نشأة الحضارات وأفولها

إن قيام حضارة جديدة في مكان يعني زوال أخري من مكان آخر. والحضارة بساط وتنسجه أيدي أمم كثيرة.

وأرجع العلامة ابن خلدون أسباب أفول حضارة، وبالتالي قيام أخري في مكان أخر، إلي عوامل منها:

  1. عوامل مادية: كاتساع رقعة الملك، وعدم خضوع الأطراف النائية للسلطة المركزية.
  2. عوامل اقتصادية:  ويعني بها حالة الترف والدعة بعد فترة الاستقرار.
  3. عوامل اجتماعية: فالمجتمع خاضع للتطور المحتوم، وللدول أعمار كأعمار الأفراد.

وتمر الحضارة في خمسة أطوار:

  1. الفتح والاستيلاء واكتساب المجد.
  2. طور استبداد صاحب الدولة علي قومه، وكبح جماحهم عن التطاول.
  3. طور الفراغ والدعة، فيميل صاحب الدولة إلي تحصيل المال، وتخليد ذكره بالآثار مع تجميد شخصه.
  4. طور الإسراف والتبذير، حيث يصبح صاحب الدولة وبطانته أسير الملذات والشهوات. فتصبح الدولة في حالة هرم، وتسير بخطوات سريعة إلي الأفوال.

 والحضارة مع ذلك في نمو مستمر، فهي متواصلة العطاء، وقيمة أمة في ميزان بناء الحضارة يساوي ما قدمته مطروحاً منه ما أخذته تطبيقاً للقاعدة:

قيمة كل أمة في ميزان بناء الحضارة = ما أعطت وقدمت – ما أخذت واقتبست.