الاحتفال باليوم العالمي للشعر
في
اتحاد كتاب المغرب فرع مدينة سلا
أمسية شعرية بهية بمدينة سلا
شعراء حقيقيون يصنعون الدفء و الحبالتغطية الصحفية، بقلم
الكاتب والباحث: عبد الرحيم العطري
كان لعشاق القصيدة موعد استثنائي يوم الخميس
الفائت( 30 مارس2006) بخزانة عبد الرحمن حجي بمدينة سلا العامرة ، فقد تحلق ثلة من
المبدعين حول ألق شعري بهي صنعه شعراء قادمون من عميق الإبداع المغربي ، شعراء
بصموا مسار القصيدة المغربية بمنجزهم المائز و حضورهم النوعي في المشهد الثقافي
.كان هذا الموعد الشعري ، كما العادة ، من توقيع فرع اتحاد كتاب المغرب بسلا الذي
يحرص دوما على صناعة الفرح الثقافي و لم شتات آل الحرف و السؤال ، تكريسا لتقاليد
الاحتفاء الإبداعي ، و تدعيما لجسور التواصل و المحبة بين المبدعين .
في هذه الأمسية الدافئة التي أدراها الكاتب و الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري
، ارتحل عشاق القصيدة إلى مغاليق الذات و الألم و مفازات الحلم و الابتهاج مع
الشعراء : محمد عزيز الحصيني ، مراد القادري ، محمد المعطي القرقوري ، جمال
الموساوي ، أحمد زنيبر و محمد بلمو ، فمع هؤلاء الكبار الأبناء الشرعيين لوادي عبقر
، استمع الجمهور إلى عدد من القصائد المنقوعة في التشظي و الألم ، و الحالمة
بالبهاء و الحب .
فمع المبدع محمد عزيز الحصيني الذي راكم تجربة شعرية عميقة و أهدى للقارئ قبلا ”
كيف تأتي المنافي ” و الكلب الأندلسي ” سافر الحضور إلى شعرية تطوح الكلم و تغوص في
لذائذ الشموخ ، و مع المبدع مراد القادري الذي تخصص طويلا في الزجل و أصدر مؤخرا ”
غزيل البنات ” و قبلا ” حروف الكف ” ، كان السفر من جديد نحو الجراح الفاغرة ، جراح
الذات و الآخر ، التي قدر ألا تندمل و إلى غير المنتهى .
أما الشاعر محمد المعطي القرقوري القادم من قارة السؤال الفلسفي، و الذي راكم
دواوين ” في مدارات الصوت و القطيعة ” و ” خطايا ” و ” جهادك أيا سيد العاشقين “،
فقد جاءت قصائده معتنقة لذات السؤال و مسكونة بالهم العربي الرابض فوق الصدور ، في
حين غاص بنا الشاعر جمال الموساوي صاحب “كتاب الظل ” الحائز على جائزة بيت الشعر
نحو أسئلة الإنشراخ و التشظي ، نحو البداهة و الدهشة الأولى .
الشاعر أحمد زنيبر الذي يكتب الشعر في صمت صوفي عميق ، و الذي سيصدر له قريبا ديوان
” و إن غام الكلام ” ، أخذ الجمهور إلى حواف القلب الشريد ، يعاقر السؤال البعيد و
يكتب المسارات القصية ، أما الشاعر محمد بلمو، فقد أهدانا” رماد اليقين” ، قصيدة
متسائلة / متشائلة ، تعيد للسؤال وهجه في زمن الشك لا اليقين .
كانت بالفعل أمسية دافئة تعيد للنفس بهاءها المفتقد ، تجعل المرء يتصالح مع الإنسان
الغائر فيه ، بفضل ما اعتمل في قصائدها من أسئلة وجودية و رؤى شاعرية إنسانية ،
إنها لحظة بهية من زمن سلا ، صنع خلالها هؤلاء الشعراء الحقيقيون مساحات من الدفء و
الحب ، فمزيدا من هذه المساحات يا آل وادي عبقر ………..
::. عبد الرحيم العطري
عن موقع "دروب" الإلكتروني.
ألبوم الصور