أتهجى رمل الوطن

 

شعر  
بهاء الدين رمضان

 

إهداء
إلى أطفال فلسطين والعراق
معاً لن نترك ذرة من رمال أرضنا العربية الغالية
وإلى محمد ورؤى أمل الغد المشرق
بهاء الدين

****

 

 

فضاء
لكونشيرتو الضجيج

 

 

 

هم قادرونَ

على الضجيجِ

.. وهجر كل حناجر الشرفاء

لكن ..

ربما ..

ببساطة البلهاءِ

حين استنكروا أصواتهم

وتناثرت كل الشظايا حولهم

لم يكتفوا بضجيجهم

فاسترسلوا

ومضوا إلىّْ

………

………

………

ماذا عليَّ الآن .. ؟!

هل

أجتاز خيبتهم

كروح للشهيد

حكاية للمستباحِ

من الأمورِ

وأرسم الكورال

حنجرة

لمخمور يصارع قوة الجاموس

والأبقارِ

والأسرابِ

وامرأةٍ

تنام على سرير دافئ

في ليلة شتوية

أي الرعاة إذاً يثور

وقلما

يتخطف الطير

الجماجم والعظام

... وهكذا ،

فمن المؤكد أنهُ

لن يدرك المخمورُ

كيف سيطفئ المصباحُ

ضوءَ الشمس

حين يطارد الخفاشَ

صوب ضجيجهم

………

………

………

ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!

وامرأة الحدائقِ

ترتدي

ـ من أجلهم ـ

هذا السوادَ

تعاقر الجثثَ

التي قد أحرقوا أعضاءها

وتبادلوا لحماً طرياً

……………………

……………………

……………………

ـ ربما وضعوا العظامَ

تميمةً

فوق الحوائطِ

.. والدماءَ

وربما خدعوا العناكبَ

ليقرؤوا آياتهم ـ

وتبادلوا لحماً طرياً

والقطا ..

………

…….…

.………

ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!

والرَّدْهَاتُ مظلمةٌ

وتملؤها الرياحُ

فحيح أنثى

خارج الدوران ،

أو في داخل الأعضاءِ،

والشهواتِ

والردهاتُ

مظلمةٌ

وتثقلها مظاهرة لطلاب

تلصص بعضهم

لمجرد الفوضى

فهل هم قادرون على الضجيج

ورقصة الزنجيِّ

حول النارِ

أم ..

ستظل أوردة الحقائبِ

تنزف المستقبلينَ

ـ بدون رغبتها ـ

لكونشيرتو الضجيج .

 

 

في القاهرة

 

 

 

في القاهرة هنا

تتغير كل الأشياء :

الأرحام

الألوان

النساء

عقاقير الهلوسة

العربات

الأرصفة

الأدخنة

لفافات التبغ

الأحلام الليلية

أصوات الباعة يتلون أناشيد الزمن

العشاق على النيل

الأقدام المتراصة في مترو الأنفاق

الشعراء

تتغير كل الأشياء

إلا أنت ستظلين القاهرة .

 

انشطار

 

 

 

نصف إطار

ونصف امرأة عارية

ستمارس يوماً ما العشق مع الموتى

تركع كل صباح لاستقبال الجثث المبقورة

والمبتورة

تملؤها بالخمر

وبالأحزان .

 

نصف إطار

وأنصاف رجالٍ

محشورين في فوهة المدفع

والشرطي الخائف يتوضأ

تحت النهدين .

 

في نصف الوقت الآخر

سأحاول أن أطلق صرخات

تشبه صحراء الربع الخالي

وتشبه أطفالاً جوعى

حتى ينشطر النصف

إلى

نـصـفـيــن

 

الغائب  

 

 

النساء اللاتي

يهجرن سريري

في آخر الليل وقرب الفجر

سيتركن مناديلاً

وبقايا نبيذ في أكواب متسخة

………………

………………

منذ خمسين عاماً

أو أكثر

يا أيها الليل القاسي

يهجرن سريري دوماً

دون خصوبةْ

هل أحتاج لعامٍ آخر إذن

حنى أصلح ما أفسده خرونوس

أم أتوهم

أن " البحر الميت "

لم يمت بعد

لكنه

جثة للرماد المؤجل

والاشتعال

لهيب

النساء سيأتين

كعادتهن مع الليل

يثرثرن عن الأطفال

الجارات

إله الخصوبة حين رأينه مرسوماً فوق جدار المعبد

وفي وله

يجهشن طويلاً

بجواري

النساء اللاتي

يترقبن مجيئي

ـ وأنا لم أولد ـ

من رحم كالأرحام

 

سيعلمن تماماً

أني تمثال من صخر

فيجهشن كثيراً بجواري

ويغادرن سريري في آخر الليل

وقرب الفجر

ويتركن مناديلاً

وبقايا نبيذ في أكواب متسخة

 

الجواد

 

ثلاثونَ عاماً مضتْ

والجوادُ يسابقُ خطوَ الرهان

ويضربُ في الأفقِ

تنسابُ عندَ حوافرهِ الأمنياتُ

ثلاثونَ عاماً مضتْ

والجوادُ يكابدُ جرحَ الزمانِ

يخطُّ على العشبِ

منْ دمهِ الأرجوانيِّ

بعضَ القصائدِ للأمسياتْ

 

 

الإنترنت

إلى أمل سيف

 

 

دعني  أكتشف العالم

أشعل في أطرافه كل تضاريس الرغبة

وأهيئ خيلاً لن تهان

الآن

ما بين الرغبة والذروة

          أشياء أخرى

وصباحات تنفلت سِراعاً

        من

       بين

     يدي

 

دعني أكتشف العالم

وأقلبه بين أصابع إنسان آخر

سأخبئُه في درج المكتبِ

أو في المعطفِ

 

دعني 

  أكتشف العالم

أشعل جمرة الاشتباكِ

            على حافة أوصاله

ربما نغسله من دم أطفال فلسطين

                          وبغداد

 

إسكندرية

 

 

تتشكلُ الأشياءُ في الإسكندرية

كالنساءِ العاشقاتِ،

البحــرِ،

جرحِ اللانهاياتِ،

انفجارِ الطيرِ بالأحلامِ

وبالغناءِ وبالصهيـلِ

ووشوشةِ النورسِ الحيرانِ

فوقَ الأبيضِ المتوسطِ

الشعرِ الجنونِ

أريجِ زهرة ياسمين

تتبعثرُ الأقدامُ بينَ الشمسِ

والإسكندريةِ ..

تمنحُنَا أشعتها ، واستباحةَ طفلها

رَامْبُـو ..

 

لا شيء ..  

لاشيء معي

غير صراخ الأحلام

وعجوز يشعل سيجارا

وجراح

والليل يجر بقاياه

كحطام الأيام

ونجوم ماتت فوق الشطآن

لا شيء معي

ضاقت كل الأزمان

تقتات الساعات عظامي

وتفتتني زاداً للأحزان

لاشيء معي

غير مغنٍ أعمى

وصدى الألحان

دموع 

 

دعوني

أجرب لحظةِ موتي

أقاسمكم دمعكم والوجوم

***

في المساء

كانت تشعل قنديلاً

تمسح بروازاً مكسوراً

ثم تزرف دمعتين

دمعة في انتظار الصباح

ودمعة لليل طويل لامنته يئن .

***

في الصباح

يغني عمال السكك الحديدية

وفجأة تشخص كل العيون

وتسقط ما بينَ بين

 

 

أديـــــــم

 

 

خفف الوطء

فما الأرض عادت كما كانت

ولا الزمن

الكل تشابك

في خيط المحن

في عراء منخطفٍ بلا سكن

الكل كاد أن يجن

خفف الوطء

فهذا أديم الوطن ..

 

 

القدس

 

 

مدينة عيونها سلام

وقلبها . .    وعقلها

ضجيجها. . وخبزها

أحجارها . .  وأهلها

أفراحها وحزنها    سلام

يحوطها الزيتون والحمام

تلفها  القلوب  بالوئام

وفجأة

في غمرة الأحلام

باغتها اللئام

ولفها الدخان والأحزان

ليعلنوا بأنها مدينة السلام  .

رملك يا قدس

 

 

على رملها أستريح

نخيل وشمس

وبيت قديم

فضاء فسيح

سيسألني في المساء صغاري

ـ وتنزف روحي ـ :

عن الزمن المستحيل

عن الرمل ، عن لحظة قد تجئ

وعن ساعة إذ تجئ تميل

وتعصف ريح

فتشعل فينا الحريق

وتمطر في القلب مر الرحيق

ويبقى فؤادي وحيداً كشيخ جريح

سيسألني في المساء صغاري

وأرهف للزهر ـ حين ينام الجميع ـ

وهم يحلمون

فكيف أخبئ وجهي

وأنزع منه التفاصيلْ

وصمتي خداع جميلْ

ونطقي عذاب ووهم

فكيف أخبئ وجهي العليل


سيسألني في المساء صغاري

أعود إلى البيت

أحمل خبز الرمال

وعشق الرمال

أوزعني في الجهات

نحطم هذا المحال

سيسألني في المساء صغاري

 

 

تحولات

 

تَنْسُّلُ رُوحِي رُوَيْداً

مِنْ عِظَامٍ

يُدَغْدِغُ المَسَاءُ

احْتِراقَاتِ النُّخَاعِ بِهَا

تَرْتَدُّ نهْراً إِلى قَلْبِي

فَتَغْسِلهُ فِي مَارِجٍ

من ضياءٍ

 

والدِّيارُ

دُمُوعُ الفُقَرَاءِ

مَسَافَاتٌ مِنَ الحُزْنِ

.. ..

 

هَكَذَا

تَصِيرُ طُيُوراً

ـ أَوْ صَهِيلاً ـ

تُجَرِّبُ الرَّحِيلَ

الغُرُوبَ

دَهْشَةَ المَوْتِ

صَوْتَ النَّائِحَاتِ

الخُلُودَ

وَالجَوَى

 

أَوْ تُفَتِتُ الحُضُورَ بَأَحْشَائِي

لِتَقْتَات مِني دَابَةُ الأَرْضِ

وَالأَرْضُ ..

انْتِفَاضَةُ اللامَكَانِ

إِذْ تُشَارِكُنِي

غِوَايَتِي

رِعْشَتِي

تَنْسَلُّ ،

رُوحِي :

روَيْداً ..

فَالبِلادُ التي تُولَدُ مِنْ رَحِمِ المَوْتِ

فَضَاءً

تُشَتِّتُ الجِرَاحَ

 

وَتَتْرُكُ الفُؤَادَ

وَحِيداً .. يَصْطَلِي

. . . . .

.. .. .. .. ..

.. .. .. .. ..

 

عِنْدَ مَوْتِي

وَرْدَةٌ تُخْرِجُ البَرَاعِمَ الخُضْرَ

فَوْقَ الجَسَدِ المُتَشَقِّقِ

الَّذِي أَخْلَدَ النَّوْمُ عَلَى رَاحَتَيْهِ

هَلْ أَصِيرُ غُبَاراً

فَوْقَ جُمْجُمةِ الأَرْضِ

بِلا وَطَنٍ

 

آوِي إِلى لُجْةِ

فِي فِضَاءِ اللهِ

أَمْ .. .. .. .. .. .. ؟؟

هَكَذَا

تَنْسَلُّ

رُوحِي

رُ

وَ

يْ

دَ

اً

والعِظَامُ .

 

ذاكرتي

 

 

ذَاكِرَتِي لا تَصْلُحُ إِلَّا لِلْفَوْضَى

وَالهَجَسِ الأَخْضَرِ فِي لَيْلِ الصَّيْفِ

المَمْزُوجِ بِرَائِحَةِ النِّعْنَاعْ

وَخَيَالاتٍ مُتَصَاعِدَةٍ مِنْ كُوبِ الثَّلْجِ

فَأَحْشُوهَا بِالأَسْئِلَةِ الجَدَلِيَّةِ وَالمَوْتْ

وَأُطَوِّحُهَا نَحْوَ " أَنْطُونْيُو "

فَعَلَى شَاشَاتِ التِّلْفَازِ

ثَمَّةُ أحْزَانٍ تَقْتُلُنِي

ذَاكِرَتِي لا تَصْلُحُ إِلا لِلْفَوْضَى ..

وَتَجَاعِيدِ التَّارِيخِ

فَتَدْخُلهَا فِي هَذِي اللَّيْلَةِ .

أَشْجَارٌطَوَّحَهَاالعُمْرُ

وَتَرْحَـلُ

أًحْيَاناً نَحْوَ أنِينِ اللَّيْلِ المَخْنُوقِ

فتُنْكِرُ كُلَّ بَرَاءاتِ العَالَمِ

تَتَدَحْرَجُ

تَحْتَ

مَسَـارَاتِ الـوَجْدِ  رُؤىً

للرِّيحِ وللمُدُنِ البَيْضَاءِ

ذَاكِرَتِي لا تَصْلُحُ

مَنْ ذَا يُشَاطِرُهَا الفَوْضَى

 

فِي هَذا الليْل

ذَاكِرتِي تَرْتَكِب الدَّهْشَةِ

تُخِفِي أَحْلامَ الأَطْفَالِ

بِهَذا النَّبِي المُحْتَجِّ عَلَى كُلِّ الأَشْيَاء

ذَاكِرَتِي مَحْضُ هَبَاء .  

 

 

قصائد

 (1)  

الرُّوحُ تَعْرَى

تَصْطَلِي بِالْعَتْمَةِ

اليَأْسِ

اتِّسَاعِ المَقْصَلَةْ

وَهَزَائِمِي ..

تَتَسَلَّقُ الجُدْرَانَ

فِي الجَسَدِ النَّحِيلِ

وَتَدْخُلُ اشْتِبَاكَ اللَّوْنِ

عِنْدَ مَسَافَةٍ مِنْ غَيْمَةٍ [1] كَالفَاجِعَةْ

[1] ـ الغيم : دائرة من الموت ، الحياة

ولعبة في مهرجان المقصلة 

 

 

(2)

طُوبَى لَكُمْ

يَا أَيُّهَا المَوْتَى

سَأَقْرَأُ سُورَةَ الشَّوْقِ انْفِجَاراً

رَاجِماً حُلْمَ ([2]) الحَيَاةِ

[2] ـ الحلم : كابوس بلا كفنٍ يتسلق الأهداب .

فَيَسْقُطُ الجَسَدُ ابْتِدَاءً

للْغِنَاءِ

وَلِلْجَفَافِ

فَكُلُّ شَيْءٍ بَاتَ يَعْبَثُ فِي حِذَائِي

لاكْتِمَالِ الزَلْزَلَة

 

 

(3)

فِي عَيْنَيْهِ

شَارِعٌ طَوِيلٌ

وَبَاعَةٌ

وطِفْلٌ يَشْحَذُ

وامْرَأةٌ فِي سَيَّارَتِهَا إسْفَلْتُ الظَّهِيرَةِ

فِي عَيْنَيْهِ [3]

[3] ـ عيناه : خطان من الوهم
               يلتقيان عند الحزن
               ينشطران : خطان من الموت والحياة
               ينسحبان في هدوء .. وينسكبان .

أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ

يَعْبُرُهَا حِينَ يَمُدُّ عَصَاهُ  

 

 

(4)

طَعْنَتِي تَحْمِلُ مِنْ ـ وِزْرِكُمْ ـ

أُنْشُودَةً مِنْ

رِمَالِ الحُزْنِ

فِي رَقْصَةِ النَّارِ

دَماً حَجْمَ الخَطَايَا

فَاكْتُبُوا التَارِيخَ [4]

[4] ـ التاريخ : مدى ربما يستبيح جبالاً ، وشمساً تطل ، وأرضاً
                فيخرج من بين أضلع جدي سنين ركام .

مَذْبُحَاً عَلَى أَقْدَامِكُمْ  

 

 

 (5)

مَسَاءٌ مِنْ تَوَابِيتٍ ،

ورَائِحَةٌ ..

تَوَارِيخٌ بِلَوْنِ الصُّبْحِ

يَزْكُمُ النِّيلُ المُسَافِرُ فِي ازْدِحَامِ الطَّمْي

التَّمَاثِيلَ /

الصَّبَاحَ ..

مسَاءٌ مِنْ .... ،

وَرَائِحَةٌ ....،

يُكَوِّنَانِ الوَطَن [5]

[5]ـ كانت خطوط المعبد ـ المنقوش الجدران ـ تسبح في
      والليل يسكر بالندى فكأنني مُومْياء .. .. .. .. وَيْ

 

أتهجى .. رمل الوطن 

 

1

ميدان المحطة

 

 

سيهاجر النزف امتداداً لي على كأس المسافة

لا البلاد تفض رغبتنا ،

ولا الريح استطالت

فوق حزن النسوة المنثور في وطني قطار قادم في وحشة

والليل يطلق جرحه لـ "رفاعة الطهطاوي"

ويدخن السيجار مكتظاً برائحة النهاية

لا المدارات استكانت في الحذاء

ولا القصائد تستكين

لفرصة لدلالهن

قطار قادم ، ومهيأ للوهم

في رحم الشوارع

غافل وقته بين الحقائب جثة

ثم ابتدى هذا الضجيج .  

 

 

2

نـــــزف

 

 

مطر يخاط مسكني بعد الظهيرة

والعصافير التي انكفأت على جرح النوافذ

تنقر الحلم المضرج بالمدينة

والفضاء يئن تحتي راغباً نزف الشتاء

لربما تنصب روحي في الشوارع

ربما تشتاق دفء الورد

والشعر الحديث فأقرا :

"ابن الفارض .. المتواليات .. آية جيم .. الأبيض المتوسط مدينة بلا قلب ..

مفرداً بصيغة الجمع .. ليجف ريق البحر .. The Wast Land"

ويبدأ الاسفلت يدخلني ، يعاتب شهوتي

حتى أطاردني مدى .. بين الكتابة والجنون .

 

3  

أبو القاسم  

 

مدد يمد على امتداد الروح

مئذنة وناياً

في اكتمال العاشق الصوفي

يشعل ساحة الذكر انفجاراً

بالغناء وبالنساء

يجيئني زغب الطيور

مدججاً بالنار والطمي المخثر

يبدأ الجسد النحيل دخانه بالأغنيات:

لو كان لي قلبان

لو كانت تشاطرني البنايات الجوى

لو كان

ل

و ..

 

 

قلـــــــــــــق

إِلى جَانِيتْ ؛ حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي

 

 

وَحِينَ تَلُمُّ خُيُوطَ الشَّمْسِ

           يَحْتَشِدُ الطَّيْرُ                      لا يَسْتَقِرُّ

         وَيَرْتَعِشُ العُشْبُ                    لا يَسْتَقِرُّ

تَطِيرُ الفَرَاشَاتُ لِلنَّارِ

            تَسْقُطُ    

               وَالكَوْنُ                        لا يَسْتَقِرُّ

 

وَيَأْتَلِفُ النَّهْرُ وَالنَّجْمُ

            يَمْنَحُهَا وَرْدَةً

                لَمْ تُلَوَّثْ بِمَاءِ الخَلِيجِ

فَتَضْحَكُ ..

           يَنْخَلِعُ القَلْبُ                      لا يَسْتَقِرُّ

وَكُلُّ الّذِي مَرَّ جَنْبَ المُعَسْكَرِ

                 يَلْسَعهُ جَمْرَهَا

                أَيُّ صُبْحٍ وَنَارٍ

                     عَلى جَسَدٍ دَافِئٍ

                         قِطَّةٍ وَدُخَان

             فَضَاءٌ يَثُورُ                      ولا يَسْتَقِرُّ

فَأُقْسِمُ أَنَّ لِـ " جَانِيتْ "

       ـ كَكُلِّ النِّسَاءِ ـ

                   قَرَاصِنَةً وَبِحَارا

                  وَبُرْكَان سحر           فهل أسْتَقِرُّ

 

أُخَبِّئُ فِتْنَتِهَا فِي القَصِيدَةِ

                   حِيناً

                  وَحِيناً

                   عَلَى كَوْكَبٍ مِنْ غُبَارٍ كَثِيفٍ

                   فَأَدْنُو

                   وَأَصْبُو

                   غِيَابٌ

                   وَمَوْتُ

                   حُضُورٌ

                   وَنَصْلُ

                   شَرَارٌ

                   وَوَصْلُ

                   وَكَوْنٌ يَهِيمُ              ولا يَسْتَقِرُّ

 

 

وَأُقْسِمُ :

         أَنِّي أُرَتِّلُ

                 فِي الغَامِضِ الهَمَجِيِّ

                   وَفَوْضَى المَسَاءِ المُرَاوِغِ

                               خَلْفَ الصَّدَى

        رَيْثَمَا يَعْرِفُ السِّحْرُ طَعْمَ النَّجَاةِ

                             بِمِخْلَبِ قِطَّتِهَا

        رَيْثَمَا تَعْرِفُ الكَائِنَاتُ .. 

                          نِسَاءً

                        تُثِيرُ الحَيَاةَ            فلا تَسْتَقِرُّ

 

2000

ليل / داخلي

 

أقفاص

لافتة حمراء

      حيوانات

تركض حول النادل

             وامرأة

تكمن في جحرٍ تحت البار

ويكتمل المشهد

              بصياح كالعادة

والعربي المخمور

              يغني حتى ينتصف الموت

Stop

ظل المشهد لم يتوقف حتى الفجر

 

ليل / خارجي 

مطر من نبالم

       يخرج

   من قبعة فوق الحائط

يستأصل كفاً بأصابع منفرجة

يزرع أرملة

        للجيل القادم

 ويوزع من جسدي للفقراء وللجوعى

 

قطع ( 0 )

ستمر كلاب

                        عند الفجر

ويعود المطر الساقط

           يستأصل كفاً أخرى

       بِـ أَ صَـ ـا بِـ عَ مُـ نْـ فـَ ـرِ جـَ ـة

 

قطع ( 00 ) 

سيمر المخمورون

  زجاجات فارغة

  قدم

        نحو

                 الهاوية

          وأخرى

 

               في خيبات الأيام

 

هكذا  

 

لِيْ أَنْ أعلق

    فوق حائطها

     الجماجم 

    والضفادع

     والهزائم  

           .. أن أراقب

          شعلة تسري من الكهف البعيد

   ...  إلى خديعة راهب متمردٍ

 

لِي أن أجرد كل شيء

              في المساء

وعند تأويل الصباح

             بمدية الزنجي

             أو برباطه الطبي

 

             أشعل ثورة ضدَّ الجهات

                        وضدّ أوهام الحقيقة

 

هكذا ..

     حتى أفاجئها

               بموتي وامضاً .

 

صباح العشق 

 

هو ذا العشقُ

يتوج كلَّ سُطُورِ القَلْبِ

بأغصـانِ الوَجْـدِ

بآهاتٍ تَتَقاطرُ كالصَّهْدِ

الممْزُوجِ بأَصْباغِ الوَرْدِ

المنْقُوشِ على أَعْشابِ الوديانِ

وفي حـالاتِ المـد ِ

هو ذا العشقُ

الساكنُ في أَعْضاءِ الوَلَد ِ

الطَالعِ مِنْ رَحِمِ الأنثى

والعَائِدِ فِيهِا

يُنْبِتُ دَهْشَتَهَا

ويَفُضَ طُقُوسَ أَراضيهَا

ويُهَدْهِدُ جَمْرَ خَطَايَاهُ فَوْقَ الجَسَدِ

المأْخُوذِ بأَسْرَارِ الكَوْنِ

المرْسُومِ عَلَى كُرَاسَاتٍ

بَلَّلَهَا الحُلْمُ بموسِيقَى اللَّوْنِ

هو ذا العشقُ

يَتَقَاطَرُ مِنْ غَيْمَاتِ الصُّبْحِ

ومِنْ نجمَاتِ البَوْحِ

يَتَنَاثَرُ مِنْ أَسْرَابِ فَرَاشَاتِ الصَّحْوِ

ومِنْ بَيْن حَقِيبَةِ تِلْكَ البِنْتِ المرْمَرِ والقَد

فَيُذَوِّبُنِي في الوَعْدِ الممْتَد

ويتوجُ كلَّ سطورِ القلبِ بأغصانِ الوردْ .

 

سماء

 

 

تمضي والنساء العاريات

يمضين بجوارك

 حينها يدخلنك كالقطيعة

يفجرن كل رعونتهن

على امتداد المواسم

ويرتدين جدائلهن الطويلة

فالقاهرة انصهار للنساء

وتراتيل للزمن

فماذا يصعد الآن على أوصالك

وعطر يشغلك كثيراً

كنت ترسمه على بلونة زرقاء

تصوبها نحوها

حين تشغلها كثيراً

 

عابرة

 

 

   مُذْ رَأَيْتُكِ في لَيْلَةٍ مِنْ " دِيسَمْبِر "

والشوارعُ ترتادنِي في كلِّ مساء

واللهاثُ الذي انتابني

يلْكزني في الصدرِ وأمراضُ البردِ

مُذْ رَأَيْتُكِ

والشوارعُ تَسْبَحُ خجْلى

في ذبولٍ

تخلعُ قِمْصَانَهَا

وتُشَارِكُني طَعْماً آخرَ

للمَوْت

فأعلقُ في عروتها

نجماً من حصى الإسفلتْ

 

مُذْ رَأَيْتُكِ في لَيْلَةٍ مِنْ " دِيسَمْبِر "

وأنا أشعلُ أعضائي

وأرتبُ كلَّ رفاقي

ـ في طاولةِ المقهى ـ خلفَ الباب

فالشوارعُ راحتْ تَرْفُلُ

في عطرٍ من نورٍ

منْ ماءٍ

مختطٍ بنشيجِ غناء

تربكهُ أصداءُ الأقدام

تبحثُ عنْ شيءٍ منْ طورِ الأحلام

 

ملامسة

 

 

ربما يسكنني الآنَ :

                 فضاءُ البهجةِ

                       الشعرِ

                 شيءٌ غامضٌ

وشوشةُ الكفين في أبهى ارتباكاتِ الحبيبةِ

.. .. .. ..

ربما تسكنني الآنَ

حين مست يدها صدري ..

وقالت :

     " أرتجي فيك جنوني "

                  ولغة العشق

فلا تتركنني وحدي لضعفي

 

ربما تسكنني الآن :

             سماءٌ كالفراشاتِ

             ووشمٌ في فؤادي رسمها ..

وأنا أكشف حالات خلايايَ وروحي

ربما تسكنني الآنَ

أو قل إنها تسكنني الآن ..  

 

 

توحــــــــد

 

 

ويحملني العشقُ

يلقي فيوضاتِ نوركِ بينَ يديَّ

أُلامِسُ هَاجسَ خطوي إليكِ

وكنتُ أعانقُ روحكَ

                 منذُ ابتداءِ الخليقةِ

والحلمُ عصفورةٌ منْ نسيم .

على صهوةِ النار

كنّا نساوم هذى المسافاتِ 

حتى نجرِّبَ حلمَ العاشقين

" وكانوا قليلاً من الليل ما يهجعونَ "

وظلنا قليلاً  . .

وكنا أحباء في رحمِ الغيبِ

طوقنا الشوقُ            

ثم امتزجنا                           

بكأسِ التوحدِ

 

عــــــــــــــودة

 

عَائِدٌ يَحْمِلُ فِي جُعْبَتِهِ

          بَعْضاً مِنَ الشِّعرِ

         غُبَاراً فِي مِدَادٍ

فَتَعَالَى اللهُ ـ فِي كَوْنِهِ ـ عَمَّا يَفْعَلُونْ

.. .. .. .. .. ..

عَائِدٌ يَحْمِلُ حُزْنَ العِشْقِ

مَسْكُوناً بِخَمْرٍ مِنَ الدَّهْشَةِ

                 والخَوْفِ

 

فَكُلٌّ فِي الوُجُودِ الآنَ رَمْزٌ

فَالْمَجَرَّاتُ افْتَعَلَتْهَا جُزُرٌ فِي هَيْئَةِ الطَّيْرِ

                  شِهَابٌ مِنْ سَدِيمٍ غَارِقٍ فِي مَوْطِنِي

 

يَا أيُّهَا السَّبَّاحُ هَلْ أَنْقَذَكَ المَوْجُ فَتَشْقَى ؟ !

عَادَ رَكْبٌ كَالفَرَاشَاتِ الّتِي تَجْمَعُ أَطْرَافَ رَزَازٍ

لَمْ يَكُنْ يَرْغَبُ فِي شِقْوَتِهَا

               فَافْتَعَلَ العِطْرَ

              وَمَالَتْ فِي الرُّؤَى أَزْهَارُهُ

               تَحْتَ انْفِجَارَاتِ الغُيُومْ .

 

صرخة الجسد ..
رعشة الروح

 

 

 

مَا بَينَ فَوْضَى اللَّيْلِ

                                  والفَجْرِ

                     ابْتِدَاءُ الحُلْمِ

                   فِي وَسَطِ الشِّتَاءِ

 

فَمَنْ يُجَرِّبُ صَرْخَةَ الآتِي إِلى الفَضَاءِ

                                   يُشَارِكُ الأَرْضَ

                          ارْتِعَاشَ البَدْءِ فِي :

 

30/1/ 1966م

وَالفَجْرُ وَرْدَتُهُ

          جَوَى رُوحٍ تُلامِسُ كَوْنِكَ اللَّهُمَّ

                  تَبْدُو كَالقَصِيدَةِ

وَالمَدَى فِي بَهْجَةٍ

تَسْتَيْقِظُ الخَيْلُ /

           العَصَافِيرُ /

            

النَّهَاراتُ /

                ال ......

تُبَارِكُ رِعْشَةَ الجَسَدِ العَجِيبِ

وَيَرْهَنُ الغَيْمُ انْفِجَاراتِ البِلادِ سَنَابِلاً

.. .. .. .. .. .. .. ..

 

 

جَسَدٌ سَتُشْعِلهُ الحَرَائِقُ

                والقَصَائِدُ

                       فِي شَذَى صَحْوٍ جَدِيدٍ يَقْظَةٍ

 

 

فِي : ( 30/ 1 / 1993م )

     قَدْ يَأْخُذُ الحُلْمُ انْتِصًافَ الوَهْمِ

            يَمْتَدُّ الحَنِينُ إِلى سَحَابَتِهِ فَضَاءً

            يَغْمُرُ الجُرْحَ النَدَى

أُفُقٌ يَحُطُّ عَلَى غُلَالَةِ رُوحِنًا

         وَالعُشْبُ يَبْسِطُ وَرْدَةً

                             فِي غَفْلَةٍ

               فَتُهَيِّئُ الرُّوحُ العَذَابَ

                تَمُدُّ رِعْشَتِهَا لِعَالَمِهَا

.. .. .. .. .. ..

 

جَسَدٌ تُؤَجِّجُهُ الحَرَائِقُ

                  والقَصَائِدُ

                        والقَنَابِلُ

                             والنِّسَاءُ

فَيَمْتَطِي الرِّيحَ الشَّدِيدَ

       ضَاقَ حَتَّى صَارَ

                   نُ

                       قْ

                           طَ

                                    ةً

                                          بَيْنَ

                                                الغُبَارْ .

 

أنت معنى الكون

 

 

في البدء

لم يكن المريدون ابتداء للرمال

وللعصافير / الفضاء

 ولم يكن في رغبة الكون احتمال

غير أنثى من جنون

" أنت معنى الكون كله "  

 

النـــــــــــــــــــور

 

يصحو على آهات رعشتها

لينبسط الضياء وينطوي ـ في دهشة ـ

والشمس تخلع نشوة الوهج المعاند

حين تلمس كفها امرأة

من النور المقطر في الحقول  

 

المهــــــــــا

 

 

قد أبدع العشق

ارتكاب السحر في عينك

يا حورية العشب ، الحكايات

القصائد والبلاد

فأنت رغبته

وهاجسه المراود للفتى  

 

الشــــــــــــــوارع

 

 

 

في عريها تبدو الشوارع مثل قلبك

يقصد الطير ازدحام العشق فيه

وحلم رحلته إلى عرش النبوة والمدى  

 

البنايات

 

 

سكن تهجته يداي

          ورغبة

إذا تحتويني أفرغ الشوق انصهراً

 وابتداءً للمضارع والصهيل . 

 

الحقول

 

 

زهر ورابية

على حلم من الجسد

اشتعال في العواصم ، والحدود

من التي ستوحد الروح انفعالاً

غير أنثى من جنون  

 

فونيمات جسد

 

 

تلاصق  

جسد الحبيبة يصطلي تحت الرغائب

كيف تحرسه إذا عادات تسوي شعرها الليلي أو فستانها .. ؟

لا أستطيع أقاوم

لا أستطيعُ ..

أقاوم الريقَ / العطورَ  .. ولا ..

فتسكر ..ترتمي في نشوتي

 

كمياؤها خمر يبللني

يعاود رعشة الزبد ابتهاجاً بالمدى

تتوحد الأعضاء

تندك الجبال على خطى

نجتاز صوت النسوة اللائى يغرن من الزهور ومن دخان الشمعتين

فرح يشاطر رعشتي

فرح يخالط نشوتي

لا أستطيع أقاوم

لا أستطيع

 

 

فونيم (1)

 

جاءت تجاهد جرأتي كي تجرح الجرح الجنونَ

وجمرة ستأجج الجون لجؤجؤي   أجتازها في سجسج

فتفجر الفجر ابتهاجاً فجأة

وجرى يضج تعجلاً للمرج حتى زجني

فتراجعت وتراجعت

 

فونيم (2)

 

سرب سرى في سرها والكأس مس في سكون

فاختلس كأساً لتسكر من سحابتها السجنجل

في سنا سهد استحالت سوسناً

حتى سمت

وتسللت .. وتسللت

 

فونيم (3)

 

سأعاود الزبد امتداداً للمدى

دأماء  في الداخول تبدو كالندى

مدي يدا .. مدي إليَّ يدا

مدد بدا

يا أيها الجسد اتقد

يا أيها الجسد ارتعد

فتدللت ..وتدللت

 

صوت أخير  

 

............................  
............................
............................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الجؤجؤ : جؤجؤ الطائر صدره
2ـ السجسج : الذي لا حر فيه ولا برد
3ـ المرج : المرعى
4ـ السجنجل : المرآة وهو لفظ رومي معرب
5ـ الدأماء : البحر
6
ـ الداخول : ما ينصب لصيد الظباء .  

 

عنـــــــــوســـــــــــــة

 

 

 بئر معطلة

وقصر

نائم في ظلمة الليل

فاصرخي

في الجب

ماء محترق

نهدان من صلب مذاب

ينزوي في شهوة امرأة

يؤرقها المساء .

 

صـــــــــــــــــــــــــــباح

 

 

 على حافة الحلم

كنت أساوم أنثى الصباح

وأمسك جمرتها

لأرج اللهيب الجراح

تفر الحروف من الأغنيات

وتسقط

         مني

               القصائد

في رعشة العشق

وردة من ضياء 

 

حـــــــــــــــــــنان

 

 

 

ستصحو نجوم السماء

ويرقص هذا المدى

وأشعل للموج هذا الحنين

وأغرق فوق

سواحل جرحي سدى

 

أعبئ في رئتي ماءها

وأطفئ نار الضلوع

بنار الصدى

فمن أجل عينيك أشقى

ومن أجل عينيك كان الفضا

ومن أجل عينيك أعلن أني :

أحبك يا فاتنتي

وأمضى كمجنون ليلى

فلا عقل لي أو هدى

ومن أجل عينيك

ستصحو نجوم السماء

ويرقص هذا المدى  

 

من سيرة الشاعر :

v             بهاء الدين رمضان السيد

¨                  عضو اتحاد كتاب مصر .

¨                 حصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1987م .

¨                 عمل بالتدريس منذ عام 1989م .

¨       صدر لي عدة دواوين شعرية منها : كتاب النبوءات عن وزارة الثقافة بالقاهرة سلسلة أصوات أدبية 1995، صباح العشق 1999م عن وكالة آرس للنشر والتوزيع بالقاهرة . موسيقا للبراح عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001

¨       له مجموعة ( الحمامة البيضاء ) سيناريو للأطفال منشورة بمجلة براعم الإيمان بالكويت ، وسيناريو في قرية الطيور بمجلة براعم الإيمان .

¨       له عدة دراسات أدبية وقصائد شعرية منشورة بمجلات مصرية وعربية منها: الشعر ، إبداع، الثقافة الجديدة ، الجمهورية ، أخبار الأدب ، المساء (مصر ) ، والمجلة العربية، الفيصل ، القافلة ، الخفجي ، الشرق، الرابطة (بالسعودية ) . والوعي الإسلامي ، العربي (الكويت).

¨       له تحت الطبع قصة "جماعة ترشيد المياه " للأطفال ضمن سلسلة يصدرها مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض .

العنوان : 
(1) شارع مرسي بالجيارين ـ ساحل طهطا ـ الرمز البريدي
  82623 طهطا، 
سوهاج ـ مصر .
تليفون المنزل  : 093773983
الهاتف الجوال  : 0124792108

 bahae66@yahoo.com
http://www.oocities.org/bahae66
http://clix.to/bahae66