الكاتب5

 

 


      

 

                                                      *   الساحة العربية تحت هجوم (البرجسيين) .

 

 

أحد الأصدقاء عندما يضجر من الحديث في الواقع المؤلم لأمتنا يهب ليزرع أحلاما مشتركه يصنعها ويقننها .فكان كل مرة يوجه لي سؤالا (كيف تتصرف لو أن لديك كذا؟ أو كيف ستتصرف لو ملكت الثروة الفلانية من المال ؟.) . كنت أنزعج باديء الأمر من السؤال وأجيب بكلمتين لأقطع الحديث ولكن يغلبني الحلم والتخيل فأندفع أحلم وأحلم حتى أضيع وقتا لو قضيته في شيء مفيد لكان أسلم لعقلي ولعقل صديقي .ذات مرة سألني (كيف ستتصرف لو كانت ثروتك مليار ريال؟. وإستدرك و كم ستمنحني منها وكيف ستتصرف بما يبقى لك ؟. ) . ونظرا لخبرتي الشديدة مع صديقي ولأنني أعلم أنني سأضيع من وقتي مايزيد عن الساعة في نسج أحلامي ومراجعة مشاريعي وما يصلح منها وما لا يصلح مع الصديق العزيز وأيضا هذا يقتضي ساعة لصديقي ليحلم أيضا ويجب علي الإصغاء لكل أحلامه .قلت له : لن أمنحك ريالا واحدا وهذا المبلغ لا يكفي لتحقيق طموحاتي فما بالك بأحلامي؟ . ظننت أنني وضعت حدا للأحلام ولكن صديقي لم يترك أسئلته الحالمة . فبالأمس عاد ليقول لي (لو كان لدي مليار ريال تعرف (وش أسوي )؟.). قلت له : لا أعرف ولا أريد أن أعرف .فنظر إلى ساعته إشارة إلى إلتزامه بمواعيد أخرى . ولن أقول لكم (أين سيذهب صديقي ؟.)

ويقول الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع –إحدى شخصيات رواية شقة الحرية للروائي الكبير الدكتور غازي القصيبي - مجيبا على سؤال كيف يكتب قصائده القصيرة ؟.

يقول : أستحضر الفكرة .ثم أضع مقدمة ثم أطرح الفكرة. ثم أشرحها .ثم أقول رأيا فيها .ثم (أضرب ضربتي) وأنسحب من القصيدة . كثير من كتاب وكاتبات الساحة لايملكون الفكرة ولا يعرفون المقدمة من المؤخرة (خطرت في بالي مؤخرة النتن النقيدان) ولا يعرفون الفرق بين الشرح والطرح ولا يعرفون إختتام المواضيع . ولا يكتبون مواضيع قصيرة ولا طويلة .ولكنهم يشاركون في الساحة .لهذا الساحة تنخفض ولا ترتفع وتتحول من منتدى كتابي إلى منتدى قص ولزق . على فكرة ... سيلومني بعضكم وما الغرض من التعرض لكلام عبدالرحمن رفيع ؟. وأقول رأيت البطالة فتذكرت وزير العمل الدكتور القصيبي فتذكرت شقة الحرية فتذكرت عبدالرحمن رفيع ومشكلته مع غازي حين حدد شخصيات شقة القصيبي ورفض القصيبي أقوال عبدالرحمن رفيع . فتذكرت كلام عبدالرحمن رفيع وأنه ضرب ضربته ولم ينسحب بل تورط مع سعادة الوزير عفوا معالي الوزير .وتورطت أنا مع كتاب الساحة عفوا كاتبات في الساحة .

ويقولون الكتابة رسالة وأمانة وفي الحقيقة أنني أختلف مع هذا القول فهو قول مطاطي فكلا يفصل الأمانة على ما يشتهي وكلا يوصل الرسالة التي يراها . ولن يتوقف الأمر عند رسالة معينة أو طرح معين يمكن قبوله .

في ساحتنا الغراء الكل يكتب والكل يشارك والكل يقول ما لديه والسماء تمطر (يوزرات ) .إهتزت الخبر فخرج لنا عضو أو عضوة لا فرق إسمها (نوف الخبر) .فقيل أن هناك تحرك في منطقة الهدا بالقرب من مدينة الطايف فخرج علينا عضو أو عضوة إسمه (بنت الهدا ) .أرسل العواجي رسالة مفتوحة لخالد الفيصل فظهر (صديق الكلمة ) و (فهد الفهود ) و (تيس التيوس). وبالأمس أتت الأنباء بأن هناك مظاهرة أو معارضة من قبيلة في مدينة الطايف على ملكية أرض فرأيت عضوا اليوم يتحدث عن القضية إسمه (ساهر الطايف) ولم تره عيني من قبل .

كتب الكاتب5 مقالا عن بعض مشائخ وشيخات الساحة العربية فخرج العضو (إبن أبي بكر ) يقول أنه يعرف الكاتب5 وهو كاتب قديم في الساحة ويتحدث عن كاتب لم أحضر للساحة إلا بعد رحيله ويقول انه يعرف تاريخ ذلك العضو منذ أربع سنوات بينما أول مشاركة له هي للدفاع عن بعض شيوخ وشيخات الساحة قدس الله سرهم .وهكذا مشاركة واحدة ويختفي الــ (يوزر) . والسماء تمطر يوزرات وعبدالرحمن رفيع متورط مع القصيبي وأنا متورط في الساحة العربية .

يتحدث بعض الكتاب عن الأمانة وعن حب الوطن وعن أنه يدافع عن الوطن ويحارب حربا ضروسا من أجله وأنه يقول الحق ولا يخاف لومة لائم ولكنه يخفي مشاركاته . فهل حب الوطن والمحاربة من أجل الوطن وقول الحق تعد تورطا وعيبا يستتر منه؟ .

تتعب قلمك وعقلك وتكتب موضوعا وتنسج فكرة وتتحدث في موضوع طويل وتستخدم كل مقدرات اللغة إن وجدت لديك فيأتيك عضو بكل كبرياء ويقول ( يا رافضي ) ويأتيك أخر وأنت تتحدث عن خلل في الدوائر الكهربائية في طائرات البوينغ 737 فيقول (ياكويتب خمسة يا رافضي أنت تنسب كل شيء للوهابية ) فيظهر يوزر آخر بعد مرور شهر على الموضوع ويقول أنا عقبت وعقب غيري على المقال وقد هرب صاحب المقال من التعقيب علينا فيبدو أننا دمغناه بالحجة . فهو يتحدث عن البوينغ وقلنا له لماذا لم يتزوج قيس من ليلى ؟. وكيف له أن يكذب علينا ويتحايل ويقول أنه لا يوجد ركن في الدائرة وأنا أكتب تعقيبي هذا وأنا أجلس في ركن الدائرة ؟. ويسأل كل الدنيا ليفضح الكاتب ويقول لماذا لا يرد هذا الرافضي على هذه التعقيبات التي تستحق التعقيب ؟.فتتجاوزه مرة ومرتين ولكن في الثالثة لا بد أن تلوم من منحه الحق ان يمسك القلم وأن يشارك في الساحة العربية .

إنتشر على الشبكة فيلم دعارة فيه أحد الرذيليين يقوم بإذلال عشيقته فتحولت الساحة العربية إلى الساحة البرجسية – إسم الرذيلي – وكلهم غاضبون من الفيلم ويبدو والله أعلم أنهم شاهدوه وداعبهم فضولهم ليشاهدوا ومن ثم يصرخون على الناس ويقولون (عيب عليكم لا تشاهدون الفيلم والله إنه يقطع القلب ) يعني أنهم هم وكلاء الله في أرضه وأعينهم عندما ترى الفضيحة تمثل سترا لها وألسنتهم تلوك القصة وليس فضحا لها . ومزقوا عرض الفتاة المسكينة أي ممزق ومزقوا كرامة أهلها .ومن ثم أتى كاتب في ساحتنا الغراء ليحل القضية ويقول أنه أتى بعريس للفتاة المغتصبة .وهذا يعني أن (نشامى ) شبكة الإنترنت سيقضون على مشكلة العنوسة فمن لديه فتيات عوانس فقط عليه أن ينشر موضوع عن قصة إفتراضية وسيجد (نشامى ) الساحة طوابيرا أمام منزله ليستروا على الفتاة التي هتك عرضها (البرجسيون ). لا والمضحك طوابير المثنين على الموضوع . الموضوع يقول إستروا على الفتاة ولا تتحدثوا عنها وكل يوم يتصدر الساحة ويصل القراء إلى عشرة ألاف وكلما زاد الحديث زاد فضول الناس ليروا هذا الفيلم الذي شاهده (نشامى ونشميات) الساحة العربية و (هيض) قريحتهم وأقلامهم وأشعل فيها زناد الغيرة والحمية على فروج طالبات الهوى . ويستمر مسلسل السقوط الذريع لهؤلاء الكتاب في منظر مخزي ومشين وهم يعتقدون أنه علوا ولم يعلموا أنهم يرتكبون متاجرة وتشهيرا يمارسونه بأشنع أشكاله .ولا يعلم هؤلاء أن النصيحة في العرض على الملأ فضيحة وليست نصيحة .

قبل فترة كنت في دائرة شبه حكومية وكان في الإستقبال شابين سعوديين في قمة أناقتهما أسعدني المنظر وسعدت أكثر عندما تحدثت إليهما وسألتهما عن مكتب أحد الموظفين هناك. فتقدمني أحدهما ليدلني الطريق وليته لم يفعل فقد لاحظت وجود (فتحة) في أسفل ثوبة تعادل (10) سم فظننت أنه (شق) في الثوب ولا ضير في ذلك ولكني لاحظت زخارف حول هذه الفتحة وأيضا (الشق) بنفس المقاس في الجهة الثانية . كان يسير أمامي وأنا أنظر إلى ثوبه وأتأمل .فتوقف وأشار بإصبعه إلى مكتب من أريد ووقف ينتظر مني كلمة شكر . فكانت كلمة الشكر (حلوة التنورة اللي لابسها الله يحفظك ) .لاحظت تهيج في دماء وجهه وتركته دون أن يعقب على قولي .

وهكذا هم كتاب ساحتنا يتبعون الموضة . وينسون ما قبلها فحين تحدث العواجي كل الدنيا صارت عواجي وخالد الفيصل بينما القصف الإسرائيلي على أشده .والعفو الملكي السعودي يشارف على النهاية .ولا من أتى بخبر . وحين حضر لويس عطية الله بمقال حضرت إلينا العقلانية وأللاعقلانية وغيرها من اللويسيات وكأن الدنيا لويس عطية الله .

أحدهم إو إحداهن يتحدث عن البرجسيين ويقول قبل الطبع والعلمانيين هم السبب .فيهتف له الجمهور فيتبطح يمنة ويسرة . ولا أعلم أي طبع ولا أعلم عن أي علمانيين يتحدثون ؟.فقد قلت لهم حاكموا تركي الحمد .قالوا انت خارجي ومتثير الفتنة .وقلت لهم عبدالرحمن الراشد يمثل أمريكا وهو محارب لله ولرسوله ويشتم القرأن فقالوا لا تذكر أخطاء ولي الأمر في الظرف الحالك التي تمر به البلاد .فصمت المسكين الكاتب5 يخاف من زوار الليل وطوارق النهار .ولكن الظرف الحالك خلال ليلة واحدة تغير وأمست كل الصحافة السعودية علمانية والحكومة السعودية علمانية وهذا ليس خروج بل نقد من أناس لديها وطنية . ويجب أن يصمت الكاتب5 . وهؤلاء هم من يعلم ومن يتكلم ومن يقول .

الساحة تهوي ومواضيع القص واللزق تهب رياحها .والكتاب المشهورين الغير معروفين لهم من ينقل مقالاتهم في الساحة ويقول كاتب مشهور أرسلني بهذا المقال .فلو عقبت عليه وجعلته يدرك أنه (أتعس من حمار أهله) سيقول لك . أنا مجرد ناقل . نقل الله صحته من جسده .

كاتب مشهور في الساحة يضع العلم السعودي في بداية مقاله ويكتب مواضيع منضبطة اللغة ومنظمة ومنمقة ومن ثم يعقب ويقول ( ماعندك ما عند جدتي ) ويردف ليدمغ بالحجة ويقول (الله يرحم مزنة ). ثم يضع العلم السعودي ويدبر عن الموضوع . فيأتي من يشكره ويتحدث عن إنتصاراته الكبيرة في معاركه الفكرية . وهو من فلق عبقريته لو سألته أين رأسه وأين مؤخرته لما عرف ذلك وقد يطلب الإتصال بصاحب المؤخرة الكبير ( منصور النقيدان ) أكرم الله القاريء الكريم .

قبل أيام إلتقيت بصديقي الحالم المذكور بعاليه فسألته هل تدخل للساحة العربية ؟. فقال لا لم أعد أدخل إليها ( بصراحة الساحة صارت( مبزرة) ولكل من هب ودب ) فقلت له : صدقت .وأتبعتها بالله عليك تخيل لو أني مشرف في الساحة أو مالك الساحة العربية (وش تتوقع أسوي ) ؟. فقال : (الله يرحم حالك) أقول لك لو كان لديك مليار ريال فتقول أحلام و (خرابيط) ونهاية أحلامك مالك لموقع . ثم أردف ضاحكا وبتشفي : يا ذكي تخيل أن لديك مليار ريال ومن ثم تقدم لشراء موقع الساحة . فقلت كما تريد : فلدي أمنيات حول الساحة أريده أن يسمعها .ولكنه قطع علي كل متعة في الخيال والسرحان وتخيل وضع بناء وسليم للساحة .وقال : (بالطقاق ريحنا من السياسة ومن الساحة ودنا لفلان لي فترة ما شفته ) .فأدركت أنني تورطت وبقيت كلماتي وأمنياتي وأحلامي في صدري أريد أن انثرها ولكن صديقي (يفرمل) لمثل هذه المحاولات فنظرت إلى ساعتي وقلت إن لدي موعد مع صديق . فودعني قائلا : مع السلامة يا مالك الساحة العربية .فعلمت أنني تورطت عندما كبحت أحلامه المليارية وإنتقم هو بدوره أحلامي الساحاتية .وهذه بتلك ومازالت أحلامي متورطة تريد أن تفصح عن نفسها .

تبقى لدي ما تفيض به الصفحات ولكني سأتوقف هنا بعد أن ضربت ضربتي ولم أتورط ولن أتورط فالشمس لا تحجب بغربال . والساحة العربية بحاجة ماسة لتقنين طريقة لحفظ هبيتها . ووضع إشراف على كيفية المواضيع وكيفية النقل وكيفية النقاش الجاري ويجب أن توضع الأمور في نصاب حقيقي .ويجب أن تبعد المواضيع الغير سياسية من الساحة السياسية ويجب أن يتم وضع مناهج تدريبية لصقل الكثير من الأقلام هنا .ويجب منع مواضيع ( أبو كلمتين ) ومواضيع الأخبار المكررة والملفات التفاعلية التي لا تخضع لإشراف الساحة وتنسق مع إدارتها .

طرفة النهاية :

تحدثت إحدى المشاركات في الحوار الوطني وقالت أن افضل رجال على وجه الأرض يحسنون معاملة النساء هم البرازيليين والإيرانيين . فهب أحد المشاركين مجيبا : وهل تعلمين ماهو إسمي ؟. قالت ماهو ؟. قال : ألفريدو رفسنجاني .

والله أعلم .

.................................................................

 

القائمة الرئيسية