الكتاب الثالث : تربويات الكومبيوتر : اتجاهات في تعليم وتعلم الكومبيوتر .

يُعد الكومبيوتر من التقنيات التي فرضت نفسها على الواقع التعليمي التعلُّمي تتمثل في تكنولوجيا الكومبيوتر في التعليم وما تضمنته من تطبيقات كالإنترنت ، وما صاحب ذلك من تعليم إلكتروني وظهور المؤسسات التعليمية والمدارس الإلكترونية ، والتي لها العديد من الميزات التي تؤهلها لأن تكون في قمة أنماط التعليم والتعلم .

ونظراً لتقدم العلوم في العصر الحالي ، حيث تجلى ذلك في ظهور آفاق جديدة للنمو التقني ، وإنجازات علمية حديثة متميزة في حياة البشر ، فقد أصبح اهتمام المعنيين بالشئون التعليمية في معظم دول العالم كيفية مواكبة هذا التطور والتقدم المتلاحق من خلال تطوير جميع أبعاد العملية التعليمية من محتوى ، وأسـاليب لتدريس هذا المحتـوى ، ووسائل تعليمية تعين المعلم في تقديمه حتى ينمو عقل الإنسان لمجابهة تحديات ذلك التقدم العلمي المستمر . وعلى هذا الأساس بدأت الكثير من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة واليابان في إصلاح برامجها التعليمية ، بحيث تطلب ذلك تطوير النظام التعليمي من أهداف ، وأساليب للتدريس ، ومناهج ووسائل تعليمية لمواكبة متطلبات العصر الحالي . 

ولقد كان المعلم - في ضوء الأساليب التقليدية للتدريس - المهيمن الوحيد خلال الموقف التعليمي داخل الفصل عند تقديمه للمعرفة . أما في ضوء التطورات الحديثة لأساليب التدريس أصبح التلميذ عنصراً نشطاً وفعّالاً داخل الفصل ، والتفاعل المتبادل بين المعلم والتلاميذ هو السمة السائدة خلال العملية التعليمية . 

ومن التطورات الحديثة في أساليب التدريس   :

- حل المشكلات : أصبح الاهتمام بمواقف حل المشكلات بدلاً من الاهتمام بالتسميع داخل الفصل ، فالتحليل ، والاستدلال ، والمناقشة ، احتلت مكان الاستظهار والتسميع . 

- التعلم : يقضي التلاميذ وقتاً أكبر في التعلم فردياً أو في جماعات عن طريق الكتب والمناقشات ، وتكوين الأشياء ، ووقتاً أقل في الجلوس بالصفوف للإجابة عن أسئلة المدرس  .

- المعاني والأفكار : يهتم المدرسون بإعداد وتخطيط ألوان من النشاط التعليمي التي تهتم بالمعاني والأفكار ، ولا يهتمون بقراءة وترديد الكلمات التي ليس لها معناً واضـحاً .   

- العمل : يستخدم المدرسون مواقف تعليمية تتضمن عملاً وبناءً من جانب التلاميـذ ، ويقل اعتمادها على ألفاظ الحديث . 

- التوجيه الذاتي :  يُسمَح للتلاميذ بل و يُشجَعون على تخطيط ألوان نشاطهم التعليمي بمساعدة المدرس ، ويمكن أن يتم ذلك على أساس فردي ، أو أن يقوم به الفصل ككل ، أو تقوم به مجموعات صغيرة منه  .

- القياس والتقويم : وجد المدرسون أساليب أكثر فعَّالية لتقويم تعلم تلاميذهم داخل إطار المجال المتسع للأهداف ، الذي يضمن النمو والتكيف الاجتماعي والجسمي والعقلي . ولم تعد أساليب القياس مجرد اختبارات شفوية أو تحريرية لأنواع النمو العقلي ، بل تزايد استخدامهم لمختلف أنواع الملاحظة للتلاميذ في سلوكهم حتى يمكنهم أن يقوِّموا مقدار نموهم وطبيعته ،  وليكشفوا النمو غير المرغوب فيه لأنواع السلوك . 

- العلاقات الإنسانية الديمقراطية : يُعد الاهتمام المتزايد بالأساليب الديمقراطية والعلاقات الإنسانية داخل الفصل من خصائص النشاط التعليمي الحديث  .

    تلك بعض التطورات الحديثة في أساليب التدريس بمعني عام . ولسرد بعض الاتجاهات المعاصرة في تدريس الكومبيوتر ، ينبغي معرفة طبيعة علومه ،  فهي ذات طبيعة تركيبية أي تبدأ من البسيط إلى المركب .والبرمجة في طبيعتها لها أهميتها في تنمية التفكير وزيادة القدرة على حل المشكلات المتنوعة ، فهي تحتوي على مجموعة من الخطوات والعلاقات عن طريقها يتمكن الفرد من التغلب على المشكلات التي تجابهه في حياته اليومية .كما أنها تحوي مجموعة من الأنظمة الاستنتاجية المنظمة منطقياً . من ذلك تتضح أهمية علوم الكومبيوتر في تنمية العقل البشري وتمكينه من القدرة على مجابهة الحياة والتغلب على مشكلاتها مما تتطلب بإلحاح تعديل وتطوير التدريس في جميع المراحل . 

ومن المهم معرفة الاتجاهات المعاصرة في تقديم علوم الكومبيوتر لجميع المراحل بصفة عامة ، لكي تسهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تحقيق تدريس الكومبيوتر .

    ويحتوي الكتاب الحالي على الفصول التالية :

** الفصل الأول : الكومبيوتر التعليمي – مكوناته – وظيفة كل مكوَّن .

** الفصل الثاني : أهداف تدريس الكومبيوتر .

** الفصل الثالث : محتوى الكومبيوتر .

** الفصل الرابع : أساليب استخدام الكومبيوتر في التدريس .

** الفصل الخامس : بعض استراتيجيات تدريس الكومبيوتر .

** الفصل السادس : تنظيم وتدريس البيزك المرئي Visual BASIC .

Send mail to to:  todary6000@yahoo.com  with questions or comments about this web site.
Copyright © 2002 Lazeralted
Last modified: محرم 01, 1424