الكاتب5

 

 


  

 

                                الجواب على من طرق الباب .وآخرهم أخي الخطاب .

 

 

بسم الله الجبار المتكبر العلي القدير الرحمن الرحيم .

الحزن أجدى , والسعد أكدى , والمكوث على وجل , والرحيل على عجل , إستأسد (الخطاب) واستنوق الجمل . هي دار بلاقرار ، والهدم فيها إعمار , واللعن فيها جزء من الأذكار ، لا فرق بين الأمر والإنكار, ولا بين الإقدام والإدبار ، القلوب مخطوفة , والأنفس ملهوفة , بين ترقب ومراقبة , وبين جذب ومجاذبة , في النفس إباء وخشوع . وفي القلب تنهيدة ومن المحاجر دموع , تغرق الفكرة في بحر الأفكار ، وتستدعيها وتستنكفها لهفة الأقدار ، أندب حظ نفسي وألوم زماني , وأبحث في زوايا الزمان عن موقعي ومكاني ، أبحث عما أبعد به عن عيني القذى ، في زمن يمشي فرسانه الهيبذا .

لن أحدث أهل الحجر والمدر , ولن أنثرها (شذر مذر) , السؤال له جواب , والقول له أسباب , يزنه الخوف من رب الأرباب , ومجري السحاب , ومالك الملك ومنزل الكتاب , وذلكم صاحبنا الخطاب , أتى نحو مفازاتنا يحث ويستحث الركاب , يجيب بلاسؤال , ولا يفرق بين الحربة والجراب ، ولا يفرق بين الرؤوس والأذناب , يقرأ كتابه بالمقلوب ، ويشرب من اللبن المسكوب , ويدعي علم الغيوب , ويقسم مغلظا أن الماء يروب , بين التهكم والإتهام , وبين التحكم والإحتكام , ينثر كنانته ليرمي ، وبكلمات الحب المزيف يدمي . والرأفة لمن يستحق الرأفة ، والحق بعون الله للباطل آفة .

والله الذي أبكى وأضحك , ووالله الذي أمات وأحيا , ووالله الذي أمره الأمر , لست ممن يرفع سيوف الشرف في دروب العار ، ولست ممن يقابل الإقدام بالإدبار ، التهمة جائرة ، والكلمات حائرة ، والبيعة خاسرة ، والرأس حاسرة ، لا لب للتهمة ولا للإتهام ، ولا عقل لمن يدعي أنه الفارس الهمام ، فالفارس لا يتأول النصوص ، ولا في الوحل يغوص . بل تسمو به فروسيته . وتمنعه عن الوقوع أصيلته .

القول إذا جار كأنه النار , على قلوب الأحرار , ولكن في قلبي سعة , وسعت حتى الجاهل والإمعة . كنا وكانوا نحسبهم كبارا ، ولكني رأيت خيلهم نحو السقوط تبارى ، كانوا أهل حزم وعزم وأمسوا حيارى ، كانوا صقورا وأضحوا حبارى . يخلطون ويتهمون ويدبجون ويحرفون ويكذبون ويزورون ويغزلون وينكثون ، والله المستعان على ما يصفون .

هل أنا أقف أمام عدوٍ متحامل ؟. أم أمام صديق جاهل ؟. ليتها الأولى : وفي الدرب أكميه ، وبسيف الحق أرديه . ولكني أراها الى الثانية أقرب . وإن كان اللين مع (الخطاب) لقلبي مشرب . ولكن الحق لا شك هو الغاية والمطلب . وليرضى من يرضى وليغضب من يغضب .

إخوتي وأخواتي وسيداتي وسادتي القراء ، هل يبحث للميت عن دواء ؟. هل هناك أمل لمن في القبور بالشفاء ؟. حاشا وكلا ثم حاشا وكلا . فأنتم للعدل والعقل أهلا . ياأيها القارئات وأيها القراء , لقد وجدت الكثير من أخوتي وأخواتي في ساحتنا الغراء , لا يفرقون بين الخيل والخيلاء, ولا يفرقون بين الناصح والدهماء ، ولا يفرقون بين الألف والياء , وبين الحاء والباء, وبين الجيم والفاء . لغتهم إعياء . وضحكاتهم بكاء . وإحتفالاتهم رثاء . وفكرهم هراء . وجلهم كالزبد ومن تمايز منهم كان كالغثاء . إلا القلة القليلة . ممن يجعل إلى الحق مسيرته ودليله .

إخوتي وأخواتي سأشرح لكم كيف يفكرون ؟. وكيف على المواضيع يعقبون ؟. أقول لهم هذا ما أراه في هذا الجانب من خلل . فتركض خيلهم نحوي على عجل . فمنهم من يشتمني ومنهم من يقول إلى العار هذا الكاتب إرتحل . أنتقد بعض قرارت الحكومة . فيقف حاديهم كأن على رأسه بومة . فيأتي يوم من حكومتنا قرار صالح . فأقول لمن قدم هذا القرار أنه بعون الله رابح . فيفز قائلهم . ويعتدل في جلسته مائلهم . أنظروا إلى (الكاتب5) كيف يميل من اليمين إلى الشمال ؟. وكيف يتقلب في الأحوال ؟. يرون أن قرارا واحدا وعملا واحدا إستحق المدح ، يكون عارا أن يأتي بعده ما يجلب من العاقل الذم والقدح ، فإما أن تبقى مادحا لكل قرار . حتى لو كان برفع الأنذال وقتل الأحرار ، أو أن تكون ذاما لكل أمير ولكل وزير وغفير . وإلا فأنت عميل مفسد شرير .

كتبت موضوعا سابق ، وكتبت بعده عدة أسطر في موضوع لاحق . أنتقد فيه بكل وضوح وصراحة ولا أجامل ، كاتبة في ساحتنا العربية إسمها ( العيسى مشاعل ). قلت هذه الكاتبة لا تملك قلما أو فكرا ، ولاتمايز هل ما تقوله قرآنا أم شعرا ، تنتهج منهجا ترجو من خلفه شهرة وذكرى ، وأذكر من أقوالها ما قالت ، واستشهد بما يداها نالت ، وأستدل بوضوح على بعض الترهات ، وأنطق الكلمة وأستنطق الكلمات ، وأثبت بالحجج البينات . أخطاءا فادحة ، وعبارات قادحة ، أريد في باديء الأمر أن أقوم الإعوجاج ، وأن أثبت المخيخ الذي لا يجيد على غير المدح إلا الإحتجاج . فيرى كتاب الساحة أو أغلبهم أنها الكارثة ، وكأني حينما أنتقد هذه الكاتبة أقيم على رؤوسهم الحرب العالمية الثالثة ، فيأتون زرافات ووحدانا ، كلا ينثر من فؤاده غيرة مزيفة ووجدانا .

يفهمون بعقم وصلف ، ويلعن سالفهم من خلف ، ينظرون بعينٍ واحدة ، وينطقون بألسنٍ جاحدة ، لم أقل يوما شيئا من رأسي . ولم أحتطب من أشجارهم بفأسي ، بل إني أنتقد ما يكتبونه في هذه الساحة ، سواءا هذه الكاتبة أو أولئك النباحة . هؤلاء وهؤلاء وهولاء لم يطلعوا على ما قيل . ولا يفرقون بين الصبح والمقيل . قالت هذه الكاتبة ، في شخصي عبارات مزورة كاذبة . ليس عما تخطه يداي . وليس عن درب تسلكه قدماي . بل تحدثت عن شخصي وإتهمتني بأبشع التهم . ولم ترع عدلا أو ذمم . تقول ياقوم فإسمعوا ما تقول ، تقول أنني أخالف عامدا أقوال الرسول . تقول أني في دين الله مبتدع . تقول إني على طريق الإرهاب داعم ومحرض ومنفذ لا يرتدع . وكل هذا لمثلي أن ينساه ولمثلي أن يصفح عنه والله مولاه . ولكن أين أولئك المنبعجين دفاعا . أين أولئك الساعين نحو قلوب ربات الخدور باعا ؟. تقول قائلتهم . وتنوح ثاكلتهم . تقول عن أمي - رحم الله أمي - تصفها في جهل بأنها مشردة ، لا تدري كيف حملتني ولا ممن حملتني وبعدها ربتني على (العربدة ) .

وبعد هذا يأتي الخطاب ويقول أني جئت شيئا فريا ، ويضع نفسه مدعيا وقاضيا ووصيا . يقول أني إنتهكت من الأخت-مشاعل- المؤمنة المسلمة العرض . ولم يعلم لا هو ولا غيره من المنبعجين أن الدفاع عن أعراض أمهاتي وأخواتي وبناتي من نساء السعودية علي فرض , ومثلي يصون بروحه أعراض المسلمات . ويرى أنتهاكها من أكبر المحرمات ، ولن أرضى أن ينتهك عرض (مشاعل) . أيا كان المريد أو الفاعل ، ولن أسمع في عرض أختٍ مؤمنة قول قائل ، ولكن كتاب الساحة لايملكون حدا فاصل ، او ضميرا حيا أو عقلا عاقل . لايفرقون بين إنتهاك العرض ونقد القلم ، كأن جماجمهم مخازن (جزم) ، يعبون من وحل القاع ويدعون أنهم من أهل القمم .

كل من يعقب على موضوع أكتبه , يترك الموضوع ويذهب إلى الكاتب ليصلبه . والله لا يناقشون موضوعا . ولا يفهمون منصوبا ولا يعلمون مرفوعا . بل بين مادح وقادح . وبين قائل هذا كاتب راسب وهذا كاتب ناجح . إن قلت إصلحوا حال شعبكم يا حكومة السعودية . قالوا عميل لحكومات أجنبية . نالوا من شخصي ما نالوا . وعن الحق مالوا وأمالوا .

هم من جعلني أنام ملء جفوني عن شواردها . فألقي بها ولا أهتم بصادرها وواردها . لأني أعرف النتيجة والمحصلة ، وأعلم أنهم لن يناقشوا الموضوع بل سيضعوني على المقصلة ، لم أجد تعقيبا فيه تفنيد ، ولم أجد إلا قلما شاتما أو مادحا أوبليد . ولم أجد إلا كائنا يهدي زوجته للفحول ويريد أن يقنعني أنه خالد ابن الوليد ، أو كائنا يرى أن يبقى على الأرض وحيد ، وغيره من البشر لا حظ له سوى النار والحديد .

إتهموني بأقبح الصفات . وخاطبوني بأبشع الكلمات . أحدهم قرأ لي موضوعا فجاس في قاموسه وجاس . فأخرج من فيه كلمات البذاءة ونادي أن سيضربني بـــ (المداس) .

واليوم أتاني الأبي الكمي ، أتاني الفصيح ليس الأعجمي ، أتاني الفارس خطاب ، يطرق الباب ينشد الجواب ، أتى مدعيا أنه الفارس الحريد ، أتاني يخلط التبر بالسميد ، ويقول هاكم فاشربوا القديد ، أتى وقد جار في التهمة ، واثار في قلبي شجنا ونقمة ، يصفني –سامحه الله – بمجنون العظمة ، ويصفني بالمكتنز كبرا وغرورا في الكلمة . شرحت لكم ما أراده سالفا . وأتمنى أن يعي الجواب وألا يكون عقله تالفا .

ياقوم والله لو نضبت عني محابركم ، وصرخت علي منابركم ، سأقول ما أراه من الحقيقة ، سأقولها بأسهل وأوضح وأقرب طريقة ، ياقوم والله لو بلغ ضجيجكم السماء ، وتعددت منكم الأسماء ، سأسمي كل شيء بما سمي ، ولو كان في ذلك هلاكي وسمي ، وحتى لو لعنتم وشتمتم في القبر أمي . من يجمع الفحول والنواعم ويهيء خلوة محرمة لهم فهو قواد . ومن يفجر ويقتل المسلمين ليس مجاهدا بل داعية فساد . ومن يدلس في دين الله ويزور الفتاوى ويحارب الفضلاء . فلا شك هو عبد للدينار ومن أهل الشقاء ، وسأصب عليه غضبي وسيغضب منه كل الشرفاء وعليه في النهار والليل والصبح والمساء لعنات رب الأرض والسماء ، سأدافع عن كل الفاضلات وكل الفضلاء ، وسأهاجم الرذيلة ودعاة وداعيات البغاء ، ولو غضبت مني حتى الصخرة الصماء ، ولو غضب مني حتى المليك ومجلس الوزراء .

يافارس الساحة ياخطاب . فذلك سؤالك وهذا هو الجواب . فإن كنت تجد روحك هناك أو هنا . فقل للركب هذا سيد من أسياد أهل الدنا . ذلكم ( الكاتب5) مر من هنا . وتذكر ذلك جيدا ولا تتذمر . فقد مر (الكاتب5) من هنا كأبي دجانة يتبتخر . يردد عاليا الله أكبر الله أكبر .

وأنت أيتها الساحة العربية الغراء ، لا تقفي مثل البلهاء ، ولاتنكري أني أنا المختال في أقصى ظنونك ، ولا تنكري أني أنا المفضي إلى وادي جنونك ، ولا تنكري أني أموت ولا أخونك ، ولا تنكري مني بشائر موسمي ، ولتعلمي أني (كتبتك)من دمي ، ولتعذريني إن كتمت عليك في أمر الرحيل ،أخشى ترى عيني على خديك دمعات تسيل ، وأخشى على نفسي اللقاء المستحيل ، فاستغفري رب العباد فهو الرجاء والوكيل .

وعذرا إن وجدتم فيما كتب بعاليه خلل , فقد كتبته على عجل . وأوردته السهل والجبل , والله سبحانه وتعالى هو المطلع على ما يحصل وما سيحصل وماحصل .

والله أعلم .

 

القائمة الرئيسية