كتابات لفؤاد النمري

أزمة الإشتراكية .. وإنهيار الرأسمالية

قضايا معاصرة في التحليل الماركسي

التحريفية الحديثة في الحركة الشيوعية

جديد الاقتصاد السياسي

من هو ستالين..؟ وما هي الستالينية..؟

الرسالات السماوية

"ماركسيون" يلقون براياتهم في الوحول 

 

Counter

بعد رحيل ستالين (1953) مباشرة ، انتقل مركز صناعة القرار الوطني في الاتحاد السوفياتي من قيادة الحزب الى قيادة الجيش. وقد تمثل ذلك بداية بتنحية جيورجي مالنكوف من الأمانة العامة للحزب وإسنادها الى رجلها نيكيتا خروتشوف. ارتداد قيادة الجيش على الاشتراكية وعلى السياسات الماركسية اللينينية تجلى بقوة في مؤتمرات العشرين 1956 والحادي والعشرون 1959 والثاني والعشرين 1961. وقد وصلت الردة قمتها في الانقلاب العسكري الذي قام به المارشال جوكوف في حزيران 1957 لصالح خروتشوف وانتهى بطرد جميع البلاشفة من المكتب السياسي للحزب.

في سنوات الردة السوداء رافق الهجوم المسعور على ستالين صيحة التطوير والتحديث للماركسية اللينينية،  تلك الصيحة التي لم تستهدف سوى إضفاء الشرعية على الارتداد عن الاشتراكية والوصول الى ما هي عليه الدول الاشتراكية من تحلل وانحطاط. صيحة التحريف والردَة التي أطلقها خروتشوف وعصابته في خمسينيات القرن العشرين ما زالت اصداؤها تدوَي حتى اليوم بدعاوى تطوير وتحديث الماركسية ! من المفيد هنا الاشارة الى أن صيحة التطوير والتحديث انطلقت بداية ممن اتصف بالغباء في القيادة السزفياتية والذي وصفه ستالين في أحد الاجتماعات بأنه " لا يفهم" وهو خرتشوف. وينسحب هذا الأمر على كل الذين يتنطحون اليوم لدعوى تطوير و تحديث الماركسية.

ليس صحيحا أن ليس في هذا الكون حقيقة مطلقة. لقد انفجر الكون وانتشر كما نراه اليوم بسبب الدياليكتيك (التناقض) وسوف يبدأ يوماً بالانكماش والاضمحلال بسبب الدياليكتيك أيضاً وسوف يضمحل الكون حتى النهاية كما يتنبأ علماء الكون (Cosmologists) إلا أن الطبيعة الدياليكتيكية لن تتلاشى . انها أصل الوجود، بل هي الوجود نفسه تبعاً لنهايات معادلة أينشتاين الشهيرة التى تقول: الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع السرعة.

على أساس الحقيقة المطلقة، الديالكتيك، أقام كارل ماركس أبنيته الفلسفية والاقتصادية والسياسية. ولذلك وصفها فلاديمير لينين بكلية الصحَة، وأقام عليها مشروعه المدهش حقاً، التجربة الاشتراكية السوفياتية، الذي أعاد تشكيل العالم على ما نراه اليوم، بغض النظر عما يمكن أن يقال عنه، وعما يمكن أن يوصف به العالم الجديد.

كان كارل ماركس وفردريك انجلز قد دعوا بقوة الى البناء فوق ابنية الماركسية. أما دعاوى التطوير والتحديث التي استهدفت وما زالت تستهدف نقض الماركسية أو خلخلتها على الأقل حتى يمتنع البناء عليها فأنها لم تنجح وسوف تتكشف كل رذائلها. نحن في هذا الموقع نشهد شهادة لينين ونحاول البناء فوق الماركسية كما هي .

  فؤاد النمري

لملاحظاتكم الرجاء إرسال بريد الكتروني الى العنوان التالي fuadnimri01@yahoo.com