سلوك ( سيد ) في إثبات الميزان مذهب المفوضة

 

فقال عند تفسيره قوله تعالى ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) قال:ـ ( ولا ندخل هنا في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان كما دخل المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر الإسلامي ... فحسبنا تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق من أن الحساب يومئذٍ بالحق، وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرةٍ ) [3/1261].

ولو رجع سيد للسنة لوجد الميزان وصفته وكيفية الوزن فيه مفصلة، ولكنه لم يرجع والقرآن إنما يفسر بالقرآن أو بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم - أو بتفسير من شهد التنزيل من الصحابة رضي الله عنهم، فأعرض عن كل هذا وسلك مذهب التفويض وقد قال الرسول-صلى الله عليه وسلم - :ـ (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ) وكثير من تفسير الظلال إنما هو تفسير بالرأي وليس له سلف في كثير من الآيات والسور. وهذا مزلق خطير. لذلك خشي الصحابة من القول في القرآن بغير علم أو سلف، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما سئل عن آيةٍ قال:ـ "أي أرضى تُقلني وأي سماء تظلني إن قلت في آية من كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم".

وقال عمر بن الخطاب:ـ "إياكم والرأي؛ فإن أصحاب الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يعوها وتفلتت منهم أن يحفظوها، فقالوا في الدين برأيهم ـ وفي رواية ـ فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا".

قال ابن القيم:ـ وأسانيد هذه الآثار عن عمر في غاية الصحة [ أعلام الموقعين 1/44].

 

الرجوع للصفحة الرئيسية