الأحد 20-05-2001

كان الصحابة رضي الله عنهم يتنافسون على فعل الخير ، ففي غزوة تبوك وقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائل اً:-” ( من جهز جيش العسرة فله الجنة ) فتبرع عمر رضي الله عنه بنصف ماله ، وحدث نفسه قائلاً  :-  ( أول مرة أسبق بها أبوبكر على فعل الخير ) . وما لبث إلا وتبرع أبوبكر بكل أمواله ، فقال له ماذا أبقيت لأهلك يا أبا بكر ؟ فقال :- أبقيت الله ورسوله . ثم أتى عثمان بن عفان رضي الله عنه بألف ومائتين من الخيل بكل تجهيزاتها. فلننظر إلى ذلك التسابق والتنافس الشريف على فعل الخير وابتغاء مرضاة الله ، بينما في أيامنا هذه هناك تنافس من نوع آخر وهو تنافس أفراد الإدارات المختلفة على أساس إظهار العمل للبشر والبروز في المجتمع أو النكاية  بالإدارات الأخرى ، ومن مظاهر تلك الظاهرة ما يلي:-

·                   عدم التعاون والتنسيق ، وتحقير جهود الأقسام الأخرى ، واستنقاص منجزات الغير.

·                   إظهار سلبيات الأقسام الأخرى وكتم الإيجابيات .

·                   عدم وجود روح الأخوة والتناصح بين الأقسام المختلفة.

·                   تحليل وقياس الأمور المختلف عليها دائماً من منطلق الإحساس بالربح والخسارة.

 ولكن لو قمنا بالبحث عن أسباب تلك الظاهرة لوجدناها كالتالي:-

·                   الإحساس الدائم بأن المنافس يريد سحب البساط منه شخصياً.

·                   حب البروز في المجتمع والبحث عن المكان الأكثر بروزاً في الإدارة.

·                   سوء الظن وعدم صفاء النيات.

·                   عدم محاسبة النفس ومراجعة النوايا والضعف الإيماني العام.

·                   تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة العمل.

 ولتلافي أو علاج تلك الظاهرة نقترح بعض الحلول مثل :-

·        رد الإساءة بالإحسان ، وإحسان الظن بأعمال وأقوال الغير.

·        إيجاد جلسات مصارحة وإيضاح الأمور بجلاء حتى لا تترك مجالاً للتأويل السيئ.

·        الإشادة بدور وإيجابيات المنافس لتهيئة الأجواء وتصافي النفوس.

·        البحث عن أرضيات مشتركة بين الطرفين للتعاون فيها.

·        التنازل عن الأمور التي يمكن التنازل فيها إذا كان ذلك يؤدي إلى صفاء القلوب والارتقاء بالعمل .

  تستطيع أن تسحق الزهرة تحت قدميك ولكن أنى لك أن تزيل عطرها

 

حقوق الملكية مهدا الى الجميع

edarahXedarah@yahoo.com