صـــهـــــــيـــل القــــصـــــــــــــــائد

وكالة آرس
للبحوث والنشر


الشاعرة
ســـــوزان عـليوان

  الرئيسة
HOME PAGE
   

سوزان عليوان

سوزان عليوان

ولدت في 28/9/1974 في بيروت من أب لبناني و أم عراقية
.بسبب الحرب اللبنانية، عاشت بين إسبانيا و فرنسا و مصر
.تخرجت عام 1997 من كلية الإعلام من الجامعة الأمريكية في القاهرة
:صدر لها في طبعات خاصة و محدودة
عصفور المقهى 1994 * مخبأ الملائكة 1995 * لا أشبه أحدا 1996 * شمس مؤقتة 1998 * ما من يد 1999 * كائن اسمه الحب 2001
.تكتب في الصحافة العربية و اللبنانية"لها زاوية أسبوعية بعنوان"علبة ألوان" في مجلة "الأسرة العصرية"و صفحة شهرية بعنوان"مكان البعد" في مجلة "نجدية ."و كتابات متفرّقة في كل من جريدة "السفير" و جريدة "النهار
.تعيش الآن في بيروت، "الخرافة" التي اسمها الوطن

كوكب أحمر

ما عادت لي رغبةٌ في أرض

بلادُ اللهِ ما عادت واسعةً
الأرواحُ أيضًا ضاقت
كأحذيةٍ قديمة

القارَّاتُ
القُرى
القلوبُ
قبائلُ من القتلةِ و القتلى

الشمسُ جارحةٌ
و الليلُ، خُفَّاشًا، ينهشُ لحمَ النجوم

الجثثُ هنا
أكثر من الزهور
و ساقيةُ الدورانِ
.لا تكفُّ عن الدم

بانت سعاد

سعاد

برفقٍ، أغلقت النافذة خلفها و قفزت
فوق الشقاء، فوق الخوف، فوق الحياة
بخفّةِ ملاكٍ، قفزت إلى أعلى

تطاير شعرها

ظلٌّ
كأنّما عصفور مرتعش

لم يخذل جناحها الهواء

في معطف من سماء و عتمة
تخفّت عن نجوم
:كادت أن تصرخ
"!أختاه"

عاليًا
في الخلاء
رقصت
نسمات رافقتها
و طيور

أصابها نور

(ملاك اختلس طيفها في صورة)

بابتسامةٍ تضئ لحيته
:همس في روحها القمر
"ما زلت صغيرة على الحب، يا بنتي"

بانت سعادُ

لم تنتحر
المنتحرون يتركون رسائل و جثثًا
أمّا السندريلا
فلم تترك فردةً من حذائها حتّى

مختــــــــارات

عصفور المقهى

مكانك في المقهى
ليس خاليًا

بعد رحيلك
جاء عصفور
و جلس في ركنك

أتأمّله
من بعيد
مثلما كنت أتأمّلك
و هو يدخّن سيجارته
و يشرد بعينيه التائهتين
.في الدخان

كنقطة عتمة في الضوء

بإمكان كلّ منّا
ألاّ ينام وحيدًا

لماذا لا تحرّك مقبض بابي
في هذه اللحظة
و تدخل
كضوء
في العتمة؟
تجلس إلى حافة سريري
تعيش أرقي
و القهوة
و موسيقى روح تجلّت؟

لماذا لا تأتي
كنجمةٍ بردانة
تختبئ تحت لحافي؟

قلبي يتيم
كنقطة عتمة
في الضوء

لماذا لا تفاجئني
و تحرّك مقبض الباب
فالستائر
فعدّة القهوة
و جهاز التسجيل؟

لديَّ صمت كثير
و بنّ رائع
و اسطوانات مجنونة
أعرف أنّك تحبّها

الغريبة
حملت
نعش طفولتي
على كتفي
و مشيت
في جنازة أحلامي

تبعني أطفال
عصافير
ظلّي
رافضًا أن يكونَ
ظلاًّ
لطفلة ميّتة

حملت النعش الصغير
و مشيت
قابلت قلوبًا أعرفها
وجوهًا لا أذكرها
مشيت
لم يعرفني أحد

الفجر الشاحب
يشبهني
النهر الأخضر
يشبه ذبول عينيك
جرح الشمس
في الشروق
لا يشبه أحدا

شتاء

لم أكن أبكي
لكنّ الأصحاب
كانوا يختفون في عينيّ
كأضواء السيّارات
تحت المطر

نعامة صغيرة على الحب

كأنّما قلبها علبة ألوان

"أنا طائر"
كانت تردّد طفلة

هل كان ضروريًّا
أن تكسر ساقيها مرّتين
كي ينتبهوا؟

شبيهة بمساحيقها
بملابسها
بالبطاقات التي تزحم بها حيطان الغرفة
لئلاّ تنام في البياض وحيدةً

في الشارع
يتهافت عليها الأطفال
لعلّهم ينتزعون من جسمها قطعة حلوى

بالخفاشتين لقّبونا

هم ذاتهم
الذين تغذّوا
عن الدم السائل من براءتنا

جدّتها
في البلد البعيد
حدّثتها عن نجمة تملكها

إرث الجدّة تأخّر كثيرًا

ما زالت تنتظره
ما زال ريشها يحلم بالهواء

كرسي من قش لا يشعله الحنين

 وحيد
بقدر ما في البحر من زرقة و جثث

في الرمل يغرس أرجله
حالما بالجذور
ململمًا من حوله الأصداف
أصواتًا لا تخفت

يسمّونه الغريب

لماذا لا يبني مثلنا القصور و يهدمها؟

لو اقتربوا من صحراء قلبه قليلاً
لأدركوا أنّه طفل يشبههم
و سألوه عن اسمه

ألفته النوارس
بذراعيه استبدلت المراكب و ألسنة الصخر
هنا على الأقلّ
لن يرشّها الصغار بالماء
ستشاهد الغروب
بعينيه الفاضحتين ملحًا و أسماكًا

كان من الممكن أن يكون آخر

فزاع طيور في حقل ما

لكنّ اليد التي صنعته
فرضت هذه الهيئة
هذه الحياة

محصي الزائرينCounter

 وكالة آرس         غابة الندنة      الموقع : أخبر به صديقاً


شبكة الأخوين الثقافية