يومية 
كحفلة راقصة في حانة ليليةْ
أصيلة 
تجتر مروياتها بمبدأ الرويَّة
جامعة 
كدفتر الديون في بقالة شعبيةْ
مفيدة 
للكل : للمدير .. للموظف 
بما حوت من تسليات رائعةْ
كلماتها متقاطعة 
ـ لعاطلٍ مثقفٍ 
يقرأ في حروفها سنين عمرٍ ضائعةْ 
ـ لبائع متجول ِ
يلف في أوراقها شطائر الفلافلِ 
مفيدة 
ـ لمدمن الجلوس في القهوة .. كالذبابْ 
يلحظُ بالنظارة السوداء في ارتيابْ

من ظن في ابتسامه سخريةً
من طلعةٍ بهيةْ
تزين الجريدة اليومية 
كآلةٍ 
يحسب ما اقترفه "الخطير" في الشهيق والزفيرْ
ككاهن 
يعرف : ما منبته الأول؟
ما مصيره الأخير ؟
فيكتب اعترافهْ: 
مخرب مبتسم عنيد 
يرتكب الثقافة 
ويزدري البهاء في الصحافة 

يومية جامعة منوعةْ
أبوابها مرقعة 
بالمدح والسباب والفضائح الملمعة 
ونشرة الكوارث القومية 
خليطة عجيبة موفقة
كأكلة هندية 
ومثلما الصداع في عواصم تنام قبل النوم
تجيء كل يوم
ترفل كالخريف في أوراقها كبسمة الفائز بالتزوير .. للرعية صادقة 
كمومس تقسم كل حين بشرف الخدين :
ما اقترفت في عمرها خطيئة 
مخلصة 
إخلاص قلب مفلس 
لعانس غنية 
مانشيتُّها العريض يحكي دائماً عن سهر المختار كل ليلة 
في ضيعة القضية 
وعن خشوع قاتل 
صلى على الضحية 

جامعة مانعة موجزة
لكنها تصاب بالإسهال في تحليلها 
لفرصة الشعب الذي ينام في حرية 
يجوع في حرية 
يموت في حرية 
يعشق سحر جزمةٍ تفوح عسكرية 
بمنتهى الحرية 
ويقرأ الجريدة الأمية