Know a Little More About Me Lebanon - Fairouz - A message As simple as Life Medical Texts - Pediatrics Texts Email Me

 

 

 

رامسفيلد واثق من أوسـع تحـالف يضـم دول الخلـيـج وصـدام "مـرتـاح" لتقـرير بليـكس

عـشـرات الـمـلايين صرخـة واحـدة: لا للـحرب

 

عزز أمس المعسكر الدولي المناهض للحرب والمؤيد لنزع اسلحة العراق سلميا واعطاء المفتشين الدوليين الوقت اللازم لانجاز مهمتهم، الانتصار الذي حققه الجمعة في مجلس الامن على معسكر الحرب بقيادة الولايات المتحدة بكسب اضافي بارز تمثل في اجتياح عشرات ملايين الاشخاص، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والايديولوجية والعرقية، عواصم العالم ومدنه الكبرى بدءا من القطب  المتجمد الشمالي الى القطب المتجمد الجنوبي مرورا بالقارات الخمس رفضا لمنطق الحرب.

وخفتت موقتا اصوات طبول الحرب، وان لم تهمد تهديدات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي أكد ان بلاده واثقة من جمع تحالف واسع يضم تقريبا جميع دول الخليج اذا وقعت الحرب، امام الوان من الاحتجاجات الشعبية فاضت بها مخيلات ملايين المتظاهرين  الذي تخطت اعدادهم في احيان كثيرة توقعات اكثر المنظمين والداعين الى هذه التظاهرات تفاؤلا وذلك في أكبر تجلٍ لزخم "قوة الشعب" منذ حركة الاعتراض على الحرب في فيتنام في الستينات، اذ صب المدافعون عن السلام في اكثر من 600 مدينة في نحو 75 بلدا جام غضبهم على الموقف المتشدد الذي يتخذه الرئيس الاميركي جورج بوش.        

وفيما بدا صوت الاحتجاجات خافتا في العواصم العربية باستثناء العاصمة المستهدفة بغداد ودمشق التي احتضنت تظاهرة حاشدة قالت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" انها تجاوزت المليون شخص، وبيروت التي تظاهر فيها أكثر من 10 آلاف لبناني وفلسطيني، سجلت هذه التظاهرات ارقاما قياسية في غالبية الدول الغربية والاوروبية والاسيوية والاميركية اللاتينية وحتى في بعض مدن الولايات المتحدة. ووصلت التظاهرات الى تل أبيب نفسها حيث تظاهر نحو ثلاثة آلاف يهودي وعربي. الا ان البارز كان الاحتقان الشعبي الذي انفجر في عواصم الدول الاوروبية المؤيدة لواشنطن وخصوصا في بريطانيا وايطاليا واسبانيا حيث تظاهر ثلاثة ملايين شخص في روما، في حين جمعت تظاهرة لندن نحو مليونين. كما سجلت ارقام ضخمة في اسبانيا حيث تظاهر اربعة ملايين بينهم مليونان في مدريد ومليون و300 الف في برشلونة. والقت هذه التظاهرات في الدول الثلاث ظلالا من الشكوك حيال قدرة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ونظيريه الايطالي سيلفيو برلوسكوني والاسباني خوسيه ماريا اسنار على تجاهل الرأي العام في بلدانهم وفي العالم والمضي بتأييد الرئيس الاميركي في اندفاعه نحو الحرب.

وتأتي هذه التظاهرات غداة جلسة لمجلس الامن عززت معسكر انصار السلام. وخلافا لما كانت تريده واشنطن، اشار كبيرا المفتشين هانس بليكس ومحمد البرادعي الى حصول تعاون من بغداد رغم انتقاداتهما للحكومة العراقية في نقاط عدة. واصرت غالبية الاعضاء في مجلس الامن على ضرورة اعطاء المفتشين الوقت اللازم لاكمال مهمتهم. وهذا ما دفع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى القول ان القرار في شأن العراق لن يتخذ قبل "اسابيع" في انتظار تقرير المفتشين التالي في الاول من آذار.

ولم تغب الكنيسة الكاثوليكية عن الجهود المبذولة لايجاد حل سلمي للازمة، بل كثفت جهودها في هذا الخصوص اذ التقى المبعوث البابوي الكاردينال روجيه اتشيغاراي الرئيس العراقي صدام حسين وبحث معه في "فرص السلام"، ونقل عنه "ارتياحه" الى تقرير بليكس والبرادعي.  

 

عنان

وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان مجلس الامن قد يتبنى قرارا جديدا في شأن العراق، لكنه اعتبر ان الحرب ليست حتمية. وقال في مقابلة مع قناة "ابو ظبي" الفضائية ان "هذا القرار قد يكون ضروريا ولكن على المجلس ان يحدد متى يجب اتخاذه (...) اعتقد ان قرارا ثانيا سيكون متابعة لبنود القرار 1441 وشروطه". وأضاف: "بناء على القرار 1441 وتقارير المفتشين، فان مجلس الامن يمكن ان يقرر ما اذا كان العراق قد ارتكب خرقا ماديا وحينها يحدد العواقب وطبيعة النتائج المترتبة على ذلك (...). ان مسألة نزع السلاح، اذا تعامل معها العراق جديا واستجاب متطلبات مجلس الامن، فان الامر سيكون محسوما"، مؤكدا ان "الكرة مرة اخرى في ملعب القيادة العراقية". وتابع: "اعتقد ان الحرب ليست حتمية وعلى القيادة العراقية ان تنزع سلاحها وان تلبي مطالب المجتمع الدولي".

 

البيت الابيض

وامام حجم التظاهرات، حرصت الناطقة باسم البيت الابيض جاني مامو على التأكيد ان "الرئيس (جورج بوش) من اشد انصار الحرية والديموقراطية ومن المبادىء الديموقراطية التي نحرص عليها الحق في التجمع سلميا للتعبير عن آرائنا". وقالت ان "الرئيس يرى ان استخدام القوة هو الخيار الاخير"، مضيفة انه "لا يزال يأمل في نهاية سلمية، الا ان الامر يتوقف على صدام حسين".

 

بلير

واضطر بلير الحليف الابرز للولايات المتحدة، للاقرار بضرورة منح مفتشي نزع السلاح في العراق مزيداً من الوقت. وقال امام اعضاء حزب العمال في مدينة غلاسكو الاسكوتلندية، ان "بليكس رفع تقريره (أول من) أمس وسيتم اعطاء مزيد من الوقت لعمليات التفتيش. وسيرفع بليكس تقريره الجديد في 28 شباط". الا انه حذّر الامم المتحدة من فقدان سلطتها اذا لم يجر نزع اسلحة العراق قريبا في شكل سلمي او بالقوة. وقال: "اذا أظهرنا ضعفا الان وسمحنا للنداء بمنح المفتشين مزيدا من الوقت بان يكون مبررا للمرواغة الى ان تمر اللحظة المناسبة لاتخاذ اجراء فان الخطر سيزداد ولن يكون خطر صدام فقط (...) ستخسر الامم المتحدة سلطتها وعندما يبدأ الصراع فسيكون اكثر دموية".

 

شرودر

كذلك، أبدى المستشار الالماني غيرهارد شرودر في تيكوريلا قرب هلسنكي، اعتقاده باستمرار وجود امكان لنزع اسلحة العراق بطريقة سلمية، وحض الاسرة الدولية على التضامن من اجل التوصل الى ذلك. وقال: "اعتقد انه لا يزال في الامكان نزع سلاح الديكتاتور العراقي بطريقة سلمية، وهذه فرصة علينا الافادة منها". كما اعتبر وزير خارجيته يوشكا فيشر في ميونيخ ان على مفتشي الاسلحة مواصلة مهماتهم دون مهلة محددة.

 

موسكو

وقال نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان جلسة مجلس الامن "عززت فرص ايجاد مخرج للمشكلة العراقية بالوسائل السلمية دون اللجوء الى القوة". وقال ان الخلاصة الرئيسية للجلسة  "تكمن في انه ليس هناك حاليا أي اساس للجوء الى القوة (...) بل على العكس هناك امكانات لتسوية المشكلة عبر عمليات التفتيش في ظل احترام صارم لقرارات مجلس الامن". كما اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي اعربا عن تأييدهما لمواصلة عمليات التفتيش في اتصال هاتفي بينهما.

كذلك، اوردت الصحف الصينية ان وزير الخارجية الصيني تانغ جيا شوان طلب من وزير الخارجية الاميركي كولن باول العمل لايجاد تسوية سياسية للازمة العراقية في اطار الامم المتحدة. كما أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الحليف الكبير للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب، للرئيس الاميركي في اتصال هاتفي ان "على العراق الانصياع تماما للقرارات الدولية الا ان الحرب ليست الخيار الجيد"، استنادا الى وزارة الخارجية الباكستانية.

 

رامسفيلد

غير ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد تجاهل هذه الاعتراضات وواصل التهديد باستخدام القوة، مؤكدا انه اذا نشبت حرب ضد العراق فان الولايات المتحدة ستقود تحالف دول ربما يكون اكبر من التحالف الذي شارك في حرب الخليج .1991 وأكد في تصريحات ادلى بها على متن حاملة الطائرات "يو. اس. اس انتريبيد" التي خرجت من الخدمة، ان الولايات المتحدة تلقت تأكيدات غير رسمية من كل دول الخليج تقريبا، انها ستؤيد عملا اميركيا ضد العراق. وقال: "ان كلا من هذه الدول قالت لنا على حدة انها مستعدة للمساعدة" عبر سماحها مثلا للقوات الاميركية باستخدام اراضيها، جميعها "باستثناء واحدة". وأشار الى ان صيغة "باستثناء واحدة" ترمي الى السماح للدول المعنية بان تنفي عند الاقتضاء دعمها لاي تحرك عسكري.

وأكد ان الولايات المتحدة ليست معزولة، مضيفا انه اذا قرر بوش "عدم ترك العراق يستخف بـ17 او 18 قرارا" صادرا عن الامم المتحدة "فسيكون هناك تحالف من الدول ربما اكبر من التحالف في حرب الخليج" عام .1991 وسئل عن معارضة دول مثل فرنسا والمانيا للحرب، فاجاب: "هناك انقسامات في اوروبا وجدل كبير، انه ليس امرا سيئا"، ويمكن ان يجري "فهم الامور بوتيرة مختلفة". لكنه اضاف مشيرا الى رؤساء اميركيين عدة ان "عمل القادة هو تحديد ما يصب في مصلحة بلادهم واتخاذ قرار" في ضوء ذلك.

 

احتمالات الحرب

الا ان هذه المعطيات الجديدة لم تحل دون اجماع المحللين على ان احتمال الحرب لم يتراجع بل ارجئ، وان العراق حصل على مهلة اضافية  عليه استغلالها عبر التعاون الكامل مع الامم المتحدة. وقد تحدثت الصحف البريطانية عن زيادة كبيرة لاحتمال نشوب حرب منفردة ضد العراق. كما  طرحت الصحف التركية تساؤلات عن قافلة تضم سيارات جيب توجهت الجمعة الى شمال العراق قد تكون تنقل قوات خاصة اميركية او عناصر من اجهزة الاستخبارات.

واعتبر وارن باس من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ان المناقشات التي أجريت في الامم المتحدة كشفت انه بات على واشنطن  مواجهة معارضة قوية من اكثرية داخل مجلس الامن. واضاف: "ستكون الطريق صعبة جدا امام ادارة بوش"، ملاحظا ان موقف فرنسا التي تعتبر رأس الحربة في المعارضة لسياسة واشنطن، "ازداد تشددا".

من جهته، قال سايمون سرفاتي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان تقرير بليكس "ساعد على قيام هذا التشدد المتبادل"، لانه اعطى الطرفين ذرائع. الا انه اعتبر ان بليكس وجه ضربة قوية الى الولايات المتحدة عندما شكك ان صدقية الصور الفوتوغرافية التي قدمها باول الاسبوع الماضي امام مجلس الامن باعتبار انها "ادلة دامغة" على اخفاء العراق معلومات عن اسلحة الدمار الشامل. ولا يمكن  التشدد الا ان يزيد من حدة الخلافات التي ظهرت داخل حلف شمال الاطلسي حيث باتت فرنسا والمانيا وبلجيكا في جانب، ودول الحلف الاخرى في جانب اخر.

وبعدما حشدت واشنطن نحو 150 الف عسكري في المنطقة، يعتقد الخبراء العسكريون ان افضل فترة للحرب هي شباط وآذار المقبل اي قبل قدوم فترة الحر في منطقة الخليج. واذا لم تتمكن واشنطن من قلب الوضع لمصلحتها داخل مجلس الامن، فهي ستجد نفسها امام خيارين صعبين أولهما  اما المضي في محاولاتها داخل مجلس الامن لاقناع المجتمع الدولي بضرورة الحرب، وهذه الطريق غير مضمونة النتائج لواشنطن لان انصار الحل السلمي يزدادون قوة وقد يتيح هذا الامر ابقاء الرئيس العراقي في السلطة لفترة طويلة، وثانيهما الدخول في الحرب خلال الاسابيع القليلة المقبلة بمعزل عن مجلس الامن وبمشاركة "ائتلاف" من الدول الغربية.

 

الوكالات الانسانية

* في جنيف، اجتمعت الوكالات الانسانية الكبرى مع ممثلي 29 دولة من اجل تبادل المعلومات في شأن عمليات انسانية سيتم القيام بها في العراق وفي محيطه، اذا اندلعت حرب قريبة. وقال وزير الخارجية السويسري منظم اللقاء التقني المغلق ان الدعوة لم توجه الى العراق للمشاركة في الاجتماع بغية عدم "تسييس" النقاش