موقع المهاجر الاسلامي هو موقع متواضع يهتم بشؤون المسلمين في العالم وخاصة المجاهدين على الثغور

الرئيسية     مجموعة برامج   الاعداد العسكري   ارسل مقترحاتك   كتب اسلامية   إجعلنا الصفحة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

عبر وعظات في موت أسد الفرات




يولد في اليوم آلاف الناس ويموت آلاف لا يدري عنهم أحد إلا أقرب الناس إليهم ، وقد أصبح الناس اليوم في شغل عن الأهل والجيران والأقرباء الخلان فيموت الرجل ولا يسمع أهل الحي به فضلاً عن أهل المدينة أو القطر !!

لقد كان لموت العظماء أثر بالغ على الناس ، وأعظم وأبلغ أثر كان في موت الإمام القائد القدوة النبي الرسول خليل الرحمن ابا القاسم محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام ، ولم ولن تُفجع الأمة بأحد قبله أو بعده مثله صلى الله عليه وسلم ، وانقضى عهد الصحابة والتابعين فمات من ثُلم الإسلام بموته وبكى على فراقه المسلمون ، وكان السلف يقولون للملوك : بننا وبينكم الجنائز ، فترى الملك يموت ولا يمشي في جنازته إلا من يريد أن يتزلف لمن بعده من أهله ، وإن كان عدوا للذي بعده هجره الناس وتركوا جنازته ، بينما يمشي في جنازة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ألف ألف مسلم يبكون ويدعون الله له الرحمة وقد اقفلت المحال وتوقفت جميع مظاهر الحياة في بغداد ..

كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة ..

إن بيننا وبينهم الجنائز .. بيننا وبينهم المراثي .. بيننا وبينهم دعوات العجائز في الأسحار .. بيننا وبينهم إخلاص الدعاء على المنابر في الأقطار .. بيننا وبينهم دموع المسلمين .. بيننا وبينهم موقف الكفار والمنافقين .. بيينا وبينهم ما بعد الموت من لوعة وشوق وحنين .. بيننا وبينهم دعوات الصالحين عند تعفير الجبين ..

إن في موت العظماء عبر وعظات ، وقلما يموت عظيم إلا وترك للناس ما يجعلهم يعيدون حساباتهم ويغيرون بعض تراتيبهم ، ويترك بعده فراغا ربما لا يسده إلا الجماعة ، وقلما يموت عظيم في التاريخ ويخلفه مثله ..

لقد سقت بعض العبر والعظات في موت أسد الفرات الأمير المعتز بدينة قائد قاعدة الجهاد في أرض الرافدين عضو مجلس شورى المجاهدين قائد المهاجرين وسيد المرابطين أحمد بن فضيل الخلايلة الملقب بأبي مصعب الزرقاوي رحمه الله وطيّب ثراه ..


العبرة الأولى:

قال تعالى { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح : 29)، قال ابن كثير رحمه الله "ومن هذه الاَية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه , في رواية عنه , بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظَ الصحابةُ رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الاَية , ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك" (تفسير ابن كثير) ، ويرى المرء التطابق العجيب بين موقف الكفار والروافض من الصحابة وموقفهم من خبر مقتل الأمير أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله ، فأهل البدع لا يكونون أشداء على الكفار رحماء مع المسلمين ، وإنما هذا شأن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وروافض لبنان والعراق والجزيرة وفارس رقصوا طربا مع الصليبيين واليهود لمقتل هذا القائد الفذ الذي كان شديدا على الكفار رحيما بالمؤمنين على جبينه أثر السجود ، أُعجب به المسلمون وأبغضه الكافرون :

حمَّـالُ ألويـةِ الجهـادِ مظـفـرُ ... خـرَّتْ لـه الشـمُّ الكمـاة تحطُّـمـا
أسد هصور فـي الوقيعـةِ باسـلٌ ... لـغـةُ السـيـوفِ إذا أراد تكـلّـمـا
بردٌ على الأدنـى يريـقُ دموعَـه ... سـحَّ الثكالـى الراجـفـاتِ ترحُّـمـا
وإذا الأيامـا النازفـات ندبـنـه ... جنّـا رأيـتَ علـى الجيـاد مُحمحِمـا
فيذيقهـم طعـم المنـون بفتكـه ... لتخـرَّ أسقفُـهُـم لـظـىً متفحـمـا

رحم الله من أحيا بحياته آيات في كتاب الله كانت معانيها غائبة عن الناس ، وأزاح بموته الستار عن معاني في كتاب الله كانت نسيا منسيا ، وبمثل هذا تُحيى السنن ..


العبرة الثانية:

عندما أعلن الإعلام العالمي عن التخصيب الإيراني لليورانيوم ارتفع سعر النفط نصف دولار للبرميل في اليوم التالي ، وعندما أعلنت أجهزة الإعلام خبر مقتل القائد الأمير أبو مصعب الزرقاوي – رحمه الله وتقبله في الشهداء - انخفض سعر النفط دولارا واحدا للبرميل في اليوم التالي ، أي أن خطر الأمير أبو مصعب الزرقاوي أعظم مرتين من خطر سلاح إيران النووي بشهادة العالم .. ثم بعدها بيومين ارتفع سعر النفط دولارا للبرميل اثر هجمات شنها المجاهدون في العراق ، مما ينبئ بعدم يأس أهل الجهاد وحضورهم في الساحة وإن غاب عنهم أمثال أسد الفرات أبو مصعب ، وأن الكفار يخشون إخوان أبا مصعب كما كانوا يخشونه رحمه الله وتقبله في الشهداء ..


العبرة الثالثة:

الملاحظ لتعقيبات ومشاركات وكتابات المسلمين بعد مقتل أسد الرافدين المعتز بدينه الأمير الزرقاوي رحمه الله وتقبله في الشهداء يرى غياب الجزم بالشهادة له واكتفاء الكتّاب بالترحم عليه وسؤال الله الشهادة له ، وكأنه بموته رحمه الله أمات هذه البدعة ، فهذا هو الصحيح الذي ينبغي للمسلمين معرفته ، فالمقتول في ساحات الجهات لا يُجزم له بالشهادة ، والجزم لا ينفعه ، والذي ينفع الميت هو الدعاء له بالرحمة والشهادة ، وهذا أفضل من الجزم الذي لا طائل منه والذي هو من الرجم بالغيب . خطب عمر رضي الله عنه بالناس فقال "تقولون في مغازيكم : فلان شهيد ومات فلان شهيداً ، ولعله قد أوقر راحلته ، لا تقولوا ذلك ، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من مات في سبيل الله أو قُتل فهو شهيد" (حسن : رواه أحمد) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "الله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله" (البخاري) ، والعتب على من يطلق - هذا اللقب الذي هو من أعظم الألقاب بعد النبوة والصديقية - على من شاء ، وكثير من الناس يقول : الشهيد سيد قطب والشهيد أحمد ياسين ، والشهيد عزام ، والشهيد خطاب (رحم الله الجميع) ، وهذا جزم من القائل بالجنة لهؤلاء ، بل بمنزلة عالية في الجنة لأناس لم ينزل فيهم قرآن أو يأتي فيهم خبر من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لو قيل "سيد قطب رحمه الله وتقبله في الشهداء" لكان أسلم للمرء وأنفع لسيّد وإخوانه رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته ..


العبرة الرابعة :

لقد حاول الكفار الأمريكان ومواليهم الإستفادة من مقتل الأمير رحمه الله ، فخرجوا بأخبار وأكاذيب وقصص عن موته ليرفعوا معنويات جنودهم المنهارة وليغيظوا المسلمين ، والواقع وخبر مجلس شورى المجاهدين يكذّب ما ذهبوا إليه من ادعاءات ، فالأمير قُتل في البيت قبل وصول الأمريكان ، ولم يكن الكفار يعرفون بوجوده قبل موته ، فالأمر قدر من الله واختيار ، وهذا ما يجب أن يؤمن به المسلمون ، فعلينا الرضى بقضاء الله وقدره واختياره .. لم تلمس أيدي الكفار القذرة جسَدَ الأمير الطاهر إلا بعد موته رحمه الله ، ولو كان به رمق لما اقترب منه كافر واحد جبنا وخورا ، فقد كان رحمه الله يستنكف أن يلمس الأنجاس إلا ذابحا .. رحم الله أمير الإرهابيين حيا وميتا ..

أمجندلا تُخشى وسيفك مغمدا ... والروح قد عادت إلى الرحمن
أيصول جثمان الهزبر بسيفه ... ام أرهبوا من مدرج الأكفان
أرعبتهم حيا وميتا سيدي ... عجبا لذاك السيف والجثمان


العبرة الخامسة :

لقد أشعل الأمير بموته - رحمه الله - جذوة الهمة والشجاعة في قلوب البقية الباقية من العلماء والمصلحين فخرج بعضهم ينعى الأمير للمسلمين ويترحم عليه علنا في وقت يسجن فيه المسلم لمجرد تفكيره في مخالفة هوى الكفار ، فكانت حياة الأمير قمة وموته للمسلمين همّة ، رحمه الله تعالى وتقبله في الشهداء ..


العبرة السادسة :

بعد مقتل الأمير رحمه الله ، خرج الكفار من جحورهم في عمليات وهمية واستعراض للعضلات ، فأخذوا يكذبون ويبالغون في أرقام خسائر المسلمين بكل وقاحة ، فزعموا أسر المئات وقتل المئات من المجاهدين وكأن المجاهدين اصطفوا بعد موت أميرهم في وادٍ مكشوف ليقتلهم هؤلاء !! فسبحان الله كيف لم يجرؤ الكفار حتى على مثل هذا الكذب والأمير حي رحمه الله وتقبله في الشهداء ..


العبرة السابعة :

رغم اختلاف كثير من العلماء والدعاة والناس مع الأمير في بعض أساليبه وعملياته وحتى بعض اجتهاداته إلا أن أكثر هؤلاء حزنوا لموته وترحموا عليه لما رأوا من فرح الصليبيين والرافضة والمرتدين بعد مقتله ، فعلم أكثر هؤلاء صدق الرجل وشدة نكايته في العدو ، فسبحان من جعل من دم الأمير قطرات دمع في عيون مخالفيه ، رحمه الله وتقبله في الشهداء ..


العبرة الثامنة :

احتار الكفار بعد موته في مكان دفنه ، فقد علموا بأنهم حيثما دفنوه يشعل قبره جذوة الحمية الإسلامية في قلوب مسلمي المكان .. لقد أشعل الأمير بكلماته النار في قلوب المسلمين وحرك مكامن نخوتهم ، واليوم يخاف الكفار أن يحرك قبره ما حركت كلماته ، فرحم الله محرض المؤمنين حيا وميتا وتقبله في الشهداء ..


العبرة التاسعة :

يروي من أثق به أنه وأمه كانا يأكلان الغداء ، ورأت العجوز على وجهه أثر الحزن فقالت : ما لك ، قال : قُتل أبو مصعب الزرقاوي ، يقول الأخ : وما كنت أعلم أنها تعرفه ، فلا والله ما رفعت القمة التي كانت بيدها ، وتركت الطعام ولم تأكل سائر يومها وأخذت تلهج للزرقاوي بالدعاء وتبكي .. وآخر قال لأمه : قتل الزرقاوي ، فقالت : هذا الرجل لا أنتم .. ومثل هذه القصص عن أمهات الإخوة وجداتهم كثيرة ، ولولا الحذر لذكرت ما يثلج الصدر ويطمئن القلب من حقيقة مودة الناس لهذا الأزد الهزبر رحمه الله وتغمده بواسع رحمته .. حتى أمهاتنا وجداتنا يتابعن قضايا الأمة ويعرفن قادة الجهاد رحمهم الله ونصرهم على الأعداء وبارك الله في أعمارهن وتقبل دعائهن وتضرعهن ..


العبرة العاشرة:

حزن الشباب المسلم لفراق الزرقاوي - رحمه الله - ومقتله ، إلا أن الدلائل تشير إلى ثقة الشباب بقيادة القاعدة ومجلس الشورى المجاهدين في بلاد الرافدين ، وعدم الخوف على الجهاد ، وثقتهم بوجود كفاءات تحل محل الأمير وتؤدي دورها ، فهذه الثقة أتت نتيجة ثقتهم الكبيرة بالقاعدة الأم وبخبرة الإخوة المجاهدين في العراق وإخلاصهم ووضوح رؤيتهم ، وهذا في حد ذاته مكسب كبير جدا للمجاهدين ..


العبرة الحادية عشر :

لقد قهر الأمير – حتى بعد موته – علماء السلطان ، فبعض هؤلاء نعقوا على استحياء يريدون أن يوسوسوا في صدور الناس ليصرفوهم عن إظهار ما تكنه نفوسهم من مودة للأمير - رحمه الله – لكن أصواتهم تلاشت ووجوههم خنست مع تكبير المسلمين وتهليلهم وترحمهم على أسد الفرات ، فكان رحمه الله ثقيلاً على قلوب علماء السلاطين حياً ، ومسكتاً لهم ميتاً رحمه الله ..


وبعد ..

إن العبر كثيرة ، وفي ما ذكرنا من إشارات دلالات لمن له عقل ، فالأمة الإسلامية اجتمعت على حب الرجل واحترامه ومعرفة منزلته وإن اختلف معه من اختلف في اساليبه وبعض اجتهاداته ، فقد كان رحمه الله من أشد الناس نكاية في أعداء الأمة وأعظمهم إرهابا لهم ، ولذلك لم يملك الكفار أنفسهم ورقصوا في نشوتهم وسكرتهم طربا لسماع خبر مقتله رحمه الله ، وهذا ما ورد في موقع الجزيرة في يوم الجمعة (13/5/1427هـ) أي بعد يوم من مقتله رحمه الله :

" الرئيس الأميركي جورج بوش وصف مقتل الزرقاوي بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة وهو انتصار على ما أسماه الإرهاب.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن تنظيم القاعدة في العراق تلقى ما أسماها صدمة صاعقة, وأن إيجاد خليفة له "ليس مستحيلا لكنه سيستغرق وقتا وجهدا".
ولكنه أشار إلى أنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع رغم أهميته نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد".
كما وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سار جدا وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان ، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب".
أما رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان أول من أعلن مقتل الزرقاوي ، فقال إن مقتله يمثل "رسالة لكل الإرهابيين في العراق", متعهدا بملاحقتهم بكل شجاعة ودون خوف أو كلل أو ملل.
وهنأ رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية عبد العزيز الحكيم الشعب العراقي بمقتل زعيم القاعدة ، متهما إياه بأنه كرس حياته الأخيرة لشن حرب "الإبادة الطائفية" ضد الشيعة.
كما وصفت الحكومة الإسرائيلية على لسان المتحدث باسمها مقتل الزرقاوي بأنه "نصر عظيم للديمقراطيات الغربية والأنظمة العربية المعتدلة في الشرق الأوسط"، معتبرة أن تنظيم القاعدة هو "الأكثر إجراما".
أما الحكومة الأردنية التي أعلن المتحدث باسمها مساعدة مخابراتها للقوات المتعددة الجنسيات في عملية قتل الزرقاوي , فقد هنأت الشعب العراقي والحكومة العراقية بهذا الحدث.
واعتبر الأمين العام للأم المتحدة كوفي أنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح", محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق.
وفي النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي أنه ينبغي مواصلة مكافحة ما يسمى الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي, كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا الحدث "ضربة قوية" للقاعدة.
ووصفت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار", مؤكدة أن زعيم القاعدة كان واحدا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم.
وأعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة." (انتهى .. المصدر : الجزيرة + وكالات)

فالذين فرحوا بمقتل الزرقاوي هم رؤوس الكفر من الصليبيين واليهود والرافضة والمرتدين وكل من ربط مصيره بمصير هؤلاء أو بمصير أتباع هؤلاء من الحكام المتسلطين على بلاد المسلمين ، ولا أعرف مسلما له عقل أو بقية دين إلا وحزن لمقتله رحمه الله وتقبله في الشهداء ..

إن من سنة الله أن يجعل في بعض العصور أولياء له من العلماء أو الدعاة أو القادة تكون محبتهم دليلا على صدق محبيهم ، وبغضهم والنيل منهم دليل على خلل في اعتقاد المبغضين ، ولا أحسب الأمير الزرقاوي – رحمه الله – إلا من هؤلاء الذين بحبهم يُعرف الصادقون وببغضهم يُعرف أتباع بوش وبلير واليهود والمبتدعة وأهل الأهواء وعبيد الدراهم المأجورين ، ولعل من هذا المنطق نستطيع أن نقول بأن الأمير أبا مصعب يُعد فاروقا في هذا الزمان : فرق الله به بين أهل الحق وبين أهل الكفر والضلال ، ولله في كل زمان فاروق يميز به الخبيث من الطيّب ، ولا زال أهل العراق أعزة منذ أن وصلهم الزرقاوي رحمه الله وتقبله في الشهداء ..

لقد ألقت الحكومة الأردنية المرتدة القبض على بعض العلماء والدعاة لتعزيتهم أهل الأمير ، واتهمتهم بـ "المساس بالوحدة الوطنية وإثارة النعرات" ، في محاولة لكبت جماح المشاعر الإسلامية المنهمرة كالسيل الجارف في القنوات الفضائية والجرائد والمجلات والشبكة العالمية .. لقد منع القوم حتى العزاء وإبداء المشاعر الإنسانية ليطمسوا حقيقة محبة المسلمين للجهاد والمجاهدين ، ولكن الكلمات كانت أعظم من أن تُحبس ، والعبرات أكبر من أن تُكتم فخرجت المشاعر الصافية من بين روث المخبرات وخبث رجال الأمن ليعلم المسلمون أن الأمة لا زالت حية وأنها بأمثال الزرقاوي تبقى عزيزة ، فإذا رأى الناس من يبذل دينه من أجل عقيدته ترخص في أعينهم بضع سنوات في بيت يوسف الصدّيق لقوهم الصدق وإعلانهم الحق ..

إن إخواننا وأخواتنا أبناء فضيل الخلايلة - أعزهم الله وأكرمهم وتقبّل أخوهم - عزائهم أن الأمة كلها كبّرت يوم أن أطل الزرقاوي في شريطه المرئي ، والأمة كلها بكت يوم أن قُتل الزرقاوي ، والأمة كلها تدعوا له بالرحمة والشهادة ، ولإن منعت السلطات الأردنية المرتدة الناس من الوصول إلى "عرس الزرقاوي" [علق أهله لافتة على بيتهم يوم العزاء كتبوا عليها "عرس الشهيد الزرقاوي"] في حي "معصوم" بمدينة "الزرقاء" الأردنية فإن التاريخ سيسجل بمداد من ذهب قصة أسد الفرات في القرن الخامس عشر ، وسيهمل التاريخ عبد الإنجليز وأبوه وجده موالي يهود ، فالعزة لا تأتي بالنسب وإنما عزة الرجال بعقيدتهم وأفعالهم ، فأبو لهب الهاشمي القرشي تبّت يداه ، وعمّار المولى له موعد في جنة الولى ورضاه ..

إن لم تصل إلى عزاء أميرنا الأجساد فقد وصلت القلوب ، وإن لم تصل الكلمات فقد خرجت الدعوات من أفئدة المؤمنين تطرق أبواب السماء .. إن مثل أسد الفرات لا يُعقد له مجلس عزاء في حي واحد ، فالأمة كلها لا يسعها حي صغير ، ولا والله لا تسع الزرقاء ولا الأردن حجم محبة الأمير في قلب مسلم واحد فكيف بألف ألف ألف مسلم يودون لو فدوه بأنفسهم وأهليهم !!

نحن لم نصل إليكم ولكن الله يعلم كم وددنا أن نعانق أخاً تربى مع أحمد ، وكم وددنا أن نقبل رأس رجل أنجبت زوجه أحمد ، وكم وددنا أن يتعلم نسائنا من ثبات وعزم وإيمان أخوات أحمد الخلايلة رحمه الله وتقبله وطيّب ثراه ..

حُق للخلايلة أن يرفعوا رؤوسهم ، فقد رفعها في الورى أحمد .. حُق لعشيرة "بن حسن" أن يصلبوا هاماتهم فقد سندها بجهاده أحمد .. حُق للزرقاء أن تدخل التاريخ فقد خرج من جنباتها أحمد .. حُق لبعقوبة أن تفاخر الأقطار فقد طيّب ثراها بدمه أحمد ..

رحل الأمير فقرأ إخوانه بعد موته بلحظات قول ربهم {... أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران : 144) ، معتقدين ذلك حق الإعتقاد ، ومتوعدين الكفار بكل شنار ودمار ولسان حالهم يقول :

لن أسبل الدمع السخين لعرسكم ... سأزفكم بدم العلوج القاني

رحمك الله يا أحمد .. رحمك الله يا أبا مصعب .. رحمك الله يا زرقاوي .. رحمك الله يا أمير قاعدة الجهاد في أرض الرافدين .. رحمك الله يا عضو مجلس شورى المججاهدين .. رحمك الله يا مُرهب الكفار والمنافقين .. رحمك الله يا أسد الفرات المعتز بدينه بين العالمين .. عشت حرا ومت حرا .. عشت حميدا ومت ميتة تمنيتها فنلتها .. نسأل الله لك يا قرّة العين أن يقر الله عينك بلقاء الأحبة : محمداً وصحبه ..

اللهم ارحم عبدك أحمد الخلايلة وتقبله في الشهداء .. اللهم هذه شهادة نلقاك بها :

لقد كان باراً بالمؤمنين رؤوفاً بالموحدين ذليلا للمسلمين عزيزا شديدا مرهبا للكفار أعداء الدين .. اللهم تقبل جهاده ، اللهم تقبل تعبه ونصبه ، اللهم احشره بريح المسك مرفوع الرأس وقد أمن الفزع الأكبر ، وأجعله اللهم من أول فوج يدخلون الجنة من الذين يزدحمون على بابها ، اللهم اجعله من الذين يرفع الناس له أعناقهم في الفردوس الأعلى إنك كريم جواد رحيم ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
الداعي للزرقاوي بالرحمة والشهادة
حسين بن محمود
21 جمادى الأولى 1427هـ

 

لا تنسونا من صالح دعائكم