قصص البطولة والفداء

]'v
إنه الطفل الفلسطيني الذي مزق بيديه بندقية صهيوني وداس بقدميه رأس يهودي ويواصل مسيره عبر جسر من نار ...ويواصل

صديقان عجز الصهاينة أن يفرقوا بينهما

جمعتهما صداقة طفولة حميمة,أكدتها رصاصات الاحتلال الغادر بعدم التفريق بينهما ,فمنذ صغرهما لعبا معا بين أزقة مخيم الشاطئ ,والتحقا بالدراسة معا واشتركا في مقعد دراسي واحد لا يفصل بينهما سوى بضعة سنتمترات ,كانت المسافة نفسها التي فصلت بين قبريهما قبر الشهيد أحمد سلمان أبو تايه  وصديقه الحميم إبراهيم رزق عمر .

غادر كلاهما مقعد الدراسة المشترك في منتصف اليوم الدراسي ,حيث توجه أحمد إلى معبر المنطار بعد أن استطاع بطريقة ذكية تدبير أجرة المواصلات في حين عجز صديقه إبراهيم عن ذلك فتوجه إلى منزله ليبذل من جانبه محاولات مشابهة لتدبير أجرة المواصلات من أجل أن يلحق بصديقه,ولكن محاولاته استغرقت أكثر من ساعة أمضاها مستمعا و مشاهدا للأحداث والصدمات الدائرة في معبر المنطار إلى أن سمع نبأ استشهاد صديقه أحمد,وكانت حينذاك الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأربعاء الموافق الأول من ديسمبر عام 2000.

لم يصدق إبراهيم الخبر فتوجه إلى منزل صديقه فوجد هناك مظاهر استشهاد أحمد ,لم ينتظر طويلا فبادر لتنفيذ خطته في الوصول إلى معبر المنطار التي لا يعرف تفاصيلها سوى السائق الذي قام بنقله.

وصل إبراهيم إلى المعبر وهناك أمسك بكومة من الحجارة لينقم بها من جنود الاحتلال الذين قتلوا صديق طفولته وصباه ,دقائق معدودة أمضاها إبراهيم ليلتحق بسرعة البرق بصديقه أحمد بعد إصابته بعيارين ناريين متفجرين ,الأول أصاب بطنه والأخر أصاب ظهره ,ما يؤكد أن العيار الثاني أصابه بعد أن استدار طالبا النجدة و الإسعاف.

وحول تلك الصداقة والساعات الأخيرة من حياة الشهيدين يقول سليمان أبو تايه والد الشهيد أحمد لقد كان أحمد وإبراهيم ابنا الخمسة عشر ربيعا صديقين حميمين حرصا دوما على الذهاب معاً إلى المدرسة والعودة منها معا.

كم كان كلاهما يلتقيان دوما بعد الدوام المدرسي,وفي الأيام الأخيرة من حياتهما اشتركا معا في المواجهات التي اندلعت قرب مستوطنة (نيتساريم),وحين تعثر أمر مشاركتهما بعد تدمير موقع الأحداث هناك توجها معاً إلى معبر المنطار, وهاهما الاثنان شيعا معا وأقيم لهما بيت عزاء مشترك


نسج قصيدة الحجر فاستشهد

كان سكون الصباح هادئا كعادته وزقزقة العصافير ترتفع أنا وتنخفض أخرى  وفجأة مزق هذا السكون الممزوج بنسيم الصباح صرخات جنود الإحتلال يعلنون حظر التجول بدون أية اسباب تذكر هناك استيقظ محمود من هذه الصرخات مدهوشا ومتعجبا لكنه أيضا كان مستعدا للذهاب الى المدرسة أما الأن فلا يستطيع,جلس قليلا يفكر لكنه سرعان ما قرر الذهاب الى بيت استاذه حمدي متحديا حظر التجول لعله يفهم درس القسمة الذي لم يفهمه في الحصة السابقة.

خرج محمود من بيته وهو يرتعش من الخوف لكنه واصل المسير في الشارع الذي كان السكون قد داهمه مما أدى الى زيادة الرهبة في قلب هذا الصغير لكنه لم يأبه واتجه الى بيت استاذه وفجأة بدأ يفكر لعله يستطيع ان ينسى الخوف الذي في قلبه بدأ يجول بخياله هنا وهناك لكنه صحى فجأة من سرحانه على صوت أحد الجنود يصرخ في وجهه اين انت ذاهب:تماسك وقال لبيت خالتي

نظر الجندي الى الكيس الذي يحمل فيه الكتاب والدفتر وقال بسرعة أين كنت"لم يخطر ببال محمود انه قد يسوئل هذا السؤال فقال بالبيت لم يرق للجندي ان يراه يحمل كتبا فقام ومزق الكتاب من قطعة الى إثنتين ومن اثنتين الى أربعة ومن أربعة الى ثمانية وقذف بهما بعيدا كان محمود يراقب الجندي بكل مرة يقوم بها بقطع الكتاب فقال بنفسه: لماذا كلما قطعنا القطعة الأولى يزيد ثم قال نعم نعم فهمت درس القسمة , روخ بيتك صرخ الجندي بعنف اخذا محمود يركض وذهب الى البيت وهناك سمع ان حظر التجول سيلغى غدا

أحس محمود بعد سماعه هذا الخبر بنشوة في صدره وهب لتحضير دروسه

في الصباح نهض بسرعة وتفقد كتبه للمرة الثالثة وقال:جميعها كاملة ما عدا كتاب الرياضيات ثم خرج من البيت

وصل محمود المدرسة وهناك كان المدير يهم بتدخيل الطلاب الى الصفوف خشية وقوع أية مواجهات

وصلت دوري احتلالية الى المنطقة وفجأة صرخ محمود انه هو وأمسك بحجر والمدير يصرخ عليه لا لا يا ولد فقال بصوت صاعق  فقد حجر وقبل ان يقسم محمود زجاج الدورية لمليون قطعة أستقرت رصاصة في قلبه

الحجر أم الرصاصة

كيف تجرأت ان تضرب الحجارة على حافلة المستوطنين؟ صرخ المحقق الإسرائيلي ؟لا أعلم ,قالها الطفل الذي لم يتجاوز الإثنا عشر عاما,هل تعلم عواقب ما فعلت تابع المحقق ,لم يجب الطفل الذي يدعى وليد بل حدق في بندقية الجندي الضخم الذي وراء المحقق وبدأ ينسج أحلاما خيالية تداعب مخيلته الصغيرة "ماذا لو اطلق هذا الدب النار على المحقق المسكين"قالها في نفسه...صرخ المحقق "اجب" ...أجب تلك الكلمة التي حرقت أوراق خياله ونثرتها في كل مكان...ولكن وليد استمر يحاول عدم الإصغاء الى الجندي ويحاول بناء ما حرقته كلمة أجب ...استيقظ وليد وهو في زنزانة لا تتسع لطفل صغير, احس بكدمات في رأسه فعلم أنه قد فقد وعيه عندما قام أحد الجنود بضربه عليه لم يملي اهتماما لما يعانيه من الم في راسه بل أخذ يتفقد هذا الاسطبل الذي سيمضي فيه الليلة وما لبث الا أن غرق في أحلامه ...في الصباح وجد نفسه مرميا بجانب سلة نفايات يحوم حوليها البعوض والذبان لم يصدق حتى انه كان هناك عند الصهاينة أخذ يتفقد الطريق ثم ذهب للبيت لكنه صدفة رأى نفس الباص اليهودي الذي رمى عليه الحجارة في المرى السابقة لم يكترث لما يخبأ له الصهاينة عندم يلقون القبض عليه بل أمسك بكتلة من الحجارة ورماها على الباص وأخذ يرمي و يرمي دون أن يعير انتباها للجندي اليهودي الذي كان يصوب بندقيته باتجاهه لتنقله بعد قليل رصاصة الى السماء ويودع فيه عالم البشر الذي لا يرحم

 

 

 

قتل

ونفي

وتدمير

وهدم

واغتيال

........

وتبقى

فلسطين

عربية

القدس

الشهداء

فلسطين

من المسؤول

النداء الموقع المثالي

الأسرى

وهج الإنتفاضة