Back
~  إلى صديقة حبيبتي  ~
يوفيليا هيَ ,  و أنا الماءْ .


و أنا الغَرَقُ ,
و أنا بعد الغرقِ البكاءْ .


و أنا الفستانُ الأزرقُ ,
والحريرُ الأزرقُ ,
والخيطُ الأزرقُ ,
و الإبرةُ الزرقاءْ   .


و أنا التي حبي ينصِبُ أعلامه ...
على قسمات وجهها  بلا إستحياءْ .


***


أيُّ النساء علّها تصنع منك سيدتي ؟
بعد أن مني صَنَعَتْ حوّاءْ !
بل صَنَعَتْ كل النساءْ !


أيُّ نارٍ علّها تُوقد في صدرك سيدتي ؟
بعد أن بغيرتي صنعت
نار جهنم الحمراء !


أيٌّ شعرٍ ستكتب عنك بعد أن خطت ...
يُمنى يأسها مني "كل ما نفعله هباء" !


أي سُكنى تبحثين - سيدتي – في من
أنا لها السُكنى ...
أنا الوجهةُ ...
...وأنا البقاء .


***


إن أنصتت لبعض حديثك يوماً بإهتمامْ .


إن أطرت فستانكِ ,
عيناكِ ,
يداكِ ببعض الكلامْ .


أو بحثت فيك عن بردٍ ...
أو بحثت عن سلامْ .


ما بحثها - وما أنت بمجملك سيدتي –
إلا مهربٍ لطفلٍ رضيعٍ يومَ الفطامْ .


ما بحثها إلا لحظة لتعودَ و تستقر وعلى صدري  تنامْ . 


***


صبرها- و إن دعاكِ - ينتظرني .
عينها -وهي تراكِ – ترقبني .
صوتها -الهامس في أذنيكِ- يحادثني .
فكرها -المصغي لأعتى مصائبكِ- يتأملني .
و ما أنت سوا دميةٌ بلهاءْ !


و إن بدا لكِ يوماً غيرَ ذلكَ -  سيدتي-...
فليست دائماً كما تبدو لنا الأشياءْ !


***


ما وقتها –الذهبيُّ- معكِ ...
غير ساعات إنشغالي .


و ما حزنها -الذي حسبتيه من بُعدُكِ-
إلا ردةَ فعلٍ لأبسطِ أفعالي .


***


آهٍ لو تعلمين ...
أن كل ما تفعلين ...
- أو ما لا تفعلين –
لن يجدي ...  لن ينفع ..
.. إن لم يكن دواءْ .
وبعض جروح حبي هي الداءْ .


***


فأنا " حبيبتها " !
و روحي التي تسكنها ...
تنصِبُ أعلامها على قسمات وجهها ...
بلا إستحياء !
بلا إستحياء !


15 – October – 2003