اكتشاف النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة
النفـط مـن أكثر الـثروات الطبيعية في العـالم قيمة ، لذلك سمـاه بعض الناس ( الذهب الأسود ) ، و قد يكون من الأفضل و صفه بشريان الحياة ، فأنواع الوقود المشتقة من النفط تمد السـيارات ، و الطـائرات ، و المصـانع ، و المعدات الزراعية ، و الشاحنات ، و القطـارات و السفن بالقدرة ، و تولد أنواع الوقود النفطي الحرارة و الكهرباء للمنازل ، و أماكن عمل كثيرة ، فالنفط يوفر إجمالا قرابة نصف الطاقة المستهلكة في العالم .
مفهوم الكشف عن النفط :
لم يعـد الكشـف عن النفـط مقصـورا على المـناطق التي تظهـر فيهـا الدلائل و علامات النفط فوق سطح الأرض بل امتد إلى المناطق التي لا تظهر فيها هذه الدلائل ، و ذلك باستخدام طرق البحث العلمي التي تعتمد على المفهوم الجيولوجي لتكوين و تجميع النفط و الذي يستوجب :-
1- وجود طبقات سميكة من الصخور الرسوبية و بينها طبقـات مسامية كالرمل أو الحجر الجيري الحبيبي و طبقات غير مسامية كالطفلة أو الملح لتمنع هروب النفط المخزن .
2- و جود مصائد يتجمع فيها النفط .
و على أساس هذا المفهوم أصبحت عملية الكشف عن النفط تتضمن الأتي :
- اختيار المناطق الصالحة و هي مناطق الصخور الرسوبية السميكة .
- البحث عن مصائد النفط و تعيين مواقعها و حدودها .
- اختيار المصائد المناسبة لحفر آبار الكشف عن النفط ،و ذلك لأنه ليس من الضروري
- حفر الآبار لاكتشاف النفط وتسمى ( آبار استكشافية ) وعندما يثبت و جود النفط يعتبر
ان الاكتشـاف قـد تحـقق فتجري عمـلية الاختيار لتحديد مقدار ما تستطيع البئر ان
تنتجه، فـإذا كانت الكمـية تصـلح للاستغـلال اقتصاديا يعلن عندئذ عن ميلاد حقل
جـديد؟، و إذا لم يثبت وجـود البترول تعتبر البئر الاستكشـافية بئـرا جـافا فتنشأ
عمليات الحفر في مواقع أخرى .
الاتفاقيات النفطية الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة .
* النشاط النفطي في كل من :
أ ) أبوظــبي :
في يناير 1939 م تم التوقيع على اتفاقية للبترول في دولة الإمارات و كانت بين حاكم إمارة أبو ظبي و شركة بترول الساحل التهادن ، و في عام 1950م تم حفر أول بئر للتحـري و الاستكشاف في منطقة ( رأس الصدر ) و رغم ان الحفر و صل إلى عمق 13 ألف قدم إلا ان البئر كانت جافة .
و في عام 1953 م بدأ الحفر في بئر باب رقم ( 1 ) إلا انه بسبب صعوبة ميكانيكية قوية اضطرت الشركة إلى هجر البئر .
و في عـــام 1958 م عــادت الشركة مرة أخرى إلى منطقة باب ( البري ) و قامت بحفر البئر رقم ( 2 ) و الذي كان بئرا منتجا ولأول مرة في هذا العام يعلن اكتشاف النفط في المنطقة كلها .
و فـي 14/1/1958 م تم حفــر بئر اكتشافي في حقل ( أم الشيف ) البحري و تم اكتشاف النفط فيها ، و بذلك فإن عام 1958 م كان عام اكتشاف النفط في المنطقة البرية و البحرية .
ب) دبــي :
تأتي إمارة دبي في المكانة الثانية بعد إمارة أبو ظبي بالنسبة لأهميتها البترولية . فعلى الرغم من ان إمارة دبي كانت أول إمارة توقع على اتفاقية امتياز بترولية مع شركة الساحل المتهادن إلا ان هذه الشركة تخلت عن الامتياز و ذلك بعد الحرب العالمية الثانية .
- و في عام 1963 م منحت إمارة دبي شركة ( كونوكو ) امتيازا في المناطق البرية .
- و فـي عـام 1964 م قـامت هـذه الشركة ببيع قسم من الامتياز المذكور لشركة ( دويج ارز اويل ) و التي أصبحت الآن تابعـة لشـــركة ( تكسـاكو ) و شركة بترول ( صن اويل ) حيث التحري في الآبار الاختيارية التي تم حفرها لم تسفر عن أية نتائج مشجعة .
- و لكن في عام 1996 م تمكنت شركة نفط دبي ( دي . بي . سي .) من اكتشاف النفط في حقل ( فتح ) كما تمكنت في عام 1970 م من اكتشاف حقل ( جنوب غرب فتح ) و في 16/11/1972 تم إدخاله في الإنتاج .
ج ) الشـارقة :
بـدأ البحث عن النفط في إمارة الشارقة في عام 1940 م عندما قامت شركة ( آي .بي.سي.) بحفر أول بئر تجريبي في المناطق البرية و لكن لم تعثر الشركة على النفط فيها .
أما في عام 1958 م منحت الشارقة امتياز البحث عن النفط في منطقتها البرية و البحرية إلى شركة ( ميكوم اويل ) ، و قمت الشركة بحفر أربعة آبار تجريبية و هي :-
- الإمارات المتصالحة ، و لكن عاصفة بحرية عاتية حطمت جهاز الحفر .
- بئر الشارقة توقف الحفر فيه بعجز الشركة .
- بئر جويزة البري و عثر بالفعل على البترول في هذا البئر .
- بئر الحمرية حيث أعلنت الشركة بعدم عثورها على البترول .
و في عـام 1969 م قــامت شــركة ( هــيدروكـاربـون ) بحفـر بئر تجريبي ( الغاية رقم 1 ) و لم يتم العثور على النفط فيها ، و لكن حصلت شركة نفط الهلال على امتياز في سنة 1969 م فقامت بأعمال المسح الزلـزالي و تم اكتشاف النفط فيها .
د) رأس الخيمــة :
بدأ الحفر بحثا عن النفط عام 1975م و في يوليو 1976 م أدي الحفر إلى اكتشاف النفط في حقل يبعد عن ساحل الإمارات مسافة 25 كم ، و لكن لظروف و تطــورات عـــديدة تعطــل برنامج التطوير ، و في مايو 1980م بدأ الحفر في ( بئر الجيري ) رقم 1 في منطقة ( أذن ) ، و في عام 1983م أعلن اكتشاف النفط في حقل ( صالح ) على بعد 26 ميلا من شاطئ رأس الخيمة .
أما إمارتي عجمان و الجيرة فقد وقعتا على اتفاقية التنقيب عن النفط في مياههما و أراضيهما و ما زال البحث جاريا .