من الحالات يتجه المتلعثم إلى تجنب التعامل مع الناس حتى وإن كان هذا التعامل لا يحتاج إلى الكلام ، حتى أنه يصبح مرتبكا عندما يمشي في الشارع وسط الناس !!!

 

الانطوائية :

يؤدي تجنب المتلعثم لكثير من المواقف إلى شعوره الداخلي بالوحدة وشعور من حوله من زملائه ببعده وانطوائيته عنهم التي تزداد يوما ً بعد يوم ، فربما يكون له فقط صديق أو اثنين على الأكثر ، وربما لا يكون له أي صديق .

 

اضطراب السلوك الاجتماعي :

نتيجة لشعور المتلعثم بالدونية أي أنه أقل من جميع من حوله ، فيظن أن كلامه ربما لا يقبل ممن حوله أو أن أسلوبه في معالجة القضايا ربما يقل كفاءة عن أساليب الآخرين ، كما أن تجنبه للكثير من المواقف يقلل من خبرته في الحياة والتعامل مع الناس فيتوتر ويرتبك لأقل مشكلة تقع له وهذا مما يزيد تلعثمه ويدخله في دائرة مغلقة من التلعثم والارتباك.

 

الخوف من كل مجهول :

نتيجة لخوف المتلعثم المتكرر من المواقف التي تتطلب الكلام ، فإنه وبعد فترة يخاف من كل موقف جديد ، لشعوره اللاواعي أن هذا الموقف ربما يتطلب منه الكلام حتى وإن لم يكن كذلك .