القصيدة المعسلية

تأليف الشاعر المخضرم محمد بن علي آل بحراني

 


اغـنم زمانك فإنه لـن يدم إلا ثوانيــــا

والمعسل إن لم يكن فما للدنيا من معانيـــا

الشيشة هي صاحبي في حلي وترحاليــــا

إن غابت غاب عقلي وقلبي وروحيـــــا

لمجلسي هي مؤنس في صبحي وليـليـــا

ومن طلب العلا سهر اللياليـــــــــا

إن سـامـرتـها وجالسـتها فـمــــعذر

فهي لي كمقام قيس من ليليـــــــــا

فإن كانت هي جليسـي فـي مجـــــلس

فانا صخرة لا أتزحزح من مكانيـــــــا

 

 


هي لي من بعد زوجتي حـبيبـــــــة

لا يفــرق بينــنا إلا موتـيـــــــا

لا ينافـس قلـبي حـب بـعدهـــــــا

إلا مـا وصـى الله بحب أبي وأميـــــا

فـإن كـان حبـي لها جريـمـــــــة

فلـيشـهـد الـتاريـخ أني جانيـــــا

حتى في قبري كـنت واصــيـــــــا

هــي رفـيقي بعد موتي فـي لحديــــا

فما للحبيب بعد عشقه من عشيقــــــة

ولو كان في جنة ذات قطوف دانيــــــة

أنا لهـا فـي الحب متيـــــــــم

أرانـي تابـع لـها غاويــــــــا

فإن كان لها في أهلي معاديـــــــا

فإن الأب كان لقيس جانيـــــــــا

 

 


أرجيـلة هي لـي وأنا لــــــــها

برغم أنف كل جبار عاتيـــــــــا

فيـها الـماء وفـيها الـنـــــــار

ودخان ذو نكهة هو راويـــــــــا

فحم لها علـى الرأس جانـيـــــــا

في وسط القلوب هو راسيـــــــــا

وصوت لها كعصفور مغـــــــــرد

يشجى الآذان كصوت الحبيب مناديــــا

هي إفطاري وغدائي كل يــــــــوم

ولا أستغني عنها في عشائيــــــــا

 

 


كم حرب قامت عليها ووضعت أوزارهــا

وكم صلح كانت له راعيــــــــــا

فلها في السقام حلـول عــــــــدة

منها أنها للصدر مصفيــــــــــا

إن كان الطبيب للجـروح مداويــــــا

فهي لكل سقيم عليل شافيـــــــــا

فما أحـلاها بأنـواع المعســـــــل

فخفخينة وخمس نجوم وراقيـــــــا