أسامة بعلبكي
الروح غير مؤاتية للواجب،
صيحة العضل المخبولة زمجرت..
لم يكن في الحسبان أن يسترعي انتباهي ارتفاع الراية على السارية،
جوقة الأغرار غير موفورة العزم،
خفف عنّا أيها الآمر
حقل آفات النمل،
على هضبةٍ مرتبةٍ بغلّ
آه للحسرات التي أطلقها المروعون من هناك
في فضاء تلك الأمسية الربيعية الساخطة
خفف عنّا أيها الآمر
هل يكفُّ الاحتدام في الرأس،
في زمن الجهوزية؟
هل نتخبط في النشيد؟
هل ينسى الشارد فكرة التهور؟...
كان ذلك ابتداءً،
ثم ما لبثت أن تعالت نصائح جمع المتكاثرين في تلك العادة اللازمة.
لا تداوم على الفطنة،
لا تجاهر بالكبرياء،
الشفاء موثوق،
خفف عنّا أيها الآمر
أيّار 2003
سهواً،
كمن تصعقه الكهرباء،
لونني الشحوب
لو بوسعك يا عمرُ،
لو بوسعك...
فال لي الخريف:
تفرغ للضمور،
لن يكون ما تصبوا إليه
عمرك صارم الخلل.
حزيران 2003
رأسي
المغروس بالطنين،
و الوساوس الساهمة
كالجرحى المتبرمين، مهلاً،
قلبي المبلل كجرار ٍ نازفات
في تجويف ٍ خامق ٍ لأمسية نحاسية، مهلاً،
و إنما يشجيني الأسى
و عبوركم أمامي بصمت،
بصمت ٍ و حيطة...
تموز 2003
أذكر
أن راودني نحو البكاء
اجتهادٌ طفيف،
كأمسيةٍ فاقت كل احتمال،
و غناءُ رهط ٍ من الكلمات،
متناسلات ٍ كوجع ٍ خفيف،
و صراخٌ حامَ فوق الخليج.
حمل الريحُ وخزاً ممتعاً
كالثناء...
تموز 2003
عشيةً،
مكللة بالورع
رأيتك
في حضن المنزل الراعش
بالورع مكللة ً
و كأنما أذهلتني
ضيافتك الجارحة
و كأنما أذهلني
انتصاب الظنون في عينيك
و أنت بجوار الشجرة الدامعة
لا تنهيدة أفلتت منك
غير أن الأوراق التي أرهفت لك السمع
ارتعشت سخطاً
إثر التوائك المسنن
في حضن المنزل الراعش
تموز 2003
نهرٌ
أضاع المجرى و انهمك
في لوعة التصرف.
العبارة أثقل من أن تنجز
أو تقول
في جريان العادات، و أفول الأيّام و الشهوات،
و تلاحق الأحداث في حومة المودة
كأنما سيلان الوضاعة مقدرٌ في أصل الأفعال.
العبارة أرهف من أن تردع
لأنها ارتداد لحيائنا
و انشقاق للندم عن الصراخ.
تموز 2003
أي صبح ٍ ماهر
ذاك الصباح الذي أفاقت عليه عيناك يا "فيرمير"،
أي شهامة،
و ما بال تلك المرأة لا تعيرنا انتباهاً
إذ أشاحت بوجهها كطفل لا يرغب النوم،
ما أجمل أن يدوم اللوم
"الموناليزا" لم تكن راغبة في أن تُرسم،
غير أنها صبرت على إلحاح الرسام،
و نسيت نفاذ صبرها.
تموز 2003
اليوم،
و بعد معاناة طويلة مع مرض ترقب بزوغ الفجر،
و التمعن في ما يسبب الشفاء حيال العطش،
و روعة ما سيكون إذا ما انقشع الارتياب،
أدركت أن حياتي بلون المكيدة،
و أن العطلة الصيفية لن تدوم طويلاً
متمنياً إصابتي بوعكة معتدلة
بطعم الإنصاف و روح حسن التصرف.
آب 2003
عندما تدلّى المعنى في رأسي
كعنقود صعب المنال،
في عريشة مقتدرة،
أمسيت مفتوناً بحقل الشبع
و شدو التمنّع،
متمنياً
لو يفارقني وجع الوثبة
آب 2003
حلم
بشيخوخة لبقة أحلم
كسائر الصخور
بجنة من غير مراوغة
و شتاء على مدار السنة
بحب من غير ندم
و شقاء محفوف بالأنس
بمزاولة عمل من غير قصد
و نزهة في شارع مقفر
بضجيج منطو ٍ على همس
كأنعم ما في الانطباعية
باتساع مدى البطالة
ليتسنى لي الرسم
برائحة المطر الأول و الزعتر
إذا اقتضى الأمر
بمجيئك قبل الأوان
و شحوبك إذا أخفقت
بغفرانك بعد ذلك
و شعوري بالنجاة
و احلم أيضا بالنزوح
بعد حين
إلى الدنمارك
أيلول 2003
الوشاية أجدر، أو حراستك كاذبة
مترنحٌ في المدى العلوي
منصتٌ لتوسلات كثيرة
مستساغٌ من كثيرين
سهل الانقياد
مولع بالمناجاة
آيها القمر الكفؤ
موّلد بلبلةٍ عريقة
ما دهى الكوكب المأهول ؟
قل لي وشايتك...
أيلول 2003