علي
ديوب
القاهرة ـ القدس العربي تتمثل مفارقة هذه المادة، عن شعراء مصريين، من الجيل
الشاب، أنها أتت بنصيحة من أحد شيوخ الأدب في مصر (الصديق القاص سعيد
الكفراوي). أما العادي هنا فيتمثل في أنها لا تحمل
جديدا، فالمعاناة أمر بات عاديا، علي مساحة رقعة عربية ترقعها الشعارات، تحارب
المختلف، وتسالم الجهل، وتتزين من طغاتها بأكفان الشهادة؛ فتبلي وتتعفن في
سباتها..
تكامل أقنومي التحكم ـ الديني والبوليسي ـ يحمل
الأجيال الشابة نفسها مهام منهكة، في عملية مواجهة غير عادلة.. تتجلي، في اخطر صورها، علي شكل مواجهات لا تمت إلي الإبداع
بصلة. ولقد جهر الضيوف هنا ببلوي داء الرقيب، الذي
لا يجدون له دواء غير الهروب إلي الإصدارات الخاصة، التي تحرمهم من حق
المتابعة النقدية، وتحشرهم في دائرة قصية معتمة، لا حيلة لهم فيها خارج قراءة
بعضهم البعض الآخر.
وإذ ربط بعضهم المشكلة بالدستور، الذي فرض الصبغة الدينية للدولة، عزا غيره
الأمر إلي تلاعب السلطة بالجميع، وحدد ثالث الأزمة في المجتمع العربي الذي لا
يقدر الإبداع.. وقد تجد إشارة فاطمة ناعوت حول الدور الذي تنيطه المؤسسة
الدينية بنفسها، من مراقبة ومعاقبة الإبداع، والصمت عن الفساد والفن الهابط؛
صداها في قول سامي الغباشي بأن المجتمع اليوم في
حالة زلزلة.. بل لعل المثال الذي قدمه سامي، عن رقيب ثقافي يطلب منه حذف كلمة
أنثي، يفوق خيال أي كاتب مذعور! اما اشارة السيد يونس لخطر ظاهرة الرقيب الداخلي؛ فقد أعادت
لذاكرتي صرخة الروائي السوري الراحل هاني الراهب (طريد الرقيب المسرح علي عقلة
عرسان)، حول بذل الكاتب جل جهوده الذهنية في ابتكار فنون التحايل علي الرقيب
لإيصال فكرته؛ وليس في إبداع الفكرة ذاتها! لكنه
يحيلنا اليوم لقراءة العلاقة المريضة داخل حقل الثقافة ذاتها، بفضل تحرري
الأمس، محافظي اليوم، محاربي المستقبل، ممن يطمحون بمملكة لا تغيب عنها الشمس،
وبغيوم يعود لهم خراجها حيثما أمطرت! ليغدو كلام جابر عصفور، أمين عام المجلس الأعلي للثقافة، عن إحلال علاقات التكافؤ محلَّ علاقات التراتب ، بين مواطني جمهورية الإبداع، مثيرا للشفقة.
ويغدو حال الشعر، في ملتقي القاهرة الدولي للشعر العربي بجوه(الجو المحافظ الي حد النكاية ـ بحسب عباس بيضون)،
والذي كشف عن حال من القطيعة والسخط بين أجيال متعطشة لتوصيل ذاتها، بالضد من
أشكال التحكم والسيطرة، وبين الجيل المتربع علي عرش القرار؛ حالاً يحتاج علاجه
لملتقي خاص بالشعر المصري(!؟). ودلالة علي أن الميت ـ الذي يستحق النعي ـ هو عصر ينقضي من الثقافة العربية، برمتها.
هنا لقاء ـ لم يخطط له مسبقا، للأسف ـ مع أربعة من الشعراء الشباب، قد تكون الأنثي بينهم نالت حظا أكبر من الشهرة(فاطمة ناعوت، سامي الغباشي، عبدو الزراع، والسيد
يونس)، جمعتهم صرخة رفض وتحد؛ وسؤالي الذريعة عن أشكال المعاناة التي
يعاقرونها مع المؤسسة الرسمية.
سامي الغباشي
ما نعانيه مع المؤسسة، يكاد يتطابق ومعاناة الجيل الجديد عموما. لكن نحن نحصر حديثنا في الشعر، فمعاناة الجيل الجديد في
منطقة الشعر، خاصة في الفترة الأخيرة، تمثلت تحديدا في مشكلة الرقابة، أو
المصادرة، والتي رحنا نتلمسها بصورة متنامية، بدءا من العقد الأخير من القرن
الماضي. وذلك إلي جانب المصادرة الضمنية من قبل
المؤسسات الثقافية، عبر تأجيل الأعمال. يعني تصلك رسالة جوابية من قبل
المؤسسة، التي ترسل إليها عملك، تعلمك بوصول المخطوط إليها، وبأنه أجيز.. وهذا
كل شيء؛ فالمخطوط يبقي مخطوطا، ولن يصدر!
هل لك بمثال من تجربتك؟
تم تعديل بعض القصائد لي، بتدخل سافر من القائمين علي الصفحات الأدبية. هم
يعدلون ما يرون أنه يسيء، أو قد يسيء، أخلاقيا، دينيا، أو سياسيا.. لموقعهم. لأن هذه المجلات تصدر عن مؤسسات ثقافية.
قضية أخري: كان لي ديوان في إحدي المؤسسات الثقافية
المصرية، وتحديدا في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفوجئت عند توجهي لمراجعة
بروفة الكتاب أن المطلوب مني حذف كلمات أنا شخصيا أعتقد أنها لا تمثل أية
مشكلة؛ يعني لما يطلب مني رئيس التحرير ان أحذف
كلمة أنثي من قصيدة، فهذا يعني لي أننا وصلنا إلي مرحلة متخلفة جدا في عمل
الرقابة.. وعلي هذا المنوال، طلب مني أن أحذف حوالي
70% من الديوان!!
لا أريد أن أحول المنطقة إلي خلاف شخصي مع المؤسسة،
ولكن الرقابة في مصر تحاول القول بأن كل شيء تمام.. وكل شيء عادي خالص.. وكل
شيء مضبوط.. الخ؛ لكن الذي يحصل في الكتب أن ثمة
نصوصا مكتوبة في غاية الجمال، وفي غاية الخطورة، لكنها لا تنشر في وقتها. وهذا يدفع المبدعين الجديدين إما للنشر خارج المؤسسة، بما
يسمي في مصر بالطبعات المحدودة، أو الطبعات الخاصة؛ وإما لإصدار مجلات خاصة
جدا: تمثل رؤية مجموعة محددة من الأدباء..
مع افتقار الثقافة لمملكة وقصور، هل تغلبتم بطريقتكم
هذه علي القصور؟
في العقد المنصرم صدرت في مصر مجلة هامة جدا اسمها(الكتابة الأخري)، كما أعيد إصدار مجلة(إضاءة)، ثم توقفت.. وهناك
مجلات اخري يحاول إصدارها بعض الشعراء الجادين ـ
وكل هذا يحدث خارج إطار المؤسسة ـ مثل(شعر) لكريم عبد السلام، و(قوس قزح)
للأستاذ حلمي سالم والأستاذة فاطمة ناعوت.. ولكن هذه المحاولات، التي تنقذ
نفسها من الرقابة، تخضع لأزمة أخري، وهي أزمة التوزيع والانتشار. وهو ما يحول دون وصولها إلي النقاد، ويحرمها بالتالي من
حقها في المتابعة النقدية الجادة والضرورية لتطورها. وهكذا يظل الإبداع حبيس دائرة صغيرة ومغلقة.
إذا فالمؤسسات التي يجب عليها هي أن تقوم بدور
المساعد علي إخراج الإبداع إلي منطقة الضوء، لا تقوم بدورها هذا، بل وتتحول
إلي عائق.
عبدو الزراع
شاعر ـ سكرتير تحرير مجلة أطفال(قطر الندي)
أنا شخصيا لم يحدث معي ما حدث مع صديقي سامي الغباشي.
فمعظم كتبي نشرتها مؤسسات ثقافية(رسمية)، وربما يكون مرد ذلك لكوني أشتغل في
هيئة قصور الثقافة؛ ولكن بالفعل، ومنذ مشكلة وليمة لأعشاب البحر ـ للروائي
السوري حيدر حيدر ـ والروايات الثلاث التي تلتها،
أصبح هناك تخوف شديد لدي القائمين علي الســلاسل الأدبية، في كل من هيئة قصور
الثقــافة والهيئة العامة للكتــاب؛ تخوف ليس وراءه القائمون علي تلك الهيئات،
أو وزير الثقافة، وإنما هو تخوف شخصي وقع علي أولئك الأشخاص القيمين علي تلك
السلاسل. وأقصد تخوفهم علي أماكنهم، مناصبهم، ومن تعرضهم لمشاكل.. الخ.
ولكن فعلا، وبعد الذي حصل لصديقي سامي الغباشي
وآخرين، أصبح هناك إقبال علي النشر الخاص. وراحت
تنتشر ظاهرة تسرب المبدعين، هربا من الرقيب المتسلط علي المؤسسة الثقافية
الرسمية.
السيد يونس
شاعر وصحفي في جريدة الأسبوع/ القسم الثقافي
ربما أختلف مع الصديق، والشاعر الجميل، سامي الغباشي.
ففي مصر اليوم تنشأ ظاهرة جديدة من الشبان.. وأنا أري أن المشكلة التي راحت
تؤرق المبدع حاليا تتمثل بالرقيب الداخلي لديه، وهي مشكلة أري أنها تأسست علي
أزمة وليمة لأعشاب البحر، والروايات الثلاث اللاحقة عليها.. كما أصبح المسؤولون في المؤسسات الثقافية، في أعقاب ذلك، متخوفين
من كتابات الجيل الجديد. صارت هذه الكتابات، بنظرهم،
أشبه بقنابل موقوتة، قد تسبب لهم خسارة مناصبهم؛ إذا ما حمل العمل تجاوزا
إبداعيا.
وأما عن تجربتي، فأعتقد أن ديواني الجديد يحمل
الكثير من المحاذير؛ ورغم ذلك فقد صدر من المؤسسة الرسمية ـ وهي هيئة الكتاب ـ
دون أي تدخل من أحد. وأنا أنظر إلي العشر سنين الأخيرة بعين الرضي والإعجاب من
ولادة جيل جديد، يحمل رغبة في حرية التعبير، في كافة المجالات، وبشتي الطرق.
تسريب المخطوطات من مؤسسات رسمية إلي جهات أصولية، هل
هي طريقة استئذان بالنشر؟ أم تتعلق بتصفية حسابات شخصية؟
سامي: المشكلة، كما اراها، لا تنحصر في مسألة
تسريب.. بل في نقطة تحول رئيس التحرير ذاته، من دور
المشرف إلي دور الرقيب..
فاطمة ناعوت
(شاعرة ومترجمة ومهندسة معمارية)
قال السيد كلمة عن الرقيب الداخلي. وأنا أؤيد القول بأن بزوغ الرقيب داخل
الكاتب ذاته هي المصيبة الكبري. ولكن كل كتاب يصدر،
يولد سؤالا عن دور الأزهر في حصر اهتمامه بمنع الكتب، وإعراضه عن شتي الأضرار
التي تحملها إلي الأجيال موجات الفيديو كليب والأفلام الخلاعية،
والفساد الحقيقي الذي يملأ السمع والبصر!!؟
كيف يهاجم الكاتب علي حرية الخيال؟ أساسا ما الذي
يملكه الكاتب غير الخيال؟ وهذا يعيدنا إلي الملاحظة
الهامة للسيد، في ولادة الرقيب من الداخل. وهي المصيبة!
ومن المسؤول عن توليد ظاهرة الخوف هذه، هل هو الرقيب الرسمي أم الحسيب الديني؟
فاطمة: المشكلة أساساً ترجع بجذورها إلي وجود مادة
دستورية، هي أحد بنود دستور يوليو، والذي يقول أن مصر بلد إسلامي.. ومعني هذا أن كل شيء معرض لتدخل الدين في شؤون وحياة
وإبداع وعلاقات البشر، في هذه البقعة من العالم. ولكن
لا بد أن يتوقف هذا التدخل. وعلي الأزهر أن يرفع يده
عن حرية الكتابة. فالكتّاب هم من يعول عليهم أن
يجعلوا الواقع جميلا، ويحارب الفساد والقبح؛ وليس الرقيب أو الحسيب.
السيد يونس: هي أساسا أزمة مجتمع عربي، لا يقدّر
الإبداع. وهو ما يخلق فجوة بين المبدع وبين المجتمع.
وهذه تمثل أزمة، بل أزمة كبيرة.
فإذا كانت المؤسسة الرسمية تشارك بنسبة أكبر في
تقييد حرية الإبداع؛ إلا أن المجتمع نفسه (وهذا ينسحب علي المجتمعات العربية
كلها) يشارك أيضا في تقييد حرية الإبداع، ويفجر قضايا يمكن أن تمر بسهولة. بمعني أن هناك كتابات، إن لم يشر إليها أحد بعين الخطر
والتهويل والتحذير، تمر بشكل سلمي وعابر.
فاطمة: هل هي مسألة ذهنية عربية، أم أزمة مثقفين،
أو.. الخ؟ لا أعلم. ما أعرفه ان
ثمة حالة قائمة من الارتياب بالآخر، أو اعتباره جحيما، إذا اختلف معك، وعلي كل
الأصعدة الدينية والأيديولوجية والإبداعية؛ فيا لهول المأساة، إذا كنت لا تستطيع
أن تري الآخر، فضلا عن أن تؤمن باختلافه، بل وأن تري في اختلافه جمالا وغني!
أطرح تساؤلا هنا، لا إجابة، وأفتح قوسا: هل مشكلة
عدم رؤية الآخر، أو رفض اختلاف الآخر معي، هي مشكلة تخص الذهنية العربية في
جوهرها؟ ومنبع تساؤلي أنني حقيقة لا أراها في الغرب. أم انها
مشكلة تخص المثقفين بيننا؛ بمعني: كلما ازداد أحدنا ثقافة كلما تبلورت لديه الدوغما، فازداد إيمانا بذاته ورفضا للآخر. ولم يعد
يستطيع أن يري إلي الخارج المختلف إلا بعين الإلغاء والتكفير؟
وأنا لا أطرح تخوفا، هنا، بل حقيقة ماثلة. فأنت تجد
شاعرا أصوليا يكفر ـ حرفيا ـ من يكتبون قصيدة
التفعيلة. ويقول في مهرجان دولي: نحتسب عند الله عمود الخليل !!؟
سامي غباشي:
ليس مجازا ما سأقوله، فقد سمعنا في مؤتمرات أن بعض شعراء العمود يقولون عن
الشعراء الجدد يهدفون إلي هدم لغة القرآن. فما علاقة القرآن بالعمود أو
بالنثر؟ ولكن لي رأي هنا بأن المسألة ليست مسألة
مؤسسة أصولية مختلفة مع المجددين في الإبداع؛ المسألة هي مسألة سلطة، تتلاعب
بالجميع!
فالمؤسسة الأصولية ـ في رأيي ـ ليست من الوعي لدرجة أنها تنقد أو تنتقد. فلا الأزهر هو الذي ينقب في بطون الكتب، ليعثر علي عبارة
من قصيدة أو من قصة، ولا المؤسسة الثانية (الرسمية) تعني بهذا أيضا.. هناك
سلطة عليا تتلاعب باليسار مرة وباليمين مرة أخري.. وهكذا..
ولست اعتقد أيضا بوعي أصولي مضاد.. وأحيل من يرغب
لقول المتنبي:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟! ؛ هذا يوم كانت
المؤسسة الدينية تقرأ.. وأما اليوم فالمؤسسة الدينية
لا تقرأ إلا ما تحته خط أحمر.
ثم إن الأزهر هو جهة اختصاص في الشريعة والدين، وليس
في التنقيب في القصص والشعر..
السيد يونس: مصر شهدت، في الآونة الأخيرة قدرا كبيرا
من الحرية. ولكن الأزمة ـ كما أراها ـ تتمثل في الذهنية العربية..
فاطمة، أنت بدأتِ التشكيك في هذا؟ هل ترين أن
الذهنية العربية وصلت إلي حالة التصلب؟
فاطمة:
أنا أزعم أن وراء كل ديكتاتور إنسان خائف ـ وليس امرأة!
وبعملية رصد بسيطة للتاريخ، نكتشف أن كل قامع هو
بالضرورة خائف..
تقصدين أنه خائف لأنه ديكتاتور؟
بالعكس: هو ديكتاتور لأنه خائف. والأصولي في الشعر،
يحارب الحداثي لأنه يخاف من أن يسحب البساط من تحت قدميه. ويمكنك
أن تتتبع هذه الفرضية علي مدي التاريخ؛ لتجد أن كل راديكالي هو شخص خائف في
العمق. خائف علي مصلحة شخصية.. وإذن
فالقمع، ومشكلة مصادرة الآخر، والضرب بالنار، والتكفير.. الخ..
هي أشياء لا تدخل في منهج الموضوعية علي الإطلاق.
وبالتالي فالشك يظل قائما. ثم إن التخويف من الجيل
الجديد، وتخويفه بالتالي، مسألة لا يخفيها المحافظون، حين يتهموه بتجاوز
المحرمات، وضرب التراث عرض الحائط، والتعريض بمجد السلف، وتحدي قيم الأمة.. الخ.
سامي: ولكنه فعلا جيل من العصاة، مضاد لكل سلطة.
وهو لهذا مصدر خوفها جميعا؛ بدءا من سلطة الذات، وسلطة الأب.. ولكن إذا كان
المبدع هو مرآة اللحظة، وحالة انعكاس لحركية(سيرورة
وصيرورة) الراهن، فهل ثمة ما يدعوه للتثبت عند قيمة من القيم؟ أنا أري أن كل قيم المجتمع، وكل القيم الراسخة الموجودة،
هي اليوم في حالة زلزلة. فكيف للكاتب الذي هو انعكاس صادق لإيقاع عصره، الفكري
والشعري، أن يتغافل أو يتعامي عما يجري؟
هذا جيل واع ومثقف جدا، ويرفض أبوة الأدب. هو جيل صنع نفسه بنفسه. ولقد فرض
حالة خفية من صراع الأجيال، تظهر أحيانا جلية للعيان.
فاطمة: عادة القديم يخاف من الجديد، لأنه علامة علي
زواله والحلول محله. وخطف الأضواء منه.. وأريد أن أضيف بالقول صراحة أن جيل
التقنيات المتربع علي عرش الأدب في مصر، يقوم بتنحية الأجيال الأخري؛ وقد أسيء حتي للامتلاء
الفكري والحضاري الذي كانت تمتاز به مصر.
لم يكن سابقا مثل هذا الخوف الموتور للمثقفين؛ حتي
لمن كانوا في أقصي اليمين. يعني كانت الحال مختلفة، إذ تجد كاتبا يدفع بكتاب
عنوانه لماذا أنا ملحد ، فيرد عليه كاتب آخر بكتاب
بعنوان إلي صديقي الملحد !
السيد: جيل التسعينات أكثر وعيا، برأيي. وقد حقق ما لم يحققه السابقون عليه، من أشياء مهمة علي
المستوي النقدي..
فاطمة: أنا هنا مختلفة مع السيد. فلم يعد هناك ناقد
يعتد به. تحولوا كلهم إلي شعراء. واليوم أصبحنا
مجموعة شعراء يقرأوون لبعضهم بعضا!
QHR
0
|