عبد القادر: فناناً موسوعياً في التراث الشعبي

يبدو أن الدافع الأول لكل ما كتبه علامتنا عبد القادر عياش يدور حول التراث الشعبي لوادي الفرات وبالخصوص مدينته دير الزور لقد كتب /83/ مؤلفاً في هذا التراث ولا تزال /28/ كتاباً مخطوطة تنتظر بعثها وجريدة صوت الفرات التي أنشأها سنة 1945 شاهد على ما قام به في هذا المجال وقد استمرت في عطائها حتى سنة 1967 وما أقامه من تراث شعبي يتجسد في متحفه الذي أطلق عليه اسم (متحف التقاليد الشعبية) هو دليل فريد من نوعه يؤكد موسوعيته العلمية التي تضمنها هذا المتحف وهذا ما جعل الكاتب (نظير زيتون) يقول عن مؤلفاته /الموسوعة الفراتية البكر/ وهو يذكر هذه الناحية كثيراً ويعتز بها وقد جاء في مقدمة دراسته عن الماء قوله "هذه دراسة تتألف من خمسين فصلاً جميعها في الماء أمسّ الموضوعات بحياة أبناء الفرات وقد سبقها أكثر من مئة دراسة ألفتها وأصدرتها في مختلف شؤون وادي الفرات دفعني إلى  تأليفها وإخراجها محض حبي لمنطقتي وادي الفرات ورغبتي الزائدة بخدمته بالتعريف بنواحيه التاريخية والاقتصادية والفلكورية" (مقدمة كتاب الماء).

وهذا الإنسان الفرد في أمة موسوعة بشرية يندر وجودها في التاريخ المعاصر بل يمكن مقارنتها (بالقلقشندي) صاحب كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) أو (بالنويري) في تاريخ الأدب أو (الطبري) في التاريخ والذي يؤكد ندرته هذه القدرة العجيبة على استيعاب المعلومات التاريخية والجغرافية والجيولوجية والبيولوجية وما يتعلق بالعلوم الطبيعية والزراعية وعادات الأقوام وسماتها الفنية منذ بداية التاريخ حتى عصره من صنع فرد ذلك ما يخلق هذه الفكرة التي تبعث العجب في النفس ولعلك تجد هذه الأمور مدونة في ثبت الأبواب والفصول في ما قدمه من أبواب أو كتيبات في الماء واليد والقمر والحية والنار والعصا والملح والتبغ والذئب والأمثال وغيرها من الدراسات التي اشتملت عليها مؤلفاته وصدق فيه قول الشاعر محمد عبد الغني حسن.

باحثاً بالفنون صار معنى

 

إن وادي الفرات أهدى إلينا

وجد القصد عندها واطمأنا

 

شغلته ملامح الشعب حتى

من أفانينه ونسمع لحنا

 

كل يوم نرى كتاباً جديداً

وفي تحقيقاته الفلكورية يوجه الكاتب (نظير زيتون) قوله: إلى عالمنا عبد القادر عياش (نعم أنت محام وأنت أيضاً موسوعة تاريخية واقتصادية اجتماعية شعبية للفرات دلت عليها مؤلفاتك الثمينة التي

فتحت العيون على عالم شبه مجهول في وطننا الحبيب وأنت بهذه الموسوعة البكر التي لم تعرفها أقلام الكتاب سفير للفرات"(35).

أن موسوعية العياش مما يستنفذ القول فيها طاقاته ولا عجب فقد تجاوزت أكثر من مئة وأحد عشر كتاباً من صنع فرد واحد بذل ماله وجهد ليكون شاهد قرن في عبقريته وقدراته النادرة.

عبد القادر عياش مصلحاً اجتماعياً

في كل ما كتبه عبد القادر عياش وما حض عليه وما تمثل به من سلوك وعمل يصلح أن يكون مثالاً يحتذى وهو على الرغم من المحن التي انتابته والمصائب التي خبرها فقد ظل يعمل بصبر لانفاذ له ومثابرة يحسد عليها "فقد مات أبي في منفاه سنة 1925 وأنا صغير ورمى الفرنسيون أخي برصاصهم ونفيتُ مع أسرتي أربع سنوات وفجعت بإخوتي الكبار الخمسة واحداً بعد واحد وبشقيقتي الكبرى وسجنت في قضايا وطنية وفكرية ورزئت بموت زوجتي أما لسبعة أولاد ودهيت بخسارة أموال طائلة بغير فعلي وإرادتي.. وصبرت على كل هذه المصائب والهموم.. ولقد وطدت نفسي على الترحيب بما كتب الله لي واتخذت شعاري بيتاً من الشعر "لأحمد شوقي" ما فتئت أتمثل به واردده بين وقت وآخر.

تخاله من جميل الصبر ما نكبا

 

وصابر تلهج الدنيا بنكبته

على أني أهون من وقع الشدائد وأتسلى عن الهموم بعدة وسائل: أولها الصبر وهو من الإيمان ومما يحسن ويجمل بالرجل وباختلاطي بالمجتمع أتعرف على مشاكله واشارك بدراستها وأكتب فيها وأستقبل معارفي وأصدقائي وغيرهم في مكتبي وبيتي المفتوح لهم. وأسبلت لهم مكتبتي وزيارة متحفي ولي هوايات أخرى أمارسها جميعاً منها ما رافقني منذ الصغر ومنها ما طرأ بعد ذلك.. أمارس هواية جمع الطوابع وأنا عضو في نادي هواة الطوابع بدمشق.

وأعنى بإنماء كتب مكتبتي وتزويدها بالمراجع التي أحتاجها وبتعهد مجموعتي للتقاليد الشعبية الموجودة في بيتي وبأسفاري الكثيرة في البلاد العربية والأوربية وأنا أعشق الطبيعة عشقاً زائداً في أي مكان أكون. أكلف بالنهر والزهر وبالأشجار والأطيار والجبال والسهول لا أمل من تملي مناظرها.

أحب قراءة الشعر الأصيل وسماع الموسيقا الشعبية والكلاسية وأهوى مشاهدة اللوحات الفنية الكلاسية وأطالع ما يقع لي من الكتب والمقالات التي تتناول حياة الفنانين والتعريف بلوحاتهم واقتني نسخاً صغيرة ملونة وغير ملونة لكثير من اللوحات العالمية ولقد زرت عدداً كبيراً من متاحف الفن في البلاد الأوربية التي زرتها وأتردد على دور السينما وأولع بالآثار القديمة وأقوم بزيارة لها من الحين إلى  الحين وقد أسست بدير الزور جمعية العاديات سنة 1957 وهي ثاني جمعية للعاديات في سورية ولي اهتمامات أدبية وفكرية أخرى ومشاركة بخدمات اجتماعية متعددة.

إني حريص على الصبر الجميل وأسأل الله دوماً أن يعينني عليه وأعتز بصبري اعتزازاً كبيراً وأرجو الله أن يثيبني عليه وحسبي الله ونعم الوكيل"(36).

إنّ هذه الاعترافات تصلح دستوراً للإصلاح يتمثل بها الناشئة في عمق الاحتمال وسعة الأفق ودقة الإدراك والتطلع الحضاري والنهل من كل جوانب المعرفة وهي صورة نادرة للعطاء والقدرة على الاحتمال. واهتمام عبد القادر عياش بالآثار وجه آخر مشوق يؤكد ريادته في الإصلاح المبنى على أسس

تضرب جذورها في أعماق التاريخ فقد قال عنه صديقه (أبو الفرج العش) في كتابه المطبوع سنة (1960) بعنوان آثارنا ص233 "جمع الأستاذ عبد القادر عياش حوله النابهين من الشباب وتعاون معهم لنشر الثقافة الأثرية والتاريخية بين المواطنين وإصدار مجلة صوت الفرات.

وهي تعتبر في نظري مجلة فريدة في المناطق المحلية. . تتكلم عن التراث القديم وتراث الأمس وتحث المواطنين على العناية بالآثار. وأسس جمعية الآثار في دير الزور للتعريف بآثارها والدعوة لزيارتها وأسس سنة 1959 مركز الدراسات التاريخية والجغرافية لنشر الثقافة التاريخية والآثار بين المواطنين"(37).

وقد حارب الفكر السطحي والخزعبلات والبدع ورأى أن ينظر إلى  الأمور نظرة علمية موضوعية للوصول إلى  الحقائق ففي بحثه عن اسم (البصيرة) الذي أطلق على /قرقيسيا/ حديثاً قلب الاسم من جميع جوانبه على محكّ موضوعي ورأى أنها قد تكون مشبهة بالبصرة المدينة العراقية الواقعة على شط العرب الناجم عن التقاء الفرات بدجلة وهي مصغرة عنها لغوياً وتقع عند التقاء الفرات بالخابور وهذا أمر مقبول ويرفض اعتقاد بعض السكان الذي يعتقد بأن الاسم جاء من وقوعها على تل وإن الناظر من فوق التل يبصر مدينة ماردين ومنه جاء اسم البصيرة.

وهذا أمر يحاكم كثيراً من القضايا التاريخية والجغرافية والاجتماعية وقد حارب البدع الناجمة عن المآتم وتقاليد الوفاة ويتحدث عن تقاليد الوفاة بدير الزور بمنطق الرافض لهذه التقاليد يقول:

"إن تقاليد الوفاة في دير الزور قاسية ومبالغ فيها لم تسمع نقداً لهذه العادات واحتجاجاً عليها وقف الرجال في دير الزور منها موقف المتفرج ووقفت السلطة موقف من لا يهمه الأمر.. تقاليد الوفاة عندنا جاهلية مضرة مسرفة مضيعة لأوقاتنا.. الوجاهات الرخيصة هي التي ترعاها وتتمسك بها والرجعيون يسيرون وراء مواكب الجنازات في الوقت الذي لا تعرف موكب علم وأدب، خليق بها نبذ التقاليد المضرة وممارسة تقاليد عصرية مفيدة"(38).

كان وفياً لأصحابه فعندما رأى أن صديقه الكاتب (أحمد وصفي زكريا) مؤلف كتاب (عشائر الشام) قد تناساه أصحابه ولم يكتب عنه شيء حزّ ذلك بنفسه وكتب يقول (أحس أن الدولة تسر بنشر مذكراته عن وادي الفرات ولتكن هذه الرسالة تحية صادقة من بعيد لأديب عن عالم أجله وأوده.. ستعرف الأجيال العربية الآتية فضل أحمد زكريا وتذكره بما يليق به حين تخلص تلك الأجيال للعلم والبحث وتجد في التعرف على تاريخها والتحري عن مصادره وكتابته كتابة علمية سيترجم المؤرخون الذين يؤرخون للحركة العلمية والحركة الأدبية في سورية في القرن العشرين لأحمد وصفي زكريا"(39).

كما يذكره بإعجاب وهو يصف شخصيته بمعنى بيتين من الشعر وهما في الحقيقة ينطبقان على شخصية الكاتب نفسه.

عندي لكنت إذا من أسعد البشر

 

يا لهف نفسي على شيئين لو جمعا

وخدمة العلم حتى ينقضي عمري

 

كفاف عيش يقيني ذل مسألة

كان يطالب بإقامة المصانع والمعامل على جانبي الطريق بين دير الزور وحلب لتغيير وجه الحضارة فيه ويقول في ذلك "ولن يبعد الزمن الذي تشاهد فيه مختلف المصانع على جوانب الطرق تقوم

على تصنيع الحاصلات الزراعية والحيوانية المحلية الوافرة للاستهلاك المحلي الداخلي وللتصدير. مصانع للمعلبات ومعامل للحليب المكثف والمجفف وللجبن وللزبدة ومعامل للزيوت النباتية ومصانع للورق والجلود والنسيج والسجاد والاسمنت ومواد البناء وغير ذلك" كما طالب في العهود السابقة بتعبيد طريق دير الزور حلب وتزفيتها والعناية بها حتى تحقق كل ذلك في سنين طويلة وهو يطالب بجعل هذه الطريق أوتوستراد وهي جديرة بذلك"(40).

لقد أحب دير الزور وكل ما تركه شاهد لهذا الحب وهو القائل (لقد ارتبطت بقضايا هذا الوادي أشد الارتباط وأوثقه لقد محضته كل حبي إنه وطني الأصغر على أديمه ولدت ودرجت).

وكانت الدقة والموضوعية رافدة في كل باب وتلك سمة تبعث على الاحترام فهو يتحرى الأصول ولا يكتب إلا بعد خبرة وتمحيص ويعرض الدليل المنطقي اجتهاداً ويقبل كل خبر يدعم هذه الصفة فهنا ينقل قول صديقه أحمد زكريا في رحلته إلى  دير الزور سنة 1916 عندما مر بمسكنه يقول "سألت رجال الدرك عما إذا كانوا يعلمون شيئاً عن ماضي /مسكنة/ وحاضرها وعن هذا الأسطول من القوارب النهرية الكثيرة التي كنت المحها متلاحقة تنحدر مع وادي الفرات فبعثوا واستدعوا إلى  اثنين من شيوخ مسكنة المفروض فيهم الفهم والعلم وقالوا ما تفسيره حسب مفهومي أنا وأنقله بتصرف "إن سكان مسكنة الحاضرين هم أعراب متحضرون ينتسبون إلى  فخذ خفاجه من عشيرة الزبيدية وفسروا كلمة زبيدية بأنهم من أعقاب الفارس العربي الشهير عمرو بن معد يكرب الزبيدي دون أن يأتيا بدليل"(42).

ويدعو إلى  حفظ المودة والاعتراف بالجميل وعن هذا يقول:

"على أبناء الفرات أن يذكروا هذا العالم "أحمد وصفي زكريا" الذي ذكرهم في كتاباته وكتب عن موطنهم وأن يذكروا من كتب عن وادي الفرات ليردوا الجميل بأجمل إلى  أهله"(43).

لقد كان مصلحاً اجتماعياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة يقول "وقفت نشاطي على العمل الأدبي والكتابة الهادفة ومنذ أن وعيت حقوق الإنسان وقدسية الإنسان أقف صامدا في صف شعبي أعمل من أجل تمتعه بحقوقه ومن أجل رقيه وسعادته وسلامه"(44).

وكان يتألم كثيراً عندما يرى قصور القادرين على الكتابة في الحديث عن تاريخ وادي الفرات "أتألم منذ زمن بعيد لعدم وجود مؤلفات عن الفرات على أهمية الكبيرة وقد عتبت مراراً على وزارة الثقافة والإرشاد القومي عندنا لإغفالها هذه الناحية في الوقت الذي تنشر فيه كتباً عن أرض السحر الأمريكية وعن أساطير المكسيك وأساطير اليونان وكلاماً مفككاً هزيلاً على أنه شعر"(45).

الناحية التعليمية

كثيراً ما كان يعلق على الرواية ويفسرها ليظهر حقيقها وهذا موقف إدراكي ويمثل نظرة علمية سديدة وكثيرا ما ينقل عن أشخاص ينص على تحديد أسمائهم مثل قوله: قص علي "عدنان سليم" صاحب المطبعة السليمية بدير الزور أن والدته روت له أنها كانت ذات يوم في زيارة صديقة لها هي السيدة "مريم الحمد" فشاهدت في دارها حية تسير مع فراخها.. وبعد رواية القصة يقول: ثم خاطبت الحية بقولها: "سيري يا مباركة لك زمان عندنا ما آذيناك: ولا آذيتينا". ويعلق على قولها "سيري يا مباركة. بأنه من رواسب تقديس القدماء للحية"(46).

أو قولـه روى "إبراهيم قنبر" عن قصة (خوي الذيب) أو روى لي "أبو محمود عبود العرضي" من دير الزور قال: على من يشكو رخاوة في عينيه أن يأتي بحية ويطبخها بجريش قمح إلى  آخر القصة ثم يعلق على مثل هذه القصة بقوله: ولا شك أن الحكاية ملفقة لغرض تعليمي.

لم يكتب موضوعاته عبثاً بل كان دافعه معرفي إلى  جانب اهتمامه بالناحية الفلكورية يقول في مقدمة رسالته عن النار "لقد أغراني بالإقبال على النار وتفضيلها على غيرها من الموضوعات الكثيرة التي تبرز لي من صميم واقع حياتنا وبرغم صعوبة الموضوع وبرغم مشاغلي بعدد جوانبها وغناها وخاصة الناحية الفلكورية العامة والمحلية وكيف لا تكون نواحي النار غنية غنى مفرطاً وهي تتعلق بأعظم اكتشاف حققه الإنسان كان وما يزال أساس حضارته"(47) وهذا الاهتمام بما يخص بيئة الفرات يجعله يترك باباً في كل رسالة للهجة أبناء الفرات ومن ذلك حديثه عن ألفاظ من دير الزور كمثل هذه اللفظة (نقول رنعه بالعصا ولبعه وهطره وسدحه وهكصه ولوعه وهبطه وتهبطه وسلقه"(48).

وهو يؤكد اهتمامه بالناحية الموضوعية في كل دراسته يقول في مقدمة رسالته عن التبغ: "كنت أجهل كل شيء عنه وقد حفزني على هذا التحقيق حافزان هامان:

الأول    : إن الإلمام بما أمكن من المعلومات عن التبغ هو إسهام بتفهم هذا الشكل الإنساني الخطير ومشاركة بالاهتمام به ومعالجته إلى  جانب المهتمين به في سائر أنحاء المعمورة.

الثاني   : غنى الموضوع بالناحية الفلكورية التي التزمت بها وجعلتها محور كتاباتي"(49).

لقد صدق في هذا العلم قول الدكتور /عدنان الخطيب/ في مقالته في مجمع اللغة العربية شهر كانون الثاني سنة 1968 "أحب دير الزور حاضرة الفرات حيث رأى النور لأول مرة وكانت على أرضها مدارج طفولته وعلى شطآن الفرات مرابع صباه فهام بها حباً حتى غدا أريج ترابها يغذوه وعبير طرفائها ينشيه ولما شب وفى دينه لوادي النهر العظيم فوقف جهوده وما ورثه أو يجنيه من مال على خدمة هذا الوادي ناشطاً في دراسة تاريخه هاوياً جمع آثار من أقاموا فيه دائباً على البحث والتنقيب عن عادات وتقاليد المعاصرين والغابرين من أهل الفرات مدوناً ما يجتمع لديه من أعراف ومفاهيم تتصل بحياتهم الشعبية فإذا صنفها أخرجها للناس في كتيبات أطلق عليها اسم سلسلة تحقيقات فلكورية من وادي الفرات وقارئ هذه البحوث يجد فيها لمحات تاريخية عما ورثه أهل الفرات عن أسلافهم من عادات وتقاليد كما يجد فيها صوراً رائعة ووصفا ممتعاً لحياة الناس في بيوتهم وفي معايشهم وفي مزارعهم وحقولهم الممتدة على شواطئ الفرات الخصب والثروة في كل من سورية والعراق"(50).

كلمة تالية

لا أدعي أنني الممت بكل معطيات العلامة عبد القادر عياش، وليس هذا بمكنتي لأنه يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين ولأن معطياته استوعبت كل مناحي الحياة الإنسانية بالإضافة إلى  خصوصيتها المتفردة التي وصلت إلى  حد الإعجاز في استقصاء كل ما يخص وادي الفرات وحاضرته دير الزور على وجه الخصوص.

هذا العشق الخالد يستحق منا أن نقف وقفة إكبار وتقدير لأنها تمس كل فرد منا وتبارك كل حبة رمل في وادي الفرات.

وإلى جانب مزاياه الوطنية والقومية والإنسانية التي أكدتها شهادات عارفيه إنها خير دليل على صحة ما ندعيه وتلك الخطوة التي بدأتها هي أول معالم الطريق وآمل أن تتاح لي ظروف مناسبة لمواصلة المشوار في دراسة جوانب من حياة هذا العلم الفراتي تكون أكثر شمولاً ودقة.

وعلى الله قصد السبيل فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.