الكاتب5

 

 


 

كتبت موضوعا قبل ثلاثة أيام عن شخصيتين وعن طائفة . أريد أن أنصف إحدى الشخصيتين وأن أقوم بتكريمه قبل أن يرحل من دنيانا ويبدو والله أعلم أن هذا الرجل ستنتهي حياته وهو يجلس على كرسي الوزارة حتى لو تقاعد عن العمل سيتم إستحداث وزارة جديدة للمتقاعدين وسيتولى وزارتها نابغتنا الذي كتبت عنه موضوعي وهو بلا شك الدكتور والأديب والروائي الرائع غازي بن عبدالرحمن القصيبي .

أما الشخصية الأخرى فكان الغرض من الكتابة عنها هو تنبيهها إلى أن الناس تقرأ وتقيم وتلاحظ الروعة التي تسطرها يدها . ولإيصال معلومة لهذه الشخصية أنها تسير بقلمها نحو العلياء وأنها شخصية مهاجرة بالقلم العربي من دياجير ظلمات القاع والبحث عن الثراء إلى علياء الكلمة والأمانة والدفاع عن الفقراء وحقوق الفقراء . تبتعد شخصيتنا عن كل ما يثير أو يستثير ولكنها تدير وعن بعد رأيا محنكا وحكيما تبنيه على منهجية الواقع وإستقلالية الرأي . هذه الشخصية صاحبة وهج يلتقيها وتلتقيه أينما تحل . أحد من أعتبر شهادته بالسلب إو بالإيجاب حجة قال عن مقالات هذه الشخصية وردد أكثر من مرة : (مقالاتها تفتح النفس ) وذات مرة أردفت على قوله (مقالاتها عزاء مكلوم. وسلوة محروم .وعدالة مظلوم . هادئة الفكرة . رصينة المعنى . نقية التوجه . موحية بالعظمة . داعية للخير ) فقاطعني (وتفتح النفس وتشرح الخاطر ) . فسألته هل أحسب عليه ما نطقت به وأعده شهادة عليه أنقلها وأتوكل . قال : قل ما شئت وأضف أنها ثروة حشمة وثروة تواضع وثروة حجة ومهنة إقناع . هذه الشخصية ليست غريبة على كل من يقرأ هذا المقال في الساحة العربية فهي شمس الساحة العربية بل شمس الشبكة العنكبوتية الكاتبة الفاضلة المفضلة النقية العبقرية (صهيل2) .

أما الطائفة التي شملها قلمي في المقال المذكور فهم أهالي القصيم وقد إختزلت بعض ما يتميز به المجتمع القصيمي عن غيره . أو لأكن دقيقا ما يحصل المجتمع القصيمي فيه على درجة أعلى من غيره وهو في الحقيقة طرح مختلف عما يطرح في ساحتنا خلال الايام الماضية إما تعريضا وشتما للمجتمع القصيمي الكريم أو مدحا غير مقنن للمجتمع القصيمي وإضفاء صفة الملائكية عليه . ولم يتطرق أحد إلى الوشيجة الحقيقية للمجتمع القصيمي ولحمة البناء . ولم يسأل أحد لماذا المجتمع القصيمي يشار إليه أكثر مما يشار إلى الأخرين ؟. ولكن القادحين يذكرون عيوب لا يمكن تعميمها على المجتمع القصيمي كاملا والمادحين أو المنافحين يعممون إيجابيات على كل فرد يعيش في القصيم أو من أصول قصيمية . وهنا وهذه وجهة نظر شخصية أن الأمر يحتمل جرحا وتعديلا كما يستوجب إفرادا لا تعميما جرحا أو تعديلا لعمومية المجتمع وتعدده .

لكني عدلت عن الموضوع ولم أمزقه وهو في أدراجي لأنني رأيت أن وضع كل عنصر من العناصر الثلاثة الماضية مع نقيض له أو لأكن دقيقا مع صاحب موقف متناقض عن مواقف المذكورين بعاليه . يرسخ الفكرة ويكون أبلغ في إيصال المعلومة وأحفظ في عقول القراء فالمقارنة تحفظ وترسخ بين فئتين وتنتشر أكثر . فكلنا مر في خلفيته الثقافية ( كأنك شمس والملوك كواكب ).

والمجتمع القصيمي لا أعرف مجتمعا مناقضا له لأقارنه به وإن كنت أستطيع أن اضع تقسيمات وأستظهر رجال من هنا ورجال من هناك وهكذا . ولكني قد أستنطق العنصرية من ألسنة بعض كتاب الساحة فعدلت عن فكرة نقيض للمجتمع القصيمي وهو كمجتمع يقارب للمثالية الإسلامية في السعودية يستحق أن أفرد له مقالا منفردا بدون نقيض فكرام القصيم وعفيفات القصيم يستحقون أكثر من مقال فقد أهدونا وساما رفيعا يفتخر به كل سعودي شريف بمثاليتهم ونقاء طبيعتهم في غالبهم ولا أعمم .

أما الدكتور غازي القصيبي فخصمه جاهز في الحاضرة والبادية وهو الشيخ (منقاش) ومساجلاتهما وواقع حياتهما وفكرهما وتقلبهما في المناصب والأفكار ايضا لهو موضوع خصب ومثري جدا ولكني أؤجل مثل هذا الحديث ومثل هذه المقارنة . فقد نالني من موضوع سابق كتبته هنا وإنتقدت فيه بعض الكتابات او بالأدق (الشخابيط) الصبيانية في الساحة مانالني . كتبت موضوع (البرجسيين) فثارة ثائرة (مبزرة الساحة ) حتى أن أتعسهم حظا أتاني ليشتمني على سوء فهم وحين شرحت له لم يعتذر بل إعتذر لكاتب أخر وإتهمني بتهمة أبشع من الأولى وهي أنني أهاجم كل كتاب الساحة العربية ويطالبني بالإعتذار . وأغباهم عقلا وأقلهم أدبا كتب موضوعا أخر يدعي فيه أنه يعلم ما في صدري ويعلم قبح سريرتي بينما نقل فقرات من مقالي على طريقة (ولا تقربوا الصلاة ) . وجعلني حين أقول أنني لا أعلم عن هذا الشخص أنني أهينه . بمعنى أن سكان الكرة الأرضية الذين لا أعرفهم أهينهم ويجب علي أن الم وأطلع على كل سكان الأرض ليرضى عني (الوزغ النجدي ).

ذهبت بكم بعيدا وسرح عقلي وإنهمر قلمي ولكني أعود وأقول : فبحثت عن شخصية أقارنها بشخصية شمس الشبكة العنكبوتية الكاتبة (صهيل2). وقد كتبت المشرقة (صهيل2) خبرا سريعا عن (جثة) في المنطقة الشرقية فتوقعت أنها من المنطقة الشرقية فقلت لا بد أن أجد لها قرينا من منطقتها ومن جنسها . فوجدت الدكتورة أمل الطعيمي رئيسة القسم النسائي في جريدة اليوم فعدت لمقالات الدكتورة أمل الطعيمي ولكن لم أجد شيئا ووجدت أن أمل الطعيمي كدكتورة وكمسؤولة عن قسم صحفي وكصحفية – بعيدا عن شخصها الكريم- يمكن أن تختزل في عبارة واحدة وبالعامية أيضا وهي (هذه الدكتورة خبلة – بكسر الخاء وسكون الباء ). فقلت لعلي أذهب نحو الأخ الحبيب والغالي داوود الشريان ولكن داوود غربت شمسه ولم يعد له مجال أن نربط إسمه بالشمس وقد – ضحك- عليه بعض زملاء عمله اللبنانيين وحولوه من الواجهة إلى واجهة وهمية برئاسة المركز الإعلامي التابع للأمير خالد بن سلطان - مالك إمبراطورية مكشف - المبنية بالأموال السعودية و- الأفخاذ اللبنانية – الشقيقة والشقية أيضا .

وأثناء البحث عن مقارن أو قرين للمشرقة (صهيل2). وجدت الكلمة الفاصلة في إحدى الإذاعات وكان اللقاء مع عميدة الصحفيات السعوديات (الآنسة العجوز ) الفاضلة والرائعة جهير المساعد . وكنت مترددا في هذه المقارنة ولكن (الآنسة العجوز) أجبرتني على الإقدام .

لا أخفيكم أنني مازال في عقلي وحي طيب للكاتبة الصحفية جهير المساعد فهي قضت حوالي 25 إلى 26 سنة وهي تكذب عفوا أقصد تكتب في الصحف السعودية وبقيت لسنوات وحيدة تمثل أكثر من نصف الشعب السعودي في صحافته . وقد كانت لا تبحث عن المادة والثراء وعفيفة نفس وكريمة طبع وتملك القلم ولا غير القلم ولا تبحث عن الضوء بل تخفي نفسها عنه . ولكن على ما يبدو أنها رأت صحفيات تافهات فكرا ومضمونا أتين بعدها بسنوات وعرفهن الناس . فبحثت على ما يبدو وفكرت بعد أن أمسى الرأس أبيضا كيف يأتي إليها الضوء؟ .

فالمال أتى لا إراديا مع تقادم السنين ولكن يبقى الضوء . فلم تعد تملك عودا طريا وعينا ناعسة وشعرا غجريا يسافر في كل الدنيا لكي تعلن في مقال صحفي لها أن بريدها الإلكتروني مسروق . فيهب تركي الدخيل و (نشامى) جريدة الشرق الاوسط وجريدة الوطن لمحاربة العدو المقتحم للبريد هذا العدو الذي يجب أن يكون (مطوعا) . وليست – أي جهير المساعد – ممن إكتسب الجنسية السعودية بالإنتماء إلى نسب السيد الوقور (بانطح التحريري) بل هي سعودية الأصل والمنشأ ولايمكن المزايدة على جنسيتها . ولكنها سربت خبرا لموقع من مواقع الجنس الثالث الإخبارية وهو موقع (إتلاف) بأنها تعرضت لمحاولة إغتيال (مرتن وحدة ) . كان الجواب سريعا في اللقاء الذي أجري معها فقد سألها مقدم البرنامج أول سؤال حول هذا الموضوع . وبصراحة وبكل وضوح عندما طرق أذني صوتها شككت في الأمر وقلت لعله تداخل موجات وتأكدت من الراديو وإذا به على نفس الموجة . فقلت لنفسي لعلها كانت دعاية عن اللقاء مع العميدة جهير المساعد وما أسمعه آلان هو إبتكار من إذاعات العالم العربي وتقوم ببث مقابلات مع نساء في غرف الولادة في المستشفيات . نفيت الفكرة فورا فلو كان كذلك لكانت مذيعة وليس مذيعا . كل هذا لأنني شعرت أن الآنسة العجوز لكي تنطق حرفا يجب عليها أن تستخدم جميع عضلات جسدها فتخرج كل الحروف مضغوطة – مؤنث المضغوط وهو (طبخة) سعودية من أهم عوامل الإحتباس الحراري في الكرة الأرضية - فحوالي خمس دقائق وهي تتحدث ولم تجب وأعاد عليها المذيع المسكين السؤال مرة ومرتين وهي تكرر نفس الإجابة ولم تكذب موقع (إتلاف) مما يشي بخطة مسبقة . ولكنها أخيرا قالت ليس إغتيال بل تهديد . فقلت يكفي إلى هنا . وأدرت مؤشر الراديو على تفاهة أخرى لا أذكر ماهي . وما أنا أكيد منه أنني خرجت من غرفة الولادة .

جهير المساعد كانت تكتب هما إجتماعيا وتحاول أن تجد الحل لبعض القضايا الإجتماعية . وتوصي هنا وتحذر من الخطر الذي يترتب على بعض الأمور وتوصي بعمل أمرٍ ما فيه الخير الكثير . لغتها ليست بالجميلة وليست بالركيكة . يتضح في مقالاتها تهذيب المدقق اللغوي . وإن كانت حقيقة تعلم ويبدو أن للخبرة دور في ذلك تعلم الخطوط الحمراء حكوميا وتناور بعيدا عنها ولكنها ترفض التكسب بقلمها وأفكارها مرتبة سواءا إتفقت معها أو إختلفت . لكنها بعد أن إشتعل الرأس شيبا مثلها مثل صديقي داوود الشريان كاتب معتدل ومتوازن وفرد من افراد الشعب السعودي لكنه أبى في أخر أيامه الإعلامية إلا أن يقول للناس (تكفون شوفوني تروني ماني إسلامي وأنتقد الإسلاميين وسموني كما تريدون علماني أو اي شيء أهم شيء أريد أن أرى إسمي مصلوبا في الاعمدة والمقالات والمانشيتات ). وهذا ما قامت به جهير المساعد . فبعد 26 سنة من الكتابة جرى حبر قلمها لينتقد السلفية .

وهذه العادة السيئة أن يبحث الإنسان عن الشهرة ولو من خلال مواقف مذلة ومخجلة عادة تتوارثها الأجيال العلمانية في السعودية . فأحدهم لكي يكتب عن –كاتبته المفضلة- يطلب منها ان تعلن عن إقتحام بريدها . وأحدهم يقول أنا أكتب لكي (أغازل) . وأحدهم مؤخرته أشهر منه . وهكذا هم وهكذا حالهم . وإن التوافه من العلمانيين أو لنقل المتعلمنيين فحتى العلمانية تتبرى منهم من أمثال التافة – خالد الغنامي- ليطربهم حين يكتب عنهم . فمثلا حين يتطرق عبقري الساحة العربية الأخ فتى الأدغال لخالد الغنامي فهذا يطربه حتى لو فضح فتى الأدغال حقيقة عقلية ذلك التافه . ولكنهم يرغبون أن يتحدث عنهم الناس . لذلك أتمنى من جميع الكتاب وخصوصا العمالقة أمثال فتى الأدغال أن يتجنبوا الرد على هؤلاء الحثالة بالأسماء بل يرد على افكارهم مع إختيار أي صفة تحقير تليق بهم ونسبتهم لها ومن ثم الحديث عن مقالاتهم الدون وأفكارهم الحقيرة ونسفها وتعريتها أمام الناس .

للمرة الثانية أبتعد عن الموضوع ولكني أعود وأعدكم مسبقا أن هذه أخر مرة أعود للموضوع وأقول : إن أمثال الكاتبة صهيل هن من يجب أن يعتلي المنابر الصحفية وهن من يجب أن يسمح لهن بالحديث عن المرأة السعودية وأحوالها . وهن من يمثلن رأي الشعب السعودي . وهي ومثيلاتها مثال الطهارة والنقاء التي تتفوق بهما المرأة السعودية على نساء العالم .

يكفينا تهتكا ما تبثه لنا الفضائيات . نريد أن نقرأ للفاضلات والمثقفات بثقافتنا وثقافة ديننا نريد أن نقرأ ما يكتبنه لنا . نريد نصحهن ونريد إشارتهن ونريد ان نسمع ما ينتقدنه وما يمتدحنه . لسنا في حاجة دكتورة تمتدح قناة الدعارة الغنائية (زين) وتقارنها بقناة إخبارية تملك أكبر شعبية في العالم العربي وهي قناة الجزيرة القناة المؤثرة والتي جعلت أقوى قوىالارض الولايات المتحدة تتحرك ضدها وتريد أن تكمم صوتها وتعزله عن الناس . بل نريد أن نرى مجتمعنا على حقيقته النقية ونريد أن نسمع صوت نساءنا الشريفات العفيفات الطاهرات المتمسكات بدينهن ينقله نساء منهن يخفن ربهن ويلتزمن الحجاب والحشمة وينادين بها .

في مقال في بدايات دخول الإنترنت للمملكة العربية السعودية أتذكر مقالا للكاتبة جهير المساعد تنتقد فيه الإنترنت بشكل عام وتصفها بالسوء وتحذر منها ومن إنتشارها وتصفها بالغزو الفكري وغيرها من العبارات البالية القديمة . وفي الحقيقة لم تكن جهير المساعد تتوقع أن يكون للإنترنت فائدة كالتي نرى . فالإنترنت قدمت لنا صهيل2 وأخواتها وقدمت لنا كتاب نوابغ منعوا من منابر الصحافة ولم تتقبلهم الصحافة . وهاهي صهيل2 بإسم مستعار وبعمر كتابي لا يتجاوز ربع المدة الزمنية كتابيا للكاتبة جهير المساعد وبطريقة النساء الفاضلات ومن بوابة الكرامة والشرف والعزة تدخل إلى عقول القراء وقلوبهم فتحرك الافكار في العقول وتثير الغيرة على الدين وأهل الدين بكلمات صادقة مخلصة موزونة مترنمة بالعزة شادية بالشرف بعيدة عن نعق الناعقين والناعقات مؤصلة ومتصلة بثقافة تشي بها الأحرف والجمل .

أخيرا لتشرق شمس الساحة العربية – صهيل2- ولتسطع ولتنر دياجير ظلام وإعتداء حل بالأمة الإسلامية بحرف طاب نطقه وكلمة فاح عطرها . لتسر في معية ركب الخيرين تنادي بعقل وبحكمة وبوقار وبحشمة وعفة لكل خير وتنهى عن المنكر وتحذر منه وتسترجع ماضي أمهاتنا أمهات المؤمنين وجداتها نسيبة المازنية وأسماء إبنة الصديق والعفيفة هند بنت عتبة وغيرهن من سيدات تاريخنا الإسلامي الفاضلات .

وفق الله الأخت الفاضلة صهيل 2 لما يحب ويرضى ووفق الله الأخت الكريمة عميدة الصحفيات السعوديات الأستاذة جهير المساعد إلى قول الحق وجعل خاتمتها على خير وجعل منزلها في الآخرة جنات الخلود .

والله أعلم .

 

القائمة الرئيسية