مفهوم التدفء العالمى تم تصويره من قبل الوكالة الكندية للبيئة كـ "تجربة عالمية شاملة غير مقصودة ولا محكومة من الممكن أن تكون نتائجها النهائية فى المرتبة الثانية لحرب نووية فقط". وبينما يبدو للوهلة الأولى أن هذه مبالغة، فإن النتائج المتوقعة لإرتفاع سريع لدرجة حرارة الطقس العالمى خلال العقد القادم مريعة فى الواقع.
يتم تسخين سطح الأرض بالأشعة
الشمسية قصيرة الموجة المنبعثة من الشمس. حوالى
ثلث الإشعاعات الواردة يتم عكسها ثانية الى
الفضاء فى هيئة أشعاعات تحت حمراء، أى طويلة
الموجة. يتم إمتصاص بعض الإشعاعات المنعكسة
بواسطة الغازات الجوية الطبيعية والتى تتضمن
بخار الماء وثانى أكسيد الكربون والأوزون والميثان
وأكسيد النيتروز. فتدفئ تلك الأشعة تحت الحمراء
الطقس. ويعرف ذلك بـ "تأثير المسنبت الزجاجى
الطبيعى أو التأثير الدفيئى - ويدفع علماء
الطقس بأن تراكم غازات الدفيئة فى الغطاء الجوى
نتيجة للأنشطة الآدمية قد نجم عنه إمتصاص أكبر
للأشعة تحت الحمراء الخارجة، وبالتالى إرتفاع
فى الحرارة، لأن جزءا من تلك الإشعاعات يعاد
بثه الى سطح الأرض. ويدفعوا أيضا بأن زيادة
تركيزات غازات الدفيئة مسئولة عن إرتفاع متوسط
الحرارة العالمية حوالى نصف درجة مئوية خلال
القرن الماضى. لكن أعظم تأثيراتها المدمرة
سوف تتضح خلال المائة عام القادمة. وأغلب الدراسات
الحديثة توضح أن التأثير الدفيئى يمكن أن يرفع
درجة حرارة الأرض بمقدار 1 الى 5.3 درجة مئوية
خلال خمسين عاما، مع تسارع نشط للإتجاه فيما
بعد ذلك. وبينما قد يبدو ذلك كتعديل طفيف فى
المناخ إلا إنه يجب تذكر أن متوسط درجة الحرارة
الأرض لم يتذبذب قط بأكثر من درجة واحدة مئوية
منذ نهاية العصر الجليدى الأخير.
تبعات التدفء العالمى ممكن
أن تكون وخيمة: ذوبان القمم الثلجية
والتمدد الحرارى لمياه المحيط من الممكن أن
يتسبب فى رفع منسوب مياه البحار بخمسين قدم
أو أكثر، مما يؤدى الى إغراق حوالى إثنى مليون
ميل مربع من الأراض الساحلية وهى منطقة تعادل
مساحة أوروبا. وقد تواجه مدن كبرى بالصين، مثل
جوانجزهو (كانتون) وشنغهاى، خطر الإغراق مما
يؤدى الى تشرد أكثر من ستا وسبعين مليون نسمة.
والبنجلادش قد تتعرض الى غمر 15% من أراضيها
بالفيضانات مما يعرض للخطر ست وسبعين مليون
نسمة. والدول الأكثر تعرضا للكوارث سوف تكون
البلدان الجزرية الصغيرة مثل الملاديف وجزرالمارشال.
وفى بعض التوقعات فإن جزرا بأكملها، معظمها
ترتفع عن سطح البحر بثلاثة أمتار أو أقل، سوف
تغرق. يمكن أن يؤدى نسق التدفء
العالمى فى النهاية الى زيادة 50% فى الأعاصير
والعواصف الإستوائية مع إزدياد حدة هذه الأحداث
بـ 70%. يمكن أن ينقص التدفء درجة رطوبة
التربة بدرجة كبيرة فى أنحاء كثيرة من العالم
وأن يغير الأنمطة الحرارية، مما يؤدى الى قحط
شديد فى كثير من الدول النامية وأيضا تدنى الناتج
المحصولى. يمكن أن تتعرض
أنواع كثيرة من النبات والحيوان للتهديد بالتغير
السريع لدرجات الحرارة. فعلى سبيل المثال،
أوضح الباحثون بمركز سكريبس لعلوم المحيطات
أن دفء المحيطات من الممكن أن يكون سببا فى
إنخفاض قد يصل الى 80% من العوالق الحيوانية
زيادة الحرارة بمقدار 3
درجات مئوية قد تؤدى الى 50 - 80 مليون حالة جديدة
من الملاريا سنويا، متضمنة إنتشار المرض فى
الولايات المتحدة الأمريكية وشمال أوروبا.
أما فى الدول النامية، فإن مئات الألوف الإضافية
من ممكن أن تقضى بسبب أمراض مثل البلهارسيا،
ومرض النوم، وحمى الدنج والحمى الصفراء.
كان رد الفعل الرئيسى للحكومات
نحو تلك الإحتمالات (السيناريوهات) المخيفة
أنها تبنت المعاهدة الهيكلية للأمم المتحدة
للتغير المناخى وقد إجتمع الموقعون
على المعاهدة الهيكلية للأمم المتحدة للتغير
المناخى قريبا فى برلين
ووافقوا على إقامة لجنة خاصة فبينما كانت تستطيع الدول
الصناعية فى الماضى التخفى خلف حجة أن نماذج
الطقس العالمى ـ وهى برامج تستطيع التنبؤ بدرجات
الحرارة طبقا لمعطيات معينة - ما هى إلا أدوات
غير دقيقة للتنبؤ بالإتجاهات الماضية والمستقبلية،
فإن ذلك غير صحيح. فقد أوضحت دراسة حديثة لمركز
هادلى للأبحاث والتنبؤات الطقسية
وبالإضافة لذلك فإن درجة الحرارة
على مستوى العالم قد إرتفعت فوق المتوسطات
طويلة المدى للثمانية عشر عاما الأخيرة، مما
يدحص النظرية التى تدعى أن تلك الإرتفاعات
الحديثة ما هى إلا جزء من تغيرات الطقس الطبيعية.
والزيادة الكبيرة فى معدلات التغيرات الطقسية
العنيفة مثل الأعاصير والزوابع تدعم أيضا تنبؤات
النماذج الطقسية. الوقت الملائم بالنسبة للعالم
الصناعى لإتخاذ تعهدات جدية للإقلال من إعتمادنا
على الوقود الإحفورى والمواد الأخرى التى تسهم
فى التأثير الدفيئى هو الآن. ففى مرحلة ما فإن
تجمع تلك الغازات فى المجال الجوى سوف يدفعنا
الى نقطة اللاعودة لإيقاف التجربة العلمية
الهائلة ورغم ذلك طائشة لأن لها تبعات مدمرة
على العالم ككل. تمهيد
التدفء العالمى المبادرة الصائبة علميا
مشروع البلدان الجزرية الصغيرة
إرتفاع منسوب
البحار
إتجاهات عنيفة للطقس
الجفاف
تهديد ألأنواع النباتية
والحيوانية
زيادة معدل حدوث الأمراض
ردود
الفعل الحكومية لإتجاهات التدفء العالمى
نشاطات الجمعية المرتبطة
بالتدفء العالمى:
مصادر أخرى للمعلومات
عن التدفء العالمى:
جمعية الحياة الخضراء
- فرع شمال أمريكا،
الرجوع الى الصفحة الأساسية.