لطيف بدرام
1
أيها الحب كيف تزهر هنا
في إعصار ثوبها المخطط
تزوبع
تحت نظرة كابول الجريحة
تسقط في نهر الألوان العميق
عينان ملائكيتان جمليتان
تتحطمان على بلاط الشارع
خصلة شعر طويلة متموجة
تمتزج بالأرض، بالحجارة، بالغبار
لا أفق محتملا، هنا،
أيها الحب!
أيتها الحرية!
كيف تستطيعان أن تزهرا، هنا؟
حين فارس القبيلة الحكيم
يدير ظهره للعتمة
ليواجه الظلام
حين، القلب الذي حطمته الصرخة،
يدخل في معركة بلا رحمة
ضد نفسه؛
حين يغادر المرتفعات المريرة
والوحدة
كي يختبئ في صدفته
أيها الحب!
أيتها الحرية!
كيف تستطيعان أن تزهرا، هنا؟
11
هذا الشيء الذي يشبه الدماء
هذا الشيء الذي يشبه الريح،
هذا الشيء الذي يشبه البحر،
هذا الشيء الذي يشبه القمر
هذا الشيء الذي يشبه الخبز
<<عن عطش قصيدة حزينة وحبية>>
عليّ أن أكتب.
برق آلاف الانفجارات
في النهار
أثناء الليل
أيدي آلاف المتسولين الممدودة
في الشوارع الجريحة
<<عن المدينة الجديدة>>
عليّ أن أكتب.
نحيب المطر العجول
على موت الاخضرار
على موت الفرح
يشرب الليل بأسره
في كؤوس الحزن المعتمة
عن <<الرشاشات، القذائف، الدماء>>
عليّ أن أكتب
هذه الوجوه
التي أحرقتها الريح
التي أحرقتها الشمس
هؤلاء الرجال البائسين، الذين فقدوا شرفهم،
الذين يقعون في حضن الجوع
حاملين عبء الجراح
هذا الشيء الذي يشبه البكاء
هذا الشيء الذي يشبه الدماء
هذا الشيء الذي يشبه كابول
علي أن أكتب.
ذكرى
من وقت إلى آخر
يلزمنا جرح
كي نقفل الأحلام والذكرى
أنا على طرف الصحراء
أنا على طرف النهار
الليل شجرة
بثمارها
اللامعة.
الليل
اللحظة الوحيدة التي أستطيع رسمك فيها
طاهرة
مهذبة
لامعة
الليل
رمانة الذكريات الهادئة
في ذاكرة الشمس.
تعريف
غادر لطيف بدرام أفغانستان منذ عامين، وهو يعيش حاليا في فرنسا. لم يتجاوز الأربعين بعد من عمره. كاتب وشاعر وأستاذ أدب وصحافي، أي باختصار، هو أحد المثقفين الأفغان، الذين كان عليهم الرحيل من بلادهم، بعد أن تعرض لاضطهاد حركة طالبان، التي أصدرت في العام 1996، فتوى مفادها أن الله لا يقبل الشعراء والرسامين، لأنه حذر النبي من الشعراء الغاويين. يعمل حاليا في البرلمان الدولي للكتاب.
وقد صدرت بحقه منذ فترة، فتوى من حركة طالبان، دفعته الى اختيار المنفى.
أفغانستان الشعراء المغتالين والنساء الموءودات وحاملي اللغة والكتب على طريق المنافي- الملحق الثقافي- إسكندر حبش - السفير - 2001/10/12