صـــهـــــــيـــل القــــصـــــــــــــــائد

وكالة آرس 
للبحوث والنشر 


الشاعر
أحمد بلحاج آية وارهام

  الرئيسة
HOME PAGE
   

أحمد بلحاج آية وارهام

الشاعر المغربي الكبير أحمد بلحاج آية وارهام

أحمد بلحاج آية وارهام شاعر مغربي كبير له عدد مع الأعمال الضالعة في التحديث الموجه والمقنن بأبعاد معرفية ثاقبة 

الولد النبوي

 

 I

في كهوف الألم
حطني ، وارتحلْ
ذلك الولد النبوي الذي
لم يغلسْ مواعيده
منذ أشعل في الدم أنجمه
لم يعق الوضاءة 
في مقلة الأصفياء
حطني 
وأنا مثخن بصعاد المساء 
أيها الولد الولد النبوي استقل
من مماتك
هذا الهوى خيمة 
بالرؤى تكتحل
ضمني لحظة فالجنون عليَّ يهل
لحروفك نكهة ما نشتهي 
ولشمسك إبحارها 
في تضاريس أرواحنا 
جئتنا 
والزمان خوابٍ
تطلسمها صحوة القاف 
لا ماء حلم يباسطنا جئنا 
والدروب تخبئ أشواقها 
في شقوق البصائر 
متنا سؤالاً على حافة الرعد 
غَرْثَى السراديب تولم في لحمنا 

II

ما الذي من حطامه ينهض هذا الحطام الأنيق ؟
طائر 
كيمياءُ موسوعة مدت كما صبوات البريق 
ريشة ضحك النبع 
والنبض أورق 
لم يعد الطقس أسورة 
تسرق القمر المغربي 
هو ذا الولد النبوي 
يؤثث ذاكرة المستحيل 
له النبل بوصلة 
وله زهرة 
ذات عين 
من عطرها تخجل الكلمات 
عربشت فوق أمدائنا 
وعلى الوقت أرخت رحيق الظلال 

III

صرختي تصفع الكون
وجهُ الهواء يمزقه الفقد 
أهبط مستنقع العجز 
معتمراً لوعتي 
كيف تخبر هذي الحساسين عن جسدٍ
هربته الحروف ؟ 
وعن ولدٍ نبوي 
تهلل باسمه مملكة الشعراء ؟
 

* الولد النبوي : هو الشاعر الفقيد عبد الله راجع . والتركيب مستعمل في النص بحمولته الدلالية اليونانية ؛ التي ترى الشعر نبوة والشاعر نبياً 

 

النجمُ الغَرَّارُ

 

I

له الاسم منتشياً 
وله ظبية الكشف ترعى هديل الفيوضات
من سكرة الصوت تنهض لحظته 
كيف تضمره في المرايا الهواجس
إن مسها ؟ 
قاب قوسين كان من الشطح
والرجمُ سبعٌ شداد
إليه يُفَوِّقُ
غلقت الريح أبوابها والعرائك مدت مناقيرها 
إصبع سقطت في المساء 
لبستُهُ رؤيا 
على سقفه العينُ تنقش أمواجها 
ما الذي في الدواخل يطفئُ ميلاده ؟
الكون جمجمة 
بين أعتابها 
ترك النبض طفلاً 
يروزهُ عنكب حمى 

***

على حافة الحلم ليل يسيل 
وظل يصيح : اعترف 
زجاج المشيئة وجهك 
جرثومة العشق جذرك 
ماء البلايا سبيلك 
عن عرصة الروح صمتك 
لا ينحرف 

ـ سَ ـ 

زجاجة القلب

كنت لشدة ما لا قيت مثل الخرقة البالية في الشجرة العالية ، تذهب بها الريح الشديدة شيئاً فشيئاً ، لا أبصرُ شهوداً إلا بروقاً ورعوداً ، وسحاباً يمطر بالأنوار ، وبحاراً تموج بالنار . والتقت السماء بالأرض ، وأنا في ظلماتٍ بعضها فوق بعض ، فلم تزل الجذبة تخترع لي ما هو الأقوى فالأقوى ، وتخترق بي ما هو الأهوى فالأهوى ، إلى أن ضرب الجلال علي سرادق الكمال ، وولج جمل الجمال في سم خياط الخيال ، ففتق في المنظر الأعلى رتق اليد اليمنى ، فحينئذ تكونت الأشياء ، ونودي : أيتها النفسُ قومي ، وادخلي في سرادقي . دخلتُ ، فانفتحت زجاجة القلب . ما كذب الفؤاد ما رأى 

*     *   

أتى صاهلا بفضائحه السندسية 
قنديله عتبات الرجاء 
وأوراقه كالسكينة 
بالبوح حلق 
حرف يصب الشموس ، وشمس تبيع النفوس إذا أغطش الطبع 
معشبة بالعمارة حضرته 
كل خائنة ، ولها طائر من لذيذ الفناء 
لمسبحة الفيض أيامه ولنبض الوسيلة طلعته ، 
جزر من مباهج تسكن نورسه السكر 
ما أبعد الكأس عن شفتة العصرِ 
مد المريد جراحه في نغبةِ
هي أرحب من ملكوت البصائر 
غوث تسلق السر 
أم فسحة في ضرام التملي ؟ 
طواني على حد غمضته الكاشفة 
كما لبن في ضروعالأماسي 
أأهرب من رصد الوسوسات 
وأغرق في سلطة النفحات 
ولا جلد يقبلني ؟
إنني شهوة خربتها الحقيقة 
أمزج ظلي بضدي وتمرق مني طباع الطباع 
إليه اشتكتْ قشرها النفسُ 
واعتصرت عمرها الخمرُ 
أيُّ الأواني يفيض على مزنة الروح ؟ 
بابٌ لخطفٍ 
وباب لمحق
فهل غادرت بذخ الشوق هذي الهيولى ؟

 

محصي الزائرينCounter

 وكالة آرس         غابة الندنة      الموقع : أخبر به صديقاً


شبكة الأخوين الثقافية