قلب يخفق بالمحبة في فضاء الوداد
صهيل القصائد

وكالة آرس للبحوث والنشر والخدمات العلمية   قسم التعاون البحثي والخدمات الثقافية

وكالة آرس 
للبحوث والنشر 

الشاعر الليبي إدريس بن الطيب

الشـاعــــر
إدريس بن الطيب

إدريس بن الطيب   الشاعر الليبي إدريس بن الطيب

خاصرة للصباح الجميل

(1)

نجمة للجبين الطليق
وتنهيدة لي
تلك زينب
مدت يداً باتجاه النجوم المضيئة 
(هل يا ترى ستقابل فارسها
أم تحيك تباريحها فرساً لخيال يراودها )

أنا "عوليس" هذي البلاد 
ولكن زينب لم ترني بعد
ما كان لي غير أن أتبسم مرتبكاً في انبهاري 
وأن أتحسس لون نزيفي الذي لا يراه سوى وجع الأرض
تدخلني - حين تدخلني - باجتياح 
ألاحظ حاجبها في ارتعاشته لمحةً حين يصبح بوابة لانهمار أنوثتها في شرايين هذا الصباح
فتنشر غبطتها في دمي
وتسير إلى زمن الاعتداءالبسيط 
تشف لتصبح حداً لنصل 
وخداً لزنبقة 
وتقول : أنا ها هنا 
ليس بيني وبين العصافير فرق
ولست أساوم في شعرةٍ من تمرد أجنحتي
إنني امرأة قد أحب 
فنجمة قلبي المشاكس لمَّا تضئ بعد 
لكنها ستضيء

(2)

وردٌ لحناء بهذا الكف
قالت : لا تراودني إلى شرك يفاجئ صحوة الأشواق فيك
ولا تخف من فتنتي 
فأنا ألملم فتنة الأشياء عندي 
إذ تغيب عن الذين يساومون الوهم في الأسواق
أخفيها عن الذهب المكدس في ذرى أحلامهم 
أنا ليس لي تسعيرة 
لكن لي طعماً كطعم الخبز 
ولهى إذ أشق طريق قلبي باعتداد براءتي وأهدهد الحلم الجميل إلى صباح كالفراشة
كنت أهرب نحوها منها لأدخل في وداعتها وأجلس تحت ظل شقاوة العصفور فيها 
والقرنفل طالع من تحت ضحكتها ومحتدم بإيماءاتها
إيقاع روح البنت يصهل شارد الخطوات في فلوات روحي
كي يلامس وحشتي
لكن زينب حين تنأى لا تغيبُ ولا تُغادرني تماماً 
وأخاف أن أهمي على حنائها مطراً 
أصارحها بأني عاشق لحلاوة الدنيا بها 
وبطعم بلدتنا 
وأني هائم بهما معاً
( أفيا ترى ستحبنا 
وتحبها مثلي
وتفهم سرها مثلي ؟)
أريق دمي على حناء زينب
كي تراني عاشق الحلم المشاغب
لا أهادن في حنين الأرض 
لكن لست أملك غير عمري كي أقدمه على قداسها
( أفيا ترى ستقدم القداس مثلي
أم تفضل أن تزف إلى عريس فاخر؟ )
هذي البلاد لنا ، وزينب لي
أخاف جلالة الأشياء في معشوقتي 
وأحب زينب 
يا فتاة الإستحالات القريبة
لا تخافي من نزيفي
امسحي خديك في وجعي وسوف أعمد العصفور فيك
قذيفة نحو الظلام لكي نرفرف في جناحيه معاً

سرد لما حدث
أخاصم هذي القصيدة من دون أن يعرف الشعر 
والحرب بيني وبيني 
وزينب ضدي معي
لم ألامس فواكهها بنشيد
ولم أتغزل بلونٍ يشاكسني 
حين تشهر في وجه لعثمتي سيف عينيها
أجلس في فسحة من أناقتها
وأخوض حروبي على ساحتي صامتاً
وأنادي هدوئي لينقذني من حلاوتها
زينب المستحيلة والممكنة
رأيت على بابها ألف تنهيدة فرميت هنالك واحدة 
ربما تتنهدها ذات يوم
هي المستدينة والدائنة 
لامتني كأي سُنونوة 
وسدت قلبها في يدي 
وحكت لي كثيراً
تفتح ورد المدينة تحت تنفسها 
ورأيت الندى يتوامض عند تخوم طفولتها 
حدثتني كثيراً 
وكنت أحاول أن أتنفس 
كل الحروف 
ولكن زينب سيدة تتوامض مثل سراب بعيد 
تغيب 
لتدخلني
ثم تدخلني لتغيب
وزينب شيء من الوهم 
والاحتمالات 
والفتنة الكامنة

(3)

خاصرة للصباح الجميل 
وزنبقة لي 
تلك زينب قالت: أنا وردة الورد ، إني ملاحةُ هذا المدى الواسع الفذ 
شعرية الإنتماء أنا 
ومشاغبة كالعصافير 
نارية الوقع 
هادئة كالخمائل
أرقب نجماً بعيداً
أراوده كي يجيءَ ليخطفني ذات يوم
على فرس أبيض
قادم نحو أطروحة النرجس البكر 
أعلم أن التي دخلت وجعي ببريق وشيءٍ من الإبتسام الوديع تغادرني حين تدخلني
أتذوق طعم دمي في لساني 
ولكنني لست أملك شيئاً من الأمر 
لا  فرق ما بين زقزقةٍ والكلام الذي يتدفق من شفتيها
ولا بين حلمٍ يراودني كل موت 
وهذا الحضور العنيف المباغت
ما كنت أحسب أني سأجلس مرتبكاً من جديد أمام فتاة كما يفعل العاشقون الطريون
لا شيء يشبه زينب 
إلا ابتسامتها والكيان الذي يحتويها الكيان الذي تحتويه 
أناملها - حينما تتسكع فوق تضاريس منضدة - تتصيد أغنية لتمررها في عروقي
تقول : أنا لا أبيع تنهد قلبي 
ولا أشتري الحوت في البحر  
صادقة كدموع الصغار 
ولست أحب سوى من أحب 
أحب الحديقة جداً بدون زهور صناعية 
أو محبين من ذهب
وأخاف الحديث عن الحب 
إن لم يكن ناصعاً كالزنابق 
أو هائلاً كالصواعق
هذا نهار يشردني في الغيوم
أسير إلى حيث لا شيء لي لأعود برمل تضرج بالاشتهاءات
شيء من الحلم أنت 
ولكنه حلم يتنفس كالمطر المتهلل 
يرشقني بهجة 
ليس ثمة ما يفصل الآن بين ابتسامتها ودمي
وأنا أعزل إذ أسير غداً باتجاه بشاشتها كي تزلزل ما قد تبقى 
لأدخل مندغماً في التفاصيل
أو أن تغادرني للأبد

مرحباً بكم في صهيل القصائد ، إنه بإمكانكم التفاعل مع قصائد الموقع والكتابة إلى شعرائها أو عن القصائد مباشرة ، ارسل ما تريد قوله إلى الإدارة لنشره بلا قيد إلا  شرط القيمة والحفاظ على  مشاعر الآخرين والمعيارية في الحكم.. مرحباً بكم

الموقع : أخبر به صديقاً  free translation  أَرِنِي بعينيك .. يا صديق .. أسمعني صوتك الحر

فضاء السيرة .. سيرة الفضاء أحتكم إليك في أمري .. فدع صوتك الحر يصل إلى أذنيأيها الشاعر .. أطلق للصهيل قصائدك  ..  شاركنا البراح Counter محصي الزائرين

Jahra.net Free Guestbook
محصي الزائرين
ـــــــــــــــــــــــ
شبكة الأخوين الثقافية .. من الأخوين إلى كل الأشقاء العرب
شبكة الأخوين الثقافية