الكاتب5

 

 


  

                                         أيهما أدهى فتوى العبيكان أم ردة النقيدان ؟.                      

أعترف أن الفكر السعودي الديني والإجتماعي يمر بمرحلة نكسة وإنتكاسة خطيرة جدا وامنياتي أن تكون مرحلية وإستثنائية وألا تكون شمولية . وإن كانت الخيبة تلف بفكر المتفكر .فالحملة الأمنية الأمريكية على المسلمين وهشاشة الأنظمة المسلمة وضعفها بما فيهاالنظام السعودي أصبحت تؤدلج لديانة جديدة رسلها زعماء العرب وزعماء الدول الإسلامية ومبشريها مجموعة من المنتكسين بداية بعائض القرني وتوسطا بعبدالمحسن العبيكان وإنتهاءا بمؤخرة الإنسانية منصور النقيدان وقرآن هذا الديانة الشريرة ينزله بوش ويقره مجلس الشيوخ ويفسره وينظر له هجائن العلمانية في العالم العربي والإسلامي.

في الإسلام السابق كان لنا عيدين فقط لا ثالث لهما وفي كل عام تمر ذكرى توحيد المملكة السعودية لا بد أن يخرج على التلفاز السعودي من يقول لنا أحاديثا عن حرمة الإحتفال بالأيام الوطنية . إلا هذا العام فقد أمسى لدينا إسلاما به ثلاثة أعياد منها العيد السعودي الوطني .وخرج أحد الكهنة الدينيين ليقول .نعم هو عيد الأمن على الأمة الإسلامية ويكرر (أحنا ما نلعب هذا عيد يعني عيد والوطن والوطنية من الإسلام ) ومن ثم بدأ يتحدث ويفتي من قرآن بوش بن بوش كما سبقه قبل شهر أحد من كنا نعتقد أن لديه أمانة وشرفا وهو عبدالمحسن العبيكان والذي أفتى بعدم جواز محاربة الأمريكان وان المقاومة العراقيةخروج على بول بريمر وغازي الياور وعلاوي .ونسي العبيكان أن حتى الشرع الأمريكي نفسه يشرع للمقاومة العراقية ويقول بجوازها .

في ملتنا وفي كتابنا يا عبدالمحسن العبيطان الإعتداء محرم ولكنه يجوز لنا ان نعتدي مثل ما أعتدي علينا فما بالك والعدو يتجهمنا ويستبيح أرضنا وأعراضنا ؟.وفي كتابنا صيانة العرض وصيانة الأرض والمال واجبة ودفع المعتدي عنها واجب على كل أتباع ديانتنا .والأمريكان يا -عبدالمحسن- إستباحوا الأرض والأعراض .وإغتصبوا المسلمات وإغتصبوا أموال المسلمين وحاربوا الله ورسوله ويدعمون إحتلال الأعداء لأرض الإسلام ومن نصبوهم على العراق وإن كانوا عربا ويتكلمون لغتنا إلا أنهم منهم وعلى دينهم وليسوا على ديننا .

يا عبدالمحسن حتى أمريكا تقول عن جيوشها في العراق انها قوة إحتلال أكرر يا -عبدالمحسن - إنها قوة إحتلال. أكرر - ياعبيكان - إنها قوة إحتلال أكرر - ياعبيطان - إنها قوة إحتلال . والإحتلال في قران بوش وفي كل الأعراف وفي كل الأديان لا تجوز مقاومته فقط بل تجب على كل من يعاني منه أيا كانت ديانته وأيا كان المبدأ الذي يعتنقه .

ياعبدالمحسن إن كنت ممن يخاف الله ويتقيه ويرغب نعيمه ويرهب عقابه فتذكر أن الله شديد العقاب وأوصيك بتقواه والعودة إليه والبراءة من جهلك وفتواك. وتذكر يا -عبيكان - أن حتى أمريكا وشريعة أمريكا توجب المقاومة وتشرعها .

وإن كان لديك شك في عدم صحة فتواك وهزيمتها ومخالفتها لروح الإسلام ولكل المباديء فأجبني خلوت ذما عن ذلك الطفل الذي لا يزيد عمره عن عامين والذي أخرجه والده من ركام المبنى ونشرت صورته في الفضائيات بأي ذنبٍ قصفته قوات أمريكا وأحلافها ولماذا تهدرماله ودمه و دم أمه وأبيه وتحرم عليه وعليهم ان يدافعوا عن أرواحهم ؟.

والمغتصبات المسلمات من نساء العراق شرفهن وأعراضهن بأي حق تجردها وتمنحها متعة للمحتل الظالم وتحرم عليهن وعلى أزواجهن وأبائهن وأخوانهن ان يدافعوا عن أعراضهم ؟.

أخبرني يا عبدالمحسن لو طاف ببيتك طائف أيا كانت ملته يريد أن يدخل عليك بيتك ويغتصب زوجتك ويغتصب إبنتك ويستولي على بيتك هل تدافع عن عرضك أم أن طاعتك لولي أمرك تجعلك تقول له تعال وإستبح العرض وتوصيه أن يترفق بمحارمك ؟. أجبني يا عبدالمحسن تحت أي ذريعة وفي أي شرع تباح الأعراض في أي نقل وبأي عقل تباح الأموال والأعراض والأرواح ؟.

على الجهة الأخرى سادتي القراء ................... إن العلمانيين ومدعي النور ودعاة التحرير في بلادنا : قومٌ إذا لطم النعال وجوههم تجدونه يصيح ويستصرخ بأي ذنب يضرب ؟. فأعرفوهم جيدا ولا يلبسوا عليكم فكركم وتعالوا معي لنقلب حلقات التاريخ ولندرك أن نكسة اليوم هي أخت نكسة الأمس بعيدا عن التزلف والتحاذق والتضليل .

حين مات محمد صلى الله عليه وسلم كان لقوم موقفهم من هذه الوفاة فعادوا ليقولوا انهم لن يؤدوا الزكاة فهب لهم صديق الأمة عبدالله إبن أبي قحافة وسير جيوش الإسلام إليهم وعاهد الله لو منعوه عقال بعير لحاربهم عليه . وقضى في حروب ردته على نبي مزور كذاب هو مسيلمة الكذاب والذي كان يطعن في القران الكريم وفي الرسالة المحمدية فيقول خاب وخسر في مقطع مستدرك من الهرطقات التي يقول أنها وحيا لينتقد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويشكك في قومه ( ولكن قريشا أناسٌ يظلمون ).

وهذه التهمة التي زفر بها مسيلمة الكذاب يزفر بها الان الأمريكان ومن يسير على نهجهم .فهم يقولون عن النبي الكريم أنه قاطع طريق حين خرج إلى معركة بدر .ويقولون ان القرآن يحث على الإرهاب ويجب ان تحذف بعض الأيات . حتى ان هجائن الغرب في دول الإسلام تمثيلا لا حصرا في دولة الإمارات يقولون ان السور الكريمة التي فيها ترغيب بالجنة او ترهيب بذكر الموت والقبر وعذاب الله تبعث كوامن الشر في نفوس الناشئة ويطالبون بحذف آيات كتاب الله من مناهج التعليم . وفي الكويت يستبدلون عروة الله الوثقى بمعزوفات بيتهوفن ومسرحيات شكسبير . وفي السعودية يمحون أيات الله وديانة الإسلام ويستبدلونها بالأناشيد الوطنية وبديانة الإنسانية التي أخرجها علينا منصور النقيدان بجهله وحماقته .

تلك نكسة سابقة وهذه نكسة لاحقة ولكن في نظري فتوى العبيكان أمر وأدهى فهو يعتدي على مسلمة مثبتة في كل الشرائع والملل وهو في نظري عالم أما النقيدان فلن يجوز قدره فهو رجل جاهل أحمق .

هو ومن سايره في تشدده جهلة شذوا عن الطريق من البداية وإنتكس على جهلٍ يبحث عن ذاته ويبحث عن شهرة مزيفة .

منصور النقيدان ليس مجرما ليعاقب بل إن منصور النقيدان والذايدي وغيرهم من المنتكسين عبارة عن ضحايا لنكسة اليوم ولأدلجة الأمس . ومشكلة النقيدان ومن يسير على خطاه أنهم جهلة ولا يعلمون انهم جهلة . لذلك لو قلب أحدكم عقل منصور النقيدان وما قدمه منصور النقيدان لن يجد أي شيء .فماذا قدم منصور النقيدان ؟.قدم مقالات يتحدث فيها عن جلسات سمره في البداية مع مجموعة من المتطرفين وفي النهاية مع مجموعة من القواديين والقوادات . صفقت له شلل العلمانيين فكتب قصته مع (المطاوعة ) وإعترف لكل الدنيا أنه (التائه ) .وهو فعلا تائه حتى مع نفسه .

لذلك العبيكان بحاجة ماسة لا أن يراجع فتواه بل ليراجع ويسأل عن معنى الأمانة والشرف ويعرف معنى الدياثة ففتواه أس الدياثة ومعناها الحقيقي ووالله لا يرضى على أهله التدنيس إلا ديوث .أما منصور النقيدان فهو جاهل وبحاجة لمن يأخذ بيده .وإني والله ليحزنني أن يخرج من عائلة النقيدان من يتبرأ من دين النقيدان الجديد ويكفر بنبوته فالأجدر على أبناء عمومة منصور أن يأخذوا بيده وأن يرشدوه .فمنصور يا سادة ليس بحاجة لأن يقارع ما يتفوه به بالفكر وبالكلمة فهو لا يملك فكرا ليرد عليه بفكر بل هو عبارة عن حماقات وإرهاصات تعتلج في مخيلته ولا يفهم كيف يبررها .وتلك التناقضات في مخيلته تمر في عقليات الأطفال في مرحلة معينة فيعجزون حينها عن تبرير الكثير من تصرفات الكبار .لذلك تجدنا ننسب الأخطاء التي يرتكبونها ونبررها ببراءة الأطفال .ومنصور بعقليته وبما يقوله أقل بكثير من عقليات الأطفال . منصور ضحية الإنتقاص والإحتقار وضحية الفشل والفشل الدائم والملازم له . لذلك على أبناء عمومته أن يأخذوا بيده وألا يكثروا من نهره والإنتقاص منه .بل عليهم أن يشجعوه هنا وينهوه قليلا هنا ويجعلوا له هدية حين يصيب ويجعلون له عقوبة بسيطة لا تخدش نفسيته المهزوزة حين يخطيء .على أن يبعدوه عن شلل العلمانيين فهم من يزين له عمله .فالجهلة يعجبهم ويستلذون بالأجرأ جهلا فيهم . لذلك لو نظرتم إلى بقية الجهلة الذين يسايرهم من ذايدي وغنامي وعبدالرحمن الراشد وتركي الحمد فستجدون أن أولئك النوكى يسيرون ويتجنبون الوقوع بشكل فاضح كما يقع النقيدان وتجدهم حين يسقط منصور يخرجون لا ليبرروا سقوطه بل ليخففوا من حدته وأثره لأنه يؤثر على سمعة الفئة كاملة وهم لا يملكون الجرأة التي يملكها منصور النقيدان لأنه يتفوق عليهم جميعا بجهله لأبسط أبجديات الحياة والشريعة وكل شيء .

والله أعلم .

 

 

القائمة الرئيسية