سبب هذه الدراسة
سمعت
لبعض الدعاة محاضرة قال في آخرها داعياً الله سبحانه:ـ
"
اللهم اجعلنا مثل أئمة الإسلام المجددين كشيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد
الوهاب وسيد قطب "!!!. وكنت أظن هذا زلة لسان منه حتى وجدته في شريط آخر
يدافع عن سيد قطب ورد على بعض الشبهات التي أثيرت حوله.
فتعجبت
كل العجب كيف يقارن سيد قطب بمحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية رحمهما الله تعالى، إذ
هؤلاء أعلام مجددين للدين ومجتهدين، أما سيد قطب فهو كاتب أديب كثيراً ما يتبع
الظن وليس عنده علم شرعي حتى يُصَفّ مع العلماء وفاقد الشيء لا يعطيه.
ولما
أن بينت حال ( سيد ) في أحد المجالس، اعترضني شخص بتكذيب مقالي وبدأ ينسج من
الهالات على سيد قطب وكأنه يتحدث عن أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما.
وزدت
عجباً على عجب !! كيف يُجعل سيد قطب إماماً ومجدداً لدين ؟!! وهو قد ارتكب كثيراً
من أنواع الظلم فقد هون من الشرك بالله، وعطل صفات الله سبحانه، وقال بخلق القرآن،
واضطرب في وحدة الوجود، وأنكر رؤية الله يوم القيامة، وهون من شأن المعجزات التي
جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكفر الأمة بأجمعها، واعتبر مساجدها
معابد جاهلية، وسب صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وأخرج بعضهم من الإسلام ...الخ
إلى
غير ذلك من الضلالات العقائدية والفكرية التي وقع فيها بل حتى مظهرة الخارجي كحلق
اللحية، ولبسه زي الأعاجم في الوقت الذي تميز أهل العلم بلباس خاص لهم ... فعلى أي
أساس إسلامي اتخذوه إماماً واعتبروه مجدداً، وقد قال في كتابــــــة
( الظلال ) عند قوله تعالى ( لا ينال عهد الظالمين ) [ 1/ 112] .
(
.. ومن ظلم أي لون من الظلم فقد جرّد نفسه من حق الإمامة وأسقط حقه فيها بكل معنى
من معانيها ) ا.هـ.
ولا
تعجب ـ يا أخي ـ أن سيد قطب يقول بكل هذا، فسوف ترى في هذه الرسالة من كلام لسيد
ما يجعل المسلم الغيور على دينه يتقيأ مرارة وأسفا أن قال بمثل هذا رجل ينتسب
للإسلام.
ومن
أعجب العجب أن كل هذا لا يحط من قدر سيد قطب عند محبيه والغالين فيه، ولا يهز
مكانته، لماذا؟!! وما سر هذه الخصوصية؟ أَنزل من عند الله وحي بخصوصيته من بين أهل
البدع !!، لا، ولكنه والله الغلو
المفرط في الأشخاص وقد قال تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) وقال ابن
عباس عند قوله تعالى ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث
ويعوق ونسرا) قال: هذه أَسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى
قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم،
ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) رواه البخاري.
يا
إخوتاه:ـ أين نحن من سلف الأمة، فهذا خالد القسري يذبح الجعد بن درهم في عيد
الأضحى كما يذبح أحدنا شاةً لأنه خالف صريح الكتاب والسنة في مسألتين فقط، فكيف
بمن خالف الكتاب والسنة في مسائل متعددة !!!.
فإذا
قال غيره بخلق القرآن خرج من دائرة أهل السنة وأسلك في عداد المبتدعة كائناً من
كان وفي أي زمان ولو في القرون المفضلة أما إذا قال (سيد) بخلق القرآن، وكفر
المجتمعات و .. و .. الخ. فمن أعظم المستحيلات أن يقال:ـ إنه مبتدع. لماذا ؟!!
إنني
في هذه الصفحات لن أكون واصماً لسيد قطب بشيء لم يقله ـ حاشا وكلاـ فهذه كتبه
ناطقة بما أقول، وهؤلاء محبوه انتقدوه قبلي منهم:ـ يوسف القرضاوي، والعلامة عبد
الله الدويش رحمه الله، والشيخ سليم الهلالي، وأبو الحسن الندوي، وفريد عبد الخالق
في قضايا التكفير والتهوين من الشرك، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني في وحدة
الوجود، والشيخ محمود شاكر في طعنه في الصحابة وانتقده عبد الرحمن المغراوي والشيخ
محمد النجدي .. وغيرهم كثير.