و الحمد لله رب العالمين
على كل نعمه و التي منها نعمة العقل. نقوم في هذا الموضوع بالرد على تأويل قام به
بعض المسيحيون العرب للرد على ما يسمونه بالشبهات التي وردت في لغات كتبهم المقدسة
و إحتوائها على ما لا يليق أن يرد فيما يقال عنها كتبا مقدسة لديهم من كلام ذا
طبيعة جنسية فاضحة. و القوم يحاولون على موقعهم أن
يبينوا أن نصوص "نشيد الأنشاد" قد أسيء فهمها من قبل أناس إمتلأت عقولهم
بأفكار نجسة فأضاعوا المعاني النبيلة لهذا النشيد، و نحن نقول لهم خسئتم لأنكم
أنتم متهمون بالتحايل و الدوران حتى حول نصوص كتبكم المقدسة من أجل أن تخفوا خجلكم
الفاجع من هذه الأقوال.
و سنبين من خلال نقد
أقوالهم التالية (باللون الأسود) من خلال ردنا و تعليقنا عليها (باللون الأزرق) و
الله المستعان.
قصة نشيد الأنشاد
كتاب نشيد الأنشاد من أكثر أسفار الكتاب المقدس التي أسئ
فهمها.خاصة من قبل المهاجمين للمسيحية , فلقد امتلأت عقول قارئيه بأفكار النجاسة،
ولم تلمس أوتار قلوبهم الصور السامية للحب سوى ما يشير منها إلى الجنس. تاهوا عن
المشاعر التي قصد الله أن يعمقها في آدم وفى الجنس البشرى بأسره. فحولوا الأمر إلى
مفسدة أضاعت كل معانيه النبيلة من أذهانهم.
قبل
أن يهاجم هؤلاء القوم الآخرين متهمين إياهم بفساد الفكر و عدم رهافة الإحساس كان
لزاما عليهم أن يتفضلوا و ينقلوا للقارىء جزءا و لو يسيرا من نصوص هذا النشيد
تاركين للقراء حرية الحكم بأنفسهم عليه. و بما أن هدفنا واضح و بين في رغبتنا
بالرد على القوم الغير مؤمنين و الذين يهمزون و يلمزون المسلمين بأقوالهم المهاترة
فسأقوم بسرد بعض نصوص هذه الكلمات السامية كما يدعون عنها و من ثم نخوض في بحار
الرد على محرفي كل شيء تمسه أيديهم.
نشيد
الأنشاد 1 نشيد
الأنشاد 2 نشيد
الأنشاد 3 نشيد
الأنشاد 4
نشيد
الأنشاد 5 نشيد
الأنشاد 6 نشيد
الأنشاد 7 نشيد
الأنشاد 8
يرجى
من القارىء أن ينقر على كل وصلة من الوصت الثمان المبينة أعلاه حتى ينتقل إلى
صفحات النشيد المعني ليقرأ و يتمعن بنفسه هذه الأناشيد و من ثم يحكم بنفسه على
سموها أو عدمه.
نعم خلق
الله الإنسان ذكرا وأنثى. لماذا؟ هل لنشر الفساد في الأرض؟ حاشا! بل ليتحابا ويكون
اتحادهما معا هو نواة للأسرة السعيدة. ولكن عندما أنصت الإنسان إلى همس الشيطان
المكير غشيت بصيرته الروحية السليمة فلم يعد يفهم حكمة الخالق من وراء هذا الأمر.
فكما أن
الغرض من كسب المال يجب أن يكون هو إطعام الأسرة وتأمينها. فإن الجنس الصحيح هو
السبيل لتوطيد الود العائلي. وإن كان البعض قد أخطأوا فباعوا الأسرة ليحصلوا على
المال. فإن البعض أيضا تخلى عن هدف الترابط وعن المودة الأسرية في سبيل المتعة
والأنانية المفرطة اللتين لا ولن تشبع أبدا... ألا ترى معي أن شر الإنسان قد جعله
يخطئ التعامل مع عطايا الله الجواد؟ مسيئا إلى واحد من أهم وأقدس أسرار الكون
والتي تكمن في المفهوم النقي للجنس الذي أبدعه الله سبحانه. فصار الجنس بسبب شر
الإنسان مرادفا للإباحية والعهر.
يحكى لنا
كتاب نشيد الأنشاد قصة حقيقة عن رجل ذي شأن أحب امرأة من سباياه. ولان تلك المرأة
كانت في حكم جواريه فقد حاول أن يرغمها على الزواج منه بكل الطرق تارة باللين
وطورا بالشدة. لكن هذه المسبية رفضت كل إغراءاته وتحملت كل المصاعب إلى أن تم
إطلاق سراحها. وكانت تحب راعى للخراف، عرفته قبل أن يتم أسرها. وكان حبيبها هذا
يقيم في جبال لبنان التي نشأت وترعرعت في جوانبها. وقد استخدم الوحي هذه القصة
كمثال لحال جماعة المؤمنين الذين يحاول العالم بمختلف مغرياته، وبوسائل القهر
المتنوعة أن يجذبهم بعيداً عن راعيهم وخالقهم الرب الإله سبحانه.فالقصة حقيقية
وكاتبها هو النبي الملك سليمان الحكيم. حيث اشتهر الأنبياء بالكتابات الرمزية
ليتعايش الناس مع كلمات الوحي الإلهي.
نقول و بالله المستعان ما يلي:
1. هل الكتب المقدسة هي روايات غزل و حب و جنس أم أنها تعنى بهداية الناس
إلى خالقهم؟
2. و إن أقررنا بأن الجنس المباح هو عبر الزواج فقط إلا أننا لا نرى أن
الحب (إن قبلنا بقولكم) يتطلب كل هذه التفصيلات الغرافيكية كما يسمونها (أي
الوصفية) و التي لم تبقي شيئا من جسد المرأة إلا و وصفته بصورة لا تليق بكتاب
تقولون بأنه موحى من عند الله.
3. هل كل شيء لا تستطيعون له شرحا تجعلون منه كناية عن قصص هي بعيدة كل
البعد عن مضمون و فحوى النص؟
4. هل يعجز الخالق عن التعبير بكنايات أخرى أقل شدخا لحياء حتى نسائكم و
نساء يهود إن هن إطلعن على هذه النصوص؟
يؤسفني
أن أرد على الكاتب قائلا بأن حيلكم هذه لا تنطلي على كل ذي لب سليم و الإشكال الذي
لا تستطيعون الفرار منه أكبر بكثير من مجرد نصوص نشيد الأنشاد، و لتبيان قصدي أشير
على القارىء الكريم بأن يقرأ و يطلع على سفر
حزقيال الإصحاح 23 ليرى بأم عينه أن نشيد الأنشاد ليس
هو وحده ما يغص بهذا النوع من الكلام الموحى به بحسب قولهم.
تعليق:
لو كان في
نية المسيحيين أن يحرفوا كتابهم لأزالوا منه هذا السفر، ولأزالوا أيضا قصة صلب
المسيح له المجد. أليس كذلك؟ لكن كل قارئ للكتاب المقدس يعرف أن الله في حكمته
المطلقة لا يأتي بنقيصة ولا يحتاج إلى إنسان لينسخ أو يراجع كلامه. فهذا السفر
علاوة على ما يحتوى من تعليم، فهو أيضا امتحان لمدى نقائنا وسلامة أفكارنا. فهل
نراجع أنفسنا؟ أم نعتقد أن الوقت قد فاتنا، وأننا لابد داخلون من باب العذاب
الأبدي الواسع؟
من
العجيب أن يتفرع الكاتب المسيحي إلى موضوع "تحريف كتبهم المقدسة" ضمن
محاولة رده الفاشلة على موضوع "نشيد الأنشاد"! و نقول له بأن الموضوع
الذي تبحثه – حتى لو كان شرحك هذا رد على إعتراض يتهمكم بتحريف كتبكم – يتعلق
بنشيد الأنشاد فقط و لا يجوز أن تغير مجرى الحديث للهروب من مصيرك المحتوم من خلال
مهاترات أكبر وقعا في ضحد ردكم الفاشل.
و
لكننا سنسمح لك بأن تستخدم قولك هذا و نرد عليك قائلين بأن قضية إزالة الأسفار و
زيادتها و التلاعب بفحواها ليست مقياسا على حسن نواياكم أو صلاحكم لأنكم – مثلا –
تفخرون بأن أحد آلهتكم (من تسمونه الإبن) قد صلب و مات و ذهب إلى السجن السفلي
(الجحيم) لمدة ثلاثة أيام و من ثم أقامه إله آخر (من تسمونه الآب) من الأموات، فمن
كان يعتز بهذا بل يبني كل معتقداته عليه فكيف سيقوم بحذف هذا الشيء من كتبه بل هو
على العكس يقوم بالزيادة فيها إما لتوفيق القصص المتناقضة حول هذا الحدث أو
للتأكيد على عقائد بولس الطرسوسي مؤسس المسيحية الحالية و التي لا تمت بصلة لرسالة
المسيح إبن مريم.
و
يدهشني حقا أن يدعي الكاتب نقاوة نصوصه من التلاعب و التبديل و الكل مجمع على حدوث
التعديل و التغيير و التبديل و الحذف و الإضافة في كتبهم سواء بقصد أو من دون قصد،
و هذا الكلام ليس من وجهة نظر إسلامية بل هو من كلام باحثين و خبراء في الكتاب
المقدس (بما فيهم مسيحيون من الغرب ممن لهم ضمير حي و لا يغرسون رؤوسهم في الرمل
مثل صاحبنا هذا) و نذكر منهم كمثال لا على سبيل الحصر الكاتب الأمريكي المعروف
بروس مانينج ميتزجر و هو خبير في النصوص المقدسة و حتى لو أنه يصر على نقاوة نصوص
الكتب المقدسة من التحريف إلا أنه (و يا للعجب) يعترف بأنها مشوبة بتحريفات متعمدة
و أخرى غير متعمدة كما جاء في كتابه The Text of the New Testament: Its
Transmission, Corruption, and Restoration و العديد من الكتب الأخرى التي تغص بها المكتبات
و صفحات الإنترنت لمن أراد معرفة الحق و ترك عنه المهاترات و نكران الحقيقة.
يعلمنا
الكتاب المقدس أن "الله محبة" (1يوحنا الأولى 4: 8). حتى انه
سبحانه "بيَّنَ محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا."
(رومية 5: 8). إن قبول ما عمله المسيح هو التجاوب الحقيقي مع محبة الله. وإلا فإن
عدل الله المطلق وعقابنا المستحق حتما سيأتي علينا.
فالمسيح يدعونا قائلا: "هاأنذا واقف على الباب (باب قلبك)
واقرع (اطرق الباب) أن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه (تكون
بيننا علاقة حميمة) وهو معي." (رؤيا3: 20). فهل نتجاوب مع محبة الله
قبل أن يأتينا القضاء؟
لاحظوا
معي كيف أن الكاتب يتهرب من مصيره المحتوم من خلال التفرع في موضعات أخرى و لأننا
ننقل النص كاملا دون بتر (كما يفعل هؤلاء القوم) فسنسمح له بهذا الكلام و سنرد
عليه من صميم كتبه المقدسة، حيث جاء في نجيل يوحنا الإصحاح 17 ما يلي:
1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال ايها الآب قد أتت
الساعة .مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا
2 اذ اعطيته سلطانا
على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته .
3 وهذه هي الحياة
الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته .
4 انا مجدتك على الارض .العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته .
عزيزي القارىء، ليس هدفنا من هذا المقال هو مهاجمة معتقدات
الآخرين و لكن هدفنا هو الرد على كل من يسمح لنفسه بمهاجمة دين الله و سالة رسوله
الأمين محمد عليه السلام من خلال الهمز و اللمز و إدعاء الباطل.
و السلام على من
إتبع الهدى