قول الشيخ ابن باز في الموازنة
سُئل الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي : بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم ؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم ، أم فقط مساوئهم ؟
فأجاب رحمه الله :
المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير ، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها ، أما الطيب معروف ، مقبول الطيب ، لكن المقصود التحذير من أخطائهم ، الجهمية .. المعتزلة .. الرافضة .. وما أشبه ذلك.فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق ؛ يُبين ، وإذا سأل السائل : ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك ؛ يُبين ، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل ؛ ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم .
فسأله آخر : فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله : لا ؛ ما هو بلازم ، ما هو بلازم ، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة ؛ وجدت المراد التحذير ، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد " ، في كتاب الأدب في
" الصحيح
" ، كتاب
" السنة
" لعبدالله ابن أحمد ، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة ، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع " .. إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم ، ما هو المقصود تعديد محاسنهم .. المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر ، إذا كانت بدعته تكفره ؛ بطلت حسناته ، وإذا كانت لا تكفره ؛ فهو على خطر ؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها ،اهـ.
وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف ، وقد نقله الشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ في مقدمة كتابه " منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف " الطبعة الثالثة ص 4 ـ 6
، كما أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله منقول بصوته في شريط " الكلمات النافعة في الفتن الواقعة " لمجموعة علماء.