الموقع

يرث الاردن موقعا جغرافيا ممتازا ، له من الاصالة ما اكسبه أهمية بالغة كنقطة وصل بين أقطار مجاورة و نائية منذ فجر التاريخ ، فقد كان الاردن ، وما زال موضع ارتكاز لمحورين رئيسين ، هما :

المحور الأول يصل شبه الجزيرة العربية و الهند وشرق إفريقيا بعالم البحر المتوسط .

المحور الثاني يربط العراق وسواحل شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام وموانئها .

ونتيجة لموقع الاردن المتميز منذ البداية ، امتزجت فيه الوظيفتان التجارية و الحربية ، حيث كانت الحاميات العسكرية وسيلة السيطرة على طرق القوافل و الدفاع عن الثغور الصحراوية ، مما أدى الى قيام تحالف المدن العشر التي انبثقت عن الحضارة اليونانية .

وفي أيام المد الإسلامي شكل الاردن جسرا عبرت عليه جيوش الفتح الى الشام وشمال إفريقيا . وفي أثناء الغزو الصليبي ، تحول شرق الاردن الى خط قلاع اشهرها الكرك و الشوبك و عجلون .

تتجلى أصالة موقع الاردن في احتفاظه حتى الآن كمعبر وصل ، وبؤرة التقاء ، تزداد أهميتها مع مرور الزمن . ففي بداية القرن الحالي مد الأتراك خط سكة حديد الحجاز بين دمشق ومكة . وعندما ورثت بريطانيا نفوذ الأتراك في المنطقة ظهرت أهمية الاردن على خط إمداداتها العسكرية ، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية ، حين أنشيء رصيف حربي لإنزال المؤن و المعدات في العقبة .

هذا الموقع المتوسط يجعل الدور المنوط بالأردن حاليا اكبر بكثير من حجمه ومن موارد أرضه الفعلية .فهو إقليميا حلقة وصل في تجارة العبور العربية ، وعلى الصعيد العالمي يقع الاردن في مجال تصارع القوى الكبرى وقد استغل الاردن ميزة الموقع ، ليعالج موطن الضعف في ميزانه التجاري .

و الآن سوف نتعرف على موقع الاردن فلكيا ، وجغرافيا ، واستراتيجيا :

الموقع الجغرافي : يعرف الموقع الجغرافي بأنه : موقع الدولة بالنسبة لما يجاورها من دول ومسطحات مائية .

من ابرز السمات الجغرافية للأردن هي موقعه الجغرافي فهو يشكل جزءا من بلاد الشام الجنوبية ، التي تقع في الزاوية الجنوبية الغربية لقارة آسيا.كما انه يشرف على ساحل ضيق على البحر الأحمر في خليج العقبة ، ويحتل موقعا وسطا بين العراق شرقا و فلسطين غربا و سوريا شمالا و السعودية جنوبا و شرقا مما اكسبه أهمية بالغة بوصفه حلقة وصل بين أقطار العالم المتعددة .

 

 

الموقع الفلكي : وهو امتداد الدولة بين خطوط الطول و دوائر العرض .

ويقرر الموقع الفلكي الأنواع المناخية السائدة في بلدنا ،و المتمثل بوقوع الدولة على درجات عرض محدودة . و لما كان الأردن يمتد بين دائرتي عرض 29-33 شمال دائرة الاستواء ، و بين خطي طول 35,5-39شرقا ، فهو يقع ضمن المنطقة المعتدلة ،ماطر شتاءا ،حار جاف صيفا .

الموقع الاستراتيجي : تميز الأردن بموقع استراتيجي فريد ، يكتسب أهمية خاصة في الحرب و السلم ، و يتحكم بطرق المواصلات بين الأقطار العربية الآسيوية و أوروبا ، فهو بمثابة عقدة مواصلات لتجارة  الترانزيت المار من أوروبا و تركيا الى تلك الدول . و يشرف الاردن على خليج العقبة الذي يربط بلاد الشام بمصر و شمال إفريقيا .

 

الحدود

اجتمع للأردن النقيضان : رقعة ضيقة من الأرض ، و حدود واسعة .  و يتميز الأردن بطول حدوده البرية ، و يلاحظ أن الحدود البحرية تقتصر على مسافة صغيرة تتمثل في  ساحل ضيق على البحر الأحمر في خليج العقبة .

 حيث يمكن تصنيف حدود الأردن مع جيرانها إلى  :

ا . طبيعية مثل الحدود السورية الأردنية .

ب . هندسية : مثل حدوده مع سوريا ، العراق ،السعودية .

ففي شماله تقع سوريا ، و في غربه فلسطين ، و في جنوبه السعودية ، و في شرقه السعودية و العراق .

 

 

 

 

الجدول ( 1 ) : يبين طول الحدود الأردنية بالكيلو متر .

 

المجموع

العقبة

فلسطين

سوريا

العراق

السعودية

1724

30

380

455

133

726

 

      

المساحة

 

 

تعتبر مساحة الاردن بحدوده السياسية الحالية صغيرا إذا ما قورن بالدول العربية المجاورة ، حيث جاءت هذه المساحة نتيجة لفرض الحدود السياسية الحالية بعد أن تم تقسيم العالم العربي الى أقسام سياسية ، بعد الحرب العالمية الأولى ، وتبلغ مساحة الاردن  89300 كم مربع   ، ويعتبر شكل الاردن شكلا طويلا غير منتظم حيث يبلغ طوله من الشمال الى الجنوب حوالي

( 489 ) كم ، بينما يبلغ أقصى عرض له من الشرق الى الغرب حوالي

( 350 )كم وأدنى عرض له ( 150 ) كم . أما من حيث مساحة اليابسة فتبلغ 88،884 كم ، و المساحة المائية تبلغ  329 كم ويمكن مقارنة مساحة الأردن بمساحات الدول العربية المجاورة  لها من خلال الشكل التالي  :

 

المساحة

الدولة

89,300كم

الاردن

185,000كم

سوريا

438,300كم

العراق

27,000كم

فلسطين

2,400,000كم

السعودية