الحالة الرابعة

الدكتور محمد بشير مكي

إذا أخذت كمية من حبوب الحمص ووضعت في وعاء أسطواني ووزنت صافية ( بدون وزن الوعاء ) قد يعطي الميزان لهذه الحبوب وزناً قيمته 395 غراماً . وإذا ما أعيد وزن هذه الحبوب في وعاء شبيه بالأول ولكن بدون قعر ،بحيث تستند الحبيبات مباشرة على كفة الميزان مع تثبيت الوعاء بوساطة ملقط ، كما في الشكل (1) ، نلاحظ أن الوزن قد تغير ليصبح مثلاً 495غراماً لنفس عدد الحبيبات .

مما دعا العلماء لإعطاء الحالة الحبوبية هذه صفة فيزيائية من نوع خاص ، سميت أحيانا بالحالة الرابعة للمادة : بعدالحالة الصلبة ،السائلة ، والغازية . ويدخل في عداد هذه الحالة ، على سبيل المثال : الرمل ، السكر ، الحبوب بأنواعها .......، وقد أخذت هذه الحادثة حيزاً من اهتمامات خاصة من قبل الصناعات الكيميائية ، الصيدلانية والغذائية ، والعاملين في مواد البناء . .....وقد أعطيت لهذه التجربة ونتائجها تفسيرات مختلفة نذكر أهمها بأن تماس الحبيبات مع بعضها البعض يشكّل خطوط قوة لتصبح جزءً من الوزن باتجاه الجوانب للوعاء ( كبناء الأقواس في الإنشاءات المعمارية ) ، وفي بعض الحالات قد ينطبق جزء من الوزن الكلي على الجوانب كما هي الحالة في الصوامع حيث تمتنع الحبيبات فيها من النزول رغم فعل وزنها ، ولا يزول الانحباس إلابعد ضربات متعددة على الجوانب الشكل (2) .

ومن المفارقات بأن توضّع الترتيب الحبيبي المذكور قد يختلف بين النهار والليل فالوزن المقاس على قاعدة الصومعة يختلف نتيجة التقلص والتمدد بفعل الحرارة ، وتبقى دوماً الضربات الجانبيةهي ذات الأثر الكبير في ترتيب جديد لخطوط القوة أمام التقلص أو التمدد .

والسؤال الآن إن لاحظ أحد قراء هذه المجلة هذه الحادثة أو لديه تفسير لها ‍‍؟!…