هل القرآن معصوم؟

بقلم عبد الله عبد الفادي

 

مقدمة

رغبتُ منذ حداثتي أن أقوم بخدمةٍ منتِجة دائمة الأثر للجنس البشري. وليس في مقدوري أن أكتشف قارّةً مثل ما فعل كولمبس، ولا أن أخترع مذياعاً كما فعل ماركوني، ولا أن أسخّر الكهرباء مثل ما فعل إديسون، ولا أن أحلل الذرة كما فعل أينشتاين، فليس شيء من هذا يدخل في دائرة اختصاصي. ولكنني كرجل دين رأيت أن أدرس القرآن.

وبما أن الله واحد ودينه واحد وكتابه المقدس واحد، الذي ختمه بظهور المسيح كلمته المتجسد، وقال إن من يزيد على هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه. وبما أن القرآن يقول إنه وحي، أخذتُ على عاتقي دراسته ودراسة تفاسيره، فدرسته مراراً عديدة ووقفتُ على ما جاء به، ووضعت تعليقاتي في قالب 243 سؤالاً، خدمةً للحق وتبصِرةً لأولي الألباب، وشعاري قول بولس الرسول: "إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَالْجُهَلاءِ" (رومية 1: 14). ونحن نشعر بنفس هذا الدَّين من نحو البشر جميعا لنقدم لهم إنجيل المسيح المبارك فنفرح بحصولهم على الحياة الأبدية، فيتم الوعد الإلهي: "وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاصَ اللّهِ" (لوقا 3: 6).

المؤلف

 

الجزء الأول

أسئلة جغرافية

 

 

1 - مغيب الشمس في بئر

س 1: جاء في سورة الكهف 18: 83-86 وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّالهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً .

ويقول تفسير البيضاوي على هذه الآية: إن اليهود سألوا محمداً عن إسكندر الأكبر، فقال إن الله مكّن له في الأرض فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! وسار إلى المكان الذي تطلُع منه الشمس فاكتشف أنها تطلع على قوم لا يسترهم من الشمس بيوت أو ثياب! وسار في طريق معترض بين مطلع الشمس ومغربها إلى الشمال فوجده ينتهي إلى جبلين، فصبّ بينهما ردماً من الحديد وكوَّن بذلك سداً منيعالا يدركه إلاّ الله يوم قيام الساعة! وقال البيضاوي: إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال في ماء وطين".

ونحن نسأل: إذا كانت الشمس أكبر من الأرض مليوناً وثلاثين ألف مرة، فكيف تغرب في بئر رآها ذو القرنين ورأى ماءها وطينها ورأى الناس الذين عندها؟؟

2 - الأرض ثابتة لا تتحرك

>

س 2: جاء في سورة لقمان 31: 10 "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ". وجاء في الرعد 13: 3 "وَهُوَ الذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ". وجاء في سورة الحِجر 15: 19 "وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ". وجاء في سورة النحل 16: 15 "وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلا لعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ". وجاء في سورة الأنبياء 21: 31 "وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلا لعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ".

وقال البيضاوي تفسيرالآية الأنبياء: أن تميد بهم" كراهة أن تميد بهم وتضطرب. وقال تفسيرالآية الرعد: وهو الذي مدّ الأرض" بسطها طولاً وعرضالتثبت عليها الأقدام ويتقلب عليها الحيوان. وأجمل البيضاوي تفسير هذه الآيات بما فسر به النحل 16: 15 فقال: وألقى في الأرض رواسي - جبالاً رواسي - أن تميد بكم - كراهة أن تميل بكم وتضطرب، لأن الأرض قبل أن تُخلق فيها الجبال كانت كرة خفيفة بسيطة الطبع، وكان من حقها أن تتحرك بالاستدارة كالأفلاك أو أن تتحرك بأدنى سبب للتحريك. فلما خُلقت الجبال على وجهها تفاوتت جوانبها وتوجهت الجبال بثقلها نحو المركز فصارت الأوتاد التي تمنعها عن الحركة. وقيل لما خلق الله الأرض جعلت تمور، فقالت الملائكة ما هي بمقر أحدٍ على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال".

ونحن نسأل: إذا كان واضحاً أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل أربع وعشرين ساعة، وينشأ عن تلك الحركة الليل والنهار. وتدور حول الشمس مرة كل سنة، وينشأ عن ذلك الدوران الفصول الأربعة. فكيف تكون الأرض ممدودة مبسوطة ثابتة لا تتحرك، وأن الجبال تمنعها عن أن تميد؟

3 - النجوم رجوم للشياطين

>

س 3: جاء في سورة المُلك 67: 5 "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما للشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ".

وفسرها البيضاوي بقوله: ولقد زيّنا السماء الدنيا - أقرب السموات إلى الأرض - بمصابيح - بالكواكب المضيئة بالليل إضاءة السرج فيها، والتنكير للتعظيم، ولا يمنع ذلك كون بعض الكواكب مركوزة في سموات فوقها إذ التزيين بإظهارها فيها. وجعلناها رجوماللشياطين “وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم، والرجوم “جمع رَجَم، وهو مصدر سُمي ما يرجم به بانقضاض الشهب المسببة عنها، وقيل معناه وجعلناها رجوماً وظنونا لشياطين الإنس، وهم المنجمون".

وجاء في سورة الصافات 37: 6-10 "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ". وجاء في سورة الحِجر 15: 16-18 "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا للنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَاٍن رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ".

وفسرها البيضاوي بقوله: وحفظناها من كل شيطان رجيم - فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس إلى أهلها ويتصرّف في أمرها ويطّلع على أحوالِها إلا من استرق السمع . وا ستراق السّمع اختلاسه سراً، شبه به خطفتهم اليسيرة من قُطّان (سكان) السموات لما بينهم من المناسبة في الجوهر، أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها. وعن ابن عباس: إنهم كانوا لا يُحجَبون من السموات، فلما وُلد عيسى مُنعوا من ثلاث سموات. فلما وُلد محمد مُنعوا منها كلها بالشهب. ولا يقدح فيه تكونها قبل المولد لجواز أن يكون لها أسباب أخرى. وقيل الاستثناء منقطع، أي ولكن من استرق السمع "فأتبعه" فتبعه ولحقه "شهاب مبين" ظاهر للمبصرين. والشهاب شعلة نار ساطعة. وقد يطلق للكوكب والسنان لما فيهما من البريق".

ونحن نسأل: إذا كان كل كوكب هو عالم ضخم، والكواكب هي ملايين العوالم الضخمة تسبح على أبعاد شاسعة في فضاء لا نهائي، فكيف نتصور الكواكب كالحجارة يمسك بها ملاك في حجم الإنسان ليضرب بها الشيطان منعا له من استماع أصوات سكان السماء؟ هل كل هذه الأجرام السماوية خُلقت لتكون ذخيرة أو عتاداً حربياً كالحجارة لرجم الشيطان حتى اشتهر اسمه بالشيطان الرجيم؟! وكيف يطرح الملائكة الكواكب؟ وكيف يُحفظ توازن الكون إذا سارت في غير فلكها؟

4 - السموات السبع والأراضي السبع

س 4: جاء في سورة الطلاق 65: 12 "اللَهُ الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ". وجاء في سورة البقرة 2: 29 "هُوَ الذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". وجاء في سورة فُصّلت 41: 12 "فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ". وجاء في سورة الأنبياء 21: 32 وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون". وجاء في سورة الحج 22: 65 "وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ". وجاء في سورة ق 50: 6 "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَالهَا مِنْ فُرُوجٍ".

وفسَّر البيضاوي "سقفاً محفوظاً" في سورة الأنبياء بأنه محفوظ من الوقوع بأمر الله. وفسر "مالها من فروج" في سورة ق بأنها "فتوق" بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق. وواضح من هذه الآيات مع تفسير البيضاوي لها أن الله خلق السماء التي فوقنا وهي سقف أملس واسع، وفوقه ست سموات كالسقوف بعضها فوق بعض. وخلق الأرض التي نحن عليها وست أراضٍ مثلها. فجملة السموات والأراضي أربعة عشر!

ونحن نسأل: كيف يقول عن الفضاء المتسامي سموا لا متناهي فوقنا إنه سقف أملس قابل للسقوط، وإنه يوجد سبعة سقوف من هذا النوع؟ وإن ملايين الكواكب التي تسبح في الفضاء غير المحدود مصابيح مركزة في هذا السقف الموهوم؟ وكيف يقول إن أرضنا، وهي واحدة من ملايين الكواكب والسيارات والأقمار والشموس يوجد سبعة مثلها؟

5 - شهر النَّسيء كفر!

س 5: جاء في سورة التوبة 9: 36 و37 "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيِهنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاما ليُواطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِين".

ونحن نسأل: يؤرخ جميع العلماء بالسنة الشمسية التي تفرق عن السنة القمرية شهر النسيء. فهل في هذا كفر؟ وكيف نعتبر الحساب الفلكي الطبيعي كفراً؟

6 - ري مصر بالغيث!

س:جاءفي سورة يوسف 12: 49 "ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ". والإشارة هنا إلى القحط الذي أصاب مصر سبع سنين متوالية أيام يوسف فيبشرهم بالخصب بعد الجدب، ويقول إنه في عام الخصب يُمطَرون، فكأن خصب مصر مسبَّب عن الغيث أو المطر. وهذا خلاف الواقع، فالمطر قلّما ينزل في مصر، ولا دخل له في خصبها الناتج عن فيضان النيل. فكيف ينسب خصب مصر للغيث والمطر؟

7 - الرعد ملَكٌ من الملائكة!>

س 7: جاء في سورة الرعد 13: 13 "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ".

قال البيضاوي: عن ابن عباس، سُئل النبي عن الرعد فقال: ملَك موكّل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب "والملائكة من خيفته" من خوف الله وإجلاله، وقيل الضمير للرعد". وأخرج الترمذي عن ابن عباس: أقبلت اليهود إلى محمد فقالوا أَخبِرنا عن الرعد ما هو؟ قال ملَك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقه بها حيث يشاء الله. قالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمَع؟ قال: زجره السحاب حتى تنتهي حيث أُمرت. قالوا: صدقت!"

ونحن نسأل: إذا كان الرعد هو الكهرباء الناشئة عن تصادم السحاب، فلماذا يقول إن الرعد هو أحد الملائكة؟

8 - الوادي طُوىً

س 8: جاء في سورة طه 20: 12 "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوىً".

قال المفسرون المسلمون: إن طُوىً اسم الوادي. ولكن الكتاب المقدس يعلّمنا أنه لما كان موسى يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان ساق الغنم إلى ما وراء البرية. وجاء إلى جبل الله حوريب. وظهر ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. ونظر وإذا بالعليقة تتوقد بالنار دون أن تحترق: فناداه الرب وقال له "لا تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ المَوْضِعَ الذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ" (خروج 3: 1-5). إذاً موسى كان في جبل الله حوريب. فمن أين جاء القرآن باسم "طُوىً" مع أن حوريب اسم جبل مشهور في شبه جزيرة سيناء؟!

9 - الزيتون في طور سيناء

>

س 9: جاء في سورة المؤمنون 23: 19 و20 "أَنْشَأْنَا لكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ".

قال المفسرون: المراد بالشجرة هنا الزيتون وبالصبغ أي الآدام الذي به يصطبغ الخبز.

ونحن نسأل: لم تشتهر صحراء سيناء الجرداء بشجر الزيتون. ألم يكن الأجدر أن يذكر فلسطين بزيتونها، لا سيناء التي من قحطها أرسل الله لبني إسرائيل فيها المن من السماء؟

10 - جريان الشمس

س 10: جاء في سورة يس 36: 38 "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ".

قال البيضاوي: الشمس تجري لمستقر لها" - لحد معين ينتهي إليه دورها، شُبّه بمستقرّ المسافر إذا قطع مسيره. أو لكبد السماء فإن حركتها فيه توجد أبطأ بحيث يُظن أن لها هناك وقفة. قال "والشمس حيرى لها بالجو تدويم". أو لاستقرار لها على نهج مخصوص، أو لمنتهى مقدّر لكل يوم من المشارق والمغارب. فإن لها في دورها ثلاثمائة وستون مشرقاً ومغرباً تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب، ثم لا تعود إليهما إلى العام القابل. أو لمنقطع جريها عند خراب العالم. وقرئ "لا مستقر لها" أي لا سكون فإنها متحركة دائماً ولا مستقر. على أن لا بمعنى ليس.

ونحن نسأل: الشمس ثابتة تدور حول نفسها ولا تنتقل من مكانها، والأرض هي التي تدور حولها. فكيف يقول القرآن إن الشمس تجري، وإن لها مستقراً تسير إليه؟

وأما القول بوجود قراءة في القرآن أن الشمس تجري ولا مستقر لها، فيدلّ على اختلاف قراءات القرآن اختلافاً يغيّر المعنى، مما يطعن في سلامة القرآن وصحته.

11 - القمر كالعُرجون القديم

س 11: جاء في سورة يس 36: 39 و40 "القَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ. لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ".

قال البيضاوي: والقمر قدرناه" أي قدَّرنا مسيره "منازل" أو سيره في منازل وهي ثمانية وعشرون: السرطان، البطين، الثريا، الدبران، المحقمة، الهتعة، الذراع، النترة، الطرف، الجيهة، الزبرة، الصرفة، العواء، السمالك، الزيانا، الإكليل، القلب، الشوكة، التعائم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الاحبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، الرشا وهو بطن الحوت. ينزل في كل ليلة في واحد منهالا يتخطاه ولا يتقاصر عنه. فإذا كان في آخر منازله وهو الذي يكون فيه قبيل الاجتماع دق واستقوس. "حتى عاد كالعرجون" كالشمراخ المعوج. "القديم" العتيق وقيل ما مرّ عليه حول فصاعداً. "لا الشمس ينبغي لها" يصح لها ويتسهل. "أن تدرك القمر" في سرعة سيره. "ولا الليل سابق النهار" يسبقه ويفوته. "وكلٌ" الشموس والأقمار "في فلكٍ يسبحون" يسيرون فيه بانبساط.

12 - جبل قاف المحيط بالأرض كلها!

س 12: جاء في سورة ق 50: 1 "ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ".

جاء في كتاب عرائس المجالس صفحة 7 و8 "خلق الله تعالى جبلاً عظيماً من زبرجدة خضراء خضرة السماء منها، يقال له جبل قاف فأحاط بها كلها (أي الأرض). “وهو الذي أقسم الله به فقال "قَ والقرآنِ المجيد". وجاء في كتاب قصص الأنبياء صفحة 5 "إن عبد الله بن سلام استفهم من محمد قائلاً: ما هي أعلى قمة في الأرض؟ فقال هي جبل قاف! فقال فما هو؟ فقال من زمرد أخضر وخضرة السماء هي منه. قال صدقت يا رسول الله. وما هو ارتفاع جبل قاف؟ فقال إنه سفر خمسمائة سنة! قال كم هي المدة التي يقطع الإنسان فيه محيطه؟ فقال إنها سفر ألفي سنة".

وأصل حكاية جبل قاف ما جاء في كتب أحد اليهود المسمى حكيكاه باب 11 فصل 1 في تفسير الكلمة العبرية "توهو" النادرة الاستعمال ومعناها الفضاء والفراغ. وقد وردت في تكوين 1: 2. قال كتاب حكيكاه: توهو هو الخط الأخضر المحيط بجميع العالم قاطبة ومنه تنبعث الظلمة". فالكلمة العبرية المترجمة "الخط" هي "تاو". ولما سمعها الصحابة لم يعرفوا أن معناها "خط" بل توهّموا أنها سلسلة جبال عظيمة اسمها قاف! فكيف يعتبر القرآن ما نسميه الأفق (وهو خط وهمي) جبلاً حقيقياً؟

الجزء الثاني

أسئلة تاريخية

 

 

1 - هامان وزير فرعون!!

س 13: جاء في سورة القصص 28: 8 و38 "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ... وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحا لعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ". وجاء في سورة غافر 40: 36 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحا لعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ".

يقول القرآن إن هامان كان وزير فرعون، بينما يثبت التاريخ أن هامان كان وزيراً لأحشويرش، وأن بين فرعون وهامان زهاء ألف سنة! ثم أن فرعون كان ملك مصر وكان هامان وزيراً في بابل! وما أبعد الزمان والمكان بين فرعون وهامان. فكيف يكون هذا وزيرا لذاك؟ ويقول سفر أستير في التوراة إن هامان كان وزيراً وخليلا لأحشويرش ملك الفرس الذي يدعوه اليونان زركيس.

2 - قارون وهامان مصريان؟!

س 14: جاء في سورة العنكبوت 29: 39 "وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ". وجاء في سورة غافر 40: 23-25 "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوُا أَبْنَاءَ الذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ".

ويتبادر إلى الذهن من هذه الآيات أن قارون وهامان مصريان من قوم فرعون وأنهما مع فرعون قاوموا موسى في مصر. ولكن هذا خطأ، لأن قارون إسرائيلي لا مصري، ومن قوم موسى لا من قوم فرعون، كما جاء في سورة القصص 28: 76 "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ"!!

3 - العجل الذهبي من صنع السامري!!

س 15: جاء في سورة طه 20: 85-88 "قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ العَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخَلَفْتُمْ مَوْعِدِي قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدا لهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هذا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ".

ونحن نسأل: السامرة مدينة في فلسطين لم يكن لها وجود لما خرج بنو إسرائيل من مصر وسافروا في سيناء، فعمل لهم هارون العجل الذهبي كطلبهم. فكيف نتخيل سامرياً يصنع لهم العجل قبل أن يكون للسامريين وجود؟

4 - أبو إبراهيم آزر!!

س 16: جاء في سورة الأنعام 6: 74 "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِين". والصواب في التاريخ كما يشهد الكتاب المقدس أن والد إبراهيم اسمه تارح كما جاء في تكوين 11: 27.

5 - مريم العذراء أخت هارون وبنت عمران!!

س 17: جاء في سورة التحريم 66: 12 "وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ". وجاء في سورة مريم1:2و"فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ اِمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّا".

ونحن نسأل: يقول الإنجيل إن مريم العذراء هي بنت هالي (لوقا 3: 23). “فكيف يقول القرآن إنها بنت عمران أبي موسى النبي وإنها أخت هارون، مع أن بينها وبين عمران وهارون وموسى ألف وستمائة سنة؟!

6 - يوسف همَّ بالفساد!!

س 18: جاء في سورة يوسف 12: 24 "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا". أي قصدت مخالطته وقصد مخالطتها، والهمّ بالشي قصده والعزم عليه ومنه الهَمّام وهو الذي إذا قصد شيئاً أمضاه. وهذا القول يناقض التاريخ المقدس الذي يقول إنها لما طلبت إليه الشر استنكر طلبها وقال: كَيْفَ أَصْنَعُ هذا الشَّرَّ العَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللّه؟" ولما أمسكت بثوبه تركه معها وهرب؟! (تكوين 39: 9).

7 - نوح يدعو للضلال!

س 19: جاء في سورة نوح 71: 24 "وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً". فكيف يدعو نوح ربه أن يزيد الناس ضلالاً؟ كما أن الله ليس مصدر الضلال، ونوح نفسه لا يحب الضلال، فالتاريخ المقدس يشهد له "كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ" (تكوين 6: 9) و"أنه كان كارزاً للبر" (2 بطرس 2: 5).

8 - فرعون ينجو من الغرق؟

>

س 20: جاء في سورة يونس 10: 90-92 "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لغَافِلُونَ". وهذه الآية تقول إن فرعون الظالم نجا من الغرق، ولكن القرآن يقول في موضع آخر إن فرعون غرق! فتقول سورة القصص 28: 38-40 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحا لعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِين".

فالقرآن يناقض نفسه، ويخالف قول داود النبي "وَدَفَعَ فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ فِي بَحْرِ سُوفٍ" (مزمور 136: 15).

9 - زكريا يكفل مريم العذراء!!

س 21: جاء في سورة آل عمران 3: 35-37 "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

وهذا يناقض وقائع التاريخ، فمريم ابنة عمرام (حسب التوراة) لم تتزوج ولا ولدت، وهي أخت هارون، واسم أمها يوكابد. والمرأة الوحيدة التي نذرت ما في بطنها هي حنة أم النبي صموئيل! ولم يرد أن زكريا كان يقيم في الهيكل في أورشليم حتى يكفل مريم هناك، لأن زكريا من حبرون ولا يأتي ليخدم في الهيكل إلا بالقرعة ولمدة 15 يوماً فقط في السنة (لوقا 1: 5-40)! ولا يقيم أحدٌ في المحراب أو يدخل فيه إلا رئيس الكهنة مرة واحدة فقط في السنة في يوم الكفارة العظيم، بدم ذبيحة ليكفر عن خطايا الشعب (1ملوك 8: 6 و8 و9: 16)! ولم يكفل زكريا مريم لأنها من سبط يهوذا وزكريا من سبط لاوي (عبرانيين 7: 14) وكان زكريا يقيم في حبرون، بينما كانت مريم تقيم في الناصرة!

10 - انتباذ مريم!!

س 22: جاء في سورة مريم 19: 16-21 "وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً".

لا يذكر القرآن لنا لماذا انتبذت مريم العذراء من أهلها مكاناً شرقياً واتخذت من دونهم حجاباً قبل أن تُبشَّر بالمسيح. هل كانت في مشاجرة مع أهلها، وهم المشهورون بالتقوى؟ ولماذا تسكن فتاة عذراء بعيداً عن أهلها، مع أن القرآن يقول إنها كانت في المحراب في كفالة زكريا؟ ويقول الإنجيل إن مريم كانت في الناصرة وهي مخطوبة ليوسف النجار (لوقا 1: 26-36).

11 - مريم تلد في البرية ووليدها يكلمها من تحتها!!

س 23: جاء في سورة مريم 19: 22-26 "َحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَاليْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيّاً".

لقد ولدت مريم السيد المسيح في بيت لحم كما تنبأ أنبياء التوراة بذلك قبل حدوثه بمئات السنين، وليس بجوار جذع نخلة! ووضعت مريم وليدها في مذود (لوقا 2: 1-20). وغريب أن يكلّمها وليدها من تحتها أن تهز جذع النخلة وتأكل من البلح وتشرب من الجدول، فإذا مرَّ بها أحدٌ تقول إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً. فأين الصوم وهي الآكلة الشاربة المتكلمة؟

12 - لكل أمة رسول منها إليها!!

س 24: جاء في سورة يونس 10: 47 "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُ هُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ". وجاء في سورة النحل 16: 36 و89 "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوااللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ... وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ".

تقول هاتان السورتان المكيتان إن الله أرسل في كل أمة نبياً منها إليها. ويقول الكتاب المقدس إن الأنبياء والرسل هم من بني إسرائيل وإليهم وإلى كل العالم. فإذا صدقت أقوال القرآن، فكيف لم يخرج للأمم في أفريقيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا وآسيا أنبياء منهم وإليهم؟ فلو كانت لهذه الأمم أنبياء منها وإليها لجاز أن يكون للعرب رسول منهم.

13 - آدم والأصنام!

س 25: جاء في سورة الأعراف 7: 189 و190 "هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحا لنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُون".

قال مفسرو المسلمين: لما هبط آدم وحواء إلى الأرض أُلقيت الشهوة في نفس آدم فأصاب حواء فحملت من ساعتها. فلما ثقل الحمل وكبر الولد أتاها إبليس. وقال البيضاوي: أتاها في صورة رجل، فقال لها: ما الذي في بطنك؟ قالت: ما أدري. قال: أخاف أن يكون بهيمة أو كلباً أو خنزيراً. قالت: إني أخاف بعض ذلك. قال: وما يدريك من أين يخرج، أمِن دُبُرك أم مِن فمك أو يشقّ بطنك فيقتلك؟ فخافت حواء ذلك وذكرته لآدم. فلم يزالا في غمّ. ثم عاد إليها إبليس فقال: إني من الله بمنزلة، فإن دعوت الله أن يجعله خلقاً سوياً مثلك ويسهل عليك خروجه تسمّيه عبد الحارث. وكان اسم إبليس في الملائكة "حارث". فذكرت حواء ذلك لآدم فعاودها إبليس. فلم يزل بهما حتى غرَّهما فلما ولدت سمَّياه عبد الحارث. وقال البيضاوي: في قوله "جعلا له شركاء فيما آتاهما" أي جعلا أولادَهما شركاء فيما أتى أولادَهما، فسمّوه عبد العزى وعبد مناف. وفي قوله "فتعالى الله عمّا يشركون. أيُشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون؟" يعني الأصنام. فمن أين جاءت هذه القصة الغريبة؟ وأين العزى ومناف آلهة العرب من آدم في الجنة، حتى تكون أصنام العرب آلهة لآدم يسمّي أولاده بأسمائها؟

14 - غرق ابن نوح!

س 26: جاء في سورة هود 11: 42 و43 "وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تَكُنْ مَعَ الكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بينهما المَوْجُ فَكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ".

قال البيضاوي ما معناه إن كنعان هو ابن نوح. ورفض أن يركب مع نوح في الفلك فغرق. ومعلوم أن نوح لم يكن له إلا ثلاثة أولاد: سام وحام ويافث، ولهم ثلاث زوجات. فكان الذين خلصوا في الفلك ثمانية: نوح وزوجتهوأولاده الثلاثة ونساء أولاده الثلاث. فأين قصة غرق كنعان؟ ومعلوم أن كنعان لم يكن قد وُلد. ولم يكن ابنا لنوح بل ولده حام بن نوح وذلك بعد الطوفان! (تكوين 10: 1 و6 و15).

15 - أيوب حفيد إسحق!!

س 27: جاء في سورة الأنعام 6: 84 "وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ".

قال البيضاوي "أيوب بن أموص من أسباط عيص بن إسحق".

فأين أيوب الذي ظهر في بلاد العرب من عصر إبراهيم وإسحق والد إسرائيل في أرض فلسطين؟ وأين هو أموص والد النبي إشعياء من أيوب؟!

16 - موسى والخضر!

س 28: جاء في سورة الكهف 18: 65 "فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً".

قال البيضاوي تفسيرالهذه الآية وما قبلها وما بعدها: إن موسى النبي سافر مع غلامه يشوع بن نون حتى بلغ صخرة ومعهما حوت مشوي. وعند الصخرة توضّأ يشوع فوقعت على الحوت المشوي نقطة ماء من الوضوء فبُعث الحوت حياً وجرى في الماء! ولما افتقد موسى الحوت ليأكله لم يجده، فرجع إلى مكان الصخرة فوجد الخضر وهو إيليا النبي! وساروا معاً إلى مركب حيث خرقها الخضر. وساروا إلى غلام فقتله الخضر. وساروا إلى حائط متداعية فبناها الخضر. ولما سأل موسى الخضر عن الدوافع التي دعته ليفعل ما فعل، قال إن المركب لمساكين فأتلفها حتى لا يأخذها الملك الغاصب. والغلام لأبوين مؤمنين، فخشينا أن يرهق والديه بالكفر إذا عاش وكبر. والجدار لغلامين يتيمين، بناه حتى متى كبرا يجدان تحت الجدار كنزاً من الذهب مكتوب عليه بعض الحِكم، ومنها "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وكان ذلك في أيام إسكندر ذي القرنين! (انظر البخاري ومسلم وسنن النسائي والترمذي).

ونحن نسأل: أين موسى الذي عاش في مصر سنة 1500 ق م من إيليا الذي عاش في فلسطين سنة 900 ق م، مِن إسكندر الأكبر الذي عاش في اليونان سنة 332 ق م! أين هؤلاء من الشهادة لمحمد الذي ظهر في بلاد العرب في القرن السابع بعد الميلاد!؟ فبين موسى وإيليا 600 سنة! وبين موسى وإسكندر 1200 سنة! وبين موسى وظهور محمد 2200 سنة! فكيف يتسنّى لهؤلاء الذين نشأوا في ممالك مختلفة وفي قرون متباعدة أن يجتمعوا في زمن واحد وفي صعيد واحد؟!

17 - خلط الأسماء

س 29: جاء في سورة الأنعام 6: 84-86 "وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ".

ونحن نسأل: كيف صُفَّت هذه الأسماء بلا نظام ولا ترتيب، بما فيها من تقديم وتأخير يدعو للتشويش والخلط؟ فما الداعي لذكر داود وسليمان قبل أيوب ويوسف وموسى وهرون؟ وما الداعي لذكر زكريا ويحيى وعيسى قبل إلياس؟ وما الداعي لذكر إسماعيل بعد إسحق ويعقوب وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس؟ وما الداعي لذكر أليشع ويونس قبل لوط؟ مع أن الترتيب التاريخي معروف قبل القرآن بمئات السنين، وهو: أيوب في بلاد عوص. وإبراهيم وابن أخيه لوط وابناه إسماعيل وإسحاق وحفيده يعقوب وابن حفيده يوسف. ومن بعدهم موسى وهرون. ومن بعدهم داود وسليمان ابنه. ومن بعدهما إلياس وأليشع تلميذه. ومن بعدهما يونس. هؤلاء كلهم في العهد القديم. ومن بعدهم زكريا ويحيى وعيسى في العهد الجديد!

18 - أخنوخ وليس إدريس

س 30: جاء في سورة مريم 19: 56 و57 "وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً".

قال البيضاوي "إدريس- هو جدّ أبي نوح واسمه أخنوخ. واشتقاق إدريس من الدرس لكثرة دروسه، إذ رُوي أن الله أنزل عليه ثلاثين صحيفة، وأنه أول من خطّ بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب - إنه كان صدّيقاً نبياً ورفعناه مكاناً علياً - يعني شرف النبوة والزلفى عند الله. وقيل الجنة. وقيل السماء السادسة أو الرابعة".

جاء في التوراة قوله: وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللّهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللّهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللّهَ أَخَذَهُ" (تكوين 5: 21-24). وقال الإنجيل "بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لا يَرَى المَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللّهَ نَقَلَهُ" (عبرانيين 11: 5). ونحن نسأل: من أين جيء باسم إدريس بدل أخنوخ؟ فالصواب أخنوخ وليس إدريس.

19 - نوح لم يتبعه الأراذل!

س 31: جاء في سورة هود 11: 25-27 "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ فَقَالَ المَلأُ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ".

ونحن نسأل: أين الأراذل الذين اتّبعوا نوحاً وآمنوا به؟ إن أحدا لم يؤمن بكرازته كما تقول التوراة والإنجيل. ولم يدخل معه في الفلك إلاّ امرأته وأولاده ونساء أولاده، وهم ليسوا أراذل. والقرآن يقول "وجعلنا ذريّته هم الباقون" (الصافات 37: 77). وهذا يعني أن الحديث الذي دار بين نوح وقومه عن إيمان البعض به لم يحدث!

20 - تهاويل خيالية حول برج بابل!

س 32: جاء في سورة النحل 16: 26 "قَدْ مَكَرَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ".

قال البيضاوي: قيل المراد به نمرود بن كنعان، بنى الصرح ببابل سُمكه خمسة آلاف ذراع ليترصَّد أمر السماء. فأهبَّ الله الريح فخرّ عليه وعلى قومه فهلكوا".

ونحن نسأل: من أين جاء للبيضاوي أن نمرود ابن كنعان؟ فنمرود هو ابن كوش بن حام بن نوح (تكوين 10: 6-8). وأخذ الناس بعد الطوفان يبنون مدينة وبرجاً عالياً يخلّدون به اسمهم، فعاقبهم الله بأن بلبل ألسنتهم فلم يستطيعوا التفاهم وكفوا عن البنيان، ولذلك سُمّيت المدينة "بابل" لأن هناك بلبل الله ألسنتهم (تكوين 11: 1-9).

21 - الكعبة بيت زُحل!

س 33: جاء في سورة البقرة 2: 125-127 "وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ".

ولكن الكتاب المقدس يعلّمنا أن إبراهيم دُعي من أور الكلدانيين إلى أرض كنعان، وهناك بنى مذبحا للرب. ولم يرد ذكر لذهابه إلى بلاد العرب، ولا ذكر لبنائه هو وإسماعيل الكعبة، ولكنه تغرّب في أرض كنعان التي وعده الله ووعد بها نسله.

ونحن نسأل: كيف تكون الكعبة بيت الله، وبيت المثوبة، وبيت الأمن، وهي بيت الأوثان، وقد بُنيت أول الأمر لعبادة كوكب زحل؟! وكان كل من استولى عليها يقهر أهلها ليمارسوا شعائر مذهبه! وفي أيام محمد كان في الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً. لكل حي من أحياء العرب صنم. وقد شددوا أقدامها بالرصاص. فجاء محمد ومعه قضيب وجعل يهوى به على كل صنم منها فيسقط الصنم إلى الأرض. وهو يقول "جاء الحق وزهق الباطل. إن الباطل كان زهوقاً". ولما استولى محمد على البيت أبقى فيه أغلب الشعائر الوثنية كما هي كالحج، والطواف، والإحرام، والاعتمار، ورجم الحجارة، وتقبيل الحجر الأسود، والنحر، وغير ذلك. (راجع كتاب تاريخ الكعبة للدكتور الخربطلي وكتاب الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية “لعبد الكريم خليل).

22 - أين إبراهيم من نمرود؟

س 34: جاء في سورة البقرة 2: 258 "أَلَمْ تَرَ إِلَى الذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ المُلْكَ إِذْ قَالَ إِبَرَاهِيمُ رَبِّيَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ".

قال البيضاوي: أَلمْ تر إلى الذي حاجَّ إبراهيمَ في ربّه - تعجُّب مِن محاجة نمرود وحماقته".

ونحن نسأل: كيف حدثت هذه المحاجة ونمرود سابق لإبراهيم بثلاثمائة سنة؟ فبين إبراهيم ونوح اثنا عشر جيلاً (لوقا 3: 34-36) وبين نمرود ونوح أربعة أجيال (تكوين 10: 1-8).

23 - إسماعيل بين الأنبياء!

س 35: جاء في سورة مريم 19: 54 "وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً".

ونحن نسأل: كيف يكون إسماعيل نبياً والتوراة تصفه في تكوين 16: 12 "وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ"؟

24 - أبناء يعقوب يطلبون أن يلعب يوسف معهم!

س 36: جاء في سورة يوسف 12: 11-13 "قَالُوا يَا أَبَانَا مَالكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لهُ لَنَاصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّالهُلَحَافِظُونَ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ".

ونحن نسأل: من أين جاءت هذه المعلومات، مع أن التوراة لا تقول إن إخوة يوسف طلبوا من أبيهم أن يرسله معهم ليلعب، ولا اتّهم يعقوب أولاده بالغفلة عن يوسف حتى يأكله الذئب! لكن الواقع أن يعقوب أرسل يوسف ليسأل عن سلامة إخوته. ولما رأوه قالوا: هُوَذَا هذا صَاحِبُ الأَحْلامِ قَادِمٌ. فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلامُهُ" (تكوين 37: 19 و20). ولما باعوه للإسماعيليين أخذوا قميصه ولوّثوه بدم جدي وأحضروه لأبيهم ليوهموه أن ذئباً أكله".

25 - اختراع طفل ينطق بالشهادة!

س 37: جاء في سورة يوسف 12: 25-29 "وَاسْتَبَقَا البَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لدَى البَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئِينَ".

قال البيضاوي: وشهد شاهد من أهلها - قيل ابن عم لها صبياً في المهد".

ونحن نسأل: من أين جاء هذا الشاهد؟ هل كان في البيت؟ ومع من والبيت لم يكن به أحد! والكتاب المقدس يقول إنها لما أمسكت يوسف من ثوبه تركه معها وهرب؟ فكيف القول إنها قدّته وهرب هو به؟ وكيف يعلن فوطيفار براءة يوسف وذنب امرأته ثم يُبقيها هي ويوسف في البيت ويرضى بهذا العار؟ وكيف بعد أن يحكم فوطيفار ببراءة يوسف، وبعد أن تصرح زوجته أنها راودته عن نفسه فاستعصم، تعود فتهدّد يوسف بالسجن إن لم يفعل ما أمرته به من فحشاء، فيقبل فوطيفار أن يسجنه لا لشرّه بل لعفّته؟!

26 - وليمة نسائية وهمية

س 38: جاء في سورة يوسف 12: 30-33 "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي المَدِينَةِ امْرَأَةُ العَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وقَاَلَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلهِ مَا هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ".

ونحن نسأل: هل يُعقل أن زوجة ضابط كبير تهيّئ وليمة خصيصاً وتدعو سيدات أشراف المدينة لتعلن أمامهنّ غرامها وهيامها بعبدها. وتكشف عن وجهها برقع الحياء دون أن تخشى فضيحة؟ وكيف يُعقل أن النسوة ينشغلن بجمال يوسف حتى يقطّعن أيديهنّ بالسكاكين من غير إحساس من شدة الذهول؟ أليس هذا من الخيالات السقيمة؟!

27 - لماذا طال سجن يوسف؟

س 39: جاء في سورة يوسف 12: 42 "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ".

قال البيضاوي: قال محمد: رحم الله أخي يوسف .لو لم يقل اذكرني عند ربّك لما لبث في السجن سبعاً بعد الخمس".

ونحن نسأل: هل حرام أن يستعين الإنسان بأخيه وقت الشدائد؟ لم ينسَ يوسف ربه عندما كلف الساقي أن يذكره لدى فرعون لينصفه ويُخرجه من السجن. كما لم ينس بولس الرسول ربه عندما استغاث من اليهود واستأنف قضيته إلى محكمة قيصر. وماذا يقولون في محمد الذي استعان بعلي وألبسه ثوبه تعْميةً لأهل قريش فنجا محمد بعد أن كان عرضة للخطر؟ أما ذكر الساقي ليوسف أمام فرعون فيدل على حكمة يوسف، وعلى واجب الساقي، من غير وقوع أي ضرر على أحد.

28 - عدم سجن بنيامين

س 40: جاء في سورة يوسف 12: 83 و84 "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ".

قال البيضاوي: عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً - بيوسف وبنيامين وأخيهما الذي توقف بمصر".

ولكن الكتاب المقدس يخبرنا أن إخوة يوسف العشرة جاءوا إلى مصر ليشتروا قمحاً، فعرفهم يوسف ولكنه تنكر لهم. وليعرف أحوالهم اتّهمهم أنهم جواسيس. فقالوا: لا، بل إننا إخوة. وأحدنا مفقود، وواحد صغير مع أبيه، ونحن العشرة. فأخذ يوسف شمعون وقيَّده رهينة حتى يُحضِروا الأخ الأصغر ليبرهنوا أنهم ليسوا جواسيس. هذا لم يذكره القرآن. ولما رجعوا إلى أبيهم أخذوا بنيامين وجاءوا به إلى مصر. ووضع رجال يوسف كأس يوسف في عِدْل بنيامين، واتهموه بالسرقة، فدافع عنه إخوته. عندها عرّفهم يوسف بنفسه وأرسلهم ليحضروا أباهم. فحضروا مع أبيهم إلى مصر، حيث استقرّوا. ولكن القرآن يقول إن يوسف حبس بنيامين، وإن شمعون بقي في مصر، وإن إخوة يوسف رجعوا لأبيهم بدونهما، فجعل عدد مرات مجيء إخوة يوسف لمصر أربع مرات بدل ثلاث.

29 - قميص سحري!

س 41: جاء في سورة يوسف 12: 93 "اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ".

قال مجاهد: كان ذلك القميص قميص إبرهيم. وذلك أنه لما جُرّد من ثيابه وأُلقي في النار عرياناً آتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه، فكان ذلك القميص عند إبراهيم. فلما مات ورثه إسحق. فلما مات ورثه يعقوب. فلما شبّ يوسف جعل يعقوب ذلك القميص في قصبة من فضة وسدّ رأسها وجعلها في عنق يوسف كالتعاويذ - لما كان يخاف عليه من العين - وكانت لا تفارقه. فلما أُلقي في البئر عرياناً أتاه جبريل وأخرج له ذلك القميص وألبسه إياه. فلما كان هذا الوقت جاءه جبريل وأمره أن يرسل هذا القميص إلى أبيه لأن فيه ريح الجنة فلا يقع على مبتلٍ ولا سقيم إلا عوفي في الوقت. فدفع يوسف ذلك القميص إلى إخوته. وقال: اذهبوا بقميصي هذا وضعوه على وجه أبي. فلما فعلوا ذلك رُدّ إليه بصره".

ونحن نسأل: كيف يلبس سكان الأرض ثياب سكان السماء؟ وكيف يصحب القميص عمل المعجزات على أيدي الذين توارثوه أياً كانوا وأنَّى كانوا؟ وما هو مصير هذا القميص الآن؟ ألا نسخر من الذين يُلبسون أولادهم وبهائمهم تعاويذ؟ هل يتساوى الأنبياء والآباء الكرام إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف بمن يستعملون التعاويذ؟

30 - ابنة فرعون، أو زوجته!

س 42: جاء في سورة القصص 28: 9 "وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ".

ويعلّمنا الكتاب المقدس أن ابنة فرعون هي التي نزلت إلى نهر النيل لتغتسل لأنهم كانوا يعتبرونه إلهاً يطهرهم من النجاسة. فرأت سفطاً من البردي بين الحلفاء ففتحته وإذا صبي يبكي، فاتّخذته ابنة فرعون ابنا لها. ولكنها لم تكن زوجة فرعون. وقال موسى (في سفر الخروج 2: 5-10) إنها ابنة فرعون، وهو أعلم بمن ربَّته!

31 - طرح الأولاد في النهر صدر قبل ولادة موسى لا بعد إرساليته!

س 43: جاء في سورة الأعراف 7: 127 "وَقَالَ المَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ". وجاء في سورة القصص 28: 4-7 "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ".

تقول سورة الأعراف إن المصريين اشتكوا لفرعون من تصرّف موسى، فأمر بقتل أبناء العبرانيين واستحياء نساءهم. وتقول سورة القصص إن فرعون قبل ولادة موسى أمر بذبح الأولاد واستحياء النساء حتى خافت أم موسى عليه وخبأته في صفط البردي إلى أن انتشلته ابنة فرعون. فالآيتان متناقضتان!

32 - صداق امرأة موسى

س 44: جاء في سورة القصص 28: 27 "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ".

ومعروف أن يثرون حما موسى كان له سبع بنات لا اثنتين، وزوَّجه واحدة بدون أن يخدمه ثماني سنوات أو عشراً. وأما الذي خدم حماه كصداقٍ لامرأته فهو يعقوب الذي خدم حماه سبع سنين (تكوين 29: 18).

33 - لم ترث إسرائيل مصر!

س 45: جاء في سورة الأعراف 7: 128و129 "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْأَنْيُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ".

قال البيضاوي: والعاقبة للمتقين - وعدٌ لهم بالنصرة، وتذكير لما وعدهم بإهلاك القبط وتوريثهم ديارهم. قال عسى ربكم أن يهلِك عدوكم ويستخلفكم في الأرض - رُوي أن مصراً مما فُتح لهم في زمن داود عليه السلام".

ومعروف للجميع أن بني إسرائيل ورثوا أرض كنعان وليس أرض مصر!

34 - ضربات مصر عشر لا تسع!

س 46: جاء في سورة الإسراء 17: 101-104 "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاَءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ".

يقول الكتاب المقدس إن الضربات التي ضرب الله بها المصريين عشر لا تسع، وإن بني إسرائيل بعد هلاك فرعون وجيشه في البحر لم يسكنوا في أرض مصر بل في أرض كنعان، وإن فرعون لم يكن يريد أن يخرج اليهود من مصر بل أراد أن يستعبدهم فيها.

35 - صخرة حوريب ليست آبار إيليم!

س 47: جاء في سورة البقرة 2: 60 "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ". وجاء في سورة الأعراف 7: 160 "وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ".

وجاء في الكتاب المقدس "ثُمَّ جَاءُوا إِلَى إِيلِيمَ وَهُنَاكَ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَنَزَلُوا هُنَاكَ عِنْدَ المَاءِ" (خروج 15: 27). "ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ (التِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ)" (خروج 16: 1). "ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ، وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ! فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟ وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى المَاءِ، وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلادَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالعَطَشِ؟ فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: مَاذَا أَفْعَلُ بِهذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيلٍ يَرْجُمُونَنِي! فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ التِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ . فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ" (خروج 17: 1-6).

فليست الاثنتا عشرة عيناً التي في إيليم هي الصخرة التي في حوريب!

36 - لوحا الشريعة

س 48: جاء في سورة الأعراف 7: 145 "وَكَتَبْنَا لهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لكُلِّ شَيْءٍ".

ومعروف أن موسى كتب الشريعة على لوحين لا على ألواح! وعلى اللوحين كتب الوصايا العشر فقط وليس تفصيل كل شيء (خروج 31: 18).

37 - هل طلبوا رؤية الله؟

س 49: جاء في سورة البقرة 2: 55 و56 "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون". وجاء في سورة النساء 4: 153 "يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ".

ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن بني إسرائيل خافوا من الله وقالوا لموسى: تكلّم أنت معنا، ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت" (خروج 20: 19). فعكس القرآن الموضوع وقال إن بني إسرائيل طلبوا أن يروا الله فأماتهم بالصاعقة، ثم بعثهم ثانيةً. ولعل الدافع على هذا أن يُخيف العرب الذين سألوا محمداً أن ينزل لهم كتاباً من السماء!

38 - قورح لا قارون!

س 50: جاء في سورة القصص 28: 76 و81 "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ... فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ".

ومعروف أن قارون القرآن هو كروسوس ملك ليديا (560-546 ق م) وهو عَلَمٌ على الغنى بين العرب وغيرهم. ولا يوجد ما يبرر خلطه بقورح الذي ورد ذكره في التوراة. فلا علاقة لقارون بقورح الذي ثار مع داثان وأبيرام على موسى، ففتحت الأرض فاها وابتلعتهم (العدد 16).

39 - سليمان أو أبشالوم!

س 51: جاء في سورة الأنبياء 21: 78 و79 "وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القَوْمِ وَكُنَّا لحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ".

قال ابن عباس والبيضاوي وغيرهما إن رجلين دخلا على داود. أحدهما صاحب حرْثٍ والآخر صاحب غنم. فقال صاحب الزرع إن غنم هذا دخلت زرعي ليلاً فوقعت فيه فأفسدته فلم تُبْق منه شيئاً. فأعطاه رقاب الغنم بالزرع. فخرجا فمرَّا على سليمان، فقال: كيف قضى بينكما؟ فأخبراه. فقال سليمان: لو رأيت أمركما لقضيتُ بغير هذا . ويُروَى أنه قال غير هذا رفقاً بالفريقين، فأُخبر بذلك داود. فدعاه واستفهم منه عن الأرفق بالفريقين؟ قال: أدفع الغنم لصاحب الحرث ينتفع بدُرّها ونسلها وصوفها ومنافعها. ويدفع صاحب الغنم لصاحب الحرث مثل حرثه. فإذا صار الحرثُ كهيئة يوم أُكل دُفع إلى صاحبه، وأخذ صاحب الغنم غنمه. فقال داود: القضاء ما قضيتَ. وكان عمر سليمان يوم حكم إحدى عشرة سنة.

كان داود من الأنبياء الملهَمين والملوك الحكماء، فلا يُعقل أن سليمان كان يتعقب أحكامه وهو والده. ولا نظن أن داود الملهَم يعجز عن حل قضية كهذه! أما الذي انتقد أحكام أبيه فكان أبشالوم وليس سليمان، فإن أبشالوم لما عزم على الثورة ضد والده كان يسترق قلوب بني إسرائيل ويقول: من يجعلني قاضياً في الأرض لأنصف المظلوم! فكان يقبّل الواحد ويكرمه ويعظمه فاستمال الناس ثم قام بانقلاب فاشل على والده (2 صموئيل 15: 1-6).

40 - هاجر أو السيدة العذراء؟<

س 52: جاء في سورة مريم 19: 22-26 "فَحَمَلَتْهُ فَا نْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا ليْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيّا".

وفي هذا خلط بين مريم العذراء وهاجر أم اسماعيل. فهاجر هربت إلى البرية بإسماعيل. ولما عطشت هيّأ لها الله عين ماء فشربت. أما العذراء فلم تهرب إلى برية ولا احتاجت إلى الماء، ولا كانت تحت نخلة.

41 - لم تنزل مائدة من السماء<

س 53: جاء في سورة المائدة 5: 112-115 "إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَاِئدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابا لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ".

لا يقول الإنجيل إن تلاميذ المسيح طلبوا منه آية من السماء، ولا يقول إن مائدة نزلت من السماء! ولكن الذين تبعوا المسيح ليسمعوا تعاليمه في البرية مكثوا معه وقتاً طويلاً، ولم يرد المسيح أن يصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق. فأخذ خمس خبزات وسمكتين وبارك وكسر وأطعمهم جميعاً وزادت عن الآكلين اثنتا عشرة قفة.

ولعل قصة القرآن عن نزول مائدة من السماء نشأت عن عدم فهم بعض آيات الإنجيل، فوردت في متى 26: 20-29 ومرقس 14: 17-25 ولوقا 22: 14-30 ويوحنا 13: 1-30 قصة العشاء الرباني الذي رسمه المسيح تذكارا لصلبه. فورد في لوقا 22: 30 بخصوص مائدة المسيح "لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي لتدينوا أسباط إسرائيل الإثني عشر".

42 - أصحاب القرية

س 54: جاء في سورة يس 36: 13-29 "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمُ مُرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَاأَنْزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِيَنةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَاليَ لاَ أَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذا لفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَاليْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ".

قال البيضاوي: "أصحاب القرية - القرية أنطاكية - إذ جاءها المرسَلون - وهم رسل عيسى عليه السلام. إذ أرسلنا إليهم اثنين - لأنه فعل رسوله وخليفته وهما يحيى ويونس، وقيل غيرهما. فكذبوهما فعززنا بثالث - وهو شمعون. فقالوا إنا إليكم مرسَلون - وذلك أنهم كانوا عبدة أصنام. فأرسل إليهم عيسى عليه السلام اثنين. فلما قربا من المدينة رأيا حبيب النجار يرعى غنماً فسألهما فأخبراه. فقال أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص. وكان له ولد مريض فمسحاه فبرأ فآمن حبيب. ففشا الخبر فشُفي على أيديهما خلق كثير. وبلغ حديثهما إلى الملك. وقال لهما: ألنا آلهة سوى آلهتنا؟ قالا: نعم. من أوجدك وآلهتك؟ قال: حتى أنظر في أمركما. فحبسهما. ثم بعث عيسى شمعون، فدخل متنكراً وعاشر أصحاب الملك، فآنس به فقال له يوماً: سمعتُ أنك حبست رجلين، فهل سمعتَ ما يقولانه؟ قال: لا. فدعاهما فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك. فقال: صِفاه وأوجِزا. فقالا: يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك. فدعا بغلام مطموس العينين، فدعَوَا الله حتى انشقَّ له بصره. وأخذا بندقَتين فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مُقلتين ينظر بهما. فقال شمعون: أرأيتَ لو سألتَ آلهتك حتى تصنع مثل هذا حتى يكون لك ولها الشرف؟ قال: ليس لي عنك سر! آلهتنالا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع. ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء الميت آمنّا به. فأتوا بغلام مات منذ سبعة أيام. فدعَوَا الله فقام. وقال: إني أدخلت سبعة أودية من النار. وأنا أحذركم ما أنتم فيه. فآمنوا. وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شاباً حسناً يشفع لهؤلاء الثلاثة. فقال شمعون: وهذان. فلما رأى شمعون أن قوله قد أثَّر فيه نصحه، فآمن في جمع. ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل فهلكوا".

وقال البيضاوي "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب النجار، وكان ينحت أصنامهم، وهو ممن آمن بمحمد وبينهما ستمائة سنة. وقيل كان في غارٍ يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه".

معلوم أن أنطاكية كانت تحت حكم الرومان، فكيف يقول القرآن إن لها ملكاً؟ ويقول البيضاوي إن حبيب النجار نحات الأصنام في أنطاكية آمن بمحمد. فهل من المعقول أن يؤمن برسالة جاءت بعده بستمائة سنة؟ ثم أنه ليس مِن تلاميذ مَن يُدعى شمعون أو يونس. فشمعون هو ابن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. ويونس أو يونان هو أحد أنبياء التوراة الذي ابتلعه الحوت.

43 - هود وعاد؟

س 55: جاء في سورة هود 11: 50-59 "وَإِلَى عَادٍ (أرسلنا) أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ... وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ". وجاء في سورة الأعراف 7: 65-72 "وَإِلَى عَادٍ (أرسلنا) أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ قَالَ المَلأُ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ أَبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قَالُوا أَجِئْتَنَا لنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ المُنْتَظِرِينَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الذِينَ كَذَّبُوا بِايَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ".

قال البيضاوي في تفسير الآيات السالفة: "هود هو ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وقيل هود بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح ابن عم أخي عاد... وأهل قبيلة عاد كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم هود فكذبوه وازدادوا عتواً، فأمسك الله المطر عنهم ثلاث سنين حتى جهدهم... وأنشأ الله تعالى سحابات ثلاثاً بيضاء وحمراء وسوداء. ثم نادى منادٍ من السماء لزعيمهم قُيَل بن عثر: يا قُيَل، اختر لنفسك ولقومك. فقال اخترت السوداء فإنها أكثرهن ماء. فخرجت على عاد من وادي المغيث فاستبشروا بها. وقالوا هذا عارض ممطرنا. فجاءتهم منها ريح عقيم فأهلكتهم. ونجا هود والمؤمنون معه. فأتوا مكة وعبدوا الله فيها حتى ماتوا".

ولا تذكر التوراة أن نبياً قام بين نوح وإبراهيم، ولا تذكر بين ذرية نوح رجلاً اسمه عاد، ولا تذكر عقاباً بانقطاع المطر ثلاث سنوات إلا في أيام النبي إيليا.

44 - قصة ذي الكِفل؟

س 56: جاء في سورة الأنبياء 21: 85 "وآتيناهم... إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ".وجاء في سورة صَ 38: 48 "وَا ذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَار".

قال البيضاوي في تفسير سورة صَ: "ذو الكِفل ابن عم يسع أو بِشر بن أيوب واختُلف في نبوته ولقبه. فقيل فرّ إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكفلهم. وقيل كفل برجل عمل صالحاً. كان يصلي كل يوم مائة صلاة". وقال البيضاوي في تفسير الأنبياء: "ذا الكِفل يعني إلياس وقيل يوشع. وقيل زكريا سمي به لأنه كان ذا حظ من الله تعالى أو تكفل أمته".

وجاء في بعض التفاسير أن ذا الكفل نبيّ من بني إسرائيل. وحكايته أن ملكاً أوحى الله إليه أني أريد قبض روحك وأعرض ملكك على بني إسرائيل، فمن تكفل أنه يصلي الليل ولا يفتر، ويصوم النهار ولا يفطر، ويقضي بين الناس ولا يغضب، فأدفع ملكك إليه. ففعل ذلك. فقام شاب فقال: أنا أتكفل لك بهذا. فتكفل ووفى. فشكر الله له. ونبأه فسُمّي ذا الكفل.

ولا تذكر التوراة ذا الكفل، ولكنها تذكر أن الرجل الذي عال مائة من الأنبياء هو عوبديا وزير الملك أخآب، وكان يخشى الرب جداً. وخبأ هؤلاء المائة وقت أن قتلت الملكة إيزابل أنبياء الرب (1ملوك 18: 1-16).

45 - أصحاب الرَّس؟!

س 57: جاء في سورة الفرقان 25: 38 "وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً".

قال البيضاوي: "أصحاب الرَّس قوم كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شُعَيْباً فكذّبوه. فبينما هم حول الرَّس (وهي البئر غير المطوية) انهارت فخسف بهم وبديارهم. وقيل الرَّس قرية بجهة اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبُعث إليهم نبي فقتلوه فهلكوا. وقيل الرس الأخدود. وقيل الرس بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيباً النجار. وقيل هم أصحاب حنظلة بن صفوان النبي. ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم كان فيها من كل لون. وسمّوها عنقاء لطول عنقها. وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتح أو دمخ وتنقضّ على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد، ولذلك سُميت مغرياً فدعا عليها حنظلة، فأصابتها الصاعقة. ثم أنهم قتلوه فأُهلكوا. وقيل هم قوم كذّبوا نبيهم ورسّوه أي دسّوه في بئر".

ونحن نسأل: ما هذه الرَّس؟ وفي أي بلاد؟ وفي أي زمن؟ لماذا لم يوضح لنا القرآن ذلك إن كان للرس وجود؟

46 - حتى لقمان نبي!

س 58: جاء في سورة لقمان 31: 12 و13 "وَلَقَدْ آتَيْنَا لقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.

قال البيضاوي: "لقمان بن باعوراء من أولاد آزر ابن أخت أيوب أو خالته، وعاش حتى أدرك داود عليه الصلاة والسلام وأخذ منه العلم، وكان يفتي قبل مبعثه".

فكيف يكون لقمان هذا نبياً؟ وكيف يعتبره البيضاوي أنه عاصر أيوب وعاصر داود، وبين أيوب وداود ما يقرب من 900 سنة؟ وأين بلاد عوص حيث عاش أيوب من بلاد فلسطين حيث عاش داود!

47 - إسكندر الأكبر نبي!

س 59: جاء في سورة الكهف 18: 83-88 "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً".

قال البيضاوي وابن هشام إن ذا القرنين هو إسكندر الأكبر. قال البيضاوي: "ويسألونك عن ذي القرنين - يعني إسكندر الرومي ملك فارس والروم، وقيل المشرق والمغرب، ولذلك سُمّي ذا القرنين، أو لأنه طاف قرني الدنيا شرقها وغربها. وقيل لأنه انقرض قرنان من الناس، وقيل كان له قرنان أي ضفيرتان، وقيل كان لتاجه قرنان. ويُحتمل أنه لُقِّب بذلك لشجاعته كما يُقال الكبش للشجاع كأنه ينطح أقرانه. واختُلف في نبوته مع الاتفاق على إيمانه وصلاحه".

ونحن نسأل: كيف يجعل القرآن إسكندر الأكبر الملك اليوناني الوثني نبياً يخاطبه الله ويوحي إليه؟ وكيف يعزو إليه زيارة سدودٍ تحدّ الأرض وآبارٍ تغيب فيها الشمس! وإذا كان إسكندر عمَّر جيلين كما قال البيضاوي فما كان أقصر أعمار أهل زمانه؟ فالتاريخ يقول إن إسكندر تُوفي ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة في مدينة بابل سنة 323 ق م. وكيف كان نبياً أو مؤمناً وقد كان من عبدة الأوثان وادّعى أنه ابن آمون إله المصريين؟ وإن كانت الشمس تغرب في بئر، فهل تدور الشمس حول الأرض أم الأرض حول الشمس؟ أما السد الذي بناه اسكندر من زُبَر (قطع) الحديد والنحاس بين جبلين، أحدهما مأهولٌ بأمة صالحة والآخر بأمة متوحشة فلا نجد له أثراً!

48 - الكعبة مقام إبراهيم؟

>

س 60: جاء في سورة آل عمران 3: 96 و97 "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (مكة) مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً".

ويقول الدكتور الخربطلي في كتابه "تاريخ الكعبة" إن الوثنيين هم الذين بنوا الكعبة لعبادة زحل والأصنام. وكان العرب يحجّون إليها لتعظيم أصنامهم فيها، بدليل أن محمدا لما تغلب على أهل قريش كسر تلك الأصنام. ومعلوم أن إبراهيم كان يسكن أرض كنعان ولم يذهب إلى بلاد العرب. فمن الخطأ أن يقال إن الكعبة بيت الله أو مقام إبراهيم. فأين بيت الله من بيت الأصنام؟ وأين العِبري من العربي؟ وأين فلسطين من الحجاز؟ وقد أورد الدكتور طه حسين هذه الفكرة في كتابه "الشعر الجاهلي".

49 - امرأة أيوب!

س 61: جاء في سورة صَ 38: 44 "وَخُذْ بِيَدِكِ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".

قال البيضاوي: "الضِغث الحزمة الصغيرة من الحشيش ونحوه - فاضرِب به ولا تحنث - رُوي أن زوجة أيوب ليا بنت يعقوب. وقيل رحمة بنت أفرايم بن يوسف ذهبت لحاجةٍ فأبطأت. فحلف إن برئ يضربها مائة ضربة. فحلل الله يمينه بذلك. وهي رخصة باقية في الحدود".

ونحن نسأل: كيف يصح لأيوب البار الصبور على ضياع أولاده وعبيده ومواشيه أن يغضب على زوجته وهو المشهود له في التوراة باللطف والحلم وخاصةً مع زوجته، إذ قال لها: "تَتَكَلَّمِينَ كَلاماً كَإِحْدَى الجَاهِلاتِ! أَالخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَالشَّرَّ لا نَقْبَل؟" (أيوب 2: 10). وكيف يصح لأيوب أن يتوعّد زوجته بالضرب مائة ضربة لمجرد إبطائها؟ وكيف يحلف ليضربها مائة سوطٍ، فينصحه الله أن يأخذ حزمة فيها مائة عود يضربها بها ضربة واحدة فلا تقع يمينه! وأين أيوب مِن يعقوب حتى يتزوّج ابنته، أو من يوسف حيث يتزوج حفيدته؟ والمعروف أن أيوب سابقٌ ليعقوب ويوسف تاريخياً. وهذه القصة موجودة في خرافات اليهود القدماء.

50 - فرعون بنى برج بابل بمصر!>

س 62: جاء في سورة القصص 28: 38 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحا لعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ".

ومعلوم أن البرج الذي كان بنو آدم يبنونه ليمسّ رأسه السماء، وقد صنعوه من الطوب اللّبن المشوي بالنار، هو برج بابل في بلاد الكلدانيين. وقد شرعوا في بنائه عقب حادثة الطوفان (تكوين 11: 1-9). فلا يمكن أن يكون الآمِر بالبرج هو فرعون! كما أن البرج لم يُبنَ في مصر! ولا يمكن أن يكون وزير فرعون هو هامان الوزير الفارسي! وقد بُني برج بابل قبل فرعون بقرون طويلة!

51 - الطوفان على المصريين!

س 63: جاء في سورة الأعراف 7: 133 "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ .

معلوم أن الله ضرب المصريين على يد موسى عشر ضربات هي:

1 - الدم (خروج 7: 20)

2 - الضفادع (خروج 8: 6)

3 - البعوض (خروج 8: 17)

4 - الذبّان (خروج 8: 24)

>

5 - موت المواشي (خروج 9: 6)<

6 - الدمامل (خروج 9: 10)

>

7 - البرَد (خروج 9: 23)

8 - الجراد (خروج 10: 14)

>

9 - الظلام (خروج 10: 23)

>

10 - موت الأبكار (خروج 12: 29 و30)

أما الطوفان فلم يصب مصر زمن فرعون، بل كان حدثاً مشهوراً حلّ بقوم نوح كما جاء بالأعراف 7: 63 و64.

52 - شاول الملك أو جدعون القاضي!

س 64: جاء في سورة البقرة 2: 247-251 "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوالا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. وَلَمَا بَرَزُوا لجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ".

والقصة أن صموئيل النبي مسح شاول الملك (الذي يسمّيه القرآن طالوت) لطول قامته ملكاً على بني إسرائيل. وفي أيامه بارز داود جالوت (الذي هو جليات) وقتله. ونصر الله بني إسرائيل. غير أن القرآن خلط هذه القصة بحكاية جيش جدعون الذي امتحنه بالشرب من النهر عندما حارب المديانيين (قضاة 7: 1-8) واعتبر أن شاول أو طالوت هو جدعون، واعتبر أن الحرب مع الفلسطينيين هي الحرب مع المديانيين، مع أن بين الحادثتين زمن مديد!؟

53 - يتكلم في المهد!

س 65: جاء في سورة آل عمران 3: 46 "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ". وجاء في المائدة 5: 110 "إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ القُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاً". وجاء في سورة مريم 19: 29 "فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً؟".

ويقول الكتاب المقدس إنه لما جاء المسيح في الجسد كان ينمو نمواً طبيعياً، سواء في بدنه أو عقله وتفكيره. فقال الإنجيل: وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الحِكْمَةِ وَالقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللّهِ وَالنَّاسِ (لوقا 2: 52). فلم يحدث أن تكلم المسيح في المهد.

54 - يصنع من الطين طيراً

س 66: جاء في سورة المائدة 5: 110 "وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي". وجاء في آل عمران 3: 49 "قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ الله".

ويقول المسلمون إنّ المسيح لما كان صبياً خلق من الطين طيراً. ويؤمن المسيحيون أن المسيح كلمة الله، وهو الذي "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ" (يوحنا 1: 3). ولكنهم يؤمنون أن المسيح لمّا تجسّد لبث ثلاثين سنة قبل أن يبدأ في الكرازة وعمل المعجزات (لوقا 3: 23).

55 - إنكار الصَّلب!

س 67: جاء في سورة النساء 4: 157-158 "وَقَوْلِهِمْ (اليهود) إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً".

فلماذا ينكر القرآن صلب المسيح وقتله بأيدي اليهود، مع أن اليهود يعترفون بذلك والنصارى يؤكدونه ويفتخرون به؟ والإنجيل كله هو خبر صلب المسيح والبشارة به كفادٍ للبشر؟ وفي القرآن عشرات الآيات التي تفيد أن القرآن جاء مصادقالما مع اليهود والمسيحيين من التوراة والإنجيل؟ ويذكر القرآن في مواضع أخرى موت المسيح وقيامته وارتفاعه إلى السماء كقوله: "إِذْ قَالَاللهُ يَا عِيسَى إِنِّيمُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (سورة آل عمران 3: 55). وفيه يقول المسيح: "َلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ" (سورة المائدة 5: 117). ويقول أيضاً: "وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً" (سورة مريم 19: 33)؟

أليس غريباً أن يجيء من ينكر صلب المسيح بعد حدوثه بستمائة سنة؟ إن حادثة الصلب حقيقة تاريخيّة سجّلها الرّومان واليونان واليهود والمسيحيون. وفي مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325م كتب أساقفة العالم المسيحي قانون الإيمان مقرراً صلب المسيح لأجل خلاصنا، وهو القانون الذي يتلوه كل مسيحي في كل كنيسة في كل مكان وزمان! وآثار المسيحيين في القرون العشرين الفائتة في كل أنحاء العالم تحمل شارات الصليب؟ فكيف ينكر أحدٌ تاريخيّة الصليب؟

الجزء الثالث

أسئلة أخلاقية

 

 

1 - تحليل إنكار الله!

س 68: جاء في سورة النحل 16: 106 "مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

وفسرها البيضاوي بقوله: "رُوي أن قريشاً أكرَهوا عمّاراً وأباه ياسراً وأمه سُميّة على الارتداد. فربطوا سميّة بين بعيرين وجيء بحربة بقلبها وقالوا إنك أسلمتِ من أجل الرجال، فقُتلتْ. وقتلوا ياسراً. وهما أول قتيلين في الإسلام. وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مُكرَهاً. فقيل: يا رسول الله، إن عماراً كفر. فقال: كلا، إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه. فأتى عمار رسول الله وهو يبكي. فجعل رسول الله يمسح عينيه وهو يقول: إن عادوا إليك فعُد لهم بما قلت. وهو دليل على جواز التكلم بالكفر عند الإكراه".

ونحن نسأل هل من الأمانة أن يزّور الإنسان في عقيدته وينكر إلهه الحي في سبيل إرضاء الناس؟ قال المسيح "وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ اللّهِ" (لوقا 12: 9).

2 - تحليل الحنَث في القسَم!<

س 69: جاء في سورة البقرة 2: 225 "لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ".

وفسرها البيضاوي بقوله "اللّغْو" - الساقط الذي لا نعتدُّ به من كلامٍ وغيره. ولَغْوُ اليمين ما لا عقد معه كما سبق به اللسان أو تكلم به جاهلالمعناه، كقول العرب: لا والله وبلى والله لمجرد التأكيد لقوله: "ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم" والمعنى لا يؤاخذكم الله بعقوبة ولا كفارة بمالا قصد منه. ولكن يؤاخذكم بهما أو بإحداهما بما قصدتم من الأيْمان وواطأت فيها قلوبكم ألسنتكم. وقال أبو حنيفة: "اللّغو أن يحلف الرجل بناءً على ظنه الكاذب. والمعنى لا يؤاخذكم بما أخطأتم فيه من الأَيمان ولكن يعاقبكم بما تعمدتم الكذب فيه".

ونحن نسأل: هل من مقوّمات النبل والشرف أن يكذب الإنسان؟ يقول المسيح: "لِيَكُنْ كَلامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لا لا. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ" (متى 5: 37 ويعقوب 5: 12).

3 - تحليل الإغراء بالمال!

س 70: جاء في سورة التوبة 9: 60 "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراِء وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

وفسرها البيضاوي بقوله: "المؤلفة قلوبهم" قوم أسلموا ونيّتهم ضعيفة فيه فيستألف قلوبهم. أو أشراف قد يترقّب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم. وقد أعطى رسول الله عُيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك. وقيل أشرافٌ يُستألفون على أن يُسلِموا فإنه (صلعم) كان يعطيهم. وقد عدّ منهم من يؤلف قلبه بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة. وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام. فلما أعزّّه الله وأكثر أهله سقط.

ونحن نسأل: هل يبيح الدين الإغراء بالمال للدخول فيه؟ وهل يُؤجر الناس ويُرشَون ليهددوا ويقتلوا الذين لا يرغبون فيه؟ وهل هذا المال يُعتبر زكاة وصدقة أم يُعتبر رشوة ومفسدة؟

4 - تحليل القتل!

س 71: جاء في سورة الأنفال 8: 65 "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ". وجاء في سورة البقرة 2: 217 "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ". وجاء في سورة التوبة 9: 41 و73 "انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ... يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ" وجاء في سورة محمد 47: 4-6 و35 "فَإِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لا نْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لهُمْ... فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ". وجاء في سورة البقرة 2: 216 و244 "كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ... وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". وجاء في سورة الأنفال 8: 60 "وَأَعِدُّوالهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ". كما جاء في سورة الأنفال أيضاً 8: 12 و13 و39 "أُلْقِي فِي قُلُوبِ الذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ... وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". وجاء في سورة التوبة 9: 29 و111 "قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ... إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ". وجاء في سورة آل عمران 3: 121 "وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ (أي من حجرة عائشة) تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". وجاء في سورة النساء 4: 76 "الذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ". وجاء في سورة الأنفال 8: 67 "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

ونحن نسأل: وهل يُكرِهون الناس على قبول الدين بالسيف؟ وإذا كان القتل محللاً فما هو الحرام؟ وكيف يُحرّض نبيٌّ على القتال، وانتهاك الأشهر الحرم، وتجهيز القبائل بالعتاد والسيوف ليقتل وينهب، ويقول إن هذا في سبيل الله والدين، ويغري أتباعه بالغنائم، وأخذ الجزية في الدنيا والجنة وحور العِين في الآخرة؟؟ ولقد جاء في حديث مسلم أن محمداً قال "اغزوا باسم الله في سبيل الله. فاقتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تَغدروا ولا تُمثلوا ولا تقتلوا وليداً".

5 - تحليل النهب

س 72: جاء في سورة الأنفال 8: 41 و69 "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ... فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

ونحن نسأل: هل يأمر الله بقتل الناس ونهب أموالهم ويقول إن هذا حلال طيب؟ هل يحلل الله أموال الغير؟

6 - تحليل الحلف

س 73: جاء في سورة الفجر 89: 1-5 "وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ". فصاحب القرآن يُقسِم بالفجر والليالي العشر الأخيرة من رمضان وبالأشياء كلها شفعها ووترها، وبالليل المدبر. ويقول إن أقسامه هذه لذي عقل! وجاء في سورة الشمس 91: 1-9 "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا". وفي هذه الآيات يُقسم صاحب القرآن بالشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس. وجاء في سورة الضحى 93: 1-3 "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى". وفي هذه الآيات يُقسم بالضحى والليل. وجاء في سورة التين 95: 1-4 "وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ". وفي هذه الآيات يُقسم بالتين والزيتون وجبل سيناء ومكة. وجاء في سورة الطارق 86: 1-4 "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ". وفي هذه الآيات يُقسم بالسماء وبالنجم المضيء.

ونحن نسأل: لماذا يحلف صاحب القرآن ويُقسِم بكل شيء - بالشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس والضحى والتين والزيتون وجبل سيناء ومكة والنجم وغير ذلك؟ هل يحتاج صاحب القول الصادق إلى قَسَمٍ يؤيد كلامه؟ قال المسيح: "لا تَحْلِفُوا البَتَّةَ، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللّهِ، وَلا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلا بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ العَظِيمِ. وَلا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لا لا. وَمَا زَادَ عَلَى ذ لِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ" (متى 5: 34-37). فما الذي دعا صاحب القرآن ليحلف بكل شيء؟

7 - تحليل الكذب

س 74: جاء في سورة المائدة 5: 89 "لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ". وجاء في سورة النحل 16: 106 "مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

قال الربيع بن سليمان .. عن أم كلثوم بنت عقبة: "ما سمعت رسول الله يرخّص في شيءٍ من الكذب إلا في ثلاث: كان رسول الله يقول: لا أُعِدُّه كاذباً الرجل يُصلِح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يُحدِّث امرأته والمرأة تُحدِّث زوجها" (رواه أبو داود في سُننه في كتاب الأدب، ورواه أبو حنبل في مسنده باب 6). وقال محمد: "إذا أتاكم عني حديث يدل على هُدى أو يردُّ عن ردي فاقبلوه، قلتُه أو لم أقله. وإن أتاكم عني بحديث يدل على ردي أو يرُد عن هُدى فلا تقبلوه فإني لا أقول إلا حقاً".

ألا تفتح هذه الأقوال الباب للكذب على مصراعيه؟ هل الأخلاق الكريمة وصنع السلام يقوم على الأكاذيب؟ وكيف يكون حال بيتٍ يكذب فيه الزوجان على بعضهما؟ وكيف يكون حال الأبناء فيه؟ يقول الإنجيل: "وَأَمَّا الزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي البُحَيْرَةِ المُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الذِي هُوَ المَوْتُ الثَّاني" (رؤيا 21: 8).

8 - تحليل الانتقام!

س 75: جاء في سورة البقرة 2: 194 "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".

ونحن نرى الأثر السيّء لمبدأ الأخذ بالثأر متفشياً بسبب هذا القول، وكم تعب رجال الشرطة من نتائجه وبُحت أصوات المعلمين في التعليم ضده! وهل الاعتداء على من اعتدى علاج للجريمة؟ إن العنف يولّد المزيد من العنف.

قال المسيح: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (متى 5: 44) وقال أيضاً "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً" (متى 5: 38 و39). وقال الرسول بولس: "لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانا للْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لا يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْرِ" (رومية 12: 19-21). وقال بطرس الرسول: "المَسِيحُ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكا لنَا مِثَالا لكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. الذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلا وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بطرس 2: 21-23).

9 - تحليل الشهوات

س 76: جاء في سورة النساء 4: 3 عن تعدد الزوجات "فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا". وجاء في سورة البقرة 2: 230 و236 عن المطلَّقة "فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُهَا لقَوْمٍ يَعْلَمُونَ... لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ". وجاء في سورة الأحزاب 33: 50 عن زواج محمد "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكِ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَا مْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا للنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيما". وجاء في سورة الواقعة 56: 20-23 عن حور الجنة "وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ".

ونحن نسأل: هل يبيح دينٌ من عند الله تعدد الزوجات بخلاف شريعة الله الذي في البدء خلق الإنسان ذكراً وأنثى وجعلهما جسداً واحداً؟ وكيف يبيح كتاب من عند الله لرسولٍ من عند الله أن يتزوج بمن ملكت يمينه من الأسرى، وبأية امرأة تهواه فتهبه نفسها إن وقع هو في هواها! وهل جنة الله مكان للَّهو مع حور العين؟!

قال المسيح: "لأَنَّهُمْ فِي القِيَامَةِ لا يُزَوِّجُونَ وَلا يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلائِكَةِ اللّهِ فِي السَّمَاءِ" (متى 22: 30).

 

 

 

الجزء الرابع

أسئلة لاهوتية

 

 

1 - يجهلون الثالوث الأقدس

س 77: جاء في سورة المائدة 5: 116 "وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟". وجاء في سورة النساء 4: 171 "يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرا لكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً". وجاء في سورة المائدة 5: 73 "لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".

يتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى، فردَّ على هذه البدعة وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد قالت التوراة والإنجيل: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4 ومرقس 12: 29). ولم يقل مسيحي حقيقي قط إن العذراء مريم إله (مع كل التقدير والمحبة لها) فالمسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلهاً واحداً في وحدانية جامعة: هو الآب والابن والروح القدس. أو بعبارة القرآن "الله وكلمته وروحه". والكل في ذات واحدة. وقد اتفق القرآن مع الكتاب المقدس في إسناد الفعل وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله. ولم يرد في الكتاب المقدس ولا في القرآن كلام مخلوقٍ كائناً من كان تكلم عن نفسه بصيغة الجمع مما يدل على وحدة الجوهر مع تعدد الأقانيم في الذات العلية. فمثلاً ورد في سورة البقرة 2: 23 "نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا" بصيغة الجمع وورد في سورة الأعراف 7: 196 "اللهُ الذِي نَزَّلَ الكِتَابَ" بصيغة المفرد. فتشير الصيغة الأولى إلى جمع الأقانيم، وتشير الصيغة الثانية إلى توحيد الذات. ومن أسماء الله الحسنى أنه الودود، لقوله في سورة البروج 85: 14 "وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ". فالود صفةٌ من صفاته. ومن معرفتنا أن هذه الصفة أزلية نستدل أن هناك تعدد أقانيم في الوحدة الإلهية لتبادل الود بينها قبل أن يُخلق شيء. وإلا ففي الأزل اللانهائي، كانت صفة الودّ عاطلة عن العمل، وابتدأت تعمل فبدأ الله "يود" بعد أن خلق الملائكة والناس. وحاشا لله أن يكون قابلا للتغير!

وهل نستطيع أن نوفّق بين الإيمان بصفات الله الأزلية كالسمع والتكلم دون الإيمان بثلاثة أقانيم في إله واحد؟ ولا نستطيع أن نملأ الفجوة الهائلة بين علاقة الإنسان بالله على غير قاعدة الأبوة والبنوة وحياة الشركة المعلنة في عقيدة الثالوث القويمة!

إن الإيمان بالتوحيد المجرّد بدون أنسٍ روحي بالله هو إيمان الشياطين. "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ" (يعقوب 2:19). ومثل التثليث مثل العقل والفكر والقول، فهذه ثلاثة أشياء متميّزة غير منفصلة لشيء واحد! والنار والنور والحرارة ثلاثة أشياء متميزة غير منفصلة لشيء واحد. فهل نستبعد وجود ثلاثة أقانيم متميزة غير منفصلة في إله واحد حسب إعلان كتابه المقدس؟

2 - ينكرون الكفارة

س 78: جاء في سورة النساء 4: 31 "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً" وجاء في سورة النجم 53: 32 "الذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ".

قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: "إن الله يغفر الصغائر باجتناب الكبائر".

ونحن نسأل: هل من المعقول أن يغفر الله أو القاضي لمذنبٍ ارتكاب السرقة لأنه تجنّب القتل؟ يؤكد الكتاب المقدس لنا أنه لا غفران بغير الفادي المسيح الذي قال عنه القرآن آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا (سورة مريم 19: 21). فالإله القدوس العادل لا يمنح الغفران للخاطئ بدون كفارة، ولا يصفح عنه بدون فداء. إن الغفران بغير حساب استهتار بصفات الله القدوسة الكاملة. فالعدل يطلب قصاص الخاطئ، والرحمة تطلب العفو عنه. وإجابة أحد المطلبين تعني تعطيل إحدى الصفتين. والمسيحية تكشف الستار عن حكمة الله المطلقة، فعن طريق قدرة الله غير المحدودة جاء التجسد، وعن طريق الصلب جاء التوفيق بين عدل الله الكامل ورحمته الكاملة. قال الإنجيل: "إِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالحَقُّ فَبِيَسُوعَ المَسِيحِ صَارَا"(يوحنا 1: 17).

أما قول القرآن: "إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" (سورة هود 11: 114) فهو لا يتفق مع قداسة الله وعدله، ولا يعطي الضمير راحة ولا سلاماً ولا شعوراً بفرح الغفران. وقد أمر القرآن محمداً "وَا سْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 47: 19) وكما لم يجد محمد سلاماً وراحة لضميره كذلك كان صحابته وخلفاؤه الراشدون، فليس في الإسلام بعد محمد أفضل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وكلهم من العشرة المبشَّرين بالجنة. ولكن رُوي عن أبي بكر أنه قال: "ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل" وقال للطير "يا طير تأكل من الشجرة وتستظل بالشجرة وتصير إلى غير حساب. ياليت أبا بكر مثلك". وقال "وددت لو أني خضيرة تأكلني الذئاب". وقيل إنه غلب عليه الخوف والحزن حتى كان يُشتمّ من فمه رائحة الكبد المشوي (دائرة المعارف مجلد 2 ص 39 و40). وروى القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لابنته عائشة يوم احتضاره: "يا بنية هذا يوم يخلى فيه عن عطائي وأعاين جزائي إن فرحاً فدائم وإن نوحاً فمقيم" (كتاب العقد الفريد جزء 2 ص 256). وأما عن علي بن أبي طالب فقال ضرار بن حمزة لمعاوية في وصفه: "رأيتُه في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله. وغارت نجومه. وقد مثل في محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ الخائف ويبكي بكاء الحزين. فكأني الآن أسمعه يقول "يا دنيا إليّ تعرَّضتِ أم إليّ تشوَّقتِ؟ هيهات هيهات. غُرّي غيري. لقد أنبتك ثلاثا لا رجعة لي فيك. فعمري قصير. وعيشك حقير. وخطرك كبير. آه من قلة الزاد ووحشة الطريق" (كتاب المستطرف، للشيخ شهاب الدين الأبشيهي ص 165). وأما عن عمر بن الخطاب فقال: "والله لو أن لي في طلائع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عزّ وجلّ قبل أن أراه" (البخاري جزء 2 ص 329). وروى داود بن هند عن قتادة قال: "لما ثقل عمر قال لولده عبد الله ضع خدّي على الأرض. فكره أن يفعل. فوضع عمر خدّه على الأرض وقال: الويل لعمر ولأم عمر إن لم يعف الله عنه" (كتاب العقد الفريد ص 260). وذكروا أن عمراً كان يدني يده من النار ثم يقول: "يا ابن الخطاب، هل لك على هذا صبر؟ ويبكي حتى كان بوجهه خطان أسودان من البكاء. وكان يقول: "يا ليتني لم أُخلَق! ليت أمي لم تلدني! ليتني لم أكن شيئاً! ليتني كنتُ نسْياً منسياً!" (مجلة الهلال عدد 81).

3 - مصدر الوحي بشريّ

س 79: جاء في سورة النساء 4: 82 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرا . وهل يحتمل القرآن التدبُّر والفحص؟ وهل يقبل المسلمون مبدأ البحث للوقوف على حقيقة القرآن؟ لقد دلت الأبحاث أن محمداً أخذ القرآن وشرائعه من الصابئين، وعرب الجاهلية، واليهود، والمسيحيين، وعن تصرفاته التي جعلها سُنّة لغيره.

أولاً: ما أخذه عن الصابئين

اعتبر محمد الصابئين أصحاب دين سماوي أدخلهم الجنة، فقال: إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة المائدة 5: 69 - تكررت الفكرة في سورة البقرة 2: 61 وسورة الحج 22: 17). وقد نقل الإسلام عنهم عقائدهم المعمول بها فيه إلى الآن. قال محمود شكري الألوسي البغدادي في كتابه بلوغ الأرب في أحوال العرب : وللصابئة خمس صلوات توافق صلوات المسلمين الخمس. وقيل سبع صلوات: خمس صلوات توافق صلوات المسلمين من حيث الوقت (أي الصبح والظهر والعصر والمساء والعِشاء).والسادسة في نصف الليل والسابعة صلاة الضحى. ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود. ويصومون ثلاثين يوماً شهراً هلالياً، وابتداء صومهم من ربع الليل الأخير إلى غروب قرص الشمس. وطوائف منهم يصومون شهر رمضان. ويستقبلون في صلواتهم الكعبة ويعظّمون مكة ويرون الحج إليها. ويحرمون الميتة والدم ولحم الخزير. ويحرمون من القرابات الزواج ما يحرم المسلمون (كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب جزء 2 فصل الصابئة).

ثانياً: ما أخذه عن عرب الجاهلية

شهد علماء المسلمين أن كثيراً من الإسلام كان معمولاً به عند عرب الجاهلية. جاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني وكانت الجاهلية تفعل أشياء جاءت شريعة الإسلام بها، منها: أنهم كانوالا يتزوجون الأم وبنتها. وكان أقبح شيء عندهم الجمع بين الأختين، وكانوا يعيبون المتزوج بامرأة أبيه ويسمّونه الضيزن. وكانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الحجار ويغتسلون من الجنابة. وكانوا يداومون على المضمضة والاستنشاق وتقليم الأظافر ونتف الأبط وحلق العانة والختان. وكانوا يقطعون يد السارق اليمنى (الملل والنحل للشهرستاني ج 2 باب آراء العرب في الجاهلية). وفي كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب يقول في ذكره الموحدين من العرب قبل الإسلام ما ملخصه: كان العرب يتعبدون بشريعة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد نقلوها من ولده اسماعيل. فكانوا يعتقدون أن الله واحد لا شريك له ولا وزير وهو السميع البصير. وكانوا يصلّون ويصومون ويحجّون ويزكّون. ثم على تمادي الأيام زاغوا وافترقت كلمتهم وانقسموا في التعبّد إلى أقسام. ومنهم بقيةٌ لم تتغير ولم تبدل من شريعة إسماعيل بن إبراهيم ملتزمين ما كانوا عليه من تعظيم البيت والطواف والحج والعمرة وغير ذلك. وهؤلاء افترقوا فمنهم من بقي على التوحيد وما استعاض من توحيد الله في عبادته. وقد كان العرب في الجاهلية لا يقربون النساء في حال حيضهن. ويحكمون بإيقاع الطلاق إذا كان ثلاثاً. وجواز الرجعة في الواحدة والاثنتين. وإنهم كانوا يطوفون بالبيت سبعاً (جزء 2 فصل أديان العرب قبل الإسلام). وجاء في كتاب السيرة النبوية الملكية فكانت قريش في الجاهلية إذا صلوا قالوا لبيك اللهم لبيك. لا شريك لك إلا شريك هو لك وما ملك . فيوحّدونه بالتلبية ثم يدخلون معه آلهتهم ويجعلون ملكها بيده .

ثالثاً: ما أخذه عن اليهود

 

إِنَّ هذا لفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (سورة الأعلى 87: 18 و19).ففي التوراة قصة آدم وقايين وهابيل ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ولوط ويوسف وموسى وفرعون وبني إسرائيل والمن والسلوى والوصايا العشر والتابوت. وشريعة العين بالعين والذبائح. وقصة الجواسيس وقورح وبلعام وجدعون وصموئيل وشاول وداود وسليمان وإيليا وأليشع وأيوب. واقتطف القرآن من أقوال داود وإشعياء وحزقيال ويونان وغيرهم وقال: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَّوَلِينَ (سورة الشعراء 26: 196).

رابعاً: ما أخذه عن النصارى

أخذ القرآن عن الإنجيل قصة بشارة الملاك لزكريا عن يوحنا وقصة بشارة الملاك لمريم العذراء عن ميلاد المسيح. وعن اسمه الكريم كلمة الله وعن مسحه بالروح القدس وتعاليمه ومعجزاته من حيث شفاء الأبرص وتفتيح عين الأعمى وإقامة الموتى. ورفض اليهود له وموته وارتفاعه للسماء. وشهادة الرسل والكنيسة والقساوسة. واقتطف من أقوال بولس الرسول من رسائله لأهل رومية وكورنثوس وغلاطية وفيلبي وتسالونيكي والعبرانيين. واقتطف من أقوال يعقوب الرسول وبطرس الرسول ويوحنا الرائي.

خامساً: ما أخذه من تصرفاته

يحوي القرآن الكثير من أحوال محمد الشخصية التي جعلها سُنّة لأتباعه، فذكر فيه غزواته وحوادث زوجاته عائشة وزينب وخديجة ومارية القبطية وحفصة وأم هانئ وغيرهن. ودوّن ما أصابه من تأثير السحر وتعوُّذاته منه. وسجل بعض أقوال الصحابة وقال إنها تنزيل الحكيم العليم!

4 - جمعة الجاهلية

س 80: جاء في سورة الجمعة 62: 9-11 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ ذِلكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَا نْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَا بْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَا ذْكُرُوا اللهَ كَثِيرا لعَلَّكُمْ تَفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .

جاء في تفسير البيضاوي لهذه الآيات سُمِّي الجمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة. وكانت العرب تسمّيه العروبة. وقيل سماه كعب بن لؤي لاجتماع الناس فيه إليه. وأول جمعة جمعها رسول الله (صلعم).أنه لما قدِم المدينة نزل قِباء فأقام بها إلى الجمعة. ثم دخل المدينة وصلى الجمعة في وادٍ لبني سالم بن عوف .

وجاء في كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب وكان يوم الجمعة يُسمّى في الجاهلية عروبة. فسماه كعب بن لؤي بن غالب يوم الجمعة. وكان يخطب فيه على قريش. وكانت قريش تجتمع إليه في كل جمعة ليسمعوا خطبه (جزء 1 فصل مجتمعات العرب في جاهليتهم). فيوم الجمعة مصدره عرب الجاهلية ومن وضع كعب بن لؤي وليس من وحي السماء.

ورد في كتاب السيرة النبوية الملكية: لما هاجر محمد إلى المدينة قال له المسلمون إن لليهود يوماً يجتمعون فيه للعبادة وسماع الوعظ هو يوم السبت وللنصارى يوماً يجتمعون فيه للعبادة وسماع الوعظ، ونحن المسلمين لا يوم لنا خصوصي نجتمع فيه لعبادة الله تعالى أُسوة بأهل الكتاب، فأشار عليهم بيوم الجمعة .

ونحن نسأل: إذا كان اليهود يجتمعون للعبادة يوم السبت لذكر خلق الله العالم في ستة أيام واستراحته في اليوم السابع. وإذا كان النصارى يحفظون الأحد لذكرى قيامة المسيح فيه. فما الذي يجعل المسلمين يجتمعون يوم الجمعة؟ هل ليحاكوا أهل الكتاب؟ لم يختاروا اليوم الذي صنعه الرب، بل اليوم الذي وضعته عرب الجاهلية.

 

5 - الأَشْهُر الحُرُم

س 81: جاء في سورة محمد 47: 4 وسورة التوبة 9: 5 فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَا قْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .

يحرّم الإسلام القتال والقتل والثأر تحريماً مطلقاً في الأشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم مهما كانت الدواعي إلى ذلك. ويعود أصل ذلك إلى عرب الجاهلية قبل الإسلام.

جاء في كتاب بلوغ الأرب إن الأربعة أشهر الحرم رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم كانت محرمة عند الجاهلية. حرموا فيها الغارات والثأر والحرب والقتال والشِّجار. فكان الرجل منهم في أيام الأشهر الحرم يلتقي بعدوه قاتل أبيه أو أخيه فلا يتحرج له بشرّ... كانوا يتحرَجون في هذه الأشهر الحرم من القتال. لا يُغِيرون فيها. ولا يتصلون فيها الأسنة أي ينزعون أسنة الرماح منها علامة تجنب القتال لأي سبب كان . فالإسلام أخذ هذا التحريم عن عرب الجاهلية ولم يأت بجديد.

وأما الجديد في الأمر فهو أنه بعد أن وافق الإسلامُ العربَ على الأشهر الحرم التي جعلوها فرصة للسلام والتعايش والهدوء النسبي وجعل هذا التحريم شريعة من الله، رأى محمد أن هذا يتعارض مع رغبته في الغزو والانتقام، فغدر بأعدائه وأباح ما سبق تحريمه وناقض نفسه بقوله في سورة البقرة 2: 217 وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ .

6 - التكبير من أصل جاهلي

>

س 82: جاء في سورة الإسراء 17: 111 وَقُلِ الحَمْدُ لِلهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَِليٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً . وجاء في سورة الأنعام 6: 78 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ .

كان عرب الجاهلية يكبّرون الله في بعض الأحوال قائلين الله أكبر بناء على اعتقادهم بوجود إلهٍ في السماء أو الله بين كل الآلهة هو إلهها وربها، والآلهة الأخرى أعوانه وعماله في أرضه. من ذلك ما جاء في كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب: قال قائل في اقتراع عبد المطلب الهاشمي على ابنه عبد الله والإبل التي كان قد نذر أن يقربها ضحيةً لله، ثم أشار قومه عليه بافتداء ابنه بمائة من الإبل، وأن الذي تقع القرعة عليه يذبح لله، ففعلوا. فلما خرجت القرعة على الإبل ونجا عبد الله، صاح: الله أكبر، وكبّرت قريش مع عبد الله (السيرة الحلبية ج 1).

7 - الجن المسلم!!

س 83: جاء في سورة الأحقاف 46: 29-31 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقالمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . وجاء في سورة الجن 72: 1-6 قُلْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطاً وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً .

ويعلّمنا الكتاب المقدس بوجود ملائكة وشياطين، ويعلّم بوجود الجن الذين ما هم إلا أرواح شيطانية , الذي يقول المسلمون إنهم جنس عاقل بين الإنس والشياطين، وإنهم لما سمعوا القرآن آمنوا به وبالله وبشروا الجن الآخرين وقالوا إن القرآن جاء من بعد موسى.

فلماذا لم يُسمِع اللهُ الجنَّ رسالة موسى وعيسى، ولماذا خصَّ الجن بالقرآن وحده؟ ولماذا يقول الجن إن القرآن جاء من بعد موسى، ولم يقل من بعد الزبور والإنجيل، مع أن الإنجيل أقرب إليهم من عهد موسى؟ وكيف يتصوَّر صاحب القرآن أن الجن، وهم أرواحٌ، يتزوّجون ويتناسلون مع أنهم يقولون إن إبليس من الجن؟

8 - الأمر بالفِسق!!

س 84: جاء في سورة الإسراء 17: 16 وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً .

فهل يريد الله إهلاك الناس؟ وهل يأمر متنعّميها بالفسق لتحقّ العقوبة عليهم وعلى الفقراء بينهم؟ وهل يناسب هذا عدل الله وقداسته وأمانته؟ وكيف ينسب لله الجور والفسق والظلم؟

ويناقض القرآن قوله السابق بقوله: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالفَحْشَاءِ (سورة البقرة 2: 168-169).وقوله: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ (سورة النحل 16: 90).وقوله: وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف 7: 28).

9 - الوحي الذي يشكّ فيه مُبلِّغه!!<

س 85: جاء في يونس 10: 94 فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَا سْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ . وجاء في سورة الأعراف 7: 2 كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .

قال الإمام الرازي في تفسير سورة يونس 10: 94 من الوجوه في تفسير النص فإن كنت في شك مما أُنزل إليك الخ هو أن الخطاب لمحمد. وأن محمداً من البشر. وكان حصول الخواطر المشوشة والأفكار المضطربة في قلبه من الجائزات. وتلك الخواطر لا تندفع إلا بإيراد الدلائل وتقرير البيّنات حتى أن بسببها تزول عن خاطره تلك الوساوس . وقال البيضاوي في تفسير الآية نفسها: حرج منه - أي شك فيه. فإن الشك صرح الصدر وضيق القلب مخافة أن يكذب فيه .

واضح من هذا أن محمداً كان يشك في مصدر وحيه، وإن كان كلامه من عند الله أم ليس بوحي، حتى نصحه مصدر وحيه أن يسأل في ذلك اليهود والنصارى الذين يقرأون الكتاب من قبله. فإن كان الرسول يشك في رسالته والمبلّغ يرتاب في صدق بلاغه، فكيف يتوقع من سامعيه أن يصدقوه؟ قال رسل المسيح: إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا (واقعاً تحت لعنة).(غلاطية 1: 8). وقد تنبأ إشعياء النبي أن ختام الشريعة سيكون على أيدي رسُل المسيح وتلاميذه، ولا يأتي وحي من بعدهم فقال: اختم الشريعة بتلاميذي (إشعياء 8: 16). ولهذا يُختَم الإنجيل بالقول: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ (رؤيا 22: 18).

وفي الوقت الذي كانت فيه الشكوك تساور محمداً في وحيه، اعترف أن المرجع والمحك لأقواله هو الكتاب المقدس، فجاء قوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب مِن قبلك. لقد جاءك الحق من ربك فلا تكوننَّ من المُمْتَرين . وأكد القرآن أن التوراة التي بين يدي يهود عصره صحيحة سليمة فيها حكم الله، والأَوْلى أن يرجعوا إليها لا أن يرجعوا إلى محمد فقال في سورة المائدة 5: 43 وكيف يُحكِّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله؟ . وأوصى القرآن المسيحيين أن يلازموا أحكام إنجيلهم. وحكم بالفسق على من لا يقيم أحكام الإنجيل فقال في المائدة 5: 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ .

10 - أقوال الناس!!

س 86: جاء في سورة المدثر 74: 25 إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ . فقال محمد إن قرآنه وحيٌ من الله إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (سورة النجم 53: 4).

أما أنه قول البشر فواضحٌ من أن القرآن حوى أقوال عمر بن الخطاب التي دوَّنها محمد باعتبار أنها نزلت من السماء. فمرة قال عمر: يا رسول الله، لو اتَّخذنا من مقام إبراهيم مُصلّى. فجاء قرآن يقول وَا تَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى (سورة البقرة 2: 125). ومرة قال عمر: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهنّ البَر والفاجر فلو أمرتَهن أن يحتجِبن، فجاء قرآن يقول يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْن (سورة الأحزاب 33: 59). ومرة اجتمع نساء محمد في الغيرة، فقال عمر لهنّ: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن. فجاء قرآن يقول: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ (سورة التحريم 66: 5). ومرة جاء قرآن يقول: ولقد خلقنا الإنسان من سُلالةٍ مِن طين فقال عمر: فتبارك اللهُ أحسَنُ الخالقين . فسجّل محمد قول عمر في القرآن: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ (سورة المؤمنون 23: 12-14). ومرة لقي يهوديٌّ عمرَ بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا . فقال عمر: مَن كان عدو الله وملائكته ورسُله وجبريل وميكال فإن الله عدّوٌ للكافرين . فسجّل محمد أقوال عمر هذه بنصها: مَنْ كَانَ عَدُوّ اللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (سورة البقرة 2: 98).(الإتقان - باب ما نزل على لسان بعض الصحابة).

11 - سورٌ مِن مثله!!

س 87: جاء في سورة البقرة 2: 23 و24 وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَا دْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَا تَّقُوا النَّارَ التِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين . وجاء في سورة يونس 10: 38 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَا دْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وجاء في سورة الإسراء 17: 88 قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .

فماذا يحدث لو أننا أتينا بسورة واثنتين وثلاث سور مثل القرآن، دون حاجة إلى اجتماع الإنس والجن؟ وهاكم السور الثلاث:

سورة الخلع:

اللهم إنا نستعينك ونستغفرك

ونثني عليك ولا نكفرك.

ونخلع ونترك من يفجرك

 

سورة الحفد:

اللهم إياك نعبد.

ولك نصلي ونسجد.

وإليك نسعى ونحفد.

نرجو رحمتك ونخشى عذابك.

إن عذابك بالكفار ملحق.

 

سورة النورين:

بسم الله الرحمان الرحيم.

يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم.

نوران بعضهما من بعض وأنا لسميع عليم.

إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم.

والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفونه في الجحيم.

ظلموا أنفسهم وعصوا الوحي الرسول أولئك يسقون من حميم.

إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى الملائكة والرسل وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم.

قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم.

إن الله قد أهلك عاداً وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون.

وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين.

ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون.

إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون.

إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم.

يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون.

قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضين.

مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم.

إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّالمن المتقين.

وإنا لنوفه حقه يوم الدين.

وما نحن عن ظلمه بغافلين.

وكرمناه على أهلك أجمعين.

وإنه وذريته لصابرون.

وإن عدوهم إمام المجرمين.

قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون.

يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات مبينات فيها من يتوفه مؤمناً ومن يتوله من بعدك يظهرون.

فاعرض عنهم إنهم معرضون.

إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون.

إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون.

فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.

ولقد أرسلنا موسى وهرون بما استخلف فبغوا هرون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعنّاهم إلى يوم يبعثون.

فاصبر فسوف يبلون ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين.

وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون.

ومن يتول عن أمري فإني مرجعه، فليتمنعوا بكفرهم قليلاً فلا تسأل عن الناكثين.

يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهداً فخذه وكن من الشاكرين.

إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون.

سيعجل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون.

إنا بشرناك بذرية الصالحين.

وإنهم لأمرنا لا يخلفون.

فعليهم مني صلاة ورحمة أحياء وأمواتاً ويوم يبعثون.

وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قوم سوءٍ خاسرين.

وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون.

والحمد لله رب العالمين آمين (عن القرآن المجيد لدروزة).

ومعلوم أن سورتي الخلع والحفد جاءتا في مصحف أُبيّ بن كعب وفي مصحف ابن عباس. وإن محمداً علّمهما لعلي بن أبي طالب الذي كان يعلّمهما للناس. وصلى بهما عمر بن الخطاب. فلماذا لا توجدان في القرآن المتداول اليوم؟ ولماذا أسقطهما المسلمون؟

والسور الثلاث التي ذكرناها تحاكي القرآن وتماثله وتبطل الحجة القائلة فَأْتوا بسورةٍ مِن مثله . ولا زلنا نسأل: هل هذه السور الساقطة من القرآن؟ ولماذا اختلف عليها المسلمون فأثبتها بعض المتقدمين ونفاها عموم المتأخرين؟

12 - الله يشاء الكفر!!

س 88: جاء في سورة الأعراف 7: 89 قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّاَنا اللهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً .

قال البيضاوي تفسيرا لهذه الآية: قد افترينا على الله كذباً - قد اختلقنا عليه. إن عُدنا في ملّتكم بعد أن نجّانا الله منها - شرط جوابه محذوف دليله قد افترينا وهو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع للكهنة جعل كالواقع للمبالغة وأدخل عليه قد لتقريبه من الحال، أي قد افترينا الآن إن هممنا بالعود بعد الخلاص منها. حيث نزعم أن لله نداً وأنه قد تبيّن لنا أن ما كنا عليه باطل وما أنتم عليه حق. وقيل إنه جواب قسَم تقديره والله لقد افترينا. وما يكون لنا - وما يصح لنا. أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا - خذلاننا وارتدادنا. وفيه دليل على أن الكفر بمشيئة الله .

ونحن نسأل: كيف يشاء الله الكفر وهو أكبر المعاصي؟ وهل يتفق هذا مع قداسة الله وصلاحه وعدله؟ أليس الأوفق والأكرم لمجد الله أن نعتقد بقول التوراة وقول الإنجيل اللّهِ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تيموثاوس 2: 4).

13 - الله يُجرِّب بالشرور!!

س 89: جاء في سورة الأعراف 7: 163 وَاسْأَلْ هُمْ عَنِ القَرْيَةِ التِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ .

ومعنى هذا أن الله أوصى بني إسرائيل أن يستريحوا من أعمالهم للعبادة يوم السبت. وجعل الحيتان تأتي ظاهرة يوم السبت لإغرائهم بصيدها. وتختفي باقي أيام الأسبوع. فكيف نتصوّر إلهاً يجرّب عباده بالشرور، ويسهّل لهم العصيان بإظهار الحيتان يوم السبت

؟ مع أن الإنجيل يقول: لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللّهِ، لِأَنَّ اللّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَداً (بالشرور). وَل كِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ (يعقوب 1: 13 و14).

14 - المسيح مثل آدم!

س 90: جاء في سورة آل عمران 3: 59 إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

ونحن نقول إن آدم مثل المسيح في أنه أب الجنس البشري ووكيله ونائبه، ولكن آدم بمعصيته جرَّ ذريته جميعا للهلاك. أما المسيح فهو أب ووكيل ونائب جديد للمؤمنين به، الذين منحتهم كفارتُه وعمله النيابي وطاعته خلاصهم، ولهذا قال الإنجيل آدَمَ، الذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (رومية 5: 14).

أما تشبيه المسيح بآدم بما يفيد أن المسيح مخلوق كآدم بأمر الله فهذا خطأ، لأن المسيح ليس بكائن من كلمة الله، بل هو ذاته كلمة الله الأزلي الذي تجسد من مريم العذراء وظهر بين الناس ليخلّصهم. ويقول القرآن في المسيح كلاماً متناقضاً. تقول سورة المائدة 5: 17 كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْن مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً . وورد في سورة الزخرف 43: 59 إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لبَنِي إِسْرَائِيل . وفي الوقت نفسه توجد آيات أخرى تشير إلى لاهوت المسيح كشخص غريب وعجيب بين البشر، وتعطيه أعظم الألقاب التي لم تُعط في القرآن لغيره:

(1).كلمة الله : هذا الاسم الكريم لا يصح أن يُسمّى به مخلوق، فهو خاص بالمسيح، انفرد به عن سائر الملائكة والبشر، وقد ورد في القرآن مرتين: في سورة آل عمران 3: 45 إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَجِيهاًفِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ . وفي سورة النساء 4: 171 إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَىابْن مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ . وهذالقبٌ إنجيلي، لأن الإنجيل يقول: فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ، وَالكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّه، وَكَانَ الكَلِمَةُ اللّه. هذا كَانَ فِي البَدْءِ عِنْدَ اللّه (يوحنا 1: 1 و2). ولقد سُمّي المسيح كلمة الله لأن كلمة الإنسان هي منه ومن مقومات شخصيته، فهي صورة عقله وفكره والمترجِمة له والمنفّذة لسلطانه وقوته. فالمسيح هو ذات كلمة الله، وهذا يثبت لاهوته لأن كلمة الله من الله وفي الله منذ الأزل. وهل يمكن أن يكون قد مرَّ وقتٌ على الله كان فيه بلا كلمة؟

(2).روح الله : جاء في سورة النساء 4: 171 إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ . لم تكتف الآية بنعت المسيح بالرسالة، بل شهدت أنه كلمة الله. ولكي لا نتوهم خلاف المقصود باللفظ كلمة الله أَتْبعها بما يزيل الشك وهو روحٌ منه لنفهم أن المسيح ليس مجرد رسولٍ عادي، بل ابنٌ مرسَل من أبيه إلى عالم الدنيا، كأشعة الشمس المنبعثة إلى الأرض من الشمس. وما الفرق بين القول إن المسيح نور من نور إله حق من إله حق، والقول روح الله أو روحٌ من الله؟ أليس أنه من ذات الله ومن جوهره؟

(3).ولادته بالروح القدس من عذراء: انفرد المسيح عن سائر البشر بولادته من عذراء! فلماذا تميّز عن سائر الأنبياء بدخوله عالمنا بهذه الطريقة المعجزية؟ إنه كلمة الله وروح الله حل في أحشاء العذراء وتجسد وظهر بين الناس آية ورحمة للعالمين. فهو ابنٌ. مَن أمه؟ مريم. ومَن أبوه؟ الله نَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَا بْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (سورة الأنبياء 21: 91).

(4).قدوس بلا شر: شهد القرآن بقداسة المسيح المطلقة دون سائر البشر. إنه لم يخطئ قط. جاء في سورة آل عمران 3: 36 وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . وجاء في حديث الإمام مسلم عن محمد أن محمداً قال لعائشة: ما مِن مولود يولد لابن آدم إلا نخسه الشيطان عند ولادته، فيستهل صارخاً مِن نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه . وجاء في كتاب الإمام الغزالي جزء 3 ص 38 لما وُلد عيسى ابن مريم عليه السلام أتت الشياطين إبليس، فقالت: قد أصبحت الأصنام منكسة الرؤوس. فقال: هذا حادث قد حدث. مكانكم. فطار حتى أتى خافقي الأرض. فلم يجد شيئاً. ثم وجد عيسى عليه السلام قد وُلد، وإذا الملائكة حافّين به. فرجع إليهم فقال: إن نبياً قد وُلد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعتْ إلا أنا حاضرها إلا هذا . فآيِسوا أن تُعبد الأصنام بعد هذه الليلة. ولكن ائْتوا بني آدم من قبل العجلة والخفة .

ونحن نسأل: ما سر هذه القداسة المطلقة والكمال الفائق؟ ولماذا لا يذكر القرآن للمسيح خطأً كما ذكر لغيره من الأنبياء؟ ولماذا لا توجد في القرآن إشارةٌ إلى أن المسيح تاب إلى الله ولا أن الله تاب عليه، ولا قدَّم استغفاراً ولا أن الله غفر له كما جاء عن سائر الأنبياء والرسل؟ أليس لأن المسيح ذاتٌ قدسيةٌ وهو كلمة الله وروحه؟

(5).قدرته على إتيان المعجزات: يشهد القرآن للمسيح بقدرته المطلقة على إتيان المعجزات بصورة ليس لها مثيل بين سائر الأنبياء، فنسب له العِلم بالغيب في قوله في سورة آل عمران 3: 49 وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ مع أن العلم بالغيب خاص بالله وحده. قُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لِلهِ (سورة يونس 10: 20). ونسب القرآن للمسيح القدرة على الخَلق، فقال في سورة آل عمران 3: 49 إِنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللهِ . ونسب له القدرة على شفاء المرض وإحياء الموتى: فجاء في الآية السابقة وأبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذن الله . ومعلوم أن الخلق خاص بالله وحده أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ؟ (سورة النحل 16: 17). وكذلك إحياء الموتى وَهُوَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (سورة المؤمنون 23: 80).

(6).رَفْعه إلى السماء: يشهد القرآن أن المسيح رُفع من الأرض إلى الله وهو حي خالد في السماء. فجاء في سورة آل عمران 3: 55 إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ . وقيل عن محمد في سورة الأنبياء 21: 34 و35 وَمَا جَعَلْنَالبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَئِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ . فلماذا انتصر المسيح على الموت وقد مات الناس في كل جيل، وهو حي خالد وله الخلد وله الرفعة وله المجد؟

(7).وجيهاً في الدنيا والآخِرة: يشهد القرآن بوجاهة المسيح في الدنيا والآخِرة. فجاء في سورة آل عمران 3: 45 إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ .

قال تفسير الجلالين: وجيهاً ذا جاه، في الدنيا بسبب النبوة والآخرة بالشفاعة والدّرجات العُلا . فلماذا يخص القرآن المسيح بالوجاهة في الدنيا والآخِرة؟

جاء في سورة السجدة 32: 4 اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَالكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ؟ فلماذا لم يعطِ الله سلطان الأحدٍ من البشر بالشفاعة إلا المسيح؟ أليس لأنه ابن الله المتجسد والوسيط الوحيد بين الله والناس، وهو الذي يحيي الأموات والقلوب، لأنه حياة أجسادنا وأرواحنا؟

(8).المخلّص: دعا القرآن المسيح باسم عيسى أي يسوع ومعناه المخلص 25 مرة. ودعاه باسمه المسيح، أي الممسوح أو المعيّن ملكاً ونبياً وكاهناً ثماني مرات. وذلك لتعيينه مخلِّصا للجنس البشري وهو الذي أتى بالإنجيل وهي كلمة يونانية إيفانجيليون أي الخبر المفرح. ووردت كلمة إنجيل في القرآن 12 مرة. فلماذا اختص القرآن المسيح بالأخبار المفرحة؟ إن الذي ذكره القرآن عن المسيح يفوق ما ذكره عن سائر البشر بمن فيهم محمد. ألا يشير هذا إلى تفرّد المسيح عن سائر البشر؟ وهذا ما يقوله الإنجيل عن لاهوت المسيح.

15 - الله يستشير الملائكة وهم يعترضون!!

س 91: جاء في سورة البقرة 2: 30 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَالا تَعْلَمُونَ .

فلماذا يستشير الله الملائكة وهو غني عن أن يشير عليه أحد؟ قال الإنجيل يَالعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟. لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ المَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمين (رومية 11: 33-36). وهل يُعقَل أن الملائكة الأبرار (وهم غير الشياطين).يعصون ويعارضون رغبات الله، ويدَّعون العلم بالغيب بغير حقٍ، ويطعنون في آدم من قبل خَلقه. ويزكون أنفسهم بألسنتهم؟

16 - السجود لغير الله!

س 92: جاء في سورة البقرة 2: 31-34 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا للْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَا سْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ . وجاء في سورة الأعراف 7: 11-13 ثُمَّ قُلْنَال لْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا . وجاء في سورة الحِجر 15: 28-33 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَالكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ .

وجاء في سورة طه 20: 116 وسورة الإسراء 17: 61 ما في هذا المعنى.

ونحن نسأل: في أول الأمر علّم الله آدم الأسماء ثم عرضهم على الملائكة، فعجزوا عن التسمية واعترفوا بالعجز! فكيف يمتحن الله الملائكة في ما لا يعرفونه، ويعطي الإجابات لآدم ليعلَم مالا يعلمون؟ وكيف أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم؟ وحاشا لله القدوس أن يأمر بالسجود لغير ذاته العلية! قال الله في الخروج 34: 14 لَا تَسْجُدُ لِإِلهٍ آخَرَ، لِأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ .

17 - جهنم لجميع الأبرار والأشرار!!

س 93: جاء في سورة الحِجر 15:43 و44 لَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْجُزْءٌ مُقْسُومٌ . وجاء في سورة مريم 19: 71 وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الذِينَ اتَّقَوْا .

قال علي بن أبي طالب: أتدرون كيف أبواب جهنم؟ ووضع إحدى يديه على الأخرى أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض . وقال ابن جريج: النار دركات أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية . وقال ابن الضحاك: في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين دخلوا النار يُعذَّبون فيها بقدر ذنوبهم ثم يُخرَجون منها. وفي الدركة الثانية النصارى، وفي الثالثة اليهود، وفي الرابعة الصابئون، وفي الخامسة المجوس، وفي السادسة أهل الشرك، وفي السابعة المنافقون . وقال البيضاوي: لها سبعة أبواب - يدخلون منها لكثرتهم، وأول طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في المتابعة وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سَقر ثم الجحيم ثم الهاوية. لكل باب منهم (أي من الأتباع).جزء مقسوم أُفرز له. فأعلاها للموحّدين العصاة، والثاني لليهود، والثالث النصارى، والرابع للصابئين، والخامس للمجوس، والسادس للمشركين، والسابع للمنافقين .

ونحن نسأل كيف يذهب المؤمن إلى جهنم؟ فما قيمة التوبة والغفران الإلهي؟ يقول الكتاب المقدس بوجود مكان للأبرار وهو السماء، ومكان للأشرار وهو جهنم. فَيَمْضِي هؤُلَاءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّة (متى 25: 46). فلا يذهب الأبرار إلى جهنم لأن الله برّرهم ببره الكامل، وبالتالي لا يخرجون من جهنم إلى السماء (لوقا 16: 26).

وإذا كان جميع الناس سيذهبون إلى جهنم كقول القرآن، وإذا كانت أمة واحدة من الطوائف الإسلامية هي التي تخلص كقول الحديث، أفلا يخيّم الخوف من الموت والدينونة على حياة كل المسلمين؟ ما أعظم الفرق بين حياة المسلم الخائف الحائر وبين حياة المسيحي الذي يشتهي أن ينطلق من الدنيا ليكون مع المسيح وينتظر يوم القيامة بفرح حيث ينال إكليل الحياة!

18 - الجنة فاكهة ولحم وحور!!<

س 94: وجاء في سورة الواقعة 56: 15-23 عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (أي منسوجة بالذهب).مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمَ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (أي عين نابعة من الأرض).لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ .

هذه جنة تناسب الميول الجسدية وتوافق رغباتهم المادية، فبدل الصحراء المحرقة وعدهم بجنةٍ تجري من تحتها الأنهار (سورة الرعد 13: 35).وبدل النوم على الرمال وعدهم بجنة فيها سُرر مرفوعة (سورة الغاشية 88: 13).على الأرائك يَنْظُرون (سورة المطففين 83: 23). وبدل لبس وبر الجمال وعدهم بجنة يُحَلَّوْنَ فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير (سورة الحج 22: 23). وبدل القحط والمحل وعدهم بجنتين ملآنتين بالفاكهة فيها فاكهة ونخل ورمان (سورة الرحمن 55: 68).وأعناب (سورة النبأ 78: 32). وبدل الخيام التي لا تقي من حرّ الصيف ولا زمهرير الشتاء وعدهم بقصور مشيدة غرف من فوقها غرف مبنيَّة (سورة الزمر 39: 20).لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً (سورة الإنسان 76: 13). وبدل النساء البدويات وعدهم بأزواج من الحور وزوَّجناهم بحور عين (سورة الطور 52: 20).قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان (سورة الرحمن 55: 56).أبكاراً عرباً أتراباً (سورة الواقعة 56: 36 و37). وبدل الحرمان من الخدم وعدهم بولدان الحور يقدمون لهم مالذّ من الشراب يطوفون عليهم ولدانٌ مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين (سورة الواقعة 56: 17 و18). ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً (سورة الإنسان 76: 19). وبدل طعام الفاقة وعدهم باللحم وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون (سورة الطور 52: 22).ولحم طير مما يشتهون (سورة الواقعة 56: 21).وبدل الجوع والفاقة وشظف العيش وعدهم بجنة فيها أنهار من ماءٍ غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه، وأنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفّى (سورة محمد 47: 15).

فأين هذه من قول المسيح فِي القِيَامَةِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةِ اللّهِ فِي السَّمَاءِ (متى 22: 30).لِأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللّهِ أَكْلاً وَشُرْباً، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلَامٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ القُدُسِ (رومية 14: 17).

جاء في إحياء علوم الدين للغزالي: سُئل رسول الله (صلعم).عن قوله ومساكن طيبة في جنات عدن قال قصور من لؤلؤ في كل قصر سبعون داراً من ياقوت أحمر، في كل دار سبعون بيت من زمرد أخضر، في كل بيت سبعون سرير، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراش زوجة من الحور العين. في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام. في كل بيت سبعون وصيفة. ويعطى المؤمن في كل غداة من القوة على جميع ذلك .

ثم قال (صلعم).إن الرجل من أهل الجنة ليتزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب . ولم يذكر القرآن أن في هذه الجنة سعادة روحية في محبة الخالق وتسبيحه!

19 - البرزخ

س 95: جاء في سورة آل عمران 3: 169 لَا تَحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .

قال البيضاوي: روى ابن عباس أن محمداً قال: أرواح الشهداء في أجواف طير خُضر ترِد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش . والبرزخ هو مكان الأرواح فيه تُحفظ أرواح الأشرار، فلا يقدرون على الرجوع للدنيا كقول القرآن في سورة المؤمنون 23: 99 و100 إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِي مَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون وفيه تحفظ أرواح الأبرار في أجواف طير خُضر.

ونحن نسأل: إن كان الله خلق الإنسان على أحسن تقويم فكيف إذا ذهب إلى الجنة ينزله منزلة الطير؟ و يتناسخ الأشرار في النار إلى قردة وخنازير، والأبرار في الجنة إلى طيور وعصافير؟

قال ابن عباس إن محمداً قال لأصحابه: لما أُصيب إخوانكم بأُحُد جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة في ظل العرش. فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم قالوا: ياليت إخواننا يعلمون صنع الله لئلا يزهدوا في الجهاد ولا يكلّوا عن الحرب. فقال الله: أنا أبلغهم عنكم. فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون .

20 - جِرو يعطل الوحي!

س 96: جاء في سورة الضحى 93: 1-3 وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .

قال البيضاوي: ما ودّعك - ما قطعك قطع المودع بمعنى ما تركك. وما قلى - وما أبغضك. رُوي أن الوحي تأخر عن رسول الله أياماً... لأن جرواً ميتاً كان تحت سريره... فقال المشركون: إن محمداً ودّعه ربه وقلاه، فنزلت رداً عليهم . وأخرج سعيد بن منصور والغرباني عن جندب قال: أبطأ جبريل على محمد فقال المشركون: قد ودّع محمداً . وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال: مكث محمد أياما لا ينزل عليه جبريل، فقالت أم جميل امرأة أبي لهب: ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك. فردَّ عليها بقوله والضحى والليل إذ سجَى ما ودَّعك ربُّك وما قلَى . ورُوي بإسناد صحيح أن جرواً دخل بيت محمد، فدخل تحت السرير، فمات فانقطع الوحي عنه. فقال محمد لخادمته خولة: يا خولة، ما حدث في بيتي؟ جبريل لا يأتيني... فقلتُ في نفسي: لو هيأتُ البيت فكنستُه! فأهويتُ بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو. فجاء محمد يرعد بجبته. وكان إذا نزل الوحي أخذته الرعدة فقال والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى . وأخرج عن عردة قال: أبطأ جبريل على محمد فجزع جزعاً شديداً. فقالت خديجة: إني أرى ربك قد قلاك مما يُرى من جزعك.

واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقال ابن عباس خمسة عشر يوماً وقيل أربعون يوماً.

ونحن نسأل: أي نوع من الوحي هذا الذي ينقطع عن البشر بسبب جرو؟ وأي ملاك هذا الذي يقاطع نبياً بسبب جرو؟ وما دَخْل الجرو في الوحي؟ ألم يكن أغلب الأنبياء كإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وداود رعاة أغنام وتحرسها الكلاب؟ فلماذا لم نسمع بمقاطعة السماء لهم من أجل كلابهم؟

21 - الصلاة تكفّر عن الخطية!<

س 97: جاء في سورة هود 11: 114 وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ .

روى الترمذي عن أبي اليسر قال: أتتني امرأة تبتاع تمراً، فقلت: إن في البيت تمراً هو أطيب منه. فدخلتْ معي البيت فأهويتُ عليها فقبّلتُها. ثم ذهب إلى محمد وأخبره بما كان. فأطرق محمد طويلاً. ثم قال وأقم الصلاة طرفَي النهار وزُلفاً مِن الليل. إن الحسنات يُذهبن السيئات . يعني أن الصلوات الخمس يُذهبن الخطيئات ويكفّرن عنها. فقال: يا رسول الله، أإليَّ خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس (السيوطي في سبب نزول سورة هود 11: 114).

ونحن نسأل: كيف يقترف الناس الشرور ثم يكفرون عنها بالصلوات الخمس؟ ألا ينافي هذا قداسة الله وعدله؟ فإنه لا يمكن التكفير عن الخطية إلا بسفك دم كقول الإنجيل بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ (عبرانيين 9: 22).وكيف يستخفون بخطية هي أشنع وأفظع شيء أمام الله؟

قال المسيح: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ (متى 5: 28).

22 - خدعة إلقاء شَبَه المسيح على غيره!

س 98: جاء في سورة النساء 4: 157 و158 وَقَوْلِهِمْ (اليهود).إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَالهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً .

بسبب هذه الآية القرآنيةالواحدة ينكر بعض المسلمين صلب المسيح، مع أن بالقرآن ثلاث آيات تقطع أن المسيح تُوفي ومات وُبعث حياً ورُفع إلى السماء، وهي: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (سورة آل عمران 3: 55). وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد (سورة المائدة 5: 117). وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا (سورة مريم 19: 33).

ونحن نسأل: كيف يقول القرآن مرة إن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل بل رُفع حياً، ويقول مراراً إنه تُوفّي ومات ثم رُفع حياً؟

وإن جاز أن يقال إن الله يلقي شبه إنسان على آخر، ألا يفتح هذا باب الشك في كل شيء؟ فإذا رأيت زيداً يُحتمل أنه ليس بزيد بل أُلقي شبه زيد عليه، وعند ذلك لا تبقى على الأرض حقيقة! بل إننا نشك في التواتر، لأننا نتساءل إن كان ما رواه الأولون حق أم شبيه الحق! بل إننا نشك في الشرائع التي جاء بها أشباه الأنبياء بل الأنبياء أنفسهم! وهل في إلقاء الشبه على آخر ليقتله اليهود بدل المسيح شيء من العدل على الرجل المقتول؟ ألا يظن اليهود أن الله يُعِز المسيح ويكرمه؟ إن الذين ينكرون الصلب يرسمون لنا الله إلهاً يرضى بالغش والكذب!

23 - صوم رمضان يغفر الخطايا!<

س 99: جاء في سورة القدر 97: 3-5 لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْر .

جاء في حديث عن ابن عباس: إذا كانت ليلة القدر أمرَ اللهُ جبريلَ أن ينزل إلى الأرض وينزل معه سبعون ألف ملَكٍ سكان سدرة المنتهى ومعهم ألوية من النور. فيركزون ألويتهم في المسجد الحرام ومسجد محمد وبيت المقدس. ويركز جبريل لواءً أخضر على ظهر الكعبة. ثم تتفرق الملائكة في أقطار الأرضين فيدخلون على كل مؤمن يجدونه في صلاة أو ذكر يسلّمون عليه ويصافحونه ويؤمّنون على دعائه ويستغفرون لجميع أمة محمد حتى مطلع الفجر . وفي حديث آخر: إن الله يُعتِق في كل يومٍ من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار. فإذا كان آخر يوم منه أعتق بقدر ما مضى .

ونحن نسأل: هل مجرد صوم رمضان يؤدي إلى الخلاص ويغفر الخطايا؟ ألا ينافي هذا عدل الله وقداسته؟ لقد وفَّق الله بحكمته بين عدله ورحمته، وجعل المسيح بتجسده يموت عن الخطاة ليخلّصهم من الخطية ويمنحهم القوة للعيشة بالبر والقداسة. إن الاتكال على رحمة الله فقط دون النظر للفداء يطعن في عدل الله، فيكون الله كملك يصدر قانوناً ويتهاون في تنفيذه فلا يعاقب كاسريه!

24 - لا نبي من نسل إسماعيل

س 100: جاء في سورة الجاثية 45: 16 وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِين . وجاء في سورة العنكبوت 29: 27 وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ .

وهذا تصريح أن النبوة محصورة في بني إسرائيل دون سواهم، وهي توافق رأي التوراة التي تحذر بني إسرائيل مِن قبول مَن يدّعي أنه نبي من ذرية إسماعيل. قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلّهِ: لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ! فَقَالَ اللّهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّا لنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ (تكوين 17: 18 و19). وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ المِصْرِيَّةِ الذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: اطْرُدْ هذِهِ الجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لِأَنَّ ابْنَ هذِهِ الجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْني إِسْحَاقَ . فَقَبُحَ الكَلَامُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنهِ. فَقَالَ اللّهُ لِإِبْرَاهِيمَ: لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لِأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ (تكوين 21: 9-12). وقال الله لإبراهيم بعد أن قدَّم ابنه إسحاق فأنقذه الله: وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 22: 18). وكرر الله هذا الوعد لإسحاق، فقال له بعد موت أبيه: وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ البِلَادِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 26: 4).وكرر الله الرسالة نفسها ليعقوب فقال له وهو هارب من وجه أخيه عيسو: وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً وَشِمَالاً وَجَنُوباً. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ (تكوين 28: 14).

فالبركة للعالم والعهد الإلهي عن النسل الموعود به ينحصر في نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلى المسيح. وقد أيّد الإنجيل ما جاء في التوراة عن حصر النبوة في بني إسرائيل، فقال المسيح: الخَلَاصَ هُوَ مِنَ اليَهُودِ (يوحنا 4: 22).وقال الرسول بولس: إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ اليَهُودِيِّ، أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الخِتَانِ؟ كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلِأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللّهِ (رومية 3: 1 و2).ووصف اليهود بأنهم إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالمَجْدُ وَالعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالعِبَادَةُ وَالمَوَاعِيدُ، وَلَهُمُ الآبَاءُ، وَمِنْهُمُ المَسِيحُ حَسَبَ الجَسَدِ، الكَائِنُ عَلَى الكُلِّ إِلهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ (رومية 9: 4 و5).

فإذا كانت النبوة محصورة في بني إسرائيل حسب شهادة التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف يكون محمد نبياً؟ وكيف يقول: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (سورة مريم 19: 54).ثم يقول إن محمداً وحده نبي العرب، وقبله لم يُرسَل لهم نبي وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (سورة سبأ 34: 44).لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (سورة السجدة 32: 3).

ولقد أشاد القرآن بفضل بني إسرائيل على العالم كله فقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ التِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ (سورة البقرة 2: 47). وذكر مراراً أن إسحاق (الابن الثاني لإبراهيم).ويعقوب (حفيده).هما هبة الله لإبراهيم دون ذكر إسماعيل (مع أنه بِكر إبرهيم).فقال: وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنا (سورة الإنعام 6: 84). فَلَمَّا اعَتَزَلَ هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً وَوَهَبْنَا لهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَليّاً (سورة مريم 19: 49 و50). وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيَتاءَ الزَكَاةِ وَكَانُوا لنَا عَابِدِينَ (سورة الأنبياء 21: 72 و73). وَبارَكْنَا عَلَيْهِ (إبراهيم).وَعَلى إِسْحَاقَ (سورة الصافات 37: 113).

25 - بلاد العرب للمسيح

س 101: جاء في سورة المائدة 5: 82 لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ .

انتشرت المسيحية في بلاد العرب ودخلت قبائلها حمير وغسان وربيع ونجران والحيرة، وكان بعض العرب حاضرين عيد الخمسين في أورشليم (أعمال 2: 11).فحملوا أخبار المسيحية لبلادهم، وتمّت بذلك نبوة إشعياء القائلة: غَنُّوا للرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا المُنْحَدِرُونَ فِي البَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، لِتَرْفَعِ البَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ التِي سَكَنَهَا قِيدَارُ (ابن إسماعيل الثاني). لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ (قلعة أرض أدوم). مِنْ رُؤُوسِ الجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الجَزَائِرِ (إشعياء 42: 10-12).

فلماذا اضطهد المسلمون المسيحيين في بلاد العرب، فقتلوا بعضهم، وأجبروا بعضهم على الإسلام، ونفوا الباقين؟

26 - بهيمة تلتهم الوحي!

س 102: جاء في سورة الحِجر 15: 9 إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لهُ لَحَافِظُونَ .

روى ابن ماجة: قالت عائشة إن آية الرجم والرضاعة نزلتا... وكان القرطاس المكتوبتان فيه تحت فراشي. ومات رسول الله حينئذ. وفيما أنا منشغلة بموته دخلت بهيمة وأكلت القرطاس .

فإذا كان القرآن أقوال الله، فلماذا لم يحفظه الله من الضياع في جوف البهيمة؟

27 - النار تلتهم الوحي!

س 103: جاء في سورة الفتح 48: 23 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً .

أحرق عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، جميع نسخ القرآن التي تختلف عن نسخته، وأبقى على نسخته التي كتبها هو.

ونحن نسأل: أليست جميع الأقوال التي تختلف عن نسخة عثمان قرآناً؟ فلماذا أحرقها؟ ولماذا لم تُحفَظ من الضياع بالنار إن كانت أقوال الله؟ ولماذا بدَّل عثمانُ قرآناً بقرآن وأحرق الواحد وأبقى على الآخر؟

28 - الله يضلّلالإنسان ويعذّبه!

س 104: جاء في سورة إبراهيم 14: 4 فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . وجاء في سورة المدثر 74: 31 كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ . وجاء في سورة البقرة 2: 7 خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمِْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . وجاء في سورة الأعراف 7: 178 و179 مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهْوَ المُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ وَلَقَدْ ذَرَأْنَالجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ . وجاء في سورة هود 11: 119 إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . وجاء في سورة السجدة 32: 13 وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .

ونحن نسأل: أي إله هذا الذي يُضل الناس الذين خلقهم ليملأ بهم جهنم، بعد أن قضى بهذا منذ الأزل قضاءً مبرما لا مفرّ منه بالضلالة والعذاب؟ فأين كرامة الإنسان، وأين حرية إرادته؟ وما معنى الأوامر والنواهي والشرائع والترغيب بالثواب والتحذير بالعقاب؟

29 - الله قدّر الشرور!

س 105: جاء في سورة الطلاق 65: 3 إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءِ قَدْراً . وجاء في سورة الإنسان 76: 30 وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ . وجاء في سورة القمر 54: 51-53 وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَر . وجاء في سورة القدر 97: 1-4 إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا ليْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ .

ومن هذه الآيات والكثير غيرها يرى الإسلام أن كل ما يقع في الوجود من خير وشر هو من عند الله! فيكون الله هو علةَ الشرور ابتداءً! وتكون رسالة الأنبياء وتكليفهم بالكرازة والدعوة عبثٌ لا ضرورة له ولا فائدة فيه! وهذا بعكس تعليم الكتاب المقدس، فيخاطب المسيح أورشليم قائلاً: يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا. هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً (متى 23: 37 و38). فقوله لم تريدوا هو تصريح بالإرادة الاختيارية. وقال المسيح للشاب الغني: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلَاكَكَ وَأَعْطِ الفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي (متى19: 21).

وقال الفلاسفة في البيان النظري عن الحيوان إنه الجسم الحساس المتحرك بالإرادة. فإذا كان حد الحيوان البهيمي أنه متصرف بالإرادة، فكيف نتصوَّر أن الإنسان، أشرف مخلوقات الله في عالم الحس، أنه عاجز مجبور على العصيان أو الطاعة؟ وإذا كان هناك إجبار، فما فائدة العقل؟

الجزء الخامس

أسئلة لغوية

 

1 - رفع المعطوف على المنصوب<

س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.

2 - نصب الفاعل

س 107: جاء في سورة البقرة 2: 124 لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون .

3 - تذكير خبر الاسم المؤنث

س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ . وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .

4 - تأنيث العدد وجمع المعدود>

س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .

5 - جمع الضمير العائد على المثنى

س 110: جاء في سورة الحج 22: 19 هذا نِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما

6 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً

س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .

7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب

س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .

8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً

س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد... ذهب الله بنوره .

9 - نصب المعطوف على المرفوع<

س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .

10 - نصب المضاف إليه

س 115: جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .

11 - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة

س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80 لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .

12 - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة

س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة .

13 - جمع اسم علم حيث يجب إفراده

س 118: جاء في سورة الصافات 37: 123-132 وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطالغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.

14 - أتى باسم الفاعل بدل المصدر

س 119: جاء في سورة البقرة 2: 177 لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ. والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.

15 - نصب المعطوف على المرفوع<

س 120: جاء في سورة البقرة 2: 177 وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون .

16 - وضع الفعل المضارع بدل الماضي

س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .

17 - لم يأت بجواب لمّا

س 122: جاء في سورة يوسف 12: 15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.

18 - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى

س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!

19 - نوَّن الممنوع من الصرف

س 124: جاء في سورة الإنسان 76: 15 وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.

وجاء في سورة الإنسان 76: 4 إِنَّا أَعْتَدْنَال لْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟

20 - تذكير خبر الاسم المؤنث

س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ . فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة ؟

21 -أتى بتوضيح الواضح

س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟

22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل

س 127: جاء في سورة الأنبياء 21: 3 وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .

23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى

س 128: جاء في سورة يونس 10: 21 حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ . فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.

24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى

س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟

25 - أتى باسم جمع بدل المثنى<

س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا . والخطاب (كما يقول البيضاوي).موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟

الجزء السادس

أسئلة تشريعية

 

1 - قطع يد السارق

س 131: جاء في سورة المائدة 5: 38 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَا قْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

ونحن نسأل: إذا كان القرآن وضع شريعة قطع يد السارق خلافا لكل الشرائع السماوية والوضعية، ألا يسيء هذا إلى الإنسانية ويجعل أصحاب الأيدي المقطوعة، حتى بعد توبتهم، عالةً على المجتمع، يعيشون فيه بمرارة ناقمين عليه؟ إن قطع يد السارق يحرمه من العمل وكسب رزقه بعرق جبينه. وجاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني أن قطع يد السارق عقوبة جاهلية، فلماذا شرَّع محمد عوائد الوثنيين الذميمة في دينه؟

2 - تنكح زوجاً غيره!

س 132: جاء في سورة البقرة 2: 230 فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ .

وفسرها البيضاوي بقوله: قالت امرأة رفاعة لرسول الله: إن رفاعة طلقني فبتَّ طلاقي، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني، وإن ما معه مثل هدبة الثوب. فقال رسول الله: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ قالت: نعم. قال: لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك .

وكثيراً ما تكون امرأة لها زوج عظيم وأولاد وبنات هم سادة مجتمعهم، وفي حالة غضبٍ يطلّقها زوجها، ثم يندم على ما فعل. فإذا الشرع القرآني يُلزم هذه السيدة أن تُجامع غير زوجها قبل أن تعود إليه.

3 - هضم حقوق المرأة في المعاملة الزوجية والشهادة والميراث

س 133: جاء في سورة النساء 4: 34 وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً .

فلماذا يقنّن القرآن للرجل أن يضرب زوجته؟

وجاء في سورة البقرة 2: 282 وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى .

فلماذا تكون شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، مع أنها في أحيان كثيرة قد تفوق رجلها في العقل والثقافة والشخصية؟

وجاء في سورة النساء 4: 11 يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ .

فلماذا يعطي المرأة نصف نصيب الرجل، مع أن الحياة تقسو على المرأة أحياناً أكثر من قسوتها على الرجل؟ إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين هو من أصل الجاهلية. جاء في كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب جزء 1 ص 184 وأول من قسَم للذكر مثل حظ الأُنثيين عامر بن جهم الجهمي .

4 - تعدد الزوجات

س 134: جاء في سورة النساء 4: 3 فَا نْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا .

وقد فسَّر البيضاوي ما ملكت اليمين بالسراري. ونحن نسأل: أليس تعدد الزوجات والتسرّي مخالفا لسُنَّة الله منذ بدء الخليقة؟ لقد خلَق الله حواء واحدة لآدم واحد. ونحن نكرم الرجولة باحترام الأمهات والأخوات والبنات والزوجات، ومن يفسد البيت يفسد الإنسانية. في تعدد الزوجات إفساد لأخلاق الرجل بالمظالم، وتأخير لنجاح الأولاد، وإهانة للزوجات، وتدمير للتقدم الاجتماعي والسلامة القومية.

5 - الطلاق

س 135: جاء في سورة البقرة 2: 236 لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ .

أباح القرآن للرجل، بإرادته المنفردة، بدون رجوعٍ لأحد في ما يريد، أن يهدم أسرته ويقوّض أركانها ويشتتها، فيوقّع يمين الطلاق على زوجته. ومن المبكيات أن نرى الرجل المسلم إذا تشاجر خارج البيت وحلف اليمين ثلاثاً يطرد زوجته الآمنة من بيتها، لا لسببٍ إلا لأنه حلف في مشاجرة، لا ناقة للمرأة فيها ولا جمل! ثم يقولون إن أبغض الحلال عند الله الطلاق . فكيف يحلل الله شيئاً يكرهه؟ أليس الأصح أن ما يكرهه يحرِّمه؟

6 - جَلد الزانية والزاني

>

س 136: جاء في سورة النور 24: 2 الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمْا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ .

ونحن نسأل: هل إيقاع هذه العقوبة البدنية علناً يصلح المخطئ ويطهر قلبه؟ فلننظر ما يقوله الإنجيل في ذلك: وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الوَسَطِ قَالُوالهُ: يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالُوا هذا ليُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ! ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى المَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ المُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: لَا أَحَدَ يَا سَيِّدُ . فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: وَلَا أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضاً (يوحنا 8: 3-11).

7 - إباحة التسرّي!

س 137: جاء في سورة النساء 4: 3 فَا نْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ . وجاء في الأحزاب 33: 50 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ .

ونحن نسأل: هل هذا لكرامة النبي والمسلمين؟ وهل هذا لكرامة الزوجات والبنات والأولاد؟ وهل هذا لتقدم الأسرة والأمة والمجتمع؟

8 - الحجاب

س 138: جاء في سورة الأحزاب 33: 53-55 وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَا سْأَلوُهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ... لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلاَ أَبْنَائِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَائِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَا تَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً .

قال البيضاوي : رُوي ان عمر قال: يا رسول الله، يدخل عليك البَر والفاجر، فلو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت ... لا جُناح عليهنّ في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن استثناءً لمن لا يجب الاحتجاب عنهم. ورُوي أنه لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب: يا رسول الله، أوَنكلمهن أيضاً من وراء حجاب؟ فنزلت. وإنمالم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين. أو لأنه كره ترك الاحتجاب عنهما مخافة أن يصفالأبنائهما. ولا نسائهنّ يعني نساء المؤمنات. ولا ما ملكت أيمانهم من العبيد والإماء وقيل من الإماء خاصة .

وجاء في سورة النور 24: 31 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلالبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ . وجاء في سورة الأحزاب 33: 59 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَيُؤْذَيْنَ .

ونحن نسأل: وهل يمنع حجاب المرأة عين الرجل الشرير من أن تشتهي؟ إن عين الشرير ترى بعين الخيال! لقد تحدث الإنجيل عن الولادة الجديدة وتغيير القلب بعمل الروح القدس، الذي نتيجته أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الجَدِيدَ المَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللّه فِي البِرِّ وَقَدَاسَةِ الحَقِّ (أفسس 4: 22-24).

9 - الشعائر الوثنية في الحج

س 139: جاء في سورة البقرة 2: 158 إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا .

قال البيضاوي: إن الصفا والمروة - هما علما جبلين بمكة. من شعائر الله من أعلام مناسكه، جمع شعيرة وهي العلامة. فمَن حجَّ البيت أو اعتمر - الحج لغةً القصد، والاعتمار الزيارة. فقلبا شرعاً على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين. فلا جُناح عليه أن يطوف بهما - كان إساف على الصفا ونائلة على المروة، وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما. فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام تحرَّج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك فنزلت. والإجماع على أنه مشروع في الحج والعمرة.

ونحن نسأل: كيف يجعل القرآن الشعائر الوثنية شعائر الله؟ هل كان الوثنيون ملهَمين فيها من الله؟

10 - التجارة في الحج

س 140: جاء في سورة البقرة 2: 198 لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ .

كان العرب في الجاهلية يتَّجرون في أسواق عكاظ ومحنة وذي الحجة، وكان لهم مواسم. فكانوا يقيمون بعكاظ عشرين يوماً من ذي القعدة، ثم ينتقلون إلى محنة وهي عند عرفة فيقيمون بها ثمانية عشر يوماً، عشرة أيام من آخر ذي القعدة وثمانية أيام من أول ذي الحجة. ثم يخرجون إلى عرفة. فلما كان الإسلام فكأنهم تأثَّموا أن يتجروا في المواسم. فأجاز لهم محمد ذلك. وعن أبي ماجة التيمي قال: كنت رجلاً أكري في هذا الوجه، وكان الناس يقولون لي إنه ليس لك حج. فلقيت ابن عمر وسألته عن ذلك قال إن لك حجاً. وجاء رجل إلى محمد فسأله عن مثل ذلك فلم يجبه وأخيراً قال بالجواز.

ونحن نسأل: هل كان في الأمر شيء جديد يحتاج إلى وحي؟ أليس إباحة محمد للتجارة في موسم الحج شيئاً عادياً يتناسب مع مصالح العرب الدنيوية؟

11 - الجدال في الحج

س 141: جاء في سورة البقرة 2: 197 وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى .

كان بعض أهل الجاهلية يقف بعرفة وبعضهم بمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وبعضهم في ذي الحجة. وكل يقول: الصواب فيما فعلتُه. فقال محمد: لا شك أن الحج في ذي الحجة.

ونحن نسأل: أليس هذا القول هو من الأدلة على أن ديانته هي من مشركي العرب؟ كما أن باقي الآية يقول وتزوَّدوا فإن خير الزاد التقوى . وسبب هذا أن أناساً من أهل اليمن كانوا يخرجون للحج من غير زاد ويقولون: نحن متوكلون. ويقولون: نحج بيت ربنا، أفلا يطعمنا؟ فإذا قدموا مكة تسوّلوا طعامهم، وربما أفضى بهم الحال إلى السلب والنهب. فقال لهم محمد فتزودوا . وهو أمر بديهي ليس فيه شيء فوق مستوى العقل يحتاج إلى وحي.

12 - الإفاضة

س 142: جاء في سورة البقرة 2: 199 ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ .

والمعنى: انزِلوا من عرفة حيث ينزل الناس، لا من المزدلفة لتترفّعوا عن الخَلق. والخطاب لقريش التي كانت تترفع عن الناس. وقال طاوس: كانوا في الجاهلية يدفعون عن عرفة قبل أن تغيب الشمس وعن المزدلفة بعد طلوعها. وكانوا يقولون: أشرِق ثبير كيما نغير. وقال أهل التفسير: كانت قريش ومَن دَانَ بدينِها وهم الحُمْس يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن أهل الله وقطعان حرمه. وكانوا يتعاظمون أن يقفوا مع سائر الناس بعرفات. فإذا أفاض الناس من عرفات أفاض الحمس من المزدلفة. فلما جاء محمد أمرهم أن يقفوا مع سائر الناس ثم يفيضوا منها إلى جمع.

ونحن نسأل: أليس الأمر بالوقوف على عرفات بالإفاضة منها كسائر الناس في الجاهلية هو دليل على أن أركان الحج من أصل وثني، وأنه ليس من التشريع السماوي في شيء؟

13 - الحج من الأركان الجاهلية>

س 143: جاء في سورة البقرة 2: 197-200 الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَا تَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَا ذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَا ذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَا سْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَا ذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً .

كان اسم شهر ذي الحجة المخصص للحج موجوداً قبل الإسلام، وكذلك كان الإحرام (وهو البُعد عن الرَّفث والصيد).موجوداً قبل الإسلام، كما كانت التجارة في الحج موجودة قبل الإسلام، وكذلك الإفاضة من عرفات وإلقاء الخطب وذكر المناقب عند المشعر الحرام، فاتَّخذ الإسلام عاداته وشعائره من عادات العرب المشركين!

14 - سوء استخدام الزكاة

س 144: جاء في سورة التوبة 9: 58-60 وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراِء وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَا بْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

قال البيضاوي: ومنهم من يلمزك - يعيبك. وفي الصدقات - في قسمتها. فإن أعطوا منها رَضوا وإن لم يُعطوا فإذا هم يسخطون - قيل إنها نزلت في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج. كان رسول الله يقسم غنائم حُنين فاستمال قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم. فقال: اعدل يا رسول الله. فقال ويلك إن لم أعدل أنا فمن يعدل. والمؤلّفة قلوبهم - قوم أسلموا ونيتهم ضعيفة فيه فيستألف قلوبهم. أو أشراف قد يترقّب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظائرهم. وقد أعطى رسول الله (صلعم).عُيَيْنة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك. وقيل أشراف يُستألَفون على أن يسلموا. فإن محمداً كان يعطيهم من خُمس الخُمس الذي كان خاص ماله. وقد عد منهم من يؤلف قلوبهم بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة. وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام، فلما أعّزَ الله الإسلام وأكثره سقط. وفي سبيل الله - وللصرف في الجهاد بالانفاق على المتطوعة وابتياع الكراع والسلاح، وقيل في بناء القناطر والمصانع .

ومعلوم أن الزكاة هي أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة التي هي الصلاة والزكاة والصوم والحج والشهادتين. فهي من صميم الدين الإسلامي، وهي ليست مخصصة للفقراء والمساكين، ولكن يُصرف منها في أغراض إسلامية بحتة، وصُرف منهاللمؤلفة قلوبهم ولو كانوا أغنياء لاستمالتهم لقبول الإسلام. وتُصرف في شراء الأسلحة وتجهيز الجند لقتال الكفَّار والجهاد في سبيل الإسلام.

وللمسيحيين كتابهم المقدس الذي يقضي بتقديم العشور للصرف على الفقراء وتعمير الكنائس وإعالة رجال الدين، ونشر الكتاب المقدس ومبادئ المسيحية. ويحرم الكتاب المقدس الدعوة للدين باستخدام المال للاستمالة أو السيف للإرهاب. فأتباع الدين المسيحي قدموا دعوته بالمحبة والشجاعة والتضحية على مثال المسيح.

15 - تفضيل الرجال على النساء<

س 145: جاء في سورة النساء 4: 34 الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .

قال البيضاوي: الرجال قوَّامون على النساء - يقومون عليهم قيام الولاة على الرعية. وعلل ذلك بأمرين وهبي وكسبي فقال بما فضل الله بعضهم على بعض - لسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل وحُسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات. ولذلك خصُّوا بالنبوّة والإمامة والولاية وإقامة الشعائر والشهادة في مجامع القضايا ووجوب الجهاد والجمعة ونحوها والتعصب وزيادة السهم في الميراث والاستبداد بالفراق. وبما أنفقوا من أموالهم - في نكاحهن كالمهر والنفقة. رُوي أن سعداً بن الربيع أحد نقباء الأنصار نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير فلطمها. فانطلق بها أبوها إلى رسول الله (صلعم).لتقتص منه فنزلت! فقال: أردنا أمراً وأراد الله أمراً، والذي أراد الله خير.

وجاء في سورة البقرة 2: 228 وَلَ هُنَّ مِثْلُ الذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ .

قال البيضاوي: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف - أي ولهنّ حقوق على الرجال مثل حقوقهم عليهنّ في الوجوب واستحقاق المطالبة عليهالا في الجنس. وللرجال عليهن درجة - زيادة في الحق وفضل فيه، لأن حقوقهن في أنفسهن وحقوقهن المهر والكفاف وترك الضرار ونحوها أو شرف وفضيلة لأنهم قوام عليهنّ وحراس لهنّ يشاركونهن في غرض الزواج ويخصون بفضيلة الرعاية والإنفاق.

ونحن نسأل: لماذا يهضم حقوق المرأة فيعتبر من حق الرجل أن يملك نفسها، بينمالا تمتلك المرأة إلا نصيباً مِن ماله؟ الطبيعي أن يكون جسد المرأة ملك الرجل، وجسد الرجل ملك المرأة. ولماذا يستبد الرجل بالفراق ولا يسمح للمرأة بالفراق إذا رأت ذلك في حالة خيانته. وإن كان من العيب أن تضرب المرأة الرجل، فلماذا تسمح الشريعة الإسلامية للرجل أن يضرب المرأة؟

16 - الصلاة الإسلاميةتقليد وثني

س 146: جاء في سورة البقرة 2: 238 حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُواللهِ قَانِتِينَ .

فرض الإسلام على المسلمين خمس صلوات يومياً وهي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعِشاء، وهي نفس مواقيت الصلاة عند اليهود والمسيحيين والصابئين. وقال أبو الفداء في تاريخه: وللصابئين عبادات منها سبع صلوات منهن خمس توافق صلوات المسلمين والسادسة صلاة الضحى والسابعة صلاة يكون وقتها في تمام الساعة السادسة من الليل. وصلواتهم كصلاة المسلمين من النية وألا يخلطها المصلي بشيء من غيرها. ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود .

ونحن نسأل: لماذا اقتبس المسلمون نظام صلواتهم مِن الصابئين؟

17 - التيمم

س 147: جاء في سورة المائدة 5: 6 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَا غْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَا مْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَا طَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَا مْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .

قال البيضاوي: ولكن يريد ليطهركم - لينظفكم أو ليطهركم من الذنوب، فإن الوضوء تكفير للذنوب. أو ليطهركم بالتراب إذا أعوزكم التطهير بالماء. وليتمّ نعمته عليكم - ليتم بشرعية ما هو مطهرة لأبدانكم ومكفرة لذنوبكم نعمته عليكم في الدّين. وروى البخاري: عن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ محمد ونزل فثنى رأسه في حجري راقداً. وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبَسْتِ الناس في قلادة. ثم أن محمداً استيقظ. وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فاستعوضه بالتراب . وعن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان وقال أهل الإفك ما قالوا خرجتُ مع محمد في غزوةٍ أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس الناس عن التماسه. فقال لي أبو بكر: بُنيَّة، في كل سَفَر تكونين عناءً وبلاءً على الناس! ولكن لما كانت هي سبب التيمُّم رضي عنها أبو بكر.

جاء في الحديث: الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين حتى يجد الماء. وإذا وجده فليمسه جلده .

ونحن نسأل: كانت عائشة سبب مشكلة لمحمد في الغزوة التي اتُّهمت فيها مع صفوان بن المعطل، فلماذا أخذها معه في غزوة أخرى؟ وما معنى الاستعاضة عن الماء بالتراب؟ أليست هذه قذارة ومدعاة للمرض لاللصحة؟ وأي عاقل يتصور في الماء أو التراب تكفير عن الذنوب؟

18 - تغيير القِبلة

س 148: جاء في سورة البقرة 2: 115 و142-145 وَلِلهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ... سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطالتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ التِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّالنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذالمِنَ الظَّالِمِينَ .

قال البيضاوي: سيقول السفهاء من الناس - الذين خفت أحلامهم واستمهنوها بالتقليد والإعراض عن النظر، يريد به المنكرين لتغيير القِبلة من المنافقين واليهود والمشركين. ما ولاّهم - ما صرفهم. عن قبلتهم التي كانوا عليها - يعني بيت المقدس. والقبلة في الأصل الحالة التي عليها الانسان من الاستقبال فصارت عرفاللمكان الموجَّه نحوه للصلاة. قل لله المشرق والمغرب - لا يختص به مكان دون مكان بخاصية ذاتية تمنع إقامة غيره مكان مقامه إنما العبرة بارتسام أمره لا بخصوص المكان. يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم - وهو ما ترتضيه الحكمة وتقتضيه المصلحة من التوجه إلى بيت المقدس تارة والكعبة أخرى. وكذلك - إشارة إلى مفهوم الآية المتقدمة أي كما جعلناكم مهتدين إلى الصراط المستقيم أو جعلنا قبلتكم أفضل القبل. جعلناكم أمة وسطاً - أي خياراً أو عدولاً مزكّين بالعلم والعمل، وهو في الأصل اسم للمكان الذي تستوي إليه المساحة من الجوانب ثم استُعير للخصال المحمودة لوقوعها من طرفي إفراط وتفريط كالجود بين الإسراف والبخل، والشجاعة بين التهّور والجبن ثم أطلق على المتَّصف بها مستوياً فيه... وما جعلنا القبلة التي كنت عليها - في الجهة التي كنت عليها أي الكعبة فإنه عليه السلام كان يصلي إليها بمكة ثم لما هاجر أمر بالصلاة إلى الصخرة تألفالليهود أو الصخرة كقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كانت قبلته بمكة بيت المقدس إلا أنه كان يجعل الكعبة بينه وبينه فالمخبر به على الأول الناسخ وعلى الثاني المنسوخ. والمعنى أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة وما جعلنا قبلتك بيت المقدس. وما كان الله ليضيع إيمانكم - أي ثباتكم على الإيمان. وقيل إيمانكم بالقبلة المنسوخة أو صلاتكم إليها، لِما رُوي أنه عليه السلام لما وجه إلى الكعبة قالوا: كيف بمن مات يا رسول الله قبل التحويل من إخواننا؟ فنزلت إن الله بالناس لرؤوف رحيم - فلا يضيع أجورهم. فولّ وجهك - اصرف وجهك. شطر المسجد الحرام - نحوه. ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين. وقد صلى أصحابه في مسجد بني سلمة وركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!

ونحن نسأل: إذا كانت القبلة شريعة وركناً من أركان الصلاة فلماذا تتغير؟ هل هي لعبة سياسية لاستمالة قلوب العرب تارة واستمالة قلوب اليهود أخرى، فاتّجه مع العرب في مكة إلى الكعبة، ولما هاجر إلى المدينة حيث الكثير من اليهود اتجه إلى بيت المقدس. ولما قاومه اليهود جعل قبلته الكعبة مرة أخرى! لقد كان لتغيير القبلة طنة ورنة حتى ارتد كثيرون من الإسلام إلى اليهودية، وقالوا: رجع محمد إلى دين آبائه وترك قبلة اليهود التي هي حق! وعيَّر اليهود المسلمين، فقال حُيي بن أحطب وأصحابه من اليهود: أخبِرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس. إن كانت على هدى فقد تحولتم عنه! وإن كانت على ضلالة فقد دنتم الله بها، ومن مات عليها فقد مات على ضلالة! وكان قد مات قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة أحمد بن زرارة من بني النجار والبراء بن معرور من بني سلمة وكانا من النقباء ورجال آخرون. فانطلقت عشائرهم إلى محمد فسكن بلبالهم وقال سيقول السفهاء من الناس ما ولاّهم عن قِبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب .

فلماذا طعن محمد في الذين اعترضوا عليه بأنهم من السفهاء؟ لقد كان لهم كل الحق أن يسألوا.

19 - تكرار الصلاة باطلاً

س 149: جاء في سورة البقرة 2: 238 حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُواللهِ قَانِتِينَ .

قال البيضاوي: حافظوا على الصلوات - بالأداء لوقتها والمداومة عليها. والصلاة والوسطى - أي الوسطى بينها أو الفضلى منها خصوصاً وهي صلاة العصر لقوله يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم ناراً. وفضلهالكثرة انشغال الناس في وقتها واجتماع الملائكة. وقبل صلاة الظهر... وقبل صلاة الفجر... وقبل المغرب... وقبل العشاء...

ونحن نسأل: ما فائدة الصلوات المتكررة يومياً خمس مرات وأسبوعياً وشهرياً وسنوياً وإلى ما شاء الله في الحياة بدون زيادة ولا نقصان؟ إن الصلاة تعبير متجدد لمشاعر الإنسان نحو الله. قال المسيح: وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا الكَلَامَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلَامِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ (متى 6: 7 و8).

20 - تخفيف الصلاة!

س 150: جاء في سورة الإسراء 17: 1 سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .

قال علماء المسلمين: لما أسرى الله بمحمد ورأى حور العين وسلّم عليهن، وقابل موسى سأله موسى: ما فرَض ربُّك عليك؟ وقيل إنه سأله: بمَ أُمرت؟ قال خمسين صلاة. قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. وفي البخاري أن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله جربت الناس قبلك وعالجت بنيإسرائيل أشد المعالجة أي فإنه فرض عليهم صلاتان فما قالوا بهما أي ركعتان بالغداة وركعتان بالعشى. وفي تفسير البيضاوي أنه فرض عليهم خمسون. غير أن السيوطي قال إن هذا باطل. ثم قال موسى فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال فرجعت إلى ربي فقلت: يا ربي خفف عن أمتى. فحطَّ عني خمساً. فرجعت إلى موسى فقلت: حطَّ عني خمساً. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك واسأله التخفيف. قال: فلم أزل أرجعبين ربي وبين موسى حتى قال الله تعالى: يا محمد، إنهن خمس صلوات في كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون. فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته. فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فقلت قد رجعت إلى ربك حتى استحيت منه.

ونحن نسأل: هل الأنبياء أكثر معرفة بأحوال الناس من الله سبحانه؟ وهل يتبع الله رأي الناس؟ أليس هذا كله ناشئاً عن عدم معرفة محمد بصفات الله وأن الصلاة أُنسٌ بالله وليست فرضاً ولا عبودية؟ والمسلم الذي يهتم بالوضوء ونظافة البدن أكثر من نظافة القلب لا يدرك معنى الصلاة، لأنه يهتم بالاتجاه للقِبلة أكثر من اتجاه ضميره لله، ويتمسك بألفاظ محفوظة دون الاهتمام بالتعبير عن حاجاته الخاصة، ويعتبر أن الصلاة في ذاتها حسنة تُذهِب السيئة، ويهتم بالنحر مع الصلاة كقوله صل لربك وانحر دونما إدراكٍ لمعنى كفارة المسيح؟!

21 - الصيام

س 151: جاء في سورة البقرة 2: 183-187 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوالي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَا بْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَا شْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .

قال البيضاوي: رُوي أن رمضان كُتب على النصارى فوقع في برد أو حرّ شديد فحوَّلوه إلى الربيع وزادوا عليه عشرين كفارة لتحويله. وقيل زادوا ذلك لموتان أصابهم . وقال أبو الفداء في تاريخه: وللصابئين عبادات منها سبع صلوات، ويصومون ثلاثين يوماً. وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعاً وعشرين يوماً. وكانوا يراعون في صومهم الفطر والهلال بحيث يكون الفطر وقد دخلت الشمس الحمل. ويصومون من رُبع الليل الأخير إلى غروب قرص الشمس .

ونحن نسأل: إن كان صيام رمضان ليس شرعاً جديداً ولا هو من الدين السماوي في شيء، بل هو مأخوذ من الصابئين في بلاد العرب، فكيف يقول إن مصدره وحي سماوي؟ ولا يوجد دليل واحد على صحّة القول إن رمضان كُتب أولاً على النصارى!

22 - الأشهر الحرم

س 152: جاء في سورة التوبة 9: 1-5 و36 و37 بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَا عْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَا عْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلاَّ الذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَا قْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَا حْصُرُوهُمْ وَا قْعُدُوالهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ... إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيِهنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَا عْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماليُواطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ . وجاء في سورة البقرة 2: 194 و217 الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصٌ... يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ . وجاء في سورة المائدة 5: 2 و97 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوالا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلَا الهَدْيَ وَلَا القَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً... يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوالا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلَا الهَدْيَ وَلَا القَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً .

ونحن نسأل: لماذا يحرم القرآن القتال في الأربعة أشهر الحرم فقط ويحلله في بقية شهور السنة؟ أليس الأجدر أن يحرم القتال دائماليحيا الناس في سلام؟ ولماذا يخالف القرآن ما اصطلح عليه العرب من منع القتال في الأشهر الحرم بعد اعترافه أن ذلك من شعائر الله ويلطخ الأشهر الحرم بسفك الدماء مما جعل العرب يعيرونه بالغدر والخيانة؟ وما بال القرآن بعد هذا يدافع عن الأشهر الحرم فيخلط بين السنة القمرية والسنة الشمسية، ويزعم أن الاعتراف بالسنة الشمسية كفر؟ وإذا كانت الأشهر الحرم من شعائر الله، فلماذا بطل اعتبارها في جميع العالم الإسلامي في الوقت الحاضر؟

23 - نشر الدين بالسيف

س 153: جاء في سورة الفتح 48: 16 و17 قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماليْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنَهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً .

قال البيضاوي: قل للمخلَّفين من الأعراب - كرر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في الذم وإشعاراً بشناعة التخلف. ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد - بني حنيفة أو غيرهم ممن ارتدوا بعد رسول الله (صلعم).أو المشركين فإنه قال تقاتلهم أو يسلمون - أي يكون أحد الأمرين إما المقاتلة أو الإسلام لا غير كما دل عليه قراءة، أو يسلمون ومن عداهم يقاتل حتى يسلم أو يعطي الجزية. فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً - هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة.

ونحن نسأل: هل يقوم دين صادق إلا على الحجة والبرهان، لا على الإرهاب والاستبداد؟ وإن كانت الآيات المكية تحض على السلم والآيات المدنية تحض على القتال، فأي آيات منها أرسخ وأثبت؟ وأيها أنسب من حيث الإيمان والثواب؟

إن الإرهاب يدفع للنفاق.

قال الشاعر:

أسلم الكافرون بالسيف قهراً ……… وإذا ما خَلَوا فهم مجرمون

سَلِموا من رواح مالٍ وروحٍ ……… فلا هم سالمون ولا مسلمون

24 - هدر دم القتيل

س 154: جاء في سورة البقرة 2: 178 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالحُرِّ وَالعَبْدُ بِالعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَا تِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ َتَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ .

قال البيضاوي: يا أيها الذين آمَنوا كتب عليكم القصاص في القتلى: الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى - كان في الجاهلية بين حيين من أحياء العرب دماء. وكان لأحدهما طول على الآخر. فأقسموالنقتلن الحُر منكم بالعبد والذكر بالأنثى. فلما جاء الإسلام تحاكموا إلى رسول الله فنزلت وأمرهم أن يتباوؤوا. ولا تدل على أن لا يقتل الحر بالعبد والذكر بالأنثى كمالا تدل على عكسه... إنمامنع مالك والشافعي قتل الحر بالعبد سواء كان عبده أو عبد غيره. وروي عن علي أن رجلاً قتل عبده، فجلده الرسول ونفاه سنة ولم يفد به. وروي عنه أنه قال: من السنَّة أن لا يقتل مسلم بذي عهد ولا حر بعبد. ولأن أبا بكر وعمر كانالا يقتلان الحر بالعبد اتّقاءً لإنكار الصحابة. أما دعوى نسخه بقوله تعالى: النفس بالنفس لأنه مقتبَس عن التوراة، والتوراة لا تنسخ القرآن. واحتجت الحنفية به على أن القصاص يكون في حالة العمد فقط، وهو ضعيف. ولكن الاختيار بين القصاص والعفو واجب، ولذلك قيل التخيير بين الواجب وغيره ليس ناسخالوجوبه .

ونحن نسأل: لماذا سمح محمد وأبو بكر وعمر وعلي للأغنياء والسادة أن يقتلوا العبيد دون أن يقتصّوا منهم وجعلوا عدم قتل الحر بالعبد والمسلم بذي عهد سنَّة أقرها المذهب المالكي والمذهب الشافعي؟ ولماذالم يعتبروا قول التوراة المحكي في القرآن النفس بالنفس قانوناً إلهياً واجب الاتباع مدعين أن التوراة لا تنسخ القرآن رغم أن عبارة القرآن تنافي قواعد العدل والمساواة بين البشر؟ إن الله واحد وقانونه واحد، فلماذا يحابي الإسلام الأغنياء فلا يطالب بدماء العبيد من أعناق السادة؟ ومن الغريب أن الشرع الإسلامي يصرّح أنه لا يقتل مؤمن بدم كافر ولا بدم ذي عهد. ألا يعتبر هذا رخصة من الإسلام للعبث بأرواح جميع بني آدم واعتبار العهود قصاصة على ورق؟

25 - قتل المرتد

س 155: جاء في سورة البقرة 2: 217 وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُ هُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وجاء في النساء 4: 89 وَدُّوالوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً . وجاء في المائدة 5: 33 إِنَّمَا جَزَاءُ الذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

والظاهر من سورة البقرة 2: 217 أن من يرتد عن الإسلام إلى أي دين آخر يُعتبَر كافراً. والظاهر من سورة النساء 4: 89 أن الذين أظهروا الإسلام ثم تقاعدوا عن الهجرة أوجب القرآن على المسلمين أن يقتلوهم حيث وجدوهم كسائر الكفرة. فأين حرية العقيدة والدين؟ إنها وصمة عار أن يُقتل الذي يرى في الإسلام غير ما يرونه. ألم يلطخ أبو بكر الصدّيق يديه بدماء ألوف المرتدّين؟ جاء في كتاب الدولة الإسلامية الذي طبعته وزارة التربية والتعليم المصرية سنة 1954 عن حرب الردة ما يأتي: ظهرت في جزيرة العرب قبيل وفاة النبي حركة مقاومة للإسلام لم تبلث أن اشتدّت وعظمت بوفاته عليه السلام وبيعة أبي بكر بالخلافة. ولكن أبا بكر صمّم على القضاء على هذه الحركة، ورمى المرتدين في شبه الجزيرة بخالد بن الوليد، كما أنفذ قادة آخرين إلى أطراف الجزيرة لقمع الردة فيها. وقضى خالد على ردة بني أسد وتميم وحنيفة بعد قتال شديد عنيف، وكذلك فعل القادة الآخرون في سائر أنحاء شبه الجزيرة. ولم يكد يمضي على وفاة الرسول عام ونيف عام حتى عادت شبه الجزيرة إلى الاعتصام بحبل الدين الجديد والدولة الإسلامية الجديدة. وذلك بفضل عزيمة أبي بكر وعبقرية خالد العسكرية . وقد هدَّد عمر بن الخطاب جبلة بن الأيهم بضرب عنقه إذا ارتد إلى دين النصرانية. وجبلة بن الأيهم آخر ملوك بني غسان النصارى في الشام، كان قد أسلم في عهد إمارة عمر بن الخطاب. والظاهر أن ذلك كان منه لا عن اقتناع بصحة الدين الإسلامي وأفضليته على دينه بل عن رهبة أو رغبة. وحجّ جبلة بعد إسلامه إلى مكة بموكب فخم وأبهة الملك، فأكرمه الإمام عمر وأحسن وفادته. وإذ كان في الطواف يطوف في الكعبة حسب عادة الحجاج وهو محرم، طرف طرف إزاره رجل من بني فزارة فانحلّ عنه وبدت عريته. فغضب جبلة ولكم الفزاري لكمة أدمته. فقال له الرجل: أتلطمني يا هذا في بيت الله وبيني وبينك شرع الله؟ فتحاكما إلى عمر فحكم عمر للفزاري أن يلطم جبلة كمالطمه أو يرشيه بالمال. فأجاب جبلة: أعندكم السوق بمقام ملك؟ فأجاب عمر: الكل عندنا في الحق سواء. قال: إذاً أرجع إلى ديني. قال عمر: لئن ارتددت ضربت عنقك. قال جبلة: تمهلني إلى الغد. ولما كان الليل ارتحل جبلة برجاله وجاء إلى ملك الروم في القسطنطينية .

26 - الزواج بالمسيحيات

س 156: جاء في سورة المائدة 5: 5 اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِبَاتُ وَطَعَامُ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ .

يجيز القرآن للمسلمين أن يتزوجوا المسيحيات بينما يحرم الإنجيل تحريماً باتاً زواج المسيحيات بغير المسيحيين، ويقول: فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَّوَجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ (1كورنثوس 7: 39). وهذا إعلان قرآني باحترام الإيمان المسيحي، لأن الزوجة المسيحية ستربي أولاد الزوج المسلم.

الجزء السابع

أسئلة اجتماعية

 

1 - شهادة المرأة نصف شهادة الرجل!

س 157: جاء في سورة البقرة 2: 282 وَا سْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَا مْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى .

قال البيضاوي: واستشهدوا شهيدين - واطلبوا أن يشهد على الدين شاهدان. من رجالكم - من رجال المسلمين، وهو دليل اشتراط إسلام الشهود، وإليه ذهب عامة العلماء. وقال أبو حنيفة تقبل شهادة الكفار بعضهم على بعض. وإن لم يكونا رجلين - فإن لم يكن الشاهدان رجلين. فرجل وامرأتان - فليشهد رجل وامرأتان. وأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى - إن ضلت وفيه إشعار بنقصان عقلهن وقلة ضبطهن .

ونحن نسأل: كم هو مقدار الغُبن والمهانة التي تشعر بها السيدات من هذا المبدأ المهين البعيد كل البعد عن مبدأ المساواة في الشخصية الإنسانية؟ كم من امرأة واحدة فاضلة خير من عديد من الرجال الجهال؟

2 - ميراث المرأة نصف ميراث الرجل

س 158: جاء في سورة النساء 4: 11 يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ .

قال البيضاوي: للذكر مثل حظ الأنثيين - أي يعد كل ذكر بأنثيين حيث اجتمع الصنفان فيضعف نصيبه. ويخصص الذكر بالتنصيص على حظه لأن القصد إلى بيان فضله والتنبيه على أن التضعيف كاف للتفضيل .

ونحن نسأل: لماذالا يتساوى الولد والبنت في الميراث؟ أليس لكلٍ منهما جسد يحتاج للكساء، ومعدة تحتاج للقوت؟ أليست مطالب المعيشة على كليهما واحدة؟ بل قد تكون أقسى على البنت وهي قاصر أو عانس أو أرملة؟

3 - تعدُّد الزوجات

س 159: جاء في سورة النساء 4: 3 وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَا نْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .

قال البيضاوي: إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى - أي إن خفتم ألاّ تعدلوا بينهم إذا تزوجتم بهن. فانكحوا ما طاب لكم من النساء - أي تزوجوا بغير اليتامى من ذوات الغنى والجمال اثنتين وثلاثاً وأربعاً. وإن خفتم ألا تعدلوا - بين هذا العدد فواحدة - أي تكفيكم واحدة أو ما ملكت أيمانكم أي عدداً من السراري لأن السراري لا تحتاج إلى كثير إعالة وليس من نحوهن حرج في عدم العدل بينهن! وعبر عن النساء بكلمة ما التي تستعمل لغير العقلاء ذهاباً إلى إجراء من مجرى غير العقلاء لنقصان عقلهن .

ونحن نسأل: أليست الأسرة هي خلية مصغرة للمجتمع؟ إن وجود رجل واحد بين أربع نساء وعدد كبير من السراري مصنعٌ للمظالم، وميدان للبغضاء والمشاحنات، ومعمل لتخريج المطلقات والمشردين من الأطفال الأبرياء. وإذا تزوج الرجل بأربع وأكثر في آن واحد، فلماذا لا تتطلع المرأة للتزوج بأربعة رجال في آن واحد؟ أليس العدل أن نراعي القانون الأصلي وهو حواء واحدة لآدم واحد؟

4 - ضرب الزوجات

س 160: جاء في سورة النساء 4: 34 وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَا هْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَا ضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً .

يصرح القرآن أنه إذا خافت المرأة من إعراض زوجها عنها فلتلجأ إلى هيئة تحكيم من أهلها وأهله ليُصلحا بينهما صلحاً وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بينهما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (سورة النساء 4: 128). ولكنه يقول إنه إذا خاف الرجل من إعراض زوجته عنه، فعليه أن يعظها ثم يهجرها ثم يضربها سواء صفعاً باليد أو لكماً بجمع اليد أو رفساً وركلاً بالرجل أو نهشاً بالكرباج أو لفحاً بالعصا.

فأين هذا من قول الإنجيل: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ المَسِيحُ أَيْضاً الكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ المَاءِ بِالكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَالنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لَا دَنَسَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلَا عَيْبٍ. كَذ لِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاللْكَنِيسَةِ. لِأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. مِنْ أَجْلِ هذا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِا مْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الا ثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً (أفسس 5: 25-31).

5 - المرأة والطلاق

س 161: جاء في سورة البقرة 2: 230 فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ ُيُبَيِّنُهَالقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .

قال البيضاوي: فلا تحل له من بعد - من بعد ذلك الطلاق. حتى تنكح زوجاً غيره - حتى تتزوج غيره... وقد لعن رسول الله المحلل والمحلل له .

ونحن نسأل: ألا يستنكر العقلاء هذا النظام الغريب؟ لماذا يصرّح القرآن بصلح المطلقة ورجوعها إلى زوجها بشرط أن تجامع رجلاً غيره يسمى محلل؟ ولماذالعن محمد المحلل والمحلل له؟ أليس الأحق باللعنة هو المشرع؟

6 - المرأة والحجاب

س 162: جاء في سورة النور 24: 31 وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ . والخُمر جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها. وجيوبهن جمع جيب وهو القلب أو الصدر. والجيب أيضاً طوق القميص، فيكون المعنى يسترن أعناقهن بغطاء رأسهن .

ونحن نسأل: كيف توضع المرأة في حجاب يشبه السجن؟ إن الحجاب يقتل في المرأة روح العمل والنشاط والحرية الشخصية، ويرجع بالإنسانية إلى عهود الرق والعبودية.

7 - الإكراه على الزكاة

س 163: جاء في سورة التوبة 9: 58-60 وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراِء وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَا بْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

جاء في كتاب المرشد في الدين الإسلامي الذي طبعته وزارة التربية والتعليم المصرية سنة 1946 عن محاربة مانعي الزكاة: أرسل الخليفة أبو بكر الصديق خالد بن الوليد لمحاربة مانعي الزكاة. فقصد إلى البطاح لمقاتلة مالك بن نويرة، وما زال به حتى صرعه. وعاد قومه إلى إخراج الزكاة (صفحة 139).

ونحن نسأل: إذا كانت الزكاة ركناً من أركان الدين، والدين لله، فهل يُعتبر الدين ديناً قَيِّماً إذا كنا نمارسه لا رغبةً وتطوعاً بل جبراً وقسراً! إن زكاةً يجمعها سيف خالد بن الوليد وأمثاله، يرفضها الله لأنهاليست إحساناً.

8 - الغنائم

س 164: جاء في سورة الأنفال 8: 41 وَا عْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَا بْنِ السَّبِيلِ .

قال البيضاوي: واعلموا أنما غنمتم - أي الذي أخذتموه من الكفار قهراً. من شيء - مما يقع عليه اسم الشيء حتى الخيط. فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل - فكأنه قال فإن لله خمسه يُصرف لهؤلاء الأخصين به. وحكمه بعد باقٍ. غير أن سهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه يصرف إلى ما كان يصرف إليه من مصالح المسلمين وقيل للإمام. وذو القربى - بنو هاشم وبنو المطلب وقيل جميع قريش الغني والفقير فيه سواء. والآية نزلت ببدر. وقيل الخمس كان في غزوة بني قينقاع بعد بدر بشهر وثلاثة أيام للنصف من شوال على رأس عشرين شهر من الهجرة.

ونحن نسأل: كيف تُستباح أموال الناس بعد إراقة دمائهم باسم الله؟ وكيف يأخذ القائد الديني غنيمة؟

9 - الجزية

س 165: جاء في سورة التوبة 9: 29 قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ .

قال البيضاوي: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر - أي لا يؤمنون بهما على ما ينبغي... فإن إيمانهم كلا إيمان. ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله - ما ثبت تحريمه في الكتاب والسنَّة. وقيل رسوله هو الذي يزعمون اتّباعه والمعنى أنهم يخالفون أصل دينهم المنسوخ اعتقاداً وعملاً. ولا يدينون دين الحق - الثابت الذي هو ناسخ سائر الأديان ومبطلها. من الذين أوتوا الكتاب - بيان للذين لا يؤمنون. حتى يعطوا الجزية - ما تقرر عليهم أن يعطوه، مشتق من جزى دينه إذا قضاه. عن يد - حال من الضمير أي عن يدٍ مواتية بمعنى منقادين. ولذلك مُنع عن التوكيل فيه. أو عن غنى ولذلك قيل: لا تؤخذ من الفقير. أو عن يد قاهرة عليهم بمعنى عاجزين أذلاء. أو من الجزية بمعنى مسلمة من يد إلى يد. أو عن إنعام عليهم فإن إبقاءهم بالجزية نعمة عظيمة. وهم صاغرون - أذلاء. وعن ابن عباس أنه تؤخذ الجزية من الذمي وتوجأ عنقه. ومفهوم الآية يقتضي تخصيص الجزية بأهل الكتاب. ويؤيده أن عمر لم يكن يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عند عبد الرحمن بن عوف أن النبي أخذها من مجوسي هجر، وأنه قال سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك لأن لهم شبهة الكتاب فألحقوا بالكتابيين. وأما سائر الكفرة فلا تؤخذ منهم الجزية عندنا. وعند أبي حنيفة: تؤخذ منهم إلا من مشركي العرب. لما روى الزهري أن الرسول صالح عبدة الأوثان إلا من كان من العرب. وعند مالك: تؤخذ من كل كافر إلا المرتد. وأقلها في كل سنة دينار سواء فيه الغني أو الفقير. وقال أبو حنيفة: على الفتى ثمانية وأربعون درهماً، وعلى المتوسط نصفها، وعلى الفقير الكسوب ربعها، ولا شيء على الفقير غير الكسوب .

ونحن نسأل: كيف يبيح قوم لأنفسهم أن يقاتلوا الناس باسم الدين ويخيّروهم بين الإسلام أو الموت أو الجزية؟

10 - إكراه الجواري على الفساد>

س 166: جاء في سورة النور 24: 33 وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنا لتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

قال البيضاوي: ولا تكرهوا فتياتكم - إماءكم. على البغاء - على الزنى. كانت لعبد الله بن أُبي ست جوارٍ يكرههن على الزنى وضرب عليهن الضرائب. فشكا بعضهن إلى رسول الله فنزلت إن أردن تحصيناً - تعففاً شرط للإكراه فإنه لا يوجد دونه. وإن جعل شرطا للنهي لم يلزم من عدمه جواز الإكراه لجواز أن يكون ارتفاع النهي بامتناع المنهي عنه. وإيثار أن على إذا لأن إرادة التحصُّن من الإماء كالشاذ النادر. لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم - أي لهن أو له إن تاب. والأول أوفق للظاهر ولما في مصحف ابن مسعود من بعد إكراههن لهن غفور رحيم ولا يرد عليه أن المكرهة غير آثمة فلا حاجة للمغفرة لأن الإكراه لا ينافي المؤاخذة بالذات. ولذلك حرم على المُكرَه القتل وأوجب عليه القصاص .

ونحن نسأل: أليس الأولى أن يأمر الفتيات أن يشهرن الطاعة لله والعصيان على البشر فلا يقبلن ارتكاب المنكر. وكان الأولى بدل أن يقول إن الله غفور رحيم أن يقول إن الله شديد العقاب إلا على من تاب !

11 - تعطيل الشهادة وجَلْد الشهود

س 167: جاء في سورة النور 24: 4 وَالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَا جْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ .

ونحن نسأل: كيف يتسنّى لأربعة أن يكونوا شهودالحادثة فيها دائماً كتمان وسرية؟ وكيف يُحكم بالجلد ثمانين جلدة على ثلاثة شهود ولو رأوا بأعينهم ارتكاب الحادث وشهدوا عنه لأن ليس معهم شاهد رابع؟ إن المطالبة بأربعة شهود أمر أقرب إلى المستحيل وتعجيز وتعطيل بهدف تبرئة المذنب.

12 - جَلد الزاني علناً

س 168: جاء في سورة النور 24: 2 الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمْا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ .

ونحن نسأل: أليس الأجدر أن يُعالج أمثال هؤلاء المذنبين بروح الوداعة والشفقة؟ والمسيحية لا تأمر بجلد المخطئ، بل بفرزه من الجماعة تخجيلاله، ثم قبوله والترحيب به إذا ندم وأعلن توبته (1كورنثوس 5: 1-13 و2 كورنثوس 2: 5-11).

13 - الحبس المؤبَّد

س 169: جاء في سورة النساء 4: 15 وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً .

ونحن نسأل: هل يُصلح الحبس المؤبد في مثل هذه الحالة المذنب؟ كيف يحبسون فتاةً في السادسة عشرة من عمرها مثلاً إذا قُدِّر لها أن تعيش ثمانين سنة؟ الأصلح أن تُعطى الخاطئة فرصة للتوبة والحياة المقدسة الجديدة.

ويقول علماء المسلمين إن هذه الآية منسوخة بحدّ الجَلد للزانية غير المحصَنة (سورة النور 24: 2).وبحدّ الرجم للزانية المحصنة، ولو أن آية الرجم نُسخت تلاوةً (الإتقان للسيوطي - باب الناسخ والمنسوخ). ويقول القرآن إن حدّ الإماء نصف حد الحرائر (سورة النساء 4: 25).ولكننالا نعلم ما هو نصف الرجم!

14 - الثأر

س 170: جاء في سورة النحل 16: 126 وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ولَئِنْ صَبَرْتُمْ لَ هُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ .

قال البيضاوي: قيل إن النبي لما رأى حمزة وقد مثل به قال - والله لئن أظفرني الله بهم لأمثلهم بسبعين مكانك. فنزلت فكفّر عن يمينه. وفيه دليل على أن للمقتص أن يماثل الجاني وليس أن يجاوزه .

ونحن نسأل: هل الأخذ بالثأر يهذّب النفس ويحفظ الأمن؟ إننا نعاني من عادة الأخذ بالثأر ويلات مرَّة. قال المسيح إن الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون (متى 26: 52). وما أبعد الفرق بين قول محمد والله لئن ظفرت بهم لأمثلن بسبعين مكانك وبين قول المسيح إن أخطأ إليك أخوك سبعين مرة سبع مرات فاغفر له (متى 18: 21 و22 ولوقا 17: 4(!

15 - الغزو

س 171: جاء في سورة الأنفال 8: 60 وَأَعِدُّوال هُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ .

قال البيضاوي: وأعدوا - أيها المؤمنون. لهم - لناقضي العهد أو الكفار. ما استطعتم من قوة - من كل ما يتقوى به في الحرب. وعن عقبة بن عامر سمعت رسول الله يقول على المنبر: ألا أن القوة الرمي، قالها ثلاثاً، ولعله خصه بالذكر لأنه أقواه. ومن رباط الخيل - اسم للخيل التي تُربط في سبيل الله تعالى بمعنى مفعول أو مصدر سمي به. يُقال ربط ربطاً ورباطاً ورابط مرابطة ورباطاً أو جمع ربيط كفصيل وقرئ الخيل. ترهبون به - تخوّفون به عدو الله وعدوكم - يعني كفار مكة. وآخرين من دونهم - من غيرهم من الكفرة قيل هم اليهود وقيل المنافقون وقيل الفرس .

ونحن نسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين، فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة!

16 - التعصب الممقوت

س 172: جاء في سورة المائدة 5: 51 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوالا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ .

قال البيضاوي: يا أيها الذين آمنوالا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء - فلا تعتمدوا عليهم ولا تعاشروهم معاشرة الأحباب. بعضهم أولياء بعض - إيماء إلى علة النهي، أي فإنهم متفقون على خلافكم يوالي بعضهم بعضالاتحادهم في الدين وإجماعهم على مضادتكم. ومن يتولّهم منكم فإنه منهم - أي مَن والاهُم منكم فإنه من جملتهم. وهذا التشديد في وجوب مجانبتهم كما قال عليه الصلاة والسلام لا تتراءى ناراهما، أو لأن الموالي لهم كانوا منافقين. إن الله لا يهدي القوم الظالمين - أي الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفار أو المؤمنين بموالاة أعدائهم.

ونحن نسأل: ما هي نتيجة هذه النصيحة القرآنية إلا الانكفاء على الذات؟ وكيف يوفّق المسلم بين الزواج من كتابية تربي عياله وتتولى أمور بيته وبين هذه الآية المنغلقة الفكر؟ ما أكثر الكفاءات التي أُهدرت بسبب التفرقة الدينية! إن المسيحية تدعو للسلام والمحبة وخدمة الجميع على مثال ما فعل المسيح رب السلام الذي علّمنا في مثل السامري الصالح كيف نضحي ونخدم جميع الناس على السواء من جميع الأجناس واللغات والأديان. إن نصيحة القرآن مناسبة ما دام المسلمون غالبين. أما اليوم فهي تقوّض روح التآخي بين شعوب الأرض وتعطل تقدم المسلمين.

17 - كراهية كل البشر

س 173: جاء في سورة محمد 47: 4 وَإِذَالقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا . وجاء في التحريم 66: 9 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَليْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ .

لما كان محمدٌ بمكة كان يسالم جميع الناس ويحترم اليهود والنصارى والصابئين، ويقول إن لهم الجنة (سورة المائدة 5: 69). ولكن لما اشتدّ ساعده في المدينة بالأنصار أمر بقتل جميع غير المسلمين، أو يدفعوا الجزية أو يدخلوا الإسلام. وهذا يعني الاقتصار على الأخوّة الإسلامية وهدم أركان الأخوة العامة وقطع أواصر المحبة وحسن المعاملة بين طبقات البشر، وهكذا حرم المسلمون الاستيطان في كل بلاد الحجاز على كل غير مسلم.

18 - نظم وثنية

س 174: جاء في سورة المائدة 5: 97 جَعَلَ اللهُ الكَعْبَةَ البَيْتَ الحَرَامَ قِيَاماللنَّاسِ وَالشَّهْرَ الحَرَامَ وَالهَدْيَ وَالقَلَائِدَ .

معلوم أن الحج إلى الكعبة وشعائره هي من الجاهلية، بما في ذلك تقبيل الحجر الأسود. قال عمر بن الخطاب للحجر الأسود: أما والله لقد علمت أنك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا أني رأيت رسول الله قبَّلك ما قبَّلتُك . أين هذا من أقوال الوحي الصحيح مثل: مَاذَا نَفَعَ التِّمْثَالُ المَنْحُوتُ حَتَّى نَحَتَهُ صَانِعُهُ، أَوِ المَسْبُوكُ وَمُعَلِّمُ الكَذِبِ حَتَّى إِنَّ الصَّانِعَ صَنْعَةً يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، فَيَصْنَعُ أَوْثَاناً بُكْماً؟ وَيْلٌ لِلْقَائِلِ لِلْعُودِ: اسْتَيْقِظْ! وَلِلْحَجَرِ الأَصَمِّ: انْتَبِهْ! أَهُوَ يُعَلِّمُ؟ هَا هُوَ مَطْلِيٌّ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَا رُوحَ البَتَّةَ فِي دَاخِلِهِ (حبقوق 2: 18 و19). وقال هوشع النبي: وَالآنَ يَزْدَادُونَ خَطِيَّةً، وَيَصْنَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً مِنْ فِضَّتِهِمْ، أَصْنَاماً بِحَذَاقَتِهِمْ، كُلُّهَا عَمَلُ الصُّنَّاعِ. عَنْهَا هُمْ يَقُولُونَ: ذَابِحُو النَّاسِ يُقَبِّلُونَ العُجُولَ . لِذَلِكَ يَكُونُونَ كَسَحَابِ الصُّبْحِ وَكَالنَّدَى المَاضِي بَاكِراً. كَعُصَافَةٍ تُخْطَفُ مِنَ البَيْدَرِ، وَكَدُخَانٍ مِنَ الكُوَّةِ (هوشع13: 2 و3).

ونحن نسأل: هل في الحجر الأسود روح حتى يحس بحرارة القبلة التي يطبعها المسلمون عليه، أو هل فيه عقل يدرك تقدير المسلمين له وإكرامهم إياه؟ ولماذا يعطي المسلمون كرامةً لحجرٍ كان يؤديها عرب الجاهلية لأوثانهم؟ وكيف أقدَم محمدٌ على هذا الإكرام الديني للحجر؟ وكيف أبقى محمد هذا الحجر في الكعبة ولم يعزله كما عزل بقية الأصنام؟

19 - شرائع يلفظها المجتمع

>

س 175: جاء في سورة النساء 4: 89 وَدُّوالوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً .

قال البيضاوي: ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً - يعني جانبوهم رأساً ولا تقبلوا منهم ولاية ولا نصرة ولا نصيراً تنتصرون به على عدوكم .

ونحن نسأل: هل يتفق هذا مع تاريخ المسلمين الذين استعانوا بالمسيحيين في عصور كثيرة؟ إن الضرورة الاجتماعية والعسكرية تحتّم التعاون مع الغير، فالعزلة السياسية تتعارض مع القوانين المدنية، وقد لفظها المجتمع لعدم صلاحيتها.

20 - يدخلون أفواجاً

س 176: جاء في سورة النصر 110: 1-3 إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَا سْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً .

قال البيضاوي: إذا جاء نصر الله - إظهاره إياك على أعدائك. والفتح - وفتح مكة وقيل المراد جنس نصر الله المؤمنين وفتح مكة وسائر البلاد عليهم. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً - جماعات كثيفة كأهل مكة والطائف واليمن وهوازن وسائر قبائل العرب. فسبح بحمد ربك - فتعجب لتيسير الله مالم يخطر ببال أحد حامداله عليه. أو فصلِّ له حامداً على نعمه.

ونحن نسأل: إذا كان من المعلوم أن الناس بطبيعتهم مقلدون، وأن تأثر الجماعات والقبائل بعضهم من بعض قاد العرب وغيرهم للدخول في الإسلام، واعتبر المسلمون أن هذا تيسير من الله لم يخطر على بال أحد، وأن هذا شهادة للإسلام. فماذا يقول المسلمون في انتشار الدين الوثني، وعدد أتباعه أضعاف المتدينين بدين محمد. وله من الأديرة والمعابد مالا يُحصى عداً. وكثير منها غاية في الجمال والغِنى، وهو ممتد من غرب الهند إلى حدود سيبيريا. فهل تكون الوثنية من عند الله؟

21 - تطاحن المسلمين

س 177: جاء في سورة آل عمران 3: 103 وَا عْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَا ذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .

يرى المسلمون أنه من فضائل الإسلام الدالة على أنه من عند الله أنه ألَّف بين قلوب العرب بعد أن كانوا قبائل تشن الحروب بعضها على بعض. ونحن نرد بأن هذا القول باطل، فالحروب والغزوات كانت على أشدها بين العرب أيام محمد. ولما مات قام أبو بكر بحروب الردة. وبعد موت عمر أعمل المسلمون السيف بعضهم برقاب بعض، فمات عمر وعثمان مقتولَيْن، وحدثت حرب الجمل بين عائشة وعلي بن أبي طالب. ثم بين معاوية وعلي وابنه الحسين ومحمد بن أبي بكر الذي قتله عمرو بن العاص. وفي سنة 71 للهجرة كانت فتنة عبد الله بن الزبير والحرب بينه وبين الحَجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان الأموي، قتل فيها الحجاجُ ابنَ الزبير وعدداً كبيراً من خيار المسلمين، وهدم بعض الكعبة بمنجنيقاته أثناء حصار مكة.

وما كان من الغدر الذميم في خلافة عبد الله من بني كِلاب بالقلبيين من بني فزارة بصورة الاحتيال والخدعة والحنث باليمين وأعملوا بهم السيف وأثخنوا فيهم. ثم عادوا فاقتتل بنو قيس من الفزاريين وبنو كِلاب فدارت الدائرة على بني كلاب البغاة. ولما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج، وهو يومئذ على الحجاز والطائف واليمامة واليمن، أن يركب إلى بني فزارة، فلا يترك فيهم محتلماً إلا قتله.

هكذا كان حال العرب في صدر الإسلام، يقتل بعضهم بعضاً مواجهةً وخدعةً وغدراً. فأين التآلف وإصلاح ذات البيْن الذي أتى به الإسلام بين العرب؟

 

 

 

الجزء الثامن

أسئلة علمية

 

1 -تمثال له خوار!!

س 178: جاء في سورة الأعراف 7: 148 وَا تَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدالهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ . وجاء في سورة طه 20: 87-88 وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدالهُ خُوَارٌ .

ونحن نسأل: من أين استقى القرآن هذا الخبر الذي ليسله أساس تاريخي؟ وهل من المعقول أن العجل الذهبي يخور كالعجلالطبيعي؟ وهل يتمنّى السامري المزعوم ذلك، ويطلبه هرون من الله، فيوافق الله على تحسين الصنم فيخور ليغري الناس ليعبدوه مِن دون الله؟ فهل صار السامري وهرون والله شركة متحدة في صنع الصنم!

2 - الخاتم السحري!

س 179: جاء في سورة صَ 38: 34 و35 وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكالاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي .

قال مفسرو المسلمين إن سليمان قتل ملك صيدون وأخذ بنته جرادة لجمالها فكانت تبكي في بيت سليمان على أبيها. فأوصى سليمان الشياطين فعملوا تمثالالأبيها وضعته أمامها وكانت تسجد له أربعين يوماً. وكان لسليمان خاتم يلبسه. وكان إذا دخل للطهارة يعطيه لزوجته أمينة! فمرة دخل للطهارة وظهر الشيطان لأمينة في شكل سليمان وأخذ الخاتم وجلس على سرير الملك وتزوج بنساء سليمان! واستمر في المُلك أربعين يوماً، وسليمان مطرود يستنكره كل من رآه. وطار الشيطان وسقط منه الخاتم في البحر. وصاد الصيادون سمكاً وأعطوا سليمان سمكتين أجرة له على خدمته في حَمل السمك، فوجد الخاتم في جوف السمكة ولمالبسه عاد إليه الملك! فما معنى هذا الخاتم السحري الذي من يلبسه من الإنس أو الجن يصير ملكاً؟ وكيف يتزوج الشيطان النساء وهو من الأرواح؟ ومتى كان سليمان الملك شحاذاً وحمّال سمك أربعين يوماً؟

3 - عذاب القبر

س 180: جاء في سورة الجمعة 62: 8 قُلْ إِنَّ المَوْتَ الذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .

جاء في حديث البخاري: روي عن عائشة زوج النبي (صلعم).أنها قالت دخل عليَّ عجوزان من عجائز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم. فكذبتُهما، فخرجتا. ودخل النبي (صلعم).فقلت له ما قالتا وإني لم أصدقهما في ذلك. فقال: صدقتَا. إنهم يعذَّبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم كلها. فما رأيته بعد ذلك في صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر . وروي عن مالك أن رسول الله (صلعم).كان يقول إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم. وأعوذ بك من عذاب القبر (بخاري جزء 4 ص 89). وروي أن الرسول (صلعم).قال إذا وُضع العبد في قبره وتولى أصحابه حتى أنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملَكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد (صلعم(؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار أبدَلك الله به مقعداً في الجنة. قال النبي (صلعم).فيراهما معاً. وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري. كنتُ أقول ما يقول الناس. فقال: لا دريت ولا تليت. ثم يضربانه بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقيلين (بخاري جزء 1 ص 173).

ونحن نسأل: إذا كان الميت يسمع ويتعذب في القبر فلماذا لا يسمع عذاب أهل القبر إلا البهائم؟ وإذا كان أهل المقابر الذين يعترفون بنبوة محمد يُعفَون من العذاب فلماذا كان النبي نفسه دائماً يتعوَّذ من عذاب القبر؟ لعل خرافة العجوزين (اللتين كذبتهما عائشة).تعود إلى أنهما سمعتا عن شخصٍ دُفن بسرعة بعد أن ظنوه مات. ولما أفاق في القبر استغاث وليس من يغيث حتى مات، فخرجت إشاعة إن أهل القبور يُعذبون.

4 - الناقة بنت الحَجَر!

س 181: جاء في سورة الأعراف 7: 73-78 وَإِلَى ثَمُودَ (أرسلنا).أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَا ذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الجِبَالَ بُيُوتاً فَا ذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ قَالَ المَلَأُ الذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوالمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ المُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ .

قال البيضاوي: روي (عن ثمود).أنهم بعد عاد عمّروا بلادهم وخلفوهم وكثروا وعمروا إعماراً طوالالا تفي به الأبنية، فنحتوا البيوت في الجبال. وكانوا في خصب وسعة فعثوا وأفسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام. فبعث الله فيهم صالحاً من أشرافهم فأنذرهم فسألوه آية. فقال أية آية تريدون؟ قالوا: اخرُج معنا إلى عيدنا فتدعو إلهك وندعو آلهتنا فمَن استُجيب له نتبع. فخرج معهم فدعوا أصنامهم فلم تجبهم. ثم أشار سيدهم جندع بن عمرو إلى صخرة منفردة يقال لها الكاتبة، وقال له: أخرِج من هذه الصخرة ناقة مخترجة جوفاء وبراء. فإن فعلْتَ صدَّقناك. فأخذ عليهم صالح مواثيقهم: لئِن فعلت ذلك لتؤمنُن. فقالوا: نعم. فصلى ودعا ربه، فتمخّضت الصخرة تمخض النتوج بولدها. فانصدعت عن ناقة عشراء جوفاء وبراء كما وصفوا وهم ينظرون. ثم نتجت ولداً مثلها في العظم. فآمن به جندع في جماعة، ومنع الباقين من الإيمان ذؤاب بن عمرو والحباب صاحب أوثانهم ورباب بن صغر كاهنهم. فمكثت الناقة مع ولدها ترعى الشجر وتَرِد الماء غباً، فما ترفع رأسها من البئر حتى تشرب كل ما فيها. ثم تتنحنح فيحلبون ما شاءوا حتى تمتلئ أوانيهم فيشربون ويدخرون. وكانت تصيّف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه. وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم إلى ظهره. فشق عليهم ذلك. وزينت عقرهالهم عنيزة أم غنم وصدقة بنت المختار، فعقروها واقتسموالحمها. فرقى ولدها جبلاً اسمه قارة. فرغا ثُلاثاً. فقال صالح لهم: أدركوا الفصيل عسى أن يُرفع عنكم العذاب. فلم يقدروا عليه، إذ انفجرت الصخرة بعد رُغائه، فدخلها. فقال لهم صالح: تصبح وجوهكم غداً مصفرة، وبعد غد محمرة، واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب. فلما رأوا العلامات طلبوا أن يقتلوه فأنجاه الله إلى أرض فلسطين. ولما كان صحوة اليوم الرابع تحنّطوا بالصبر وتكفّنوا بالأنطاع، فأتتهم صيحة من السماء فتقطعت قلوبهم، فهلكوا .

ونحن نسأل: هل من المعقول أن الصخرة تتمخض وتلد ناقة؟ والناقة تشرب كل البئر وتطعم كل المدينة؟ وهل من المعقول أنه عندما تتسبب الناقة في أذية المدينة بطرد الأنعام شتاءً وصيفاً، فيذبحها الناس، يُهلك اللهُ المدينةَ كلها مقابل ذبح ناقة! وهل من المعقول أن تسمع الصخرة رُغاء الفصيل فتنشق ويدخل بها ويعود جزءاً من الصخرة كما كان؟ أليس هذا أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة؟!

5 - جذوة نار في ماء!

س 182: جاء في سورة الشعراء 26: 176-190 كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَا تَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ أَوْفُوا الكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ وَا تَّقُوا الذِي خَلَقَكُمْ وَالجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ قَالُوا إِنَّمَا أَنَتْ مِنَ المُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الكَاذِبِينَ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ .

قال ابن عباس: فتح الله على مدين باباً من جهنم فأرسل عليهم منها حراً شديداً أخذ بأنفسهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء. فدخلوا في الأسراب ليهربوا فيها فوجدوها أشد حراً من الظاهر. فخرجوا هرباً إلى البرية. فبعث الله عليهم سحابة فيها ريح طيبة باردة. فأظلتهم الظلّة فوجدوالها برداً ونسيماً. فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله عليهم ناراً ورجفت بهم الأرض من تحتهم فاحترقوا كاحتراق الجراد في المقلى . وقال قتادة: بعث الله شعيباً إلى أصحاب الأيكة وإلى أهل مدين. فأما أصحاب الأيكة فأُهلكوا بالظلة. وأما أهل مدين فأخذتهم الرجفة صاح بهم جبريل صيحة فهلكوا جميعاً . وقال البيضاوي: سلط الله عليهم الحر سبعة أيام حتى غلت أنهارهم وأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا .

ونحن نسأل: لا نجد في الكتاب المقدس كلمة عن رجل اسمه شعيب أُرسل إلى مدين، ولا أن مدين هلكت بالنار. وهل من المعقول أن سحابة تبعث نسيماً عليلاً وهواء طيباً وهي نار حامية تحرق المدن فتفنيها؟

6 - روح الإنسان في الحيوان!<

س 183: جاء في سورة الأعراف 7: 166 فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَالهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .

قال البيضاوي: فلما عتوا عن ما نُهوا عنه - تكبروا (أي اليهود).عن ترك ما نُهوا عنه كقوله تعالى وعتوا عن أمر ربهم. قلنالهم كونوا قردة خاسئين - كقوله إنما قولنالشيء إذا أردناه أن نقول كن فيكون. والظاهر يقتضي أن الله تعالى عذبهم أولاً بعذاب شديد فعتوا بعد ذلك فمسخهم. ويجوز أن تكون الآية الثانية تقريراً وتفصيلاللأولى. ورُوي أن الناهين لما يئسوا عن اتعاظ المعتدين كرهوا مساكنتهم، فقسموا القرية بجدار فيه باب مطروق. فأصبحوا يوماً ولم يخرج إليهم أحد من المعتدين. فقالوا: إن لهم شأناً. فدخلوا عليهم فإذا هم قردة. فلم يعرفوا أنسباءهم، ولكن القردة تعرفهم. فجعلت تأتي أنسباءهم وتشم ثيابهموتدور باكية حولهم ثم ماتوا بعد ثلاث. وعن مجاهد مسخت قلوبهم لأبدانهم .

ونحن نسأل: هل من المعقول أن نقابل إنساناً مُسخ قرداً أو خنزيراً؟ ألا تعلّمنا الطبيعة أن كل شيء يبذر بذراً كجنسه؟ أليس من يقول إن القمح صار شعيراً وإن العنب صار تيناً كمن يقول إن الإنسان صار قرداً أو خنزيراً؟

7 - الجنّ والعفاريت!

س 184: جاء في سورة الحِجر 15: 27 وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ . وجاء في سورة الذاريات 51: 56 وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاليَعْبُدُونِ . وجاء في سورة هود 11: 119 لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . وجاء في سورة الأحقاف 46: 29 و30 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ . وجاء في سورة الجن 72: 1-17 قُلْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطاً وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً وَأَنَّالمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً وَأَنَّالاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً وَأَنَّالمَّا سَمِعْنَا الهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوالجَهَنَّمَ حَطَباً وَأَنْ لَوِ اسْتَقاَمُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقا لنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً . وجاء في سورة سبأ 34: 12 و13 وَلِسُلَيْمَانَ (سخّرنا).الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَالهُ عَيْنَ القِطْرِ وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ . وجاء في سورة النمل 27: 17 وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ . وجاء في سورة النمل 27: 38 و39 قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِين .

يعلّم القرآن بوجود خليقة غير الشياطين اسمها الجن والعفاريت، مخلوقون من نار جهنم. وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ويحيون ويموتون. ومنهم المسلمون الذين كانوا يزدحمون حول محمد عند قراءته القرآن. وأنهم كانوا مسخَّرين من سليمان لبناء الهيكل والقصور والتماثيل وغير ذلك.

ونحن نسأل: إن كانت العفاريت مخلوقةً مِن نار وهي روحانية تصعد وتنزل وتخترق جميع الأماكن، فكيف تتزوج وكيف تموت؟

8 - العسل دواء لكل داء!

س 185: جاء في سورة النحل 16: 68 و69 وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ .

قال البيضاوي: شراب - يعني العسل لأنه مما يشرب. وفيه شفاء للناس - إما بنفسه كما في الأمراض البلغمية أو مع غيره كما في سائر الأمراض إذ قلما يكون معجون إلا والعسل جزء منه. وعن قتادة: أن رجلاً جاء إلى رسول الله فقال: إن أخي يشتكي بطنه. فقال: اسقه العسل. فذهب ثم رجع فقال قد سقيتُه فما نفع. فقال: اذهب واسقه عسلاً، فقد صدق الله وكذب بطن أخيك!

ونحن نسأل: إذا كان المريض لم ينل الشفاء، فكيف يصدّق الله ويكذّب بطنه؟ وهل هذا الرد يبيّن صدق محمد، أم صدق تأثير العسل؟

9 - الإسراء

س 186: جاء في سورة الإسراء 17: 1 سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .

قال البيضاوي: رُوي أن رسول الله كان نائماً في بيت أم هانئ بعد صلاة العِشاء، فأُسري به ورجع من ليلته. وقص القصة عليها وقال: مثل لي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فصلّيتُ بهم. ثم رجع إلى المسجد الحرام وأخبر به قريشاً. فتعجبوا منه استحالته. وارتدّ ناس ممن آمنوا به. وسعى رجال إلى أبي بكر رضى الله عنه، فقال لهم: إن كان قال فقد صدق. فسألوا: أتصدقه على ذلك؟ فقال إني أصدقه على أبعد من ذلك. فسُمّي الصديق. وكان ذلك قبل الهجرة بسنة. واختُلف في إن كان في المنام أو في اليقظة؟ بروحه أو بجسده؟ والأكثر على أنه أسرى بجسده إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات حتى انتهى إلى سدرة المنتهى. ولذلك تعجّب قريش واستحالوه. والاستحالة مدفوعة بما ثبت في الهندسة إن ما بين طرفي قرص الشمس ضعف ما بين طرفي كرة الأرض مائة ونيف وستين مرة، ثم أن طرفها الأسفل يصل موضع طرفها الأعلى في أقل من ثانية. وأن الله قادر على كل الممكنات فيقدر أن يخلق مثل هذه الحركة السريعة في بدن النبي صلى الله عليه وسلم... .

ونحن نسأل: من هم شهود معجزة الإسراء المحمدية؟ إن من شروط المعجزة أن تكون أمام شهود، وأن تكون ذات فائدة. وهذا مالا يتوفر للإسراء والمعراج. كما أن المسجد الأقصى لم يكن موجوداً زمن محمد، بل بُني بعد موته بنحو مئة سنة. فكيف صلى فيه ووصف أبوابه ونوافذه؟

10 - الهدهد الفيلسوف!

س 187: جاء في سورة النمل 27: 20-28 وَتَفقَّدَ (سليمان).الطَّيْرَ فَقَالَ مَاليَ لاَ أَرَى الهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَالمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ أَلاَّ يَسْجُدُواللهِ الذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الكَاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَا نْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ .

قال القرآن إن سليمان كان يعرف لغة الطيور والحشرات، وإن الجن والإنس والطير كانواله جنوداً، وإنه ذهب بجنوده هؤلاء إلى وادي النمل، فعرفته نملةٌ وعرفت أنه ملك وأنه نبي معصوم وأن كل هؤلاء جنوده، فحذرت زميلاتها النمل وقالت: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لئلا يحطمكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون! وأن سليمان تفقَّد الطير فقال: مالي لا أرى الهدهد؟ إن كان غائباً عن مجلسنا فسأعذّبه بنتف ريشه أو ذبحه عبرة لغيره أو يعتذر! ففي الحال جاء الهدهد يتيه زهواً على سليمان قائلاً: عرفت مالم تعرفه، وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين. وما أنا أقل منك شأناً وإن علمك أصغر من علمي. فها أنا أنبئك أن ملكة سبأ تعبد الشمس من دون الله خالق السماوات والأرض والعارف بجميع خبايا الكون! فقال له سليمان: اذهب بخطابي هذا إليهالأعرف إن كنتَ صادقاً أم كاذباً! فذهب الهدهد بالخطاب وألقاه لملكة سبأ! فاستشارت قومها عما يجب أن تفعله رداً على الخطاب ثم أرسلت هدية إلى سليمان فلم يقبلها! وسأل سليمان من مجلسه عمن يذهب ليحضر له عرش ملكة سبأ خلسة؟ فقال عفريت من الجن: أنا أُحضره لك قبل أن تقوم من مكانك وإني على حمله وصيانته قوي أمين! فأبى سليمان إلا أن يحضر العرش في الحال. فقال أحدهم (لعله آصف بن برخيا وزير سليمان، أو جبريل(: أنا أحضره لك قبل أن يرتد إليك طرفك (عينك(! ولما جاء العرش غيَّر سليمان بعض معالمه. ولما جاءت ملكة سبأ سألها سليمان: أهذا عرشك؟ فقالت: كأنه هو! وأمرها الملك أن تدخل القصر. فلما شمَّرت عن ساقيها لتعبر ما ظنته مياهاً، فوجدته زجاجاً يصدم ساقيها فآمنت برب سليمان وصارت من المسلمين!

ونحن نسأل: كيف يتصور عاقل أن تكون حاشية سليمان الملك الحكيم من الجن والطيور؟ وكيف يكون الهدهد أكثر حكمة وعلماً ويتحدى سليمان قائلاً: أحطتُ بما لم تُحِط به وجئتك من سبأٍ بنبأٍ عظيم؟ وكيف يهجو الهدهد عبادة الأوثان ويمتدح الوحدانية؟ وكيف يقوم الهدهد بدور المراسلة؟ وكيف يتصرف الهدهد في مملكة سليمان تصرفاً يفوق تصرف الملوك والوزراء والفلاسفة؟

11 - دابة بين الأنبياء

س 188: جاء في سورة النمل 27:82 وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَآتِنَا لاَ يُوقِنُونَ .

قال البيضاوي: وإذا وقع القول عليهم - إذا دنا وقوع معنى القول عليهم، وهو ما وُعدوا به من البعث والعذاب. أخرجنا لهم دابة من الأرض - وهي الجساسة. رُوي أن طولها ستون ذراعاً، ولها أربع قوائم، وزغب وريش وجناحان، لا يفوتها هارب ولا يدركها طالب. ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام سُئل من أين مخرجها؟ فقال: من أعظم المساجد حرمة على الله. يعني المسجد الحرام؟ تكلمهم - من الكلام وقيل من الكلم إذ قرئ تكلمهم. ورُوي أنها تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت بالعصا في مسجد المؤمن نكتة بيضاء فيبيضّ وجهه، وبالخاتم في أنف الكافر نكتة سوداء فيسودّ وجهه .

ونحن نسأل: هل من المعقول أن نتصوّر دابةً لها أربع قوائم مثل الحيوان وريش زغب وجناحان مثل الطيور، وتتكلم مثل الإنسان، وتعظ مثل الأنبياء بسلطان موسى وحكمة سليمان، وأنها تحتفظ بعصا موسى وخاتم سليمان؟

12 - ميت يتوكأ على عصا مدة سَنة!

س 189: جاء في سورة سبأ 34: 14 فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ (سليمان).المَوْتَ مَا دَلَّ هُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (العصا).فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ .

قال البيضاوي: فلما قضينا عليه الموت - أي على سليمان. ما دلهم على موته - ما دل الجن وقيل آله. إلا دابة الأرض - أي الأرضة أُضيفت إلى فعلها. وقرئ بفتح الراء أرَض وهو تأثر الخشبة من فعلها. فيقال أرضت الأرضة الخشبة أرضاً. تأكل منسأته - عصاه، من نسأت البعير إذا طردته لأنه يطرد بها. فلما خر تبينت الجن - علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم. إن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين - إنهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون لعلموا موته حينما وقع فلم يلبثوا بعده حولاً في تسخيره إلى أن خر أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب. وذلك أن داود أسس بيت المقدس في موضع فسطاط موسى. فمات قبل تمامه، فوصى به إلى سليمان. فاستعمل الجن فيه، فلم يتم بعد أن دنا أجله واُعلم به. فأراد أن يعمّي عليهم موته ليُتِموه فدعاهم فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب. فقام يصلي متكئاً على عصاه. فقبض روحه وهو متكئ عليها. فبقي كذلك حتى أكلتها الأرضة، فخرَّ. ثم فتحوا عنه وأرادوا أن يعرفوا وقت موته. فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت يوماً وليلة مقداراً فحسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة .

ونحن نسأل: كيف يموت سليمان الملك ويستمر سنة دون أن يعلم به أحد؟ أين نساؤه؟ وأين أولاده؟ وأين حاشيته؟ وأين شعبه؟ ألا يوجد أحد من كل هؤلاء يسأل عنه؟ وهل يتصورونه قائماً يصلي على عصاه سنة كاملة بدون نوم ولا أكل ولا شرب ولا استحمام؟ وكيف لما مات متكئاً على العصالم يسقط؟ ألم يتحلل جسده ويصبْهُ النتن والتعفن. ولما أكلت الأرضة جزءاً من العصا ألم يختل توازنه ويسقط؟ أليس تآكل العصا في يوم يكفي لسقوط جسد الميت كتآكلها إلى آخرهالمدة سنة؟ وإذا كان سليمان قد بنى على نفسه صرحاً من قوارير ليعمي عين الإنس والجن عن موته، فلماذا لم يعلم مقدماً الدور الذي ستلعبه الأرضة؟

13 - جبل يحلّق في الجّو!

س 190: جاء في سورة النساء 4: 154 وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيَثاقِهِمْ . وجاء في سورة الأعراف 7: 171 وَإِذْ نَتَقْنَا (رفعنا).الجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .

قال البيضاوي تفسيرالسورة الأعراف 171: وإذ نتقنا الجبل فوقهم - أي قلعناه ورفعناه فوقهم وأصل النتق الجذب. كأنه ظُلّة - سقيفة وهو كل ما أظلك. وظنوا - وتيقنوا. انه واقع بهم - ساقط عليهم لأن الجبل لا يثبت في الجو ولأنهم كانوا يوعدون به، وإنما أطلق الظن لأنه لم يقع متعلقه. وذلك أنهم أبَوْا أن يقبلوا أحكام التوراة لثقلها فرفع الله الطور فوقهم وقيل لهم اقبلوا ما فيها وإلا فليقعن عليكم . وقال البيضاوي تفسيرالسورة النساء 154: ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم - بسبب ميثاقهم ليقبلوه .

ونحن نسأل: هل من المعقول أن يخلع الله جبلاً من الأرض يعلو في الفضاء ويظل معلقاً على لا شيء ليخيف الناس ويرغمهم ليقبلوا شريعته؟ وهل يوافق هذا علمياً ناموس الجاذبية، وأدبياً ناموس المحبة الإلهية؟

14 - جبل يتكلم

س 191: جاء في سورة سبأ 34: 10 وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جَبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّالهُ الحَدِيدَ .

قال البيضاوي: يا جبال أوّبي معه - رجِّعي معه التسبيح أو النوحة على الذنب، وذلك إما بخلق صوت مثل صوته فيها أو بحملها إياه على التسبيح إذا تأمل ما فيها أو سيري معه حيث سار .

وجاء في سورة الأحزاب 33: 72 إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً .

قال البيضاوي: ...وقيل إنه تعالى لما خلق هذه الأجرام خلق فيها فهماً. وقال لها إني فرضت فريضة. وخلقت جنة لمن أطاعني فيها ونارالمن عصاني. فقلن نحن مسخرات على ما خلقتنا لا نحتمل فريضة ولا نبتغي ثواباً ولا عقاباً. ولما خلق آدم عرض عليه مثل ذلك، فحمله، وكان ظلوما لنفسه بحمله ما يشق عليها جهولاً بوخامة عاقبته .

ونحن نسأل: هل للجبال فهمٌ يجعلها تدرك ما لا يدركه أكثر البشر، فترفض الأمانة المعروضة عليها؟ وهل للجبال عقل وتمييز وعواطف لتردد صلوات واعترافات وتسابيح داود؟

15 - الحديد يلين كالشمع!

س 192: جاء في سورة سبأ 34: 10 و11 وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جَبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّالهُ الحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصَيٌر .

قال البيضاوي: وألَنّاله الحديد - جعلناه في يده كالشمع يصرفه كيف يشاء من غير إحماء وطَرْقٍ بآلاته أو بقوته.

ونحن نسأل: كيف يغيّر الحديد خاصيته بين يدي داود فيفقد صلابته ويتحول إلى مرونة وليونة الشمع بغير إحماء أو طَرْق؟ وما هو الهدف من هذه المعجزة التي لو كانت قد جرت فعلا لذكرتها التوراة المقدسة؟

16 - نومة ثلاثمائة وتسع سنين!>

س 193: جاء في سورة الكهف 18: 9-26 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَالبِثُوا أَمَداً نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهالقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مَنْ آيَاتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً وَكَذَلِكَ بَعْثَنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوالبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَالبِثْتُمْ فَا بْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى المَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مَائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لبِثُوا لهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَالهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً .

قال البيضاوي ما ملخصه: إن فتية في أيام اضطهاد دقلديانوس للمسيحية فرّوا إلى مغارة خارج مدينة أفسس ولبثوا فيها ثلاثمائة وتسع سنين نياماً يتقلبون على جنوبهم ولا يسمعون ثم استيقظوا. وعلم الناس أمرهم من النقود القديمة التي معهم .

ونحن نسأل: كيف يتسنى لسبعة غلمان وكلبهم أن يعيشوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين بدون أكل ولا شرب ولا مشي ولا تبوّل ولا تبرّز، تحسبهم أيقاظاً وهم رقود، يتقلبون ذات الشمال وذات اليمين وكلبهم باسط ذراعية بفناء المغارة؟ وما هو الدرس المستفاد من هذه القصة لنا اليوم؟!

17 - الريح تحت أمر سليمان!

س 194: جاء في سورة الأنبياء 21: 81 وَلِسُلَيْمَانَ (سخّرنا).الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ التِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ . وجاء في سورة سبأ 34: 12 وَلِسُلَيْمَانَ (سخّرنا).الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَالهُ عَيْنَ القِطْرِ . وجاء في سورة صَ 38: 36 فَسَخَّرْنَالهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَاب .

قال البيضاوي في تفسير سورة الأنبياء 21: 81 الريح عاصفة - شديدة الهبوب من حيث أنها تبعد بكرسيه في مدة يسيرة كما قال تعالى غدوها شهر ورواحها شهر وكانت رخاء في نفسها طيبة. وقيل كانت رخاء تارة وعاصفة أخرى حسب إرادته. إلى الأرض التي باركنا فيها - إلى الشام رواحاً بعدما سارت به منه بكرة .

ونحن نسأل: ما الفائدة من تسخير الريح لسليمان فتحمل عرشه متى شاء إلى أين شاء، وتشتد إذا رغب وتلين إذا رغب؟ وما هو الهدف من كل هذا ؟ ماذا عاد على بني إسرائيل أو على مملكة الله من كل هذا ؟

18 - الطير تحارب بالحجارة!

س 195: جاء في سورة الفيل 105: 1-5 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ وتَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ .

قال البيضاوي: رُوي أن واقعة الفيل وقعت في السنة التي وُلد فيها رسول الله (صلعم). وقصتها أن أبرهة بن الصباح الأشرم ملَك على اليمن من قبل أصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس وأراد أن يصرف الحاج إليها. فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك فحلف ليهدمن الكعبة. فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود وفيلة أخرى. فلما تهيّا للدخول وعبّأ جيشه قدم الفيل وكان كلما وجّهوه إلى الحرم برك ولم يبرح. وإذا وجّهوه إلى اليمن آو إلى جهة أخرى هرول. فأرسل الله تعالى طيراً كل واحد في منقاره حجر وفي رجليه حجران أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فترميهم فيقع الحجر في رأس الرجل فيخرج من دبُره! فهلكوا جميعاً.

ونحن نسأل: كيف آثر الفيل أن يعاون الوثنيين ويهرب من معاونة المسيحيين، فكلما وجَّهوه لكعبة الأوثان رفض السير وكلما وجهوه إلى اليمن هرول؟ وكيف أدركت الطير ذلك فاشتركت في الحرب مع الوثنيين ضد المسيحيين؟ وكيف تفاهمت جماعات الطير وعرفت مكان الموقعة وأحضرت الحجارة وملأت أفواهها وأرجلها ورمت بها جيش المسيحيين دون الوثنيين؟ وكيف انحاز الرب للفيل وللطير ولأصحاب الكعبة الوثنيين ضد المسيحيين؟ وكيف ينزل الحجر الذي هو أصغر من الحمصة من فم الطير إلى رأس الرجل فيخترق رأسه وعنقه وصدره وبطنه ويخرج من دبُره؟

19 - شرّ العين

س 196: جاء في سورة يوسف 12: 67 وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَا دْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ .

قال البيضاوي: لأنهم كانوا ذوي جَمال وأبّهة مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك. فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا. ولِعلَّة لم يوصهم بذلك في المرَّة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ أو كان الداعي إليها خوفه على بنيامين. وللنفس آثار منها العين. والذي يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عودته - اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .

ونحن نسأل: من أين جاء القرآن بهذه القصة التي لم تذكرها التوراة، فنسب لواحدٍ من أنبياء الله خرافةً تنافي العلم وتنافي الإيمان بعناية الله؟

20 - بنو إسرائيل والبقرة!

>

س 197: جاء في سورة البقرة 2: 67-73 وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَِّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَا فْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاِقعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَِّينْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَا دَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ المَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .

قال البيضاوي: وقصته أنه كان فيهم شيخ موسر. فقتل بنو أخيه ابنَه طمعاً في ميراثه وطرحوه على باب المدينة ثم جاءوا يطالبون بدمه. فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبر بقاتله .

وتاريخ بني إسرائيل من أوله إلى آخره خالٍ من هذه القصة. ولعل صاحب القرآن أخذ طرفاً من روايته من التوراة، حيث تقول: إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِل هُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ، لَا يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ، يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلَى المُدُنِ التِي حَوْلَ القَتِيلِ. فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ، يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ المَدِينَةِ عِجْلَةً مِنَ البَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا، لَمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلْكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلَةِ إِلَى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلَانِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلَةِ فِي الوَادِي. ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الكَهَنَةُ بَنُو لَاوِي - لِأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ - وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى العِجْلَةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي، وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هذا الدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ، وَلَا تَجْعَلْ دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. فَيُغْفَرُ لَهُمُ الدَّمُ. فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ (تثنية 21: 1-9). فهذه هي شريعة التوراة التي تبين بشاعة القتل، وتعلن اعتراف شيوخ الشعب أنهم لا يعرفون القاتل بغسل أيديهم على الذبيحة رمز البراءة، ثم يطلبون الغفران لتلك الخطية المجهولة الفاعل. وهذا كله معقول. ولكن هل من المعقول أن قطعة لحم من العِجلة يُضرب بها القتيل فيحيا ويتكلم؟

21 - هل الرعد ملاك؟!

س 198: جاء في سورة الرعد 13: 13 وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ .

قال البيضاوي: عن ابن عباس سُئل النبي عن الرعد، فقال: ملَك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب . وورد في الترمذي (رقم 3117).من حديث ابن عباس أن اليهود قالوا لمحمد: أخبرنا عن الرعد فقال ملَك من الملائكة موكل بالسحاب. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم قال: بلغنا أن البرق ملَك له أربعة أوجه، وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد، فإذا مصع بأجنحته فذلك البرق. وعن ابن عباس قال: أقبلت اليهود إلى محمد فقالوا: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملَك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله. قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: صوته. وفي حديث آخر: الرعد ملك يزجر السحاب، والبرق طرف ملك يقال له روفيل. وفي حديث آخر قال إن ملَكاً موكل بالسحاب، يلم القاصية، ويلحم الرابية، في يده مخراق فإذا رفع برقت، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت.

ونحن نسأل: إذا كان الرعد والبرق من الظواهر الطبيعية الناتجة عن احتكاك السحاب ببعض فكيف يقولون إنها ملائكة؟

22 - أذى السحر

س 199: جاء في سورة الفلق 113: 1-5 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرّ ِ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ .

قال البيضاوي: ومن شر النفاثات في العقد - ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها، والنفث النفخ مع ريق. وتخصيصه لما رُوي أن يهودياً سحر النبي في إحدى عشرة عقدة في وترٍ دسَّه في بئر فمرض النبي ونزلت المعوَّذتان. وأخبره جبريل بموضع السحر. فأرسل علياً فجاء به، فقرأهما عليه. فكان كلما قرأ آية انحلّت عقدة ووجد بعض الخفة. ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر. وقيل المراد بالنفث في العُقد إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعار من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها وإفرادها بالتعريف لأن كل نفاثة شريرة بخلاف كل غاسق وحاسد .

وجاء في سورة البقرة 2: 102 وَا تَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىمُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوالمَنِ اشْتَرَاهُ مَالهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .

قال البيضاوي: المراد بالسحر ما يُستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان ممالا يستقل به الإنسان. وذلك لا يستتب إلالمن يناسبه في الشهادة وخبث النفس. فإن التناسب شرط في النظام والتعاون. وبهذا تميز الساحر عن النبي والولي .

ونحن نسأل: كيف يصيب السحرُ المؤمنَ المحفوظ بعناية الله؟ لقد نهت شريعة الله عن السحر: لَا تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُول ئِكَ الأُمَمِ. لَا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنهُ أَوِ ابْنتَهُ فِي النَّارِ، وَلَا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلَا عَائِفٌ وَلَا مُتَفَائِلٌ وَلَا سَاحِرٌ، وَلَا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلَا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً، وَلَا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذ لِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ (تثنية 18: 9-12). وهاجم الرسول بولس بار يشوع الساحر بقوله: أيها الممتلئ كل غش وكل خبث، يا ابن إبليس، يا عدوَّ كل بر. ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ فالآن يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة. فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده (أعمال 13: 9-12). وكذلك قال بطرس الرسول لسيمون الساحر فتُبْ مِن شرِّك هذا . ثم قال: لأني أراك في مرارة المرّ ورباط الظلم (أعمال 8: 22 و23). هذه هي شريعة الله حقاً، وهؤلاء هم رسل الله فعلاً، ينتهرون السحرة ويعطلون أعمالهم، وقوة الله فوق قوى الساحرين!

 

 

الجزء التاسع

أسئلة فنية

 

1 - الكلام العاطل

س 200: جاء في فواتح 29 سورة بالقرآن حروف عاطلة لا يُفهم معناها، نذكرها ومواضعها:

الحروف السورة

اَلَرَ يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر

اَلَمَ البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة

اَلَمَرَ الرعد

اَلَمَصَ الأعراف

حَمَ غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف

حَمَ عَسَقَ الشورى

صَ صَ

طَسَ النمل

طَسَمَ الشعراء، القصص

طَهَ طه

قَ ق

كَهَيَعَصَ مريم

نَ القلم

يَسَ يس

ونحن نسأل: إن كانت هذه الحروف لا يعلمها إلا الله (كما يقولون).فما فائدتهالنا؟ إن الله لا يوحي إلا بما يفيد، فكلام الله بلاغ وبيان وهدى للناس.

2 - الكلام الأعجمي

س 201: جاء في سورة الشعراء 26: 193-195 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ . وجاء في سورة الزمر 39: 28 قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ . وجاء في سورة الدخان 44: 58 فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وجاء في سورة النحل 16: 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ .

ونحن نسأل: كيف يكون القرآن عربياً مبيناً وبه كلمات أعجمية كثيرة من فارسية وأشورية وسريانية وعبرية ويونانية ومصرية وحبشية وغيرها؟ نذكر منها:

الكلمة/ السورة / اللغة

آدم البقرة 2: 34 عبرية

أباريق الواقعة 56: 18 فارسية

ابراهيم النساء 4: 4 أشورية

أرائك الكهف 18: 31 عربية أو فارسية

استبرق الكهف 18: 31 فارسية معرب اسطبر

إنجيل آل عمران 3: 48 يونانية

تابوت البقرة 2: 247 مصرية

توراة آل عمران 3: 50 عبرية

جهنم الأنفال 8: 36 عبرية

حبر التوبة 9: 31 فينيقية

حور الرحمان 55: 72 بهلوية

زكاة البقرة 2: 110 عبرية

زنجبيل الإنسان 76: 17 بهلوية

سبت النمل 27: 124 عبرية

سجّيل الفيل 105: 4 بهلوية

سرادق الكهف 18: 29 فارسية

سكينة البقرة 2: 248 آرامية

سورة التوبة 9: 124 سريانية

صراط الفاتحة 1: 4 لاتينية

طاغوت البقرة 2: 257 حبشية

عدن التوبة 9: 72 سريانية

فرعون المزمل 73: 15 سريانية

فردوس الكهف 18: 107 بهلوية

ماعون الماعون 107: 7 عبرية

مشكاة النور 24: 35 حبشية

مقاليد الزمر 39: 63 بهلوية

ماروت البقرة 2: 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية

هاروت البقرة 2: 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية

الله الفاتحة 1: 1 عبرية عن الوه وسريانية عن إلاهه

3 - الكلام المتناقض

س 202: جاء في سورة النساء 4: 82 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً . ولكننا نجد فيه التناقض الكثير:

التناقض الأول

كلام الله لا يتبدل

كلام الله يتبدل

لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ (سورة يونس 10: 46).

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (سورة النحل 16: 101).

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (سورة الكهف 18: 27).

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة 2: 106).

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّ الهُ لَحَافِظُونَ (سورة الحجر 15: 9).

يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أَمُّ الكِتَابِ (سورة الرعد 13: 39).

 

التناقض الثاني

اليوم عند الله ألف سنة

اليوم عند الله خمسون ألف سنة

يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (سورة السجدة 32: 5).

تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة (سورة المعارج 70: 4).

التناقض الثالث

لا شفاعة

توجد شفاعة

قُلْ لِلهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعالهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (سورة الزمر 39: 44).

إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَا عْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (سورة يونس 10: 3).

اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَالكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (سورة السجدة 32: 4).

 

التناقض الرابع

قليلٌ من أهل الجنة مسلمون

كثيرٌ من أهل الجنة مسلمون

ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين (سورة الواقعة 56: 13 و14).

ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ (سورة الواقعة 56: 39 و40).

التناقض الخامس

خلاص اليهود والنصارى والصابئين والمسلمين

خلاص المسلمين فقط

إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون (سورة المائدة 5: 69).

َمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين (سورة آل عمران 3: 85).

 

التناقض السادس

الأمر بالصفح

النهي عن الصفح

َإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَا صْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ (سورة الحِجر 15: 85).

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).

التناقض السابع

النهي عن الفحشاء

الأمر بالفحشاء

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف 7: 28).

وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (سورة الإسراء 17: 16).

التناقض الثامن

لا يُقسِم بالبلد

يُقسِم بالبلد

لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ (سورة البلد 90: 1).

وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ (سورة التين 95: 3).

التناقض التاسع

النهي عن النفاق

الإكراه على النفاق

بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً (سورة النساء 4: 138 و139).

وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْن اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْن اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (سورة التوبة 9: 30).

المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَ هُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (سورة التوبة 9: 67 و68).

فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِين (سورة الأنعام 6: 45).

أَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْوَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (سورة المجادلة 58: 14-16).

يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ (سورة الصف 61: 10-12).

قال البيضاوي: اتخذوا ايمانهم - الذي أظهروه جُنّة وقاية دون دمائهم وأموالهم.

وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا ليَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ (سورة الحج 22: 78).

التناقض العاشر

النهي عن الهوى

إباحة الهوى

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى (سورة النازعات 79: 40 و41).

1 - أباح محمد لأتباعه القيام بالغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن. فقال: وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (سورة النساء 4: 24(

 

 

 

 

 

 

 

 

قال البيضاوي: إلا ما ملكت أيمانكم من اللاتي سُبين ولهن أزواج كفار فهنّ حلال للسابين. والزواج مرتفع بالسبي لقول أبي سعيد رضي الله عنه: أصبنا سبايا يوم أوطاس ولهنّ أزواج كفار فكرهنا أن نقع عليهن. فسألنا النبي (صلعم).فنزلت الآية! فاستحللناهنّ وإياه. عنى الفرزدق بقوله: وذات حليلٍ أنكحَتْها رماحُنا.. حلالٌ لمن يبني بهالم تُطلَّق.

 

2 - أباح محمد الزواج بأي من تهواه ويهواها بلا قيد أو شرط فوق زوجاته العديدات وفوق ما ملكت يمينه، فقال: وَا مْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَاللنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ (الأحزاب 33: 50(

 

 

3 - كما أن محمداً جعل نكاح النساء أمل المستقبل في الجنة فقال: حُورٌ (المرأة البيضاء).مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَام...لَمْ يَطْمِثْهُنَّ (لم يمسّهن).إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ... مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ (وسائد).خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ (منسوب إلى عبقر، وادي الجن).حِسِانٌ (سورة الرحمن 55: 72 و74 و76(

التناقض الحادي عشر

تحريم الخمر في الدنيا

تحليل الخمر في الآخرة

يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَا جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 5: 90).

مَثَلُ الجَنَّةِ التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة محمد 47: 15).

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ (سورة المطففين 83: 25 و26).

التناقض الثاني عشر

النهي عن إيذاء الكفار

الأمر بقتل الكفار

1 - لا تؤذهم: وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً (سورة الأحزاب 33: 48(

1 - حرِّض على قتلهم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْن (سورة الأنفال 8: 65(

2 - لا إكراه في الدين: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة 2: 256).

2 - قتال في الدين: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ (سورة البقرة 2: 193(

3 - بذل الأموال لهم: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (سورة البقرة 2: 272).

3 - أخذ الجزية منهم: قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 9: 29(

4 - تركهم وشأنهم: َقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ (سورة آل عمران 3: 20).

4 - ملاحقتهم بالاضطهاد: وَدُّوالوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (سورة النساء 4: 89(

وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (سورة الأنعام 6: 107).

َإِذَالقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ (سورة محمد 47: 4).

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعْقِلُون (سورة يونس 10: 99 و100).

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).

5 - الدعوة بالحسنى: اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْ هُمْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ (سورة النحل 16: 125).

 

 

5 - الدعوة بالسيف: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤُمِنِ (سورة النساء 4: 84).

ولهذا فتك محمد بمعارضيه في الدين، مثل كعب ابن الأشرف، وأبي عفك الشيخ، وأبي رافع بن أبي عقيق.

 

التناقض الثالث عشر

نجاة فرعون

غرق فرعون

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ

َإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (سورة الإسراء 17: 102 و103).

آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً (سورة يونس 10: 89-92).

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَا نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (سورة القصص 28: 40).

التناقض الرابع عشر

خلق الأرض قبل السماء

خلق السماء قبل الأرض

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ (سورة فصلت 41: 9-12).

أَأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا (سورة النازعات 79: 27-32).

التناقض الخامس عشر

القرآن مبين

القرآن متشابه

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَالسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (سورة النحل 16: 103).

هُوَ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَا بْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ (سورة آل عمران 3: 7).

4 - الكلام المتكرر

س 203: جاء في سورة الرحمن 55: 13 فبأي آلاء ربكما تكذّبان . وتكررت هذه العبارة 29 مرة في آيات السورة وعددها 78 آية، في آيات 16 و18 و21 و23 و28 و30 و32 وو36 و38 و40 و42 و45 و47 و49 و51 و53 و55 و57 و59 و6و63 و65 و67 وو71 و73 و75 و77.

وبالقرآن الكثير من التكرار اللفظي، كما في سورة الرحمن، أو التكرار المعنوي كما في قصص الأنبياء. فضلاً عما فيها من سجع متكلف. فقصة آدم تكررت في سورة البقرة، وسورة صَ، وسورة طه، وسورة الأعراف

وقصة نوح تكررت في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة هود، وسورة الأنبياء، وسورة الفرقان، وسورة الشعراء، وسورة العنكبوت، وسورة الصافات، وسورة نوح، وسورة القمر وسورة المؤمنين.

وقصة إبراهيم تكررت في سورة آل عمران، وسورة الأنبياء، وسورة مريم، وسورة إبراهيم، وسورة هود، وسورة الحجر، وسورة الذاريات، وسورة الأنعام وسورة الصافات.

وقصة لوط تكررت في سورة الصافات، وسورة الأعراف، وسورة النحل، وسورة العنكبوت، وسورة الشعراء، وسورة الأنبياء، وسورة القمر وسورة هود.

وقصة موسى تكررت في سورة القصص، وسورة طه، وسورة الشعراء، وسورة الأعراف، وسورة البقرة، وسورة يونس وسورة النساء.

وقصة سليمان تكررت في سورة صَ، وسورة البقرة، وسورة النمل.

وقصة يونان تكررت في سورة الأنبياء، وسورة الصافات، وسورة القلم وسورة يونس.

وقصة عيسى تكررت في سورة آل عمران، وسورة مريم، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحديد، وسورة الصف، وسورة يس وسورة الزخرف. وقصة خلق الله آدم وأمره تعالى الملائكة بالسجود له حسب القرآن مكررة في خمس سور. وقصة نوح والطوفان مكررة في عشر سور. وحديث إبراهيم بإنذاره عبثاً قومه وتبشيره بإسحاق مكرر في ثماني سور. وحديث لوط بإنذاره عبثاً قومه وهلاك سدوم مكرر في تسع سور. وقصة يوسف سورة برمتها. وحديث موسى بإرساله من الله لفرعون مكرر في 12 سورة.

ونحن نسأل: أليس في هذا التكرار عيب الخلل والملل والبعد عن ضروب البلاغة؟

5 - الكلام المنقول

س 204: جاء في سورة الفرقان 25: 5 و6 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنْزَلَهُ الذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً .

وتدل هذه الآية على أن محمداً قال إن القرآن نزل عليه وحياً من الله، ولكن معاصريه لم يجدوا في ما جاء به شيئاً جديداً، فقالوا إنه جاء بأساطير الأولين التي كان يسمعها، وكتبها قرآناً. فهي ليست وحياً! لقد اقتبس محمد أشعار امرئ القيس وأقوال عمر بن الخطاب وكتب جُهَّال اليهود والمسيحيين وكتب الفرس وكتب الحنفاء وغيرهم؟ وهاكم البيان:

أولا: ما أخذه من أشعار امرئ القيس

امرؤ القيس هو أحد شعراء الجاهلية المتوفَّى سنة 540م (أي قبل ميلاد محمد بثلاثين سنة).كانت له قصيدة مشهورة اقتبس القرآن كثيراً من فقراتها كما ترى مما تحته خط:

دنت الساعة وانشق القمر

عن غزال صاد قلبي ونفر

أحورٌ قد حِرتُ في أوصافه

ناعس الطرف بعينيه حوَر

مرّ يوم العيد بي في زينة

فرماني فتعاطى فعقر

بسهامٍ من لحاظٍ فاتك

فرَّ عنّي كهشيم المحتظر

وإذا ما غاب عني ساعة

كانت الساعة أدهى وأمر

كُتب الحُسن على وجنته

بسحيق المسك سطراً مختصر

عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى

فرأيتُ الليل يسري بالقمر

بالضحى والليل من طرته

فرقه ذا النور كم شيء زهر

قلت إذ شقّ العذار خده

دنت الساعة وانشق القمر

فورد الشطر الأول من البيت الأول في القمر 54: 1 اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَا نْشَقَّ القَمَرُ

وورد الشطر الثاني من البيت الثالث في القمر 54: 29 فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ .

وورد الشطر الثاني من البيت الرابع في القمر 54: 31 فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِرِ .

وورد الشطر الأول من البيت الثامن في الضحى 93: 1 و2 وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى .

وقال امرؤ القيس أيضاً:

أقبل والعشاق من خلفه

كأنهم من كل حدب ينسلون

وجاء يوم العيد في زينته

لمثل ذا فليعمل العاملون

فورد الشطر الثاني من البيت الأول في سورة الأنبياء 21: 96 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون .

وورد الشطر الثاني من البيت الثاني في الصافات 37: 61 لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ .

ثانياً: ما أخذه من أقوال عمر بن الخطاب

1 - كان لعمر بن الخطاب أرض بأعلى المدينة، وكان ممره عليها على مدراس اليهود، فكان يجلس إليهم ويسمع كلامهم. فقالوا يوماً: ما في أصحاب محمد أحب إلينا منك وإنَّالنطمع فيك. فقال عمر: والله ما آتيكم لحبكم ولا أسألكم لأني شاكّ في ديني وإنما أدخل إليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد. فقالوا: مَن صاحب محمد الذي يأتيه من الملائكة؟ قال جبريل. قالوا ذلك عدونا. فقال عمر: مَن كان عدوالله وملائكته ورسُله وجبريلَ وميكال، فإنَّ اللهَ عدُوُّه فلما سمع محمد بذلك قال هكذا نزلت، وأوردها في قرآنه في سورة البقرة 2: 98. وقال محمد لعمر: لقد وافقك ربك يا عمر.

ونحن نسأل: أليس الأصحّ أن يقول محمد إن عمراً وافق ربه لا العكس؟ والأغرب من هذا أن محمداً ينتحل أقوال عمر ويقول إنها هكذا نزلت! وفي هذه الحالة: هل يُعتبر عمر نبياً يوحى إليه؟ أم أن محمداً انتحل أقوال غيره وقال إنها وحي؟

2 - روىالبخاري وغيره عن عمر أنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله، لو اتَّخذت من مقام إبراهيم مُصلَّى. فأخذها من لسانه وأوردها في قرآنه بأن قال: َا تَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى (سورة البقرة 2: 125). وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البَر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن. فأخذها محمد من لسان عمر وأوردها في سورة الأحزاب 33: 53. واجتمع على محمد نساؤه في الغيرة فقال عمر لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن. فأخذها محمد بنصها وأوردها في سورة التحريم 66: 5. فهل يؤخذ كلام الله مِن أفواه الناس؟

ثالثاً: ما أخذه من كتب جهّال اليهود

وهاكم جدولاً بالموضوعات التي انتحلها محمد ومكانها في القرآن ومكانها في المؤلفات اليهودية التي أخذ عنها:

الموضوع

مكانه في القرآن

المكان المقتبس منه

1 - تعلم قايين من الغراب كيفية دفن أخيه

سورة المائدة 5: 30-35

كتاب فرقي ربى أليعزر فصل 21

2- طرح نمرود لإبراهيم في النار وعدم مقدرة النار على إحراقه

سورة البقرة 2: 260

سورة الأنعام 6: 74-84

سورة الأنبياء 21: 52-72

 

 

سورة مريم 19: 42-50

سورة الشعراء 26: 69-79

سورة العنكبوت 29: 15 و16

سورة الصافات 37: 81-95

سورة الزخرف 43: 25-27

سورة الممتحنة 60: 40

مدراس رباه فصل 14 في تفسير تك 15: 17

3 - اجتماع سليمان الملك بمجلسه المكون من الجن والعفاريت والطيور وأخبار الهدهد عن ملكة سبأ وكيفية إحضار عرشهالسليمان

سورة النمل 27: 17-45

الترجوم الثاني عن كتاب أستير

 

الموضوع

مكانه في القرآن

المكان المقتبس منه

4 - تركيب الشهوة في الملاكين هاروت وماروت وارتكابهما شرب الخمر والزنا والقتل وتعليم الناس السحر

سورة البقرة 2: 96

مدراس يلكوت الفصل 44

5 - رفع الجبل فوق رؤوس اليهود

سورة الأعراف 7: 170

عبوداه زاراه الفصل الثاني

6 - العجل الذهبي ذو الخوار

سورة الأعراف 7: 157

وسورة طه 20: 91

كتاب فرقى ربي ألعازار فصل 45

7 - وجود سبع سموات وسبعة أبواب لجهنم

سورة الإسراء 17: 46 و88

سورة الحجر 15: 44

حكيكاه باب 9 فصل 2 وكتاب ذوهر فصل 2

8 - كان عرشه على الماء

سورة هود 11: 9

تفسير راشي في تك 1: 2

9 - الأعراف وهو الحجار الرقيق بين الجنة والنار

سورة الأعراف 7: 44

مدراس تفسير جامعة 7: 14

10 - كان الطوفان من الماء المغلي

سورة هود 11: 42

كتاب روش هشاناه فصل 16: 2 سنهدرين فصل 108

11 - اللوح المحفوظ

سورة البروج 85: 21 و22

فرقى ابوت باب 5 فصل 6 رابعاً: ما أخذه من كتب جهلة المسيحيين

الموضوع

مكانه في القرآن

المكان المقتبس منه

1 - أصحاب الكهف أو السبعة النيام

سورة الكهف 18: 8-26

كتاب مجد الشهداء تأليف غريغوريوس الكتاب الأول فصل 95

2 - قصة نذر أم مريم العذراء إياها. وكفالة زكريالها في الهيكل ومد الملائكة لها بالطعام

سورة آل عمران 3: 31 و32 و38-42

كتاب يروت يوأنجيليون اصحاح 3 و4 و5 و7 و8 و19 و11 و15

قصة نياح أبينا الشيخ النجار فصل 3. سيرة مريم

3 - انتباذها من أهلها مكاناً شرقياً. وبشرى الملاك لها وانتباذها مكاناً قصياً. وتساقط جنى النخل بأمر وليدها.

سورة مريم 19: 23 و24

كتاب حكاية مولد مريم وطفولة المخلص الفصل 20

 

الموضوع

مكانه في القرآن

المكان المقتبس منه

4 - خلق المسيح للطيور من الطين

سورة المائدة 5: 110

كتاب يوناني اسمه بشارة هوما الإسرائيلي فصل 2

5 - إنكار صلب المسيح ووقوع شبهه على غيره وقت الصلب

سورة النساء 4: 157

حسب بدعة باسيليوس الذي قال إن المسيح ألقى شبهه على سمعان القيرواني فصُلب بدله لأن المسيح ليس له جسد حقيقي بل أخذ شبه جسد.

خامساً: ما أخذه من كتب الفرس

1 - موجّه التهمة: النضر بن الحارث

يشهد القرآن أن النضر بن الحارث كان يعيّر محمداً بأنه ناقل أقوال الفرس ولم يأخذ من الوحي شيئاً. ومن المعلوم أن الفرس كانوا متسلطين على كثير من قبائل العرب قبل مولد محمد وفي عصره، فانتشرت قصص ملوكهم وعقائدهم وخرافاتهم بين العرب، فتركت تأثيرها على محمد ودوَّن منها الشيء الكثير في قرآنه. وكان النضر بن الحارث يحدث الناس عن أخبار ملوك الفرس ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتُها . فرد عليه محمد في قرآنه بقوله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (القلم 68: 15). وجعل يسبّ النضر قائلاً: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (سورة الجاثية 45: 7 و8).

ونحن نسأل: كيف يسمح محمد لنفسه أن يشتم النضر وقد اقتبس في قرآنه من أساطير الفرس ما كان من معراج أرتيوراف، ووصف الفردوس بحوره وولدانه؟ وقد جعل محمد فعلاً معلّمه سلمان الفارسي واحداً من الصحابة؟

2 - من الموضوعات المقتبَسة

أ - معراج أرتيوراف

جاءت قصة فارسية قديمةفي كتاب باللغة الفارسية اسمه أرتيوراف نامك كُتبسنة 400 قبل الهجرة. وموضوع القصة أن المجوس أرسلوا روح أرتيوراف إلى السماء. ووقع على جسده سبات. وكان الغرض من رحلته هو الاطلاع على كل شيء في السماء والإتيان بأنبائها. فعرج إلى السماء وأرشده أحد رؤساء الملائكة فجال من طبقة إلى طبقة وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره أورمزد الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتيه بما شاهد. فأخذ محمد قصة معراج أرتيوراف وجعل نفسه بطلها وقال: سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (سورة الإسراء 17: 1).

وقال محمد في الحديث عن ليلة الأسراء: أُوتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض يقال له البُراق يضع خطوة عند أقصى طرف. فجلست عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ورأى آدم. ثم صعد بي إلى السماء الثانية فرأيت عيسى ويحيى، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت إدريس. ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت هرون. ثم صعد بي إلى السماء السادسة فرأيت موسى. ثم صعد بي إلى السماء السابعة فرأيت إبراهيم. ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعة أنهارٍ فيها النيل والفرات. ثم أوتيتُ بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن. فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك (مشكاة المصابيح صفحة 518-520).

ب - الجنة حورها وولدانها

أخذ القرآن الاعتقاد بوجود الحور في الجنة مما قاله الزردشتية القدماء عن وجود أرواح الغادات الغانيات المضيئات في السماء، وأن مكافأة أبطال الحروب هي الوجود مع الحور وولدان الحور. وكان الاعتقاد بوجود الحور سارياً عند الهنود أيضاً. وكلمة حوري في لغة أوستا (وهي من لغات الفرس القديمة).تعني الشمس وضوءها، وفي اللغة البهلوية هور وفي لغة الفرس الحديثة حنور ولفظها العرب حور (كتاب شرائع منوا فصل 5 البيت 89). فجرياً على هذه العقيدة الفارسية والتعبير الفارسي قال القرآن: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ (سورة الرحمن 55: 72). وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون (سورة الواقعة 56: 22 و23).

3 - ملقِّن محمد: سلمان الفارسي

شهد القرآن أن المقصود بإملائه القصص الفارسية على محمد هو سلمان الفارسي فقال: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَالسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (سورة النحل 16: 103).

وسلمان هذا فارسيٌّ أسلم، وكان من الصحابة، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق، فنفّذ محمد نصيحته. وهو الذي أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وقد اتهم العرب محمداً أن سلمان هذا هو الذي ساعده على تأليف قرآنه ومنه استقى الكثير من قصصه وعباراته. ومع أن محمداً قال إن سلمان أعجمي والقرآن عربي، ولكن هذا لا يمنع أن تكون المعاني لسلمان وصياغتها في أسلوبها العربي لمحمد.

سادساً: ما أخذه من كتب الحُنفاء

1 - مدح القرآن للحنفاء

جاء في سورة النساء 4: 125 وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَا تَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَا تَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً . وجاء في سورة آل عمران 3: 95 قُلْ صَدَقَ اللهُ فَا تَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ . وجاء في سورة الأنعام 6: 161 قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً . وكلمة حنيف في اللغة العبرية والسريانية تعني نجساً أو مرتداً وُصِم بها العرب الذين هجروا عبادة الأصنام وارتدوا عن دين أسلافهم. وكان هؤلاء الزاهدون في آلهة العرب هم الذين أضاءوا الأفق لمحمد فنقل آراءهم واتخذها مبدالدينه كما هو منطوق الأقوال القرآنية الواردة عنهم.

2 - نشأة الحنفاء

جاء في كتاب السيرة لابن هشام: قال ابن إسحاق، اجتمعت قريش يوماً في عيدٍ لهم عن صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه ويخرّون له ويعكفون عنده ويديرون به. وكان ذلك عيدالهم في كل سنة يوماً. فخلص منهم أربعة نفرٍ نجياً. قال بعضهم لبعض: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، قالوا: أجل. وهم: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قُصي بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وعبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صيرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة. وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب. وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وزيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن عبد الله بن قرط بن رباح بن رزاح بن عدّي بن كعب بن لؤي. وقال بعضهم لبعض: تعلمون والله ما قومكم على شيء. لقد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم. ما حجر نطيّف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع. يا قوم التمسوالأنفسكم فإنكم والله ما أنتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحقيقة.

3 - مصير الحنفاء

فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب من أهلها حتى علم علماً من أهل الكتاب. وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو من الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة مع امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة. فلما قدم الحبشة تنصر وفارق الإسلام ومات نصرانياً. وأرسل محمد وتزوج أرملته أم حبيبة. وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم فتنصر وحسنت منزلته عنده. وأما زيد بن عمرو فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية، وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان، ونهى عن قتل الموؤودة، وقال: أعبد رب إبراهيم. ونادى قومه بعيب ما هم عليه. وكان يجهر في الكعبة بمبادئه، فطرده عمه خطاب من مكة وألزمه أن يقيم على جبل حراء أمام تلك المدينة. ولم يأذن له بالدخول إلى مكة.

وكان محمد يذهب إلى جبل حراء ويصرف هناك شهراً كل سنة حيث طبع زيد على محمد في ذلك الغار أكبر أثر في أفكاره وتوجيهه.

4 - أقوال زيد بن عمرو وأثرها في القرآن

قال زيد بن عمرو في فراق دين قومه:

أربّاً واحداً أم ألف ربّ

أدين إذا تقسمت الأمور

عزلتُ اللاّت والعزَّى جميعاً

كذلك يفعل الجَلِد الصبور

فلا عزّى أدينُ ولا ابنَتَيْها

ولا صنمَيْ بني عمْرو أزور

ولا هُبلاً أدين وكان رباً

لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت وفي الليالي معجبات

وفي الأيام يعرفها البصير

بأن الله قد أفنى رجالاً

كثيراً كان شأنهمُ الفجور

وأبقى آخرين ببر قوم

فيربل منهم الطفل الصغير

وبينا المرء يفتر ثاب يوماً

كما يتروَّح الغصن المطير

ولكن أعبد الرحمن ربي

ليغفر ذنبيَ الربُّ الغفور

فتقوى الله ربكم احفظوها

متى ما تحفظوهالا تبور

ترى الأبرار دارهم جنان

وللكفّار حامية سعير

وخزي في الحياة وإن يموتوا

يلاقوا ما تضيق به الصدور

سيرة ابن هشام فصل شعر زيد في فراق الوثنية

فهذه القصيدة العامرة تبيّن مبادئ الحنفاء التي تأثر بها محمد وجعلها من مقوّمات دينه. فقصيدة زيد بن عمرو قبل الإسلام وتعلن المبادئ الآتية:

1 - رفض عبادة الأوثان

2 - الإقرار بوحدانية الله

3 - الوعد بالجنة

4 - الوعيد بالعذاب في سعير جهنم

5 - أسماء الله: الرحمن، الرب، الغفور

6 - المناداة بدين إبراهيم

وقد أخذ الإسلام أهمَّ مبادئه عن الحنفاء، كما علّمها زيد بن عمرو لمحمد.

سابعاً: ما أخذه مما سمعه من الكتب السماوية

جاء في سورة الأعلى 87: 18 و19 إِنَّ هذا لفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .

وفي هذا اعتراف صريح أن القرآن (عدا قصص نساء محمد وغاراته).مأخوذ عن الكتاب المقدس. فمن سفر التكوين اقتبس قصة الخليقة وآدم وحواء وقايين وهابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ويوسف. وعن سفر الخروج أخذ قصة موسى وفرعون وعامود السحاب والمنّ والسلوى والصخرة والوصايا العشر والعجل الذهبي واللوحين والتابوت. وعن سفر اللاويين أخذ شريعة العين بالعين والسن بالسن والذبائح الدموية. وعن سفر العدد أخذ قصة الجواسيس وقورح والبقرة الحمراء وبلعام. وعن سفر التثنية أخذ أن موسى كتب التوراة وأن الكهنة حفظوها. ومن سفر يشوع اقتبس قصة دخول بني إسرائيل أرض الموعد. وأخذ قصة جدعون عن سفر القضاة، وقصة شاول وداود وجليات وتوبة داود عن سفري صموئيل، وقصة سليمان وملكة سبأ وإيليا وأليشع وسبي بابل عن أسفار الملوك والأيام. وقصة أيوب عن سفر أيوب. كما اقتبس آيات من سفر المزامير وإشعياء وحزقيال. وقصة يونان عن سفر يونان. وقصة زكريا ويحيى ومريم العذراء وميلاد المسيح ومعجزاته وموته وصعوده عن الأناجيل. وانتشار المسيحية ومجمع أورشليم ورسامة القساوسة عن أعمال الرسل. وبعض الآيات اقتباساً من رسائل بولس الرسول إلى أهل رومية وكورنثوس وغلاطية وفيلبي وتسالونيكي والعبرانيين. ومن رسائل يعقوب وبطرس ورؤيا يوحنا اللاهوتي.

6 - الكلام المفكّك

س 205: جاء في سورة الإسراء 17: 106 وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً .

قال البيضاوي: وقرآناً فرقناه نزلناه مفرّقاً منجّماً. وقرئ بالتشديد لكثرة نجومه فإنه نزل فيتضاعيف عشرين سنة. لتقرأه على الناس على مكث على مهل وتؤدة، فإنه أيسر للحفظ وأعون في الفهم... ونزلناه تنزيلاً حسب الحوادث.

وجاء في سورة الفرقان 25: 32 وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوالوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ .

قال البيضاوي: وقال الذين كفروالولا نزل عليه القرآن أي أنزل عليه كخبر بمعنى أخبر لئلا يناقض قوله جملة واحدة دفعة واحدة كالكتب الثلاثة. وهو اعتراض لا طائل تحته لأن الإعجاز لا يختلف نزوله جملة أو مفرقاً. مع أن للتفريق فوائد منها ما أشار إليه بقوله كذلك لنثبّت به فؤادك أي كذلك أنزلناه مفرّقالتقوى بتقوية فؤادك على حفظه حيث كان عليه الصلاة والسلام أمياً وكانوا يكتبون. فلو أُلقي عليه جملةً لتعنَّى بحفظه ولعله لم يستتب له. فإن التلقّف لا يتأتّى إلاّ شيئاً فشيئاً، ولأن نزوله بحسب الوقائعيوجب مزيد بصيرة وغوصاً في المعنى. ولأنه إذا نزل منجماً وهو يتحدى بكل نجم فيه فيعجزون عن معارضته زاد ذلك قوة قلبه. ولأنه إذا نزل به جبريل حالاً بعد حال يثبت به فؤاده. ومنه معرفة الناسخ والمنسوخ. ومنها انضمام القرائن الحالية إلى الدلالات اللفظية فإنه يعين على البلاغة. وكذلك صفة مصدر محذوف والإشارة إلى إنزاله مفرقاً فإنه مدلول عليه بقوله لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. ويحتمل أن يكون من تمام كلام الكفرة ولذلك وقف عليه ليكون حالا والإشارة إلى الكتب السابقة واللام على الوجهين متعلق بمحذوف ورتلناه ترتيلا وقرأناه عليك شيئاً بعد شيء على تؤدة وتمهُّل عشرين سنة أو ثلاثة وعشرين .

ونحن نسأل: كيف يكون القرآن وحياً وهو متقطع مفرق، يأتي بعضه في وقت ويتأخر بعضه إلى وقت آخر؟ لقد كان محمد يرتبك عندما كان العرب أو اليهود أو النصارى يسألونه، وأحياناً كان يحتج بأن جبريل تأخر لسبب وجود الكلاب!

7 - الكلام الغريب

س 206: في القرآن كثير من الكلمات الغريبة. وهاكم جدولاً ببعضها:

الكلمة السورة

فاكهة وأَبّاً عبس 80: 31

غِسْلِينٍ الحاقة 69: 36

وحناناً مريم 19: 12

أوّاه هود 11: 75

الرقيم الكهف 18: 9

كلالة النساء 4: 12

مُبلسون المؤمنون 23: 77

أخبتوا هود 11: 23

حنيذ هود 11: 69

حصحص يوسف 12: 51

تفيؤا النحل 16: 48

سريا مريم 19: 24

المسجور الطور 52: 6

قمطريرا الإنسان 76: 10

عسعس التكوير 81: 17

سجيل هود 11: 82

الناقور المدثر 74: 8

فاقرة القيامة 75: 25

إستبرق الرحمان 55: 54

مدهامتان الرحمان 55: 64

قرأ عمر بن الخطاب على المنبر وفاكهة وأَبّا فقال: هذه الفاكهة وقد عرفناها، فما الآبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو الكلف يا عمر. وقال ابن عباس: لا أعرف غسلين وحناناً وأواه والرقيم. ونحن نسأل: أليست هذه الألفاظ الغريبة مخالفةً للذوق السليم في فن الإنشاء؟

8 - الكلام الناسخ والمنسوخ

س 207: جاء في سورة البقرة 2: 106 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وجاء في سورة النحل 16: 101 وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ . وجاء في سورة الرعد 13: 39 يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أَمُّ الكِتَابِ . وجاء في سورة الحج 22: 52 فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ .

أولاً: عيوب الناسخ والمنسوخ

القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقي لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ:

1 - لأن الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه. فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ؟ (عدد 23: 19).

2 - لأن الناسخ والمنسوخ ليس له وجود في اليهودية ولا المسيحية. قال المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ (متى 5: 17-18).

3 - لأن الناسخ والمنسوخ يفتح باب الكذب والادعاء، فإذا قال مدَّعي النبوة قولاً وظهر خطؤه، أو إذا اعترض سامعوه عليه قال إنه منسوخ ويأتي بقولٍ آخر فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (سورة الحج 22: 51).كما ينسخ إله محمد ما يلقيه عليه من قرآن (سورة البقرة 2: 106(!

4 - لأن محمداً اعتبر الناسخ والمنسوخ مِن نفس كلام الله. فهل كان المنسوخ كلاماً إلهياً مكتوباً في اللوح المحفوظ؟ وهل يترتب على نسخه في القرآن نسخه أيضاً في اللوح المحفوظ؟ وكيف يسمح الله لكلامه العزيز بالزوال والاهمال؟ وإلا فلماذا كتب؟

5 - لأن الناسخ والمنسوخ متغلغل في جميع أجزاء القرآن بحيث يتعذر على الراسخين في العلم معرفة الناسخ والمنسوخ بطريقة لا تقبل الشك، مما يجعل أقوال القرآن مبهمة ملتبسة. فقد قالوا إن السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ هي أربعون سورة، أولها الأنعام ثم الأعراف، يونس، هود، الرعد، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، طه، المؤمنون، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، المضاجع، الملائكة، الصافات، صَ، الزمر، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، قَ، النجم، القمر، الامتحان، نون، المعارج، المدثر، القيامة، الإنسان، عبس، الطارق، الغاشية، التين، الكافرون.

والسور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ هي ست سور: الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى.

والسور التي دخلها الناسخ والمنسوخ هي خمس وعشرون سورة، أولها البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وإبراهيم، والكهف، ومريم، والأنبياء، والحج، والنور، والفرقان، والشعراء، والأحزاب، وسبأ، وغافر، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والكوثر، والعصر. والسور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ هي ثلاث وأربعون سورة. فذلك مائة وأربع عشرة سورة.

فإذا جرد القرآن من الناسخ والمنسوخ كان كراسة صغيرة. ومع ذلك ادَّعوا أنه المعجزة الكبرى.

6 - لأن النسخ في القرآن عند علماء المسلمين ثلاثة أنواع: فالنوع الأول ما نُسخ تلاوته وحكمه. أي بعد كتابته وقراءته لم يكتبوه ولم يقرأوه! والنوع الثاني ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهو مقدار كبير من آيات القرآن يقرأونها ويعتقدون أن أحكامها ملغية فلا يعملون بها! والنوع الثالث ما نُسخت تلاوته وبقي حكمه. وأمام هذا النوع: نسأل لماذا يكلفنا الله أن نعمل بآيةٍ غير موجودة؟ ألم يكن الأولى أن تبقى في كتابه حتى يحاسبنا بمقتضاها؟

 

ثانياً: أمثلة للناسخ والمنسوخ

المنسوخ

الناسخ

السلم في سبيل الدعوة

القتال في سبيل الدعوة

  •  
  • لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ (سورة البقرة 2: 256).
  •  
  • قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 9: 29).
  •  
  • وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس 10: 99).
  •  
  • يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).
  •  
  • قصاص الحبس للزانيات
  •  
  • قصاص الجلد للزانيات
  •  
  • وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَ هُنَّ سَبِيلاً (سورة النساء 4: 15).
  •  
  • الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ (سورة النور 24: 2).
  •  
  • ثبات الواحد للعشرة
  •  
  • ثبات الواحد للاثنين
  •  
  • إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 65).
  •  
  • الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 66).
  •  
  • أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد سنةً كاملة
  •  
  • أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد أربعة أشهر وعشرة أيام
  •  
  • وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة 2: 240).
  •  
  • وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (سورة البقرة 2: 234).
  •  
  •  
  •  
  • الخمر إثم وفيها منافع للناس
  •  
  • الخمر رجس من عمل الشيطان
  •  
  • وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (سورة البقرة 2: 219).
  •  
  • يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَا جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 5: 90).
  •  
  • ثالثاً: الأسباب الحقيقية للناسخ والمنسوخ
  •  
  • 1 - لماذا نُسخ تحريم القتال في الشهر الحرام؟
  •  
  • جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ .

جاءت هذه الآية الناسخة بعد القتال الذي قام به عبد الله بن جحش الأسدي في الشهر الحرام وإعطائه خُمس السلب لمحمد، وتعيير قريش لمحمد لسبب ارتكاب المسلمين القتال في الشهر الحرام. فلكي يُسكتهم ويُرضي أصحابه ويبرر سلبه قال بهذه الآية الناسخة!

2 - لماذا نسخ بيت المقدس كقِبلة صلاته؟

جاء في سورة البقرة 2: 144 قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

جاءت هذه الآية الناسخة بعد أن كان المسلمون يصلون مستقبِلين بيت المقدس. وأراد محمد أن يستميل العرب إليه، ولكي لا يتحولوا إلى اليهودية التيكان يقدس قبلتها، قال إن الله غيَّر له القبلة إلى القبلة التي يرضاها. فحُكم النسخ ليس حسب المشيئة الإلهية الثابتة بل حسب هوى محمد ورضاه!

3 - لماذا نسخ تمسُّك الرجل بزوجته؟

جاء في سورة الأحزاب 33: 37 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَالكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ .

جاءت هذه الآية الناسخة لزيد أن يتقي الله ويتمسك بزوجته زينب بعد أن خاف محمد من تعيير العرب له أنه يتزوج بزوجة ابنه بالتبنّي، مع ما سبق وأضمره محمد في نفسه ساعة رأى زينب واشتهاها، فقال: سبحان مقلِّب القلوب. ثم قال إن الله أمره بالزواج من زينب!

4 - لماذا نسخ الامتناع عن النساء وقت الصيام؟

جاء في سورة البقرة 2: 187 أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَ هُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ .

جاءت هذه الآية الناسخة بعد اعتراف أصحاب محمد، ومنهم عمر بن الخطاب أنهم خانوا نظام الصيام المتبع بإتيانهم نسائهم بعد صلاة العشاء. فجعلت الآية الناسخة الممنوع ممكناً والمحرَّم محلَّلاً!

5 - لماذا نسخ ما حرمه على نفسه وحنث بالقسم؟

جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ .

روى محمد هذه الآية بعد أن أتى بمارية القبطية في بيت زوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب، وفي غيبتها، فشقَّ ذلك على حفصة. فأرضاها وقال لها: اكتمي عليَّ وقد حرمتُ مارية القبطية على نفسي. ولكن حفصة أخبرت عائشة. فغضب محمد وطلق حفصة. فكيف السبيل لتحليل مارية بعد أن حرمها على نفسه؟ وكيف السبيل لمراجعة حفصة التي طلقها؟ أتى الناسخ يحلل ذلك، ويعفي من القسَم! فقد أمر الله بمعاشرة مارية المحرمة وبرجوع حفصة المطلقة!

6 - لماذا نسخ تحريم العبث بأشجار الأعداء وقت الحرب؟

جاء في سورة الحشر 59: 5 مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (اللينة النخلة التي ثمرها من دون نوى).أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ .

لما حاصر محمد يهود بني النضير بجوار يثرب، قطع نخيلهم، فنادوه من الحصون: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟ فارتاب بعض الصحابة بجواز هذا الفعل وتأثروا من اعتراض بني النضير. فأتى الناسخ وجعل هذه الأفعال الفاسدة بإذن الله!

7 - لماذا نسخ الصلاة على غير المسلم؟

جاء في سورة التوبة 9: 84 وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ .

جاءت هذه الآية بعد فراغ محمد من صلاته على جثة المنافق عبد الله بن أبي سلول وإقامته على قبره حتى نهاية دفنه. وكان عمر يمانع محمداً من الصلاة عليه بسبب نفاقه فلم يمتنع. ولكن إرضاءً لعمر نزل الناسخ ليوقف تأثير الصلاة.

9 - الكلام المتشابه

س 208: جاء في سورة آل عمران 3: 7 فَأَمَّا الذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَا بْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا .

اعترف القرآن أن به آيات محكمات لا تقبل الصرف عن ظاهرها ولا الذهاب في محتملاتها مذاهب شتى. كما قال إن به آيات متشابهات لا يتضح معناهالأنها مجملة أو غير موافقة للظاهر إلا بتدقيق الفكر، وما يعلم تأويلها إلا الله. وأن على أشد الناس رسوخاً في العلم أن يسلّموا بها تسليماً أعمى.

ونحن نسأل: أليس وجود هذه المتشابهات نقصاً في البلاغة والإحكام؟ فكيف نتأكد مالا يعلم تأويله إلا الله؟ قال الإنجيل: امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالحَسَنِ (1 تسالونيكي 5: 21). فهل يحتمل القرآن الامتحان؟

10 - الكلام المماثل لغيره من كلام الناس

س 209: جاء في سورة الإسراء 17: 88 قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .

ونحن نسأل: أليست المعلَّقات السبع ومقامات الحريري أفصح من القرآن؟ أوَليس امرؤ القيس أفصح من محمد؟ أليست قصائد المتنبي والفارض وخطب قس بن ساعدة وغيرهم تحاكي فصاحة القرآن وتخرجه عن كونه معجزة؟ فليس القرآن من المعجزة في شيء، لأن المعجزة حدَثٌ يحدث خلاف مجرى الطبيعة وناموسها. فإماتة حي بطريقة مالا يعد معجزة لحدوثه وفق ناموس الطبيعة. ولكن إحياء الميت بواسطة دعاء وأمر يُحسب معجزة. وعليه فتأليف كتاب في نهاية البلاغة والفصاحة لا يعد معجزة بل يعد من نوادر أعمال الإنسان. وإن حسبنا القرآن بناء على سمو بلاغته وفصاحته معجزة، سيلزمنا أن نحسب كثيراً من أشعار العرب وخطبهم معجزات! وإن كان القرآن يتحدى الناس جميعاً في فصاحته، فأي مسلم يقراللعرب قصائدهم العامرة وخطبهم الرنانة ويتذرع بالشجاعة في الرأي ويعلن الحقيقة السافرة أن محمداً كأحد هؤلاء العرب أو يقِلّ عنهم؟

وكم هم الذين يزيدون فصاحة من أدباء اليهود في اللغة العبرية ومن أدباء اليونان في اللغة اليونانية ومن أدباء الرومان في اللغة الرومانية، كما هو معروف أن لكل لغة أدباؤها؟ أما معلومات القرآن فلم تزد عن أقوال العرب والمجوس واليهود والنصارى الذين أخذ عنهم.

11 - الكلام المختلف

س 210: جاءت في القرآن اختلافات كثيرة لاختلاف قراءاته وصارت سُنّة أن عبارات القرآن على سبعة أحرف أو سبعة أوجه حتى ليصعب على الإنسان أن يصدر حكماً صحيحالعدم تأكيده إلى أي قراءة يستند. وهاكم جدولاً بما جاء في القرآن من اختلافات لفظية أو معنوية:

أولاً: الاختلاف اللفظي

1 - بتبديل اللفظ

  •  
  • الصوف المنفوش
  •  
  • العِهْنِ المَنْفُوشِ (سورة القارعة 101: 5).
  •  
  • فامضوا إلى ذكر الله
  •  
  • فَا سْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ (سورة الجمعة 62: 9).
  •  
  • فكانت كالحجارة
  •  
  • فَهِيَ كَالحِجَارَةِ (سورة البقرة 2: 74).
  •  
  •  
  •  
  • 2 - بتبديل التركيب
  •  
  • ضُربت عليهم المسكنة والذلة
  •  
  • ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ
  •  
  • (سورة البقرة 2: 61).
  •  
  • وجاءت سكرة الحق بالموت
  •  
  • وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ (سورة ق 50: 19).
  •  
  • 3 - بالزيادة والنقصان
  •  
  • النبي أَوْلى من المؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم
  •  
  • النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أَمَّهَاتُهُمْ (سورة الأحزاب 33: 6).
  •  
  • ثانياً: الاختلاف في المعنى
  •  
  • رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا
  •  
  • ربنا بَاعَدَ بين أسفارنا بصيغة الماضي
  •  
  • (سورة سبأ 34: 19).بصيغة الأمر ونداء الرب وهو دعاء
  •  
  • ورفع الرب وهو خبر
  •  
  • هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ (سورة المائدة 5: 112).
  •  
  • هل تستطيع ربَّك (قراءة الكسائي).
  •  
  • بالغيبة وضم الباء وهو استخبار عن حالة الرب
  •  
  • بالخطاب وفتح الباء وهو استخبار عن حال عيسى قال محمد هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه . قال محمد هذا لعمر بن الخطاب لما جاءه عمر بهشام بن حكيم وقد لبّبه بردائه (أي جعله في عنقه وجره منه).لما سمعه يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها محمد لعمر. فقال عمر: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال له محمد: اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعها عمر يقرأها. فقال محمد: هكذا نزلت. ثم قال محمد: اقرأ يا عمر. فقرأ بقراءته التي أقرأه بها محمد. فقال محمد: هكذا نزلت، فإن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه. وقال المفسرون: سبعة أحرف أي سبعة أوجه مختلفة أو سبع قراءات مختلفة. وكثيراً ما أدى الاختلاف في القراءات إلى الاختلاف في الأحكام.
  •  
  • الجزء العاشر
  •  
  • أسئلة خصوصية
  •  
  • عن محمد
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  • 1 - زوجاته
  •  
  • س 211: جاء في سورة الأحزاب 33: 50 و51 و53 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَالكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكِ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَا مْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَاللنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْدُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ...وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيما .

ونحن نسأل: لماذا حلل محمد لنفسه ما حرمه على غيره؟ ألم يحدد للمسلم أربع زوجات فقال: فَا نْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (سورة النساء 4: 3(؟ فلماذا أطلق العنان لنفسه دون المسلمين وتزوج بأكثر ممّا يسمح به القانون من أي امرأة تهبه نفسهالو أنه وقع في هواها، فكان له عند وفاته تسع نسوة أحياء وسريتينمارية وريحانة؟ وقال البيضاوي إن النساء اللاتي وهبن أنفسهن للنبي هن: ميمونة بنت الحرث، وزينب بنت خزامة الأنصارية، وأم شريك بنت جابر، وخولة بنت حكيم! أليس غريباً أن محمداً أوصى المسلمين بالعدل بين النساء وأباح لنفسه حرية عدم العدل بين أزواجه فقال: تُرجي من تشاء منهن، وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلتَ فلا جُناح عليك !

ولماذا يعطي الحق لجميع الأرامل أن يتزوجن ويحرم هذا الحق على نسائه فيوصي أن لا يتزوجن من بعده أبداً؟ قال البيضاوي: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسهاللنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين إيذان بأنه مما خصص به لشرف نبوته وتقرير لاستحقاقه الكرامة لأجله . ونحن نقول: إن كان إتيان النساء شرفاً خاصاً بنبوة محمد فلماذا لم ينله سائر أنبياء الله الصادقين الذين عزّز الله رسالتهم بالمعجزات؟

2 - غزواته

س 212: جاء في سورة الأنفال 8: 39 و65 وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ... يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ .

ونحن نسأل: وهل يحتاج الله للعنف والسيف لينشر فكره؟ لقد حلل محمد لنفسه ما سبق تحريمه، فحرَّض أتباعه على القتال وأوصى بالغزو والجهاد في سبيل الدين، مع أنه لما كان في مكة كان يعلّم أنه لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (سورة البقرة 2: 256).ويقول اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ (سورة النحل 16: 125). وكان يقول إن الله قال له فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُ وَعَلَيْنَا الحِسَابُ (سورة الرعد 13: 40). ولكن لما اشتدّ ساعده في المدينة بعد الهجرة ووجد نفسه محاطاً بذوي السيوف البتارة من أتباعه هجم على اليهود بقرب المدينة وسفك دماء الأكثرين وأوصى بمجاهدة جميع الخارجين عنه ليكون الكل من أتباعه. وقد فاته أن الله لا يسود العالم بالقسوة بل بالمحبة، فالله محبة.

3 - يحرّم ما أحل الله له!

س 213: جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ .

وجاء في السيرة الحلبية أن محمداً كان يوماً في بيت حفصة بنت عمر، وهي إحدى أزواجه. فاستأذنت منه في زيارة أبيها. فأذن لها. فأرسل إلى مارية وهي إحدى سراريه فأدخلها بيت حفصة وواقعها. فرجعت حفصة وأبصرت مارية معه في بيتها فلم تدخل حتى خرجت مارية، ثم دخلت وقالت له: إني رأيت مَن كانت معك في البيت. وغضبَت وبكت وقالت له: قد جئتَ إليّ بشيء ما جئتَ به إلى أحدٍ من نسائك، في يومي وفي بيتي وعلى فراشي! فقال لها: اسكتي. أما ترضين أن أحرمها على نفسي ولا أقربها أبداً؟ قالت نعم. وحلف ألا يقربها. ولكن لما عاودته الرغبة في مارية حنَث بالقسَم، وقفل باب اعتراض حفصة على رجوعه في قسَمه،بقوله إن الله أوحى إليه!

4 - أهله من أصحاب الجحيم!

س 214: جاء في سورة التوبة 9: 113 و114 مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُواللْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ .

قال البيضاوي: روي أن النبي قال لأبي طالب لما حضره في الوفاة: قُل كلمة أحاجّ لك بها عند الله. فأبى. فقال: لا أزال أستغفر لك مالم أُنْهَ عنه. فنزلت. وقيل لما افتتح مكة خرج إلى الأبواء فزار قبر أمه ثم قام مستعبراً، فقال: إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار فلم يأذن لي، وأنزل عليَّ الآيتين.

قال قتادة: قال محمد: لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه. فنزلت هذه العبارة . واتفق المفسرون على أن محمداً كان يطلب المغفرة لأبيه عبد الله وأمه آمنة وعمه أبي طالب وأن الله نهاه وزجره عن ذلك زجراً أبكاه، لأنهم مشركون وقد صاروا من أصحاب النار. وما أبعد الفرق بينهم وبين العذراء مريم وابنها!

5 - وحي من الشيطان!

س 215: جاء في سورة الحج 22: 52 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

قال المفسرون: إن محمدالما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتَجى (الرازي في تفسير الآية). فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .

ونحن نسأل: كيف يتنكر محمد لوحدانية الله ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما؟

6 - كادوا يفتنونه!

س 216: جاء في سورة الإسراء 17: 73 وَإِنْ كَادُواليَفْتِنُونَكَ عَنِ الذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذالا تَّخَذُوكَ خَلِيلاً وجاء في السورة نفسها آية 39 وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً . وجاء في سورة الأحزاب 33: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً وَا تَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ . وجاء في سورة الزمر 39: 65 لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ . وجاء في سورة المائدة 5: 67 يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ .

ونحن نسأل: ألا تدل هذه الآيات على ميل محمد للمشركين وموالاته لمدح آلهتهم، ثم اعتذاره عن هذا بأن الله نهاه عن ذلك وزجره؟!

7 - يتزوج زوجة ابنه!

س 217: جاء في سورة الأحزاب 33: 37 و38 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَالكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِي الذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً .

اتفق جميع مفسري المسلمين على أن محمداً قال هذه العبارة في زينب بنت جحش. وكان قد زوّجهالزيد بن الحارثة وهو ابنه بالتبني. وفي ذات يوم أتى محمد زيدالحاجة وأبصر زينب في درعٍ وخمار، وكانت بيضاء وجميلة وذات خلق من أتم نساء قريش. ولم يكن زيد في البيت فوقعت في نفس محمد وأعجبه حسنها فقال: سبحان الله مقلّب القلوب. فلما جاء زيد ذكرت له ذلك، ففطن للأمر واحتاط لنفسه من عواقبه. وذهب لمحمد وقال له: إني أريد أن أطلّق صاحبتي. فقال محمد: مالك؟ أرابك منها شيء؟ قال: لا، ولكن لشرفها تتعظم عليّ. فقال محمد: أمسِك عليك زوجك واتَّق الله في أمرها. (قال محمد هذا خشيةً من الناس لئلا يعيّروه بأخذ زوجة ابنه، وأخفى في نفسه شهوته إليها). ولكن الفضل لجبريل الذي أنزل عليه ألا يخشى الناس وليجاهر برغبته في أخذها من ابنه، وألاّ يكون لجميع المسلمين حرج إذا أخذوا نساء أدعيائهم بعد أن يقضوا منهن مرادهم. فكيف ساغ لمحمدٍ أن يمد عينيه ويشتهي امرأة زيد، أقرب الناس إليه؟ وكيف يدَّعي في مجلس العرب بغير ما في نفسه، ويستعدي جبريل على زيد ليحرمه من زوجته ليأخذهالنفسه! وبدل أن يندم ويستغفر يسبّح الله ويقول سبحان الله مقلّب القلوب؟ وهل يليق بجبريل الطاهر أن يوافق هوى محمد ويجعل هذا الاغتصاب سُنَّة ويرفع الحرج عن جميع المؤمنين إذا ما أتوا مثل هذه الفضائح؟ ولهذا المنطق الأخلاقي كانت زينب تتباهى على سائر نساء النبي قائلة: إن الله تولى انكاحي وأنتن زوَّجكن أولياؤكن.

8 - النبي المسحور!

س 218: جاءفي سورة الفلق 113: 1-5 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ . وجاء في سورة الناس 114: 1-6 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ الذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ . وتسمى هاتان السورتان بالمعوذتين.

قال البيضاوي: من شر النفاثات في العقد - من شر النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها. والنفث النفخ مع ريق. وتخصيصه لما رُوي أن يهودياً سحر النبي في إحدى عشرة عقدة في وتر دسَّه في بئر، فمرض النبي ونزلت المعوذتان .

وجاء في كتاب السيرة النبوية الملكية ص 200: رُوي أن لبيداً بن الأعصم اليهودي سحر النبي. فكان يُخيَّل للنبي أنه يفعل الفعل وهو لا يفعله ممالا تعلُّق له بالوحي كالأكل والشرب وإتيان النساء. ومكث في ذلك سنة أو ستة أشهر على ما قيل، حتى جاءه جبريل وأخبره بذلك السحر ومكانه. فأرسل النبي واستحضره وفك عقده، ففُك عنه السحر ثم رَقَاه جبريل .

وجاء في كتاب العقد الفريد ص 370: في مسند ابن أبي شيبة أن رجلاً من اليهود سحر النبي فاشتكى لذلك أياماً. فأتاه جبريل فقال له إن رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً وجعلها في مكان كذا وكذا. فأرسل علياً فاستخرجها وجاء بها وجعل يحلّها، فكلما حل عقدة وجد رسول الله خِفّة ثم قام رسول الله، وكأنما نشط من عقال .

وقال البخاري: روت عائشة قالت: كان رسول الله (صلعم).سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن. (قال سفيان التوري: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا...).فقال محمد: يا عائشة، أعلمت أن الله أفتاني فيما أنا أستفتيه فيه. أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي. فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال مطبوب (مسحور). قال ومَن طبَّه؟ قال لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقاً. (يُظهر الإسلام ويُبطِن الكفر).قال: وفيم؟ قال في مشط ومشاقه. قال: وأين؟ قال في جف في بئر ذروان. قالت فأتى النبي البئر حتى استخرجه .

ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وقد خضع لسطوة الشيطان، فتارة يُذهِب عقله بالسحر، وتارة يلقي على لسانه آيات شيطانية كالتي قالها في سورة النجم؟ لهذا اتهمه أعداؤه بأنه مجنون، فدفع عن نفسه هذه التهمة في آيات كثيرة كقوله وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... وَإِنْ يَكَادُ الذِينَ كَفَرُواليُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ؟ (سورة القلم 68: 1 و2 و51). أين هو من موسى الذي غلب السحرة؟ أين هو من المسيح الذي أخرج الشياطين وأقام الموتى؟ وإن كان في إمكان جبريل فك سحره وشفائه فلماذا تركه ولم يأته إلا بعد ستة شهور أو سنة؟ وكيف يؤتَمن مثله على أقوال الوحي. لذلك قال له إلهه: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى (سورة الأعلى 87: 6).

9 - يكرم الحجر

س 219: جاء في سورة الأحزاب 33: 21 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ . وقال عمر بن الخطاب عن الحجر الأسود: أما والله لقد علمتُ أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع. ولولا أني رأيتُ رسول الله قبَّلك ما قبَّلتك .

ونحن نسأل: لماذا جعل محمد تقبيل الحجر الأسود من شعائر الحج كالوثنيين؟ وهل هذه هي الأُسوة الحسنة؟ ولماذا يجاري ويداري عرب الجاهلية فيشرك في إكرام الله إكرام الأحجار؟

10 - حادث الإفك

س 220: جاء في سورة النور 24: 11 إِنَّ الذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّالكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِيءٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

قال البيضاوي: إن الذين جاءوا بالإفك - بأبلغ ما يكون من الكذب من الإفك هو الصرف لأنه قول مأفوك عن وجهه. والمراد ما أُفك به على عائشة رضي الله تعالى عنها. وذلك أنه عليه الصلاة والسلام استصحبها في بعض الغزوات فأذن ليلة بالقفول في الرحيل. فمشت لقضاء حاجة ثم عادت إلى الرحل فلمست صدرها فإذا عقدها من جزع ظفار قد انقطع. فرجعت لتلتمسه. فظن الذي كان يرحلها أنها دخلت الهودج فرحله على مطيها وسار. فلما عادت إلى منزلهالم تجد ثمة أحداً. فجلست كي يرجع إليها منشد. وكان صفوان بن المعطل السلمي قد عرّس وراء الجيش فأدّلج فأصبح عند منزلها فعرفها فأناخ راحلته فركبتها فقادها حتى أتيا الجيش فاتُّهمت به. عصبة منكم - جماعة منكم هي من العشرة إلى الأربعين، وكذلك العصابة يريد عبد الله بن أبيّ، وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، ومن ساعدهم.

ونحن نسأل: هل كان زواج محمد بعائشة بركة له أم لعنة عليه؟ قال ابن هشام إن محمداً تزوج ثلاث عشرة امرأة منهن عائشة التي كانت بنت ست لما عقد عليها وبنت تسع لما بنى بها (انظر ابن هشام وابن الأثير والمشكاة والبخاري). فلماذا يتزوج محمد وهو شيخ بطفلة في التاسعة؟ وإن كانت هذه عادة عرب زمانه، فلماذا لم يصلح نبي العرب عادة أهل زمانه بدل أن يمارسها معهم؟ ولماذا كان محمد يصطحبها معه في غدواته وروحاته حتى في الحروب، فتصبح سيرته وسيرتها مضغة في الأفواه كما حدث مع صفوان بن المعطل في غزوة المصطلق؟ ولقد كان علي بن أبي طالب حكيماً وهو يقدم النصح لابن عمه ولحميه، ويقول له: لم يضيّق الله عليك، والنساء سواها كثير . ولكن عليالم يكن يعلم مكانة عائشة في قلب محمد، وقد كان يقول عنها إنها بين نسائه كالثريد بين الطعام. فذهب محمد إليها وقال: بلغني عنك ما بلغني. فإن كنت بريئة فيبرئك الله. وإن كنت ألممتِ بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه . وسرعان ما جاء جبريل بوحيٍ يبرئ عائشة ويلعن الذين اتّهموها. وشغلت شهادة جبريل ولعناته ثماني عشرة آية من سورة النور.

قال ابن عباس كما ذكر ذلك البيضاوي لو فتشت وعيدات القرآن لم تجد أغلظ مما نزل في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها .

ألا يرى العاقل أن محمداً شحن قرآنه بشؤونه الخاصة وشؤون نسائه؟ وإذا كانت عائشة بريئة فلماذا لم يبرئها في الحال؟ ولماذالبث الوحي مدة طويلة تاركاً إياها في بيت أبيها ومحمد مرتاب في عفتها؟

11 - يقتل خصومه

س 221: جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ .

حرمت الجاهلية القتال في الأشهر الحرام كما حرمه القرآن في سورة محمد 47: 4. ولكن محمداً خالف كل هذا في سبيل الغدر بأعدائه. فقد بعث محمدٌ عبد الله بن جحش (ابن عمته).في سَرِيّة في جمادي الآخِرة قبل قتال بدر بشهر وأمَّره على السرية. وكتب له كتاباً يقول: سر على اسم الله ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين . فسار عبد الله يومين. ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه - بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فسِر على بركة الله تعالى بمَن معك مِن أصحابك حتى تنزل ببطن نخلة. فارصد بها عيرالقريش لعلك تأتينا منها بخير. فقال سمعاً وطاعة ثم مضى ومضى أصحابه معه وكانوا ثمانية رهط. ولم يتخلف أحد منهم إلى أن وصلوا إلى بطن نخلة بين مكة والطائف. وفي العير عمرو بن الخضري والحكيم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وهرقل بن عبد الله المخزوميان. فلما رأوا أصحاب محمد هابوهم وقد نزلوا قريباً منهم. فقال عبد الله بن جحش أن القوم ذُعِروا فاحلقوا رأس رجل منكم وليتعرض لهم. فإذا رأوه محلوقاً أمِنوا وقالوا: قوم عمار ولا بأس علينا. وكان ذلك في آخر يوم من جمادي الآخرة وكانوا يرون أنه من رجب. فتشاور القوم منهم. وقالوا متى تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم وليمتنعن منكم. فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم. فرمى واقد بن عبد الله السهمي عمرو بن الخضرمي بسهم فقتله فكان أول قتيل من المشركين. وأُسر الحكم بن كيسان وعثمان وكانا أول أسيرين في الإسلام. وأفلت نوفل فأعجزهم. فاستاق المسلمون العير والأسيرين حتى قدموا على محمد. فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام وسفك الدماء وأخذ الحرائب (يعني المال). وعيَّر بذلك أهل مكة مَن كان بها مِن المسلمين. ولما سمع محمد بذلك قال لعبد الله بن جحش وأصحابه: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام. ووقف العير والأسيرين وأبَى أن يأخذ شيئاً من ذلك. فعظُم ذلك على أصحاب السَّرية وكلّموه في ذلك فاستحل ما حصل كما هو، وطبّق الآية القرآنية فأخذ العير فعزل منها الخُمس. وكان أول خُمس في الإسلام وأول غنيمة قُسمت. وقسم الباقي على أصحاب السرية.

ونحن نسأل: كيف حلّل الله القتال مع أن الوثنيين كانوا يمنعونه؟ كأن الله أشدّ عنفاً من الوثنيين! وإليك أمثلة من قتل الخصوم:

1 - مقتل عصماء بنت مروان

أرسل محمد عميراً بن عدّي إلى عصماء بنت مروان وأمره بقتلهالأنها ذمَّته. فجاءهاليلاً وكان أعمى. فدخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام ومنهم مَن ترضعه. فجسَّها بيده ونحَّى الصبي عنها وأنفذ سيفه من صدرها إلى ظهرها. ثم رجع فأتىالمسجد فصلى، وأخبر محمداً بما حصل. فقال محمد: لا ينتطح فيها عنزان. وأثنى على عمير ثناءً جميلاً. ثم أقبل محمد على الناس وقال: من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله فلينظر إلى عمير بن عدي.

2 - مقتل أبي عفك اليهودي

وأرسل محمد سالماً بن عمير إلى أبي عفك اليهودي ليغتاله وكان قد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة وكان يقول الشعر في هجو محمد. ففي ليلة حارة نام أبو عفك بفناء منزله وعلم سالم به. فأقبل إليه ووضع سيفه على كبده فقتله.

3 - مقتل كعب بن الأشرف

لما بلغ محمداً أن كعباً بن الأشرف كان يهجوه ويحرض قريشاً عليه أرسل خمسة رجال، منهم أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة لقتله. فمشى معهم محمد إلىبقيع الفرقد ثم وجَّههم وقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعِنهم. ثم رجع إلى بيته وهو في ليلة مقمرة. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصن كعب وكان حديث عهد بعرس. فهتف أبو نائلة، فوثب كعب في ملحفته خارجاً آمناً إذ عرف صوته. فغدروا به وقتلوه وأخذوا رأسه ثم عادوا راجعين حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبَّروا. فلما سمع محمد تكبيرهم كبَّر وعرف أنهم قتلوه. ثم انتهوا إليه وهو قائم يصلي فقال أفلحت الوجوه. قالوا وجهك يا رسول الله. ورموا برأسه بين يديه!

4 - مقتل أبي رافع بن عبد الله

وأرسل محمدٌ عبدَ الله بن عتيك ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع بن عبد الله لمعاداته لمحمد. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية! ففتحت له امرأته. فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح. فأشار إليها بالسيف فسكتت. فدخلوا عليه فعلّوه بأسيافهم وقتلوه.

5 - مقتل سلام بن أبي الحقيق

وأمر محمدٌ بقتل سلام بن أبي الحقيق كما ذكر ابن إسحق فقال: إن بني الأوس وبني الخزرج كانا يتصاولان في غيرتهم على الإسلام. فذكرت الأوس أنهم قتلوا كعب بن الأشرف. فقالت الخزرج فوالله لايذهبون بها فضلاً علينا أبداً. قال فتذاكروا من رجل لرسول الله (صلعم).في العداوة كابن الأشرف فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر. فاستأذنوا رسول الله من بني سلمة خمسة نفر - عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحرث بن ربعي، وخزاعة بن أسود حليف لهم من أسلم. وأمَّر عليهم رسولُ الله (صلعم).عبدَ الله بن عتيك. ونهاهم عن أن يقتلوا وليداً أو امرأة. فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار ابن أبي الحقيق ليلاً فلم يدعوا بيتاً في الدار إلا أغلقوه على أهله. قال وكان في علية لها سلم، فصعدوا فيها حتى أقاموا على بابه فاستأذنوا إليه. فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: أناس من العرب نلتمس الميرة. فقالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه. فلما دخلنا عليه أغلقنا علينا وعليها الحجرة خوفاً أن تكون دونه محاولة تحول بيننا وبينه. قال: فصاحت امرأته فنوَّهت بنا. وابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا، فوالله ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه كأنه قطنية ملقاة. قال ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه ثم يذكر نهي رسول الله (صلعم).فيكف يده. ولولا ذلك لفرغنا منها بليل. قال: فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وهو يقول قطني قطني أي حسبي حسبي. وخرجنا وكان عبد الله بن عتيك رجلاً سيء البصر، فوقع من الدرجة فوثئت يده وثئاً شديداً. ويُقال رِجله. وحملناه حتى نأتى منهراً من عيونهم فندخل فيه. قال فأوقدوا النيران واستبدوا في كل وجه يطلبوننا وهو يقضي بينهم. فاحتملنا صاحبنا فقدمنا على رسول الله (صلعم).فأخبرناه بقتل عدو الله واختلفنا عنده في قتله كلنا يدعيه. فقال (صلعم).هاتوا سيوفكم. قال فجئنا بها فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام . (عن سيرة ابن هشام باب مقتل سلام بن أبي الحقيق).

6 - مقتل أم قرفة

وقبل قتل ابن أبي الحقيق بقليل قُتلت أم قرفة بأمر زيد. وذلك بأن ربط القوم رجليها إلى جملين ألزموهما بالسير إلى طريقين متعاكستين فانشقت أم قرفة وتقطعت. فهنّأ محمدٌ زيداً بعمله ولم يوبخه على هذا التوحّش.

7 - مقتل ابن شيبينة

ومرة قال محمد: من ظفرتم به من رجال اليهود فاقتلوه. فوثب محيصة بن مسعود على ابن شيبينة رجل من تجار اليهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله. وكان رجل غير مسلم اسمه حويصلة يلوم محيصة على فعلته. فقال محيصة لحويصلة: والله لقد أمرني بالقتل مَن لو أمرني بقتلك أنت لضربتُ عنقك. فخاف حويصلة من القتل وأسلم. روى ذلك ابن اسحق.

8 - مقتل بني قريظة

ولما غزا محمد بني قريظة وهم قبيلة من اليهود وحاصرهم قبلوا التسليم بشرط أن يستحييهم بشفاعة قبيلة بني أوس. وبعد ذلك فوض الحكم إلى سعد بن معاذ. فقرر قتل الرجال وتقسيم الأموال وسبي الذراري والنساء. فاستحسن محمد هذا الحكم. فأمر ببني قريظة فأُدخلوا المدينة، فحُفر لهم أخدود في السوق. وجلس محمد وأصحابه وأُخرجوا إليه، وضربت أعناقهم، وكانوا بين ستمائة وسبعمائة نفر.

9 - انتقامه لعمه حمزة

ولما قُتل عمه حمزة في غزوة أُحد غضب وحلف أن ينتقم من قريش ويقتل منهم سبعين نفراً عوضاً عنه.

10 - تأثر المسلمين بروح الغدر

وما أكثر القتال وحوادث الغدر والقتل المروعة التي جرت في التاريخ الإسلامي أسوة بمؤسس دينهم. ويكفينا أن نذكر قول علي بن أبي طالب:

السيف والخنجر ريحاننا

أُفٍّ على النرجس والآس

شرابنا دم أعدائنا

كأسنا جمجمة الراس

12 - يحتقر الأعمى!

س 222: جاء في سورة عبس 80: 1-10 عَبَسَ وَتَوَلّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى .

روي أن ابن أم مكتوم أتى محمداً وهو يتكلم مع عظماء قريش، فقال له: أَقرِئني وعلّمني مما علّمك الله. فلم يلتفت محمد إليه وأعرض عنه وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما اتَّبعه الصبيان والعبيد والسَّفلة. فعبس وجهه وأشاح عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم.

ونحن نسأل: كيف يراعي محمد أصحاب الجاه ويرفض الفقير والمسكين ويقطب وجهه للأعمى؟ أين هو من المسيح الذي لما جاءه الأعمى أحاطه بعطفه ورعايته وأعاد إليه البصر؟

13 - يطرد الفقراء!

س 223: جاء في سورة الأنعام 6: 52 وَلَا تَطْرُدِ الذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ .

قالوا جاء الأقرع بن حابس التميم وعُيَينة بن حصن الفزاري فوجدوا محمداً قاعداً مع صهيب وبلال وعمار وخباب في نفر من ضعفاء المؤمنين. فلما رأوهم حوله حقّروهم، فقالوالمحمد: لو جلست في صدر المجلس ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم. وكانت عليهم جباب صوف لها رائحة ليس عليهم غيرها كالسناك، وأخذنا عنك ونحب أن تجعل لنا منك مجلساً تعرف به العرب فضلنا. فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبُد (العبيد). فإذا نحن جئناك فأَقِمهم عنا. فإذا نحن فرغنا فاقعِدْهم حيث شئت. قال: نعم. قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتاباً. فأتى بالصحيفة ودعا علياليكتب. ولما راجع نفسه ورأى أنها أحبولة قال إنّ جبريل نهاه.

وقال ابن عباس إن ناساً من الفقراء كانوا مع النبي. فقال ناس من أشراف الناس: نؤمن لك، وإذا صلّينا فأخِّر هؤلاء الذين معك فليصلوا خلفنا. فكاد أن يجيب الطلب. ولما رأى ما فيه من الظلم قال إن الله نهاه عن ذلك.

14 - علاقة الشيطان بالوحي

س 224: جاء في سورة الأعراف 7: 200-202 وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَا سْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ .

قال البيضاوي: وأما ينزغنك من الشيطان نزغ - ينخسنك منه نخس أي وسوسة تحملك على خلاف ما أُمرت به كاعتراء غضب وفكر. والنزغ والنسغ والنخس الفزر. شبه وسوسته للناس إغراءهم على المعاصي وانزعاجاً بفرز السائق ما يسوقه. فاستعن بالله فإنه سميع - ان يسمع استغاثتك. عليم - يعلم ما فيه صلاح أمرك فيحملك عليه. أو سميع بأقوال من آذاك، عليم بأفعاله فيجازيه عليها مغنياً إياك عن الانتقام ومشايعة الشيطان.

جاء في الحديث: كل ابن آدم يولد ينخسه الشيطان في جنبه فيستهل صارخاً إلا ابن مريم جاء ينخس فنخس في الحجاب .

ونحن نسأل: إذا كان إبليس يسوق محمداً وينخسه، فكيف يكون نبياً؟ ما أعظم الفرق بينه وبين المسيح الذي لما جاءه إبليس (على قولهم).ينخس فنخس في الحجاب. والذي قال عن نفسه: رَئِيسَ هذا العَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ (يوحنا 14: 30). والذي قال عنه بطرس الرسول جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ المُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ (أعمال 10: 38).

15 - وزر ينقض الظهر

س 225: جاء في سورة الشرح 94: 1-3 أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ .

قال البيضاوي: ووضعنا عنك وزرك - عبئك الثقيل. الذي أنقض ظهرك - الذي حمله على النقيض، وهو صوت الرجل عند الانتقاض من ثقل الحمل. وهو أثقل عليه من فرطاته قبل البعثة أو جهله بالحكم والأحكام أو حيرته.

وجاء في سورة الفتح 48: 1 و2 إِنَّا فَتَحْنَالكَ فَتْحاً مُبِيناليَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ .

قال البيضاوي: ما تقدم من ذنبك وما تأخر - جميع ما فرط منك مما يصح أن تعاقب عليه.

وجاء في سورة محمد 47: 19 وَا سْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ .

قال البيضاوي: واستغفر لذنبك - أي إذ علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فاثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس بإصلاح أحوالها وأفعالها وهضمها بالاستغفار لذنبك. وللمؤمنين والمؤمنات - إشعار بفرط احتياجهم وكثرة ذنوبهم.

وجاء في سورة غافر 40: 55 وَا سْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ .

قال البيضاوي: واستغفر لذنبك - وأقبل على أمر دينك وتدارُك فرطاتك بترك الأولى والاهتمام بأمر الغد بالاستغفار.

ونحن نسأل: هل يصح الادعاء أنه شفيع أمته وهو نفسه مذنب؟

16 - يدوّن أقوال كتَبَته!

س 226: جاء في سورة الأنعام 6: 93 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ.

قال البيضاوي: أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء - لعبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين فلما بلغ قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر قال عبد الله فتبارك الله أحسن الخالقين تعجباً من تفصيل خلق الإنسان. فقال عليه الصلاة والسلام: اكتبها فكذلك نزلت. فشك عبد الله وقال: لئِن كان محمد صادقالقد أُوحيَ إليّ كما أوحي إليه، ولئِن كان كاذبالقد قلتُ كما قال .

ذكر في السيرة للعراقي: إن كتّاب محمد كانوا اثنين وأربعين كاتباً. منهم عبد الله بن سرح أبي العامري وهو أول من كتب من قريش بمكة ثم ارتدّ وصار يقول: كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي عليَّ عزيز حكيم فأكتب عليم حكيم فيقول نعم كلٌ سواء. وفي لفظ كان يقول اكتب كذا، فأقول اكتب فيقول اكتب كيف شئت. ولما فضحه هذا الكاتب أورد في القرآن قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يوح إليه شيء .

ولما كان يوم الفتح أمر محمد بقتل كاتبه، ففرَّ إلى عثمان بن عفان لأنه كان أخاه من الرضاعة (أرضعت أمُّه عثمان). فغيَّبه عثمان عنه. ثم جاء به بعدما اطمأن الناس واستأذن له محمداً. فصمت محمد طويلاً ثم قال نعم. فلماانصرف عثمان قال محمد لمن حوله: ما صمتُّ عنه إلالتقتلوه.

ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وهو يستحسن أقوال كتبته ويأمر بتدوينها على أنها وحي؟ وكيف يكون محمد نبياً وهو يؤمِّن عبد الله بن سعد على حياته ثم يحرِّض الناس على قتله؟

17 - بلا معجزات

س 227: حاول اليهود والعرب مراراً أن يحملوا محمداً على إتيان معجزة لتأييد دعواه بالنبوة، فاعترف بعجزه التام، وانتحل لذلك أعذاراً. وهاكم أقواله في ذلك:

 

1 -

 

جاء في سورة الإسراء 17: 59 وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ .

قال البيضاوي: وما منعنا أن نرسل بالآيات - وما صرفنا عن إرسال المعجزات التي اقترحها قريش. إلا أن كذب بها الأولون - إلا تكذيب الأولين الذين هم أمثالهم في الطبع كعاد وثمود. وإنهالو أُرسلت لكذبوا بها تكذيب أولئك.

ونحن نسأل: إن كانت الآيات بلا فائدة مطلقاً عند الذين عُملت معهم قديماً فلماذا عملها الله؟ وما الذي يمنع الله عن عملها على يد محمد كما عملها على يد جميع الأنبياء الصادقين كموسى وإيليا وأليشع والمسيح؟ هذا عذر أبداه محمد للتملص فقط. وإذا كانت الآيات ممتنعة لتكذيب الناس إياها، فلماذا لا يكون التبليغ ممتنعالتكذيب الناس إياه أيضاً؟

 

  • 2 -

  •  
  • جاء في سورة العنكبوت 29: 50 و51 وَقَالُوالوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون .

قال البيضاوي: ولولا أنزل عليه آيات من ربه - مثل ناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى. قل إنما الآيات عند الله - ينزلهالما يشاء. لست أملكها فآتيكم بها بما تقترحون. وإنما أنا نذير مبين - ليس من شأني إلا الإنذار.>

ونحن نسأل: إذا كانت الآيات عند الله، وكان لمحمد صلة بالله كالأنبياء والرسل، فلماذا لم يسمح الله بتأييده بها؟

  •  
  • 3 -
  •  
  • جاء في سورة البقرة 2: 108 أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ .

قال اليهود لمحمد: ائْتِنا بكتابٍ من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة. أو فَجِّر لنا أنهاراً نتبعك ونصدقك كما فعل موسى، فإنه ضرب الصخرة فانفجرت المياه. فقال لهم أم تريدون أن تسألوا رسولكم. وسألوه هذا السؤال مراراً وعجز عن إجابتهم بإتيان معجزة.

ونحن نسأل: أليس لليهود حق في سؤالهم؟ فكيف يعتبر محمد نفسه نبياً وهو لا يماثل الأنبياء في شيء؟

  •  
  • 4 -
  •  
  • جاء في سورة البقرة 2: 118 وَقَالَ الذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ .

قال رافع بن خزيمة لمحمد: إن كنتَ رسولاً من الله كما تقول فقُل لله فيكلّمنا حتى نسمع كلامه، أو اصنع آية حتى نؤمن بك. فأجابه: إن اليهود سألوا موسى أن يريهم الله جهرة. وهذا الجواب خطالأن اليهود سألوا عكس ذلك، وقالوالموسى: تكلم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت (خروج 20: 19).

ونحن نسأل: أليس من حق الناس أن يفحصوا كل رسالة يقول صاحبها إنها من عند الله؟

  •  
  • 5 -
  •  
  • جاء في سورة الأنعام 6: 109 وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُون .

قالت قريش: يا محمد، إنك تخبرنا أن موسى كانت له عصا يضرب بها الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عيناً، وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى، وأن ثمود لهم ناقة. فأْتِنا بآية حتى نصدقك ونؤمن بك. فقال محمد: أي شيء تحبون؟ قالوا: تجعل لنا الصفا ذهباً. وابعث لنا بعض موتانا نسألهم عنك أحقٌّ ما تقول أو باطل؟ وأرنا الملائكة يشهدون لك. فقال محمد: إن فعلت بعض ما تقولون أتصدقونني؟ قالوا: نعم والله، لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. وسأل المسلمون محمداً أن يُنزلها عليهم حتى يؤمنوا. فقام محمد وجعل يدعو الله أن يجعل الصفا ذهباً. فجاءه جبريل فقال: ما شئت إن شئت أصبح ذهباً ولكن إن لم يصدقوك لنعذبنهم وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال محمد: أن يتوب تائبهم. وهكذا تخلّص محمد من أن يأتي بمعجزة!

  •  
  • 6 -
  •  
  • جاء في سورة الإسراء 17: 90-93 وَقَالُوالنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً؟ .

ونحن نسأل: ألم يكن موسى وإيليا وأليشع ودانيال من البشر الرسل؟ ومع ذلك كانوا أصحاب معجزات. فإن كان محمد صاحب رسالة سماوية فلماذا لا تساند السماء رسالته؟

  •  
  • 7 -
  •  
  • وجاء في سورة البقرة 2: 145 وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذالمِنَ الظَّالِمِينَ .
  •  
  • 8 -
  •  
  • وجاء في سورة الرعد 13: 27 وَيَقُولُ الذِينَ كَفَرُوالوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ .
  •  
  • 9 -
  •  
  • وجاء في سورة الرعد 13: 31 وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَلْ لِلهِ الأَمْرُ جَمِيعاً .
  •  
  • 10 -
  •  
  • وجاء في سورة الأنعام 6: 124 وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوالنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ .
  •  
  • 11 -
  •  
  • وجاء في سورة الأنعام 6: 37 وَقَالُوالوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .
  •  
  • 12 -
  •  
  • وجاء في سورة الأعراف 7: 203 وَإِذَالمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوالوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ .
  •  
  • 13 -
  •  
  • وجاء في سورة الرعد 13: 7 وَيَقُولُ الذِينَ كَفَرُوالوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ .

ليس القرآن بمعجزة

ففي جميع هذه الآيات يعترف القرآن أن محمدالم يأتِ بمعجزة واحدة. وأما الأسباب التي انتحلها واعتذر بها فمردودة. فالمعجزات التي عملها الأنبياء أمام الشعوب الأولين آمن بسببها البعض بينما رفضها البعض الآخر. وعليه فالقول إلاّ كذّب بها الأولون عذر مرفوض. ولو كان القرآن معجزة لكان قال: هاكم القرآن معجزة وما كان ليقول وما منعنا أن نأتي بالآيات . لم يأتِ محمد بآيةٍ مطلقاً تثبت أنه رسول مشترع، ولا حتى القرآن.

18 - انتقاد معاصريه

س 228: انتقد العرب محمداً ولاموه على الكثير. وقد أورد ذلك في قرآنه مع الردود عليه. فقالوا إنه:

1 - مجنون

جاء في سورة الحِجر 15: 6 و7 وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ. لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالمَلاَئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ . وجاء في سورة القلم 68: 51 وَإِنْ يَكَادُ الذِينَ كَفَرُواليُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ . وجاء في سورة الصافات 37: 36 وَيَقُولُونَ أَئِنَّالتَارِكُو آلِهَتِنَالشَاعِرٍ مَجْنُونٍ .

فقد اتَّهموه بالجنون الذي هياله أوهام الوحي والملائكة.

2 - مفترٍ

جاء في سورة النحل 16: 101 وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ . وجاء في سورة الفرقان 25: 4 وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ . وجاء في سورة الشورى 42: 24 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً .

لقد رأوا محمداً يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً. فقالوا: إن ما تقوله إنما هو من تلقاء نفسك لأنه لو كان كلام الله لكان ثابتالا يُنسَخ ولا يتغيَّر.

3 - مسحور

جاء في سورة الفرقان 25: 7 و8 وَقَالُوا مَالهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً . وجاء في سورة الإسراء 17: 47 نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً .

لقد شاهدوه مريضاً ناسياً يشكو من الساحرات النفاثات في العقد ويستعيذ من فعلهن، فقالوا: لا شك أنه مسحور مغلوب على عقله.

4 - أُذُنٌ

جاء في سورة التوبة 9: 61 وَمِنْهُمُ الذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ .

قال البيضاوي: ويقولون هو أذن - يسمع كل ما يقال له ويصدقه. سُمّي بالجارحة للمبالغة، كأنه من فرط استماعه صار جملته آلة السماع كما سُمّي الجاسوس عينالذلك. رُوي أنهم قالوا: محمد أذن سامعة نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول .

19 - موته بتأثير السم

س 229: جاء في سورة آل عمران 3: 144 وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . وجاء في سورة الأعراف 7: 188 وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَا سْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ .

قال البيضاوي: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم - روي أنه لما رمى عبدُ الله بن قمئة الحارثي رسولَ الله بحجر فكسر رباعيته (أسنانه الأربعة الأمامية).وشجَّ وجهه، فذبَّ عنه مِصعب بن عُمير رضي الله عنه، وكان صاحب الراية حتى قتله ابن قمئة وهو يرى أنه قتل النبي عليه السلام. فقال: قد قتلتُ محمداً. وصرخ صارخٌ ألاَ إنّ محمداً قد قُتِل. فانكفأ الناس. وجعل الرسول يدعو: إليَّ يا عباد الله. فانحاز إليه ثلاثون من أصحابه وحموه حتى كشفوا عنه المشركين وتفرق الباقون. وقال بعضهم ليت ابن أُبيّ يأخذ لنا أماناً من أبي سفيان. وقال ناس من المنافقين لو كان نبيالما قُتل، ارجعوا إلى إخوانكم ودينكم. فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: يا قوم، إن كان قتل محمد فإن رب محمد حي لا يموت وما تصنعون بالحياة بعده؟ فقاتلوا على ما قاتل عليه. ثم قال: اللهم إني أعتذر إليه مما يقولون وأبرأ إليك منه. وشدَّ بسيفه فقاتل حتى قُتل فنزلت.

ولما فُتحت خيبر واطمأن الناس جعلت زينب بنت الحرث أخي مرحب (وهي امرأة سلاّم بن مشكم).تسأل: أي الشاة أحب إلى محمد؟ فيقولون: الذراع لأنه هاوي الشاة وأبعدها عن الأذى. فعمدت إلى عنز لها فذبحتها وحلّتها ثم عمدت إلى سم لا يلبث أن يقتل من ساعته، فسمّت الشاة وأكثرت في الذراعين والكتف. فلما غابت الشمس وصلى محمد المغرب بالناس انصرف وهي جالسة عند رجليه فسأل عنها فقالت: يا أبا القاسم هدية أهديتهالك. فأمر بها محمد فأُخذت منها فوُضعت بين يديه وأصحابه حضور وفيهم بشر بن البراء بن معرور. فقال محمد: ادنوا فقعدوا. وتناول محمد الذراع فانتهش منه. فلما ازدرد محمد لقمة ازدرد بشر ما في فمه وأكل القوم منها. فقال محمد: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرني أنها مسمومة. فقال بشر: والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في لقمتي التي أكلت فما منعني أن ألفظها إلا أن أنغّص عليك طعامك. فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوت ألا تكون ازدردتَها. فلم يقم بشر من مكانه حتى توفي. وطُرح منهالكلب فمات. وقيل عاد لونه كالطيلسان أي أسود وماطله وجعه سنة ثم مات. وقيل إن محمداً انتهش من الشاة قطعة فلاكها ثم ألقاها (أي ولم يبتلعها). أما بشر فانتهش من الشاة قطعة وابتلعها. واحتجم محمد بين الكتفين في ثلاثة مواضع، وقال الحجامة في الرأس هي المعينة أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية. ثم أرسل محمد إلى تلك اليهودية فقال: أسممت هذه الشاة؟ قالت: نعم. قال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: قتلتَ أبي وعمي وزوجي ونلت من قوي ما نلت، فقلتُ إن كان ملِكاً استرحنا منه، وإن كان نبياً فسيخبر. فقيل إنه عفا عنها، وقيل إنه أمر بها فقُتلت وصُلبت. ولما مرض محمد المرض الذي مات فيه قال لعائشة: يا عائشة، ما زال أجد ألم الطعام الذي أُسممته، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم. ولما دخلت عليه أخت بشر في مرضه الذي مات فيه قال لها: هذا أوان انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر .

20 - طرق الوحي له

س 230: جاء في سورة المزمل 73: 1-5 يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً .

قال البيضاوي: يا أيها المزمل - أصله المتزمل من تزمل بثيابه إذ تلفف بها... وسُمي به النبي تهجينالما كان عليه فإنه كان نائماً أو مرتعداً مما دهشه من بدء الوحي متزملاً في قطيفة. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً - يعني القرآن ثقيل تلقيه لقول عائشة: رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقاً .

وجاء في سورة المدثر 74: 1 و2 يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ .

قال البيضاوي: يا أيها المدثر - وهو لابس الدثار. روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: كنتُ بحراء فنوديت فنظرت عن يميني وشمالي فلم أر شيئاً، فنظرت فوقي فإذا هو على عرش بين السماء والأرض (يعني الملَك الذي ناداه).فرعبت فرجعت إلى خديجة فقلت: دثروني. فنزل جبريل وقال يا ايها المدثر ولذلك قيل هي أول سورة نزلت.

صورة السكران

جاء في الأحاديث الصحيحة أنه إذا نزل عليه الوحي يُغشى عليه لتغيُّره من حالته المعهودة تغيراً شديداً حتى تصير صورته كصورة السكران. وقال علماء المسلمين أنه كان يؤخذ من الدنيا.

يغط كغطيط الإبل

وعن أبي هريرة: كان محمد إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة. وفي رواية: كرِب لذلك وتزبَّد له وجهه وغمّض عينيه، وربما غط كغطيط البَكَر.

دوي النحل

وعن عمر بن الخطاب: كان إذا نزل عليه الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل.

صلصلة الجرس

وعن عائشة، سُئل رسولُ الله: كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليَّ. قال: وأحياناً يتمثل لي الملَك رجلاً يكلمني فأعي ما يقول.

يتصبَّب عرقاً

قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيُفصم عنه وأن جبينه يتفصد عرقاً (مشكاة المصابيح باب المبعث بدء الوحي).

أصوات

وجاء في الحديث أن محمداً قال لخديجة: إذا خلوتُ سمعت نداء يا محمد يا محمد. وفي رواية: أرى نوراً أي يقظة لا مناماً وأسمع صوتاً، وقد خشيت أن يكون ذلك والله لهذا أمر. وفي رواية: أخشى أن أكون كاهناً، فيكون الذي يناديني تابعاً من الجن. وفي رواية: أخشى أن يكون بي جنون.

الرعدة

وعن أبي هريرة أن رسول الله إذا نزل عليه الوحي لم يستطع أحد أن يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي. وفي لفظ كان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة.

ألم الرأس

وعن أبي هريرة أنهم كانوا يضعون على رأسه الحناء بسبب ألم الرأس الذي كان يصيبه (كتاب مرآة الكائنات).

ونحن نسأل: أي وحي هذا الذي يُخرِج الإنسان عن وعيه فيُغشى عليه ويشبه السكران ويغط كغطيط الإبل وتحمر عيناه وتأخذه الرعدة ويتصبب عرقاً ويُصاب بألم الرأس ويحس بطنين في أذنيه ورنين في دماغه؟ لقد كان مصاباً بهذه الأعراض عينها قبل أن يدعي الوحي؟ فقد روى ابن إسحق أن محمداً كان يُرقَى من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن، فلما نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك. وكان يصيبه قبل نزول القرآن ما يشبه الإغماء بعد حلول الرعدة به وتغميض عينيه وتزبد وجهه (أي تغيُّره).وغطيطه كغطيط البكر. فقالت له خديجة: أوجِّه إليك من يرقيك؟ قال: أما الآن فلا. وقرر علماء المسلمين أن آمنة أم محمد رقَته من العين. وقيل إنهالما كانت حاملاً به جاءها الملَك وقال لها: قولي إذا ولدتيه أعيذه بالواحد من شر كل حاسد.

21 - شروعه في الانتحار

س 231: جاء في سورة الضُّحى 93: 3 مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .

قال البيضاوي: ما ودعك ربك - ما قطعك قطع المودع بمعنى تركك. وما قلى - وما أبغضك. رُوي أن الوحي تأخر عليه أياماً، فقال المشركون إن محمداً ودعه ربه وقلاه فنزلت رداً عليهم.

قال علماء المسلمين إنه لما فتر الوحي عنه حزن حزناً شديداً حتى كاد أن يغدو إلى يثبر مرة وإلى حراء مرة أخرى، يريد أن يلقي نفسه منه. فكلما وافى ذروة جبل منهما كي يلقي نفسه تبدَّى له جبريل فقال له: يا محمد، أنت رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه وتقرّ عينه ويرجع. وإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك. واختلفوا في مدة هذه الفترة. ففي فتح الباري جزَم ابن اسحق أنها ثلاث سنين، وقال أبو القاسم السهيلي: جاء في بعض الأحاديث المسندة أن مدة هذه الفترة كانت سنتين ونصف سنة. وقال الحافظ السيوطي إنها كانت سنتين.

ونحن نسأل: كيف يحاول نبي الانتحار؟ ويقول القرآن معاتباً محمداً: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ (سورة الكهف 18: 6).أي قاتلها غماً.

22 - خديجة تكتشف له الوحي!

س 232: جاء في سورة المؤمنون 23: 25 إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ .

من نظر في الأحاديث التي هي عند الإسلام بمنزلة القرآن في الاعتقادات والمعاملات رأى أن محمداً كان غير متأكد من وحيه. فورد عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير أنه حدّث عن خديجة أنها قالت لمحمد: أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال نعم. فجاءه جبريل فقال لها: يا خديجة هذا جبريل قد جاءني. قالت: قم يا ابن عم فاجلس على فخذي، فقام فجلس على فخذها. قالت: هل تراه؟ قال نعم. قالت: فتحول فاجلس في حجري فتحول محمد فجلس في حجرها. قالت: هل تراه؟ قال نعم. فألقت خمارها ومحمد جالس في حجرها ثم قالت: هل تراه؟ قال لا. قالت: يا ابن عم أثبت وأبشر، فوالله إنه لملَك وما هذا بشيطان. فخديجة أزالت عن رأسها ما يُغطَّى به الرأس لتعلم إن كان هذا الذي يعرض له هو حامل الوحي الذي كان يأتي الأنبياء قبله، أو هو الإغماء الناشئ عن لِ مَّة الجن، فيكون من الكهّانلا من الأنبياء حتى قال بسببه لخديجة لقد خشيت على نفسي. وقد أجمع علماء المسلمين على أنه كان يعتريه وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن ما كان يعتريه عند نزول الوحي عليه (أي من الإغماء).فبسبب إزالتها ما تغطي به رأسها عنها اختفى فلم يعد إلى أن أعادت غطاء رأسها عليه. فعلمت علم اليقين أن ما يعرض له هو الوحي أي لا الجن لأن الملَك لا يرى رأس المرأة المكشوف بخلاف الجن. ومن أقوال العلماء هذه نرى أن خديجة هي التي استنتجت بأن الذي كان يعرض له هو حامل الوحي الذي كان يأتي به الأنبياء!

ونحن نسأل: وهل تربَّت خديجة بين الأنبياء؟ أو هل كان في عشيرتها نبي كان تعتريه مثل هذه الحالة فتقيس عليه حالة محمد؟ وكيف عرفت تلك القاعدة الغريبة أن الملَك لا يرى الرأس المكشوفة والجن يراها؟ وأيّ نبي قبل محمد جلس في حجر زوجته فأكدت له أن جبريل هو الذي يأتيه؟

23 - علامَ يحسدونه؟

س 233: جاء في سورة النساء 4: 54 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ .

قال ابن عباس إن أهل الكتاب قالوا: زعم محمد أنه أُوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح، فأي ملِك أفضل من هذا ؟ فقال محمد: أم يحسدون الناس.

يفتخر المسلمون بأن محمداً كان يدور على نسائه (أي يجامعهن).في الساعة الواحدة من النهار أو الليل وهن إحدى عشرة. قال قتادة بن دعامة لأنس بن مالك: أوَكان يطيق الدوران عليهن؟ فقال أنس: كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين وفي رواية أربعين رجلاً من أهل الجنة. وورد في الحديث، قال محمد أُعطيت قوة أربعين رجلاً من أهل الجنة في البطش والجماع. ورووا أن الرجل من أهل الجنة ليُعطى مائة قوة في الأكل والشرب والجماع والشهوة. وذكر ابن العربي أنه كان له من القوة في الوطء لزيادة الظاهرة على الخلق. وروى ابن سعد عن أنس أنه طاف على نسائه التسع في ليلة. وقال محمد: أتاني جبريل بقِدرٍ فأكلتُ منها فأُعطيتُ قوة أربعين رجلاً من رجال الجنة. وشكا محمد إلى جبريل قلة الجماع فتبسَّم جبريل حتى تلألأ مجلس محمد من بريق ثنايا جبريل، فقال له: أين أنت من أكل الهريسة؟

24 - وهبته نفسها!

س 234: جاء في سورة الأحزاب 33: 50 وَا مْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَاللنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ .

كان لمحمد ست عشرة زوجة وسرية، ومع ذلك سوّغ لنفسه أن ينكح كل من وهبته نفسها من غير حساب في العدد، إن رغب هو في ذلك، فهي له إن شاء هو! أخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك الدوسية عرضت نفسها على النبي وكانت جميلة فقبلها. فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسهالرجلٍ خير . قالت أم شريك فأنا تلك . فسمّاها محمد مؤمنة وقال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسهاللنبي فلما قال محمد هذا قالت له عائشة: إن ربك يسارع في هواك !

25 - يُرجي ويؤوي من يشاء منهن!

س 235: جاء في سورة الأحزاب 33: 51 تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ ولاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ .

قال الحسن معنى هذه العبارة أن الله سبحانه وتعالى فوّض له أن يترك نكاح من يشاء من نسائه وينكح من يشاء منهن. وأخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول أما تستحي المرأة أن تهب نفسها (أي لرجل آخر). فقال محمد هذه العبارة. فقالت عائشة أرى ربك يسارع لك في هواك ! وقد أوى محمد إليه من نسائه عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب، وكان يقسم بينهن سواء. وأرجى من نسائه خمساً أم حبيبة، وميمونة، وسودة، وجويرية، وصفية فكان يقسم لهن ما يشاء.

وسنّ محمد قانوناً بسبب غيرته على زوجاته ألا يتزوَّجن أحداً أبداً بعد موته فقال: وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً (الأحزاب 33: 53).وسبب ذلك أن طلحة قال إنه سيتزوج من ابنة عمه عائشة بعد موت محمد، فرأى محمد أن يمنعه من ذلك وقال بنزول هذه الآية حتى لا يتطلع الناس إلى نسائه بعد موته.

26 - اقتبس أقوال أهل الكتاب

س 236: جاء في سورة النحل 16: 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَالسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ .

قال البيضاوي: ولقد تعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر - يعنون جبرا الرّومي غلام عامر بن الحضرمي. وقيل جبرا ويسارا كانا يصنعان السيوف بمكة. ويقرآن التوراة والإنجيل. وكان الرسول (صلعم).يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه. وقيل عائشاً غلام حويطب بن عبد العزى فقد أسلم وكان صاحب كتب. وقيل سلمان الفارسي. لسان الذي يلحدون إليه أعجمي - لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه مأخوذ من لحد القبر. وهذا - القرآن. لسان عربي مبين - ذو بيان وفصاحة والجملتان مستأنفتان لإبطال طعنهم. وتقريره يحتمل وجهين: أحدهما أن ما سمعه منه كلام أعجمي لا يفهمه هو ولا أنتم والقرآن عربي تفهمونه بأدنى تأمل فكيف يكون ما تلقفه منه. وثانيهما: هب أنه تعلم منه المعنى باستماع كلامه لكن لم يتلقف منه اللفظ لأن ذلك أعجمي وهذا عربي .

قال ابن عباس: كان محمد يعلم قيناً نصرانياً بمكة اسمه بلعام، فكان المشركون يرون محمداً يدخل عليه ويخرج من عنده. فكانوا يقولون إنما يعلّمه بلعام. وقال عكرمة كان محمد يقرئ غلامالبني المغيرة يقال له يعيش فكان يقرأ الكتب. فقالت قريش إنما يعلّمه. وقال محمد بن إسحق: كان محمد فيما بلغني كثيراً ما يجلس عند المروة إلى غلام رومي نصراني عبد لبعض بني الحضرمي يقال له جبر وكان يقرأ الكتب. وقال عبيد الله بن مسلمة: كان لنا عبدان من أهل عين التمر يقال لأحدهما يسار ويكنّى أبا فكيهة ويقال للآخر جبر وكانا يصنعان السيوف بمكة. وكانا يقرآن التوراة والإنجيل بمكة. فمرَّ بهما محمد وهما يقرآن فيقف ويستمع وكان محمد إذا آذاه الكفار يقصد إليهما فيتروَّح بكلامهما. فقال المشركون إنما يتعلم محمد منهما. وقال الفراء قالت العرب إنما يتعلم محمد من عائش، مملوك كان لحويطب بن عبد العزى كان نصرانياً وقد أسلم وكان أعجمياً. وقيل هو عداس غلام عتبه بن ربيعة.

ونحن نسأل: اتَّهم العرب محمداً أنه يتعلم الأخبار من غيره ثم ينسبهالنفسه ويزعم أنها وحي إليه من الله، فلماذا لم يقدم لهم البرهان أنه يتلقى أقواله من الله رأساً؟ إن ردَّه بأن الذي يسمع أقواله أعجمي اعتراف بالاقتباس، لأنه صاغ ما سمع من معانٍ في أسلوبه العربي الفصيح. لقد كانت قصص التوراة والإنجيل موجودة في أشعار العرب قبل أيام محمد. وإليك البرهان:

1 - من سفر التكوين

وصف أمية بن الصلت قصة إبراهيم وإسحاق فقال:

سبحواللمليك كل صباح

طلعت شمسُه وكل هلال

ولإبرهيم الموفي للنذر

احتساباً وحامل الأجزال

بكره لم يكن ليصبر عنه

لو رآه في معشر اقتال

وله مدية تخاتل في اللحم

حزام حنية كالهلال

أبنيَ إنّي نذرتك لله

شحيطاً فاصبر فِدىً لك حالي

فأجاب الغلام أن قال فيه

كل شيء لله غير انتحال

ابني إني جزيتك بالله

تقياً به على كل حال

فاقضِْ ما قد نذرت لله واكفف

عن دمي أن يمسه سربالي

واشدد الصَّفْد لا أحيد عن السكين

حيد الأسير ذي الأغلال

إنني آلم المحزّ وإني لا

أمسّ الأذقان ذات السيال

جعل الله جيده من نحاس

إذ رآه زولاً من الأزوال

بينما يخلع السرابيل عنه

فكه ربُّه بكبش جلال

قال: خذه وا رسل ابنك إني

للذي قد فعلتما غير قال

والدٌ يتّقي وآخر مولود

فطارا عنه بسمع معال

ربما تجزع النفوس من الأمر

له فرجة كحلِّ العقال

2 - من سفر الخروج

قال السموأل يصف ما جرى لموسى في البرية:

وأخرجه الباري إلى الشعب كي يرى

أعاجيبه مع جوده المتواصل

وكيما يفوزوا بالغنيمة أهلُها

من الذهب الإبريز فوق الخمائل

السنا نبي القدس الذي نصّبت له

غمام يقيهم في جميع المراحل

من الشمس والأمطار كانت صيانة

تجير نواديهم نزول الغوائل

السنا نبي السلوى مع المن والذي

لهم فجّر الصّوان عذب المناهل

على عدد الأسباط تجري عيونها

فُراتاً زلالاً طعمه غير حائل

وقد مكثوا في البر عمراً مديداً

يغذيهم العالي بخير المآكل

فلم يبلَ ثوبٌ من لباسٍ عليهم

ولم يحوجواللنعل كل المنازل

وأرسل نوراً كالعمود أمامهم

ينير الدجى كالصبح غير مزايل

السنا نبي الطور المقدس والذي

تدكدك للجبار يوم الزلازل

ومن هيبة الرحمان ذلّ تذللاً

فشرّفه الباري على كل طائل

وناجى عليه عبده وكليمه

فقد سناللرب يوم التّباهل

3 - من سفر الملوك

ذكر اسم سليمان الملك النابغة وهو يمدح النعمان فقال:

ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

إلاّ سليمان إذْ قال الإله له

قم في البرية فاحددها عن الفند

4 - من سفر يونان

ذكروا قصة يونان الذي يدعوه محمد يونس فقالوا:

وأنت بفضلٍ منك نجَّيت يونساً

وقد بات في أضعاف حوت لياليا

رسولالهم والله يحكم أمره

يبيّن لهم هل يونس الترب باديا

انتشار المسيحيّة في بلاد العرب

كانت المسيحية منتشرة في بلاد العرب، وكان بها كنائس مشهورة مثل كعبة نجران، وأساقفة علماء مثل قس بن ساعدة المعروف بخطبه البليغة، وقد سمعه النبي محمد بسوق عكاظ. ومنهم الشهداء الأبرار مثل نصارى اليمن الذين ثار عليهم بعض اليهود وقتلوهم في أخدود ملأوه ناراً، وأشار إليهم محمد في سورة البروج 85: 4 - 7 بالقول قُتل أصحابُ الأخدود. النارِ ذاتِ الوَقود. إذ هم عليها قُعُود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . كما مدح القرآن القسيسين والرهبان والمسيحيين المشهورين بالتقوى في سورة المائدة 5: 82 فقال: لَتَجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهودَ والذين أشركوا. ولَتَجدنَّ أقربهم مودَّةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون .

27 - شتيمة بشتيمة

س 237: جاء في سورة الكوثر 108: 1-3 إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَا نْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ . وسبب نزول سورة الكوثر أن ابنالمحمد من خديجة مات، فقال العاص بن وائل إن محمداً أبتر لا عقب له ولا ذرية. فقال محمد: إن شانئك (مبغضك).هو الأبتر أي العاص. فلئن عيّروه بأنه أبتر، فإن شانئه هو الأبتر!

وجاء في سورة المسَد 111: 1-5 تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَ هَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَ هَبٍ وَا مْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَب ِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ . وسبب نزول سورة المسد أن محمداً دعا أقاربه لينذرهم، فقال له عمه أبو لهب: تبالك! ألهذا دعوتنا؟ وأخذ حجراً ورماه به. فسبَّه محمد قائلاً: تبت يدا أبي لهب وتب أي هلكت نفس أبي لهب. سيدخل ناراً يصلاها. وسبَّ امرأة عمه قائلاً إنها حمالة الحطب الذي يحرقها في جهنم، وإن في عنقها حبلاً يقتلها ويخنقها. فكان يكيل اللعنات لكل من قاومه! فأين محمد من السيد المسيح الذي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً (1 بطرس 2: 23).والذي قال بَارِكُوالاعِنِيكُمْ (متى 5: 44).

28 - حرَّض على القتال

س 238: جاء في سورة الأنفال 8: 65 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ . ولقد فعل! فبلغت مغازيه التي غزا فيها بنفسه تسعاً وعشرين وهي:

1 - غزوة ودان

2 - غزوة بواط

3 - غزوة العشيرة

4 - غزوة سفوان وتسمى غزوة بدر الأولى

5 - غزوة بدر الكبرى

6 - غزوة بني سليم

7 - غزوة بني قينقاع

8 - غزوة السويق

9 - غزوة قرقرة الكدر

10 - غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر

11 - غزوة بحران بالحجاز

12 - غزوة أُحد

13 - غزوة حمراء الأسد

14 - غزوة بني النضير

15 - غزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب وبني ثعلبة

16 - غزوة بدر الأخيرة وهي غزوة بدر الموعد

17 - غزوة دومة الجندل

18 - غزوة بني المصطلق ويقال لها المريع

19 - غزوة الخندق

20 - غزوة بني قريظة

21 - غزوة بني لحيان

22 - غزوة الحديبية

23 - غزوة ذي قُرُد

24 - غزوة خيبر

25 - غزوة وادي القرى

26 - غزوة عمرة القضاء

27 - غزوة فتح مكة

28 - غزوة حنين والطائف

29 - غزوة تبوك

وأما سراياه (أي غزواته التي لم يذهب فيها بنفسه، بل بعث فيها أصحابه).فسبع وأربعون سرية. وقيل تزيد على سبعين سرية. فإذا كانت غزواته وسراياه مائة، فيكون معدل غزواته وسراياه غزوة كل شهر! وقد سجل محمد في قرآنه الكثير من غزواته وسراياه ومن ذلك:

1 - سرية ابن الحضرمي

جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ . فقد بعث محمدٌ عبدَ الله بن جحش على رأس سرية من ثمانية أشخاص فوصلوا إلى مكانٍ يُقال له بطن نخلة وتربَّصوالعير قريش. وكان في العير عمرو بن الخضرمي فقتلوه وكان أول قتيل من المشركين وأسروا الحكم بن كيسان وعثمان وهما أول أسيرين في الإسلام. واستاق المسلمون العير والأسيرين. وغضب محمد لاستباحة أصحابه القتال في الشهر الحرام. ثم استحلّ ذلك وقسم الغنائم لنفسه ولأصحابه.

2 - غزوة أُحد

جاء في سورة آل عمران 3: 140 وَلِيَعْلَمَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ . كان محمد يحارب العرب وكان معه سبعمائة نفر في أُحد فهُزم العرب أولاً، ثم انتصروا وكسروا أنف محمد ورباعيته (أسنانه الأربعة الأمامية).وشجّوه في وجهه فأثقله وتفرَّق عنه أصحابه. ونهض إلى صخرة ليعلوها فلم يستطع، فجلس تحت طلحة. ووقفت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى من أصحاب محمد يجدعن الآذان والأنوف. وبقرت عن كبد حمزة. وأقبل أحد العرب يريد قتل محمد فذبَّ عنه صاحب الراية فقُتل صاحب الراية. فصاح العربي: إني قتلت محمداً! فانكفأ الناس. وجعل محمد يقول إليّ يا عباد الله إليّ يا عباد الله. فاجتمع إليه ثلاثون رجلاً فحموه بشق الأنفس. فأخذ في لعن الذين هزموه وحاول إنعاش أفئدة الذين انهزموا فقال وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء .

ولهذه العبارة حكاية فإنه لما أبطأ على النساء محمد خرجن ليستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير فقالت امرأة: ما فعل محمد؟ فقالا: حي. قالت: فلا أبالي، يتّخذ الله من عباده الشهداء. فاقتبس محمد عبارتها باعتبارها وحياً، عزاءً لما حلّ بهم في غزوة أُحد.

3 - غزوة بدر الصغرى

جاء في سورة آل عمران 3: 123 وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ . قال البيضاوي: بدر ماء بين مكة والمدينة لرجل اسمه بدر فسمي به وفي غزوة بدر قتل المسلمون سبعين رجلاً وأسروا سبعين.

4 - غزوة حنين

جاء في سورة التوبة 9: 25 لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ . قال البيضاوي: حنين وادي بين مكة والطائف حارب فيه رسول الله والمسلمون وكانوا اثني عشر ألفاً، العشر الذين حضروا فتح مكة وألفان انضموا اليه من الطلقاء هوازن وثقيفاً. فلما التقوا قال النبي: لن نغلب اليوم من قلة إعجاباً بكثرتهم. واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزموا وبقي رسول الله في مركزه وليس معه إلا عمه العباس وابن عمه أبو سفيان. ونادى به عباد الله يا أصحاب الشجرة يا أصحاب البقرة. فجاءوا قائلين: لبيك لبيك. وحمي وطيس الحرب فانهزم الكفار وقد سبى محمد يومئذ ستة آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم مالا يحصى .

5 - غزوة بدر

جاء في سورة القمر 54: 44 و45 أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . قال البيضاوي: قال عمر رضي الله تعالى عنه إنه لما نزلت قال لم أعلم ما هو فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله يلبس الدرع ويقول سيهزم الجمع فعلمته .

6 - غزوة النضير

جاء في سورة الحشر 59: 2 هُوَ الذِي أَخْرَجَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَّوَلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَا عْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارْ . قال البيضاوي: روي أنه لما قدم المدينة صالح بني النضير على ألا يكونواله أو عليه. فلما ظهر يوم بدر قالوا إنه النبي المنعوت في التوراة بالنصرة. فلما هُزم المسلمون يوم أُحد ارتابوا ونكثوا وخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكباً إلى مكة وحالفوا أبا سفيان. فأمر محمد أخا كعب من الرضاعة فقتله، ثم صحبهم بالكتائب وحاصرهم حتى صالحوا على الجلاء، فجلا أكثرهم إلى الشام، ولحقت طائفة بخيبر والحيرة. هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر - أي في أول حشرهم في جزيرة العرب إذ لم يصبهم هذا الذل قبل ذلك. والحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر. ما ظننتم أن يخرجوا - لشدة بأسهم ومنعتهم. يخربون بيوتهم بأيديهم - ضناً بها على المسلمين.

7 - غزوة تبوك

جاء في سورة التوبة 9: 73 و74 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَالمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرال هُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَالهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ . قال البيضاوي: يا أيها النبي جاهِد الكفار - بالسيف واغلُظ عليهم - في ذلك ولا تحابهم. يحلفون بالله ما قالوا - روي أن النبي أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المتخلفين. فقال الجلاس بن سويد لئن كان ما يقول محمد لإخواننا حقالنحن شر من الحمير. فبلغ ذلك النبي ، فاستحضره فحلف بالله ما قاله ونزلت فتاب الجلاس وحسنت توبته. وهموا بمالم ينالوا - من فتك الرسول وهو أن خمسة عشر منهم توافقوا عند مرجعه من تبوك أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنَّم العقبة بالليل. فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفه يسوقها. فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا. وما نقموا - وما أنكروا أو ما وجدوا ما يورث نقمتهم. إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله - فإن أكثر أهل المدينة كانوا محاويج في ضنك من العيش فلما قدمهم رسول الله أثروا بالغنائم.

29 - قتل الكلاب!

س 239: جاء في سورة المائدة 5: 4 يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَ هُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ (مكلبين أي معلمين لها الصيد). روى الطبري بسنده عن أبي رافع قال: جاء جبريل إلى محمد يستأذنه عليه فأذن له فلم يدخل. فقال: قد أذِنّالك يا رسول الله. أجل ولكنالا ندخل بيتاً فيه كلب. قال أبو رافع: فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة. ففعلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها فتركته رحمةً لها. ثم جئت إلى محمد وأخبرتُه فأمرني بقتله. فأتى عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين قالا: يا رسول الله إنّا قومٌ نصيد بالكلاب والبزآة وإن كلاب آل ذريح تصيد البقر والحمير والظباء، فماذا يحل لنا؟ فقال هذه العبارة. وأحل كلب الصيد وكلب الماشية بعد أن قتل الجميع!

ونحن نسأل: إن كان جبريل لم يدخل بيت محمد لسبب الكلاب التي فيه، فلماذا لم يكتفِ محمد بقتل كلاب بيته فقط؟ ولماذا أمر بقتل كلب المرأة المسكينة التي رقَّ لها أبو رافع ولم يشأ أن يقتل كلبها وفي الوقت نفسه استحيا كلاب الأغنياء للصيد؟ ثم إن الكلاب كانت في بيت محمد وفي المدينة قبل قتل الكلاب. فكيف كان جبريل يأتي محمداً قبل قتلها؟ إن كان جبريليكره الكلاب، ألا نقول إن الذي كان يأتي محمداً أولاً هو غير جبريل؟

30 - لم تتنبأ التوراة به

س 240: جاء في سورة الصف 61: 6 وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقالمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْبِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ .

يشهد القرآن أن التوراة حُفظت صحيحة سليمة من كل تحريف إلى أيام المسيح كما جاء في آل عمران 3: 48 و49 وَيُعَلِّمُهُ (يعلم المسيح).الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ . وشهد القرآن في مواضع كثيرة أن التوراة بقيت بغير تحريف من وقت المسيح إلى وقت محمد لقوله في سورة آل عمران 3: 93 قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَا تْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وكذلك شهد القرآن بسلامة الإنجيل لقوله في سورة المائدة 5: 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَاأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ.

فالكتاب المقدس إذاً صحيح لم يعتره تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان. وها الكتاب المقدس كله ليس فيه أية إشارة إلى إتيان محمد كنبي. فمن أين جاء محمد بأن عيسى بشر به؟

قال المسيح إنه بعد صعوده سيرسل إلى تلاميذه الروح القدس وأصله باللغة اليونانية البارقليط ومعناه المعزي . وهذه الكلمة تقارب في لفظها كلمة يونانية أخرى معناها مشهور أو ممدوح (وهو معنى اسم محمد). فظن محمد أن هذا الممدوح الذي سيرسله المسيح هو محمد! ومنشأ هذا الخطأ هو الالتباس بين الكلمتين اليونانيتين، ففهم العرب غير ما أراده المسيح.

ولا يخفى أن ماني المصور الشهير نبغ في بلاد الفرس وادَّعى النبوة، وقال: أنا الفارقليط وأن المسيح شهد لي. غير أن المسيحيين رفضوا دعواه لاطلاعهم على حقيقة تعليم الإنجيل ولمعرفتهم أن المسيح لم يتنبأ عن نبي حقيقي يأتي بعده. وأن المسيح ختم الشريعة بتلاميذه (إشعياء 8: 16). وقد حذر المسيح أتباعه من الأنبياء الكذبة قائلاً: اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الكَذَبَةِ الذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الحُمْلَانِ، وَل كِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ (متى 7: 15).

31 - النبي الأمي

س 241: جاء في سورة الأعراف 7: 157 و158 الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ... فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ .

وسبب تسمية محمد الأمي أنه لم يظهر بين اليهود بل بين الأمم، لأنه جرت عادة اليهود أن يطلقوالفظة الأمم على كل من لم يكن يهودياً من الشعوب والملل، كما كان العرب يطلقون لفظة العجم على كل من لم يكن عربياً ما عدا بلاد العرب وسكانها. وجرى القرآن على هذا القياس، فسمَّى اليهود والنصارى أهل الكتاب وما عداهم الأميين . فأهل الكتاب اسم على اليهود والنصارى، والأميون اسم علم على جميع العرب كقول القرآن هُوَ الذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ (سورة الجمعة 62: 2). وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ؟ (سورة آل عمران 3: 20). وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواليْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة آل عمران 3: 75).

ولهذا سُمي محمدٌ بالنبي الأممي لأنه غريب عن الشعب المختار الذي أقام الله منه جميع الأنبياء وجعل خاتمهم كلمته المسيح مخلص العالم. وكذلك سُمي محمد بالأمي لأنه (كما يقولون).لا يعرف الكتابة ولا القراءة. ويعتبرون نطقه بالقرآن وهو أمي معجزة. لقد تبع كثيرون من اليهود والنصارى محمداً واعتنقوا الإسلام. وروى ابن عباس والجلالان في تفسيرهم أن عبيد الله بن سلام كان حَبراً من أحبار اليهود أسلم، وقال القرآن فيه: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ (سورة الأحقاف 46: 10).

32 - إكراه ولا إكراه

س 242: جاء في سورة النحل 16: 101 وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ .

في القرآن نهجان متباينان كأنهما من نبيين مختلفين، تعاركا حتى هزم ثانيهما الأول فأسره وعطل رسالته! حظر الأول إيذاء مَن لم يؤمن به وقال: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ (سورة آل عمران 3: 20). وقال وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ (سورة يونس 10: 99 و100). وقال فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُ وَعَلَيْنَا الحِسَابُ (سورة الرعد 13: 40). وقال وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ (سورة الأحزاب 33: 48). وقال وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (سورة الإسراء 17: 105).

ولكن الثاني نسخ حكم هذه الآيات ولو أنه لم يمحُ حرفها من القرآن، بل أبقاهاللتلاوة فقط. واتخذ في موطن هجرته بالمدينة منهاجاً جديداً هو الحرب والعنف والقتال! فكيف يوفّق المسلم بين هذه الآيات، المكي والمدني؟ السلمي والحربي؟

33 - النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم!

س 243: جاء في سورة الأحزاب 33: 36 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَ هُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِيناً .

قال البيضاوي: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة - وما صحَّ له. إذا قضى الله ورسوله أمراً - أي قضى رسول الله. وذكر الله لتعظيم أمره والإشعار بأن قضاءه قضاء الله. لأنه نزل في زينب بنت جحش بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب، خطبها رسول الله لزيد بن حارثة، فأبت هي وأخوها عبد الله! وقيل في أم كلثوم بنت عقبة وهبت نفسهاللنبي فزّوَجها من زيد! أن تكون لهم الخيرة من أمرهم - أن يختاروا من أمرهم شيئاً بل يجب أن يجعلوا اختيارهم تبعالاختيار الله ورسوله. وقال البيضاوي في تفسير سورة الأحزاب 33: 37 وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ -نكاح زينب إن طلقها زيد أو أراده طلاقها. وَتَخْشَى النَّاسَ - تعييرهم إياك به .. مخافة قالة الناس. وقال البيضاوي في تفسير سورة الأحزاب 33: 6 النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . روي أنه أراد غزوة تبوك، فأمر الناس بالخروج. فقال ناس: نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت . ومن هذه الآيات الثلاث مع تفسيرها نرى كيف فرض محمد إرادته المطلقة، فإذا أراد أن يزّوِج زينبالابنه زيد فيجب أن تنصاع للأمر حتى لو اعترضت هي وأخوها. وإذا أراد محمد زينباً فيجب أن يتخلى عنها زيدٌ زوجها! وإذا أراد الغزو فعلى الشبان أن يطيعوا بدون استئذان والديهم!

تم والحمد لله

مراجع

الكتاب المقدس

القرآن

مقالة في الإسلام - جرجس سال الإنجليزي

فضائل الإسلام ونقائصه - الدكتور ج. م جرانت

علم الاعلام في حقيقة الإسلام

الهداية أربعة أجزاء - الشيخ إبراهيم عبد السيد وآخرون

تنوير الافهام في مصادر الإسلام - الدكتور سنكلير تسدل

ميزان الحق - الدكتور فاندر

منار الحق 1896

الباكورة الشهية

رواية المرآة الجنية في المسائل الدينية 1913 - صاحب الباكورة الشهية

>

النتيجة العصرية في المطارحات القرآنية

الحاوي - ابن المكية

القول الإبريزي - العلامة المقريزي

المسيح كما يراه المسلمون - الدكتور صموئيل زويمر

رحلة إلى الحجاز

المرشد في الدين الإسلامي - وزارة المعارف المصرية

الدولة الإسلامية - وزارة المعارف المصرية

غيث النفع في القراءات السبع - للشاطئ

تفسير البيضاوي - ناصر الدين البيضاوي

تفصيل آيات القرآن الحكيم - المستشرق الفرنسي جول لابوم

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم - محمد فؤاد عبد الباقي

المسابقة

هل القرآن معصوم؟

أيها القارئ العزيز،

إن تعمقت في قراءة هذا الكتاب تستطيع أن تجاوب على الأسئلة بسهولة.

1 - في القرآن عشرة أنواع من الأخطاء، كل نوع منها فيه الكثير. ما هي أنواع الأخطاء العشرة التي وردت في هذا الكتاب؟

2 - اذكر خمسة من الأخطاء الجغرافية الاثنتي عشرة التي وردت في هذا الكتاب.

3 - ذكر المؤلف 55 غلطة تاريخية في القرآن (أرقام 13-67).اكتب عشر غلطات منها، واشرح ثلاثاً من هذه العشر.

4 - يحلّل القرآن تسع خطايا، ما هي؟ اذكر أكثر ما ساءك منها.

5 - أثار المؤلف تسعة وعشرين سؤالالاهوتياً (فقهياً).حول القرآن (أرقام 77-105). اشرح منها:

أ - الجن المسلم.

ب - الوحي المشكوك فيه.

ج - الله يشاء الكفر.

د - جِرو يعطل الوحي.

ه - لا نبي من نسل اسماعيل.

6 - وجد المؤلف في القرآن 26 غلطة لغوية (أرقام 106-131). اكتب منها غلطة 107 ، 109 ، 111 ، 113 ، 131.

7 - وجد المؤلف في القرآن 26 أمراً اعتبرها أخطاء تشريعية. اكتب لماذا وجد خطأ في:

أ - قطع يد السارق.

ب - تنكح زوجاً غيره.

ج - تعدد الزوجات.

د - إباحة التسرّي.

ه - قتل المرتد.

8 - وجد المؤلف في القرآن 21 غلطة اجتماعية. اكتب لماذا وجد خطأ في:

أ - شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.

ب - ضرب الزوجة.

ج - إكراه الجواري على الفساد.

د - الثأر.

ه - تطاحن المسلمين.

9 - تساءل المؤلف عن 22 أمراً علمياً في القرآن. لماذا تساءل عن:

أ - الخاتم السحري.

ب - الجن والعفاريت.

ج - العسل دواء لكل داء.

د - ميت يتوكأ على عصا مدة سنة.

ه - أذى السحر.

10 - وجد المؤلف في حياة نبي الإسلام أمراً معيباً. اذكر ما تعتبر أنه أسوأها، واشرحه، ثم اذكر ما تعتبر أنه ليس عيباً، ودافع عن وجهة نظرك.