تمهيـد :
إن الرسالات السماوية المختلفة التي جاء بها الأنبياء والمرسلون تدعو جميعها إلى منهج روحي واحد ، وهو إبقاء الإنسان ضمن نطاق الكرامة الإلهية التي منحها الله له ، إذ فضله وأكرمه على كثير من الخلق لكون هذا الإنسان يحمل بداخله روحاً أصلها من روح الله سبحانه وتعالى التي نفخ بها في آدم عليه السلام . فتلك الأمانة التي حملها الإنسان وجب عليه أن يحافظ عليها ويبقى في نطاق يناسب شرف وقدسية تلك الروح . ولا يهوي إلى مستوى متدن لا ينبغي لتلك الروح أن تصل إليه .
إن البشرية منذ زمن آدم عليه السلام مرت في عصور كثيرة ، تعرضت فيها لحبائل إبليس ومكائده حيث كان يزين لهم الانحطاط والضلال ليبعدهم عما أراد الله لهم ، فما كان من الله تعالى إلا أن بعث فيهم نبياً لينقذهم وليبقيهم ضمن نطاق الكرامة الإلهية والمنزلة التي جعلها الله تعالى لهم ، كونهم يحملون تلك الأمانة . فيتزودوا بشريعة سماوية هي في حقيقة الأمر توصيات إلهية لضمان بقائهم في نطاق تلك الكرامة والمنزلة التي وضعهم الله فيها . وتستمر البشرية في الالتزام بتلك التوصيات إلى أن يتمكن إبليس وذريته منهم مع مرور الزمن بسبب تحريف تلك التوصيات الإلهية فتصبح توصيات بشرية ضعيفة غير قادرة على الصمود أمام حبائل إبليس فتصبح البشرية تحت سلطة إبليس يفعل بهم ما يشاء حتى يرسل الله تعالى رسولا آخر ينقذهم .
لقد تطورت البشرية مع مرور الزمن وهي مصاحبة لسلبيات متوارثة ، واختلفت السلبيات وفقا للأزمنة ، وما لم يختلف هو تعامل البشرية مع تلك السلبيات ، فما حدث في زمن ما لم يتعظ به من جاء في الزمن الذي يليه ، ولذلك توالت الرسالات السماوية تباعا . فلو أُخذت المواعظ بالاعتبار ، لاكتفت البشرية بعدد قليل من الأنبياء والمرسلين ولاستمرت الشريعة السماوية دون تحريف .
لقد عاشت البشرية في كل زمان تاريخها الذي حمل الإيجابيات والسلبيات ، وبذلك يكون التاريخ كالعملة التي تحمل وجهين أحدها إيجابيات والآخر سلبيات . وتكمن أهم تلك السلبيات سوء تعامل البشرية مع الرسالات السماوية وتحريفها وتغيير منهجها ، فتصبح غير قادرة على حماية البشرية وإبقاءها ضمن النطاق الذي أراده الله تعالى لها . وبالتالي تصبح صيدا سهلا لإبليس ليقودها للانحرافات ، والتي تسبب تعاسة للبشرية حيث تجلب لها الويلات بسبب الفتن والمغريات والشهوات .
إن التاريخ الإسلامي أظهر تشابها بين المسلمين ومن عاش قبلهم في الأزمنة السابقة ، وهو أيضا يحتوي على الإيجابيات والسلبيات ، ولعل حديث رسول الله (ص) الذي رواه البخاري ومسلم حينما قال لأصحابه " لتتبعن سنن من كان قبلكم كحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو دخلوا في جحر ضب دخلتم ، قالوا من يا رسول اليهود والنصارى . قال فمن ؟ " فإن هذا الحديث الشريف يؤكد على أن التاريخ الإسلامي لابد أنه تشابه مع تاريخ اليهود والنصارى ، وأن المسلمين على مر التاريخ الإسلامي تعاملوا بالسلبية نفسها التي تعامل بها اليهود والنصارى في دينهم ، وأن الدقة في التشابه بلغت لدرجة لو أن اليهود والنصارى دخلوا جحر ضب يفعل المسلمون نفس الشيء . ووصف النبي ذلك التشابه بتشابه فردتي الحذاء كلما انتقلت فردة تبعتها الأخرى في إشارة إلى التوافق والتشابه التام كالمرايا العاكسة تماما ، أي كل ما فعله اليهود والنصارى يفعله المسلمون أيضا . وما يؤكد صحة هذا الحديث هو حقيقة ظهور الفرق الإسلامية الكثيرة كما حدث لليهود والنصارى التي انقسمت إلى فرق كلها تدعي أنها على الحق !!
إن التاريخ الإسلامي في حقيقة الأمر أظهر سلبيات كثيرة للمسلمين ، ولو تم مقارنة السلبيات وفقا لمقومات الدين الإسلامي بسلبيات غيرهم وفقا لمقومات الأديان الأخرى لتبين أن سلبيات المسلمين أكبر كثيراً من سلبيات اليهود والنصارى وغيرهم !! فالدين الإسلامي دين متكامل ، ويعد الوحيد الذي أتم الله نعمته على عباده ، ونظم لهم حياتهم الروحية والاجتماعية والاقتصادية وباقي جوانب الحياة . وضمن لهم عدم تحريف القرآن الكريم الذي هو دستورهم ، وجعله صالحا لكل زمان ومكان ، وأساساً ومرجعاً للمسلمين . وتوفرت بذلك للمسلمين فرصة لم تتوفر لغيرهم . ومع وجود تلك المزايا إلا أن المسلمين أصبحوا كاليهود والنصارى منقسمون ومتناحرون فيما بينهم بعد أن تفرقوا فرقا وأحزابا . وإذا انقسمت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وانقسمت النصارى إلى اثني وسبعين فرقة ، فإن المسلمين انقسموا إلى ثلاث وسبعين فرقة كما أخبرنا النبي (ص) . وكان ذلك بسبب تخليهم عن مبادئ دينهم بسبب مغريات الدنيا والتي أهمها الزعامة والجاه والنفوذ ، وعلى حساب ذلك الدستور الذي وضعه الله لهم ليهتدوا به .
إن المسلمين الأوائل هم أول من خالفوا الدستور الذي وضعه الله تعالى لهم ، فقد قال الله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " في حين أن البعض منهم تفنن في قتال القربى حيث قتلوا سبط رسول الله (ص) مع أهل بيته وأصحابه وقطعوا رؤوسهم وعلقوها على الرماح ليظهروا فخرا لقتلهم من أمر الله مودتهم !!
إن سلبيات المسلمين لا توازيها سلبيات اليهود والنصارى ، لقد احتفظ النصارى بحافر حمار كان يركبه نبيهم عيسى عليه السلام حبا فيه ، بينما قتل المسلمون ابن بنت نبيهم وأهل بيته وحاربوهم على مر التاريخ بغضا فيهم دون مراعاة لأمر الله ورسوله (ص) .
لقد سطر التاريخ صفحات مؤلمة لأحداث وقعت حتى في زمن النبي (ص) تعكس مدى سلبية بعض الذين كانوا يصاحبون النبي (ص) . واستغل من جاء بعدهم تلك السلبيات فتلاعب بالدين وساهم في انقسام المسلمين ، ففعل ما بدا له من أجل دنياه ، وعمل على زرع الفتن بين المسلمين ليتسيد هو . ومع إن مثل ذلك الشخص كان ينبغي إدانته ، سعى علماء بعض المذاهب الإسلامية إلى تبرير أفعاله وإنكار بعض الحقائق لعدم إدانته لكون أفعاله تلك تشكل جانبا سلبيا والمصلحة تتطلب إخفاءه ! فسعوا لطمس الحقائق وحرصوا على تقديم التاريخ الإسلامي في إطار إيجابي . وبذلك أرادوا للناس أن يروا العملة من أحد وجهيها فقط ، أما الوجه الآخر القبيح فهو إلى الأسفل لا يتم رؤيته ، ومن يريد عليه أن يبحث في بعض كتب التاريخ التي دونها القدماء .
وقد بلغ الأمر إلى حد أن بعض الدول الإسلامية في العصر الحديث سعت إلى تشويه تلك المراجع التاريخية القديمة التي احتوت على تلك السلبيات والأحداث المؤلمة ، فأخذت تعيد طباعة تلك المراجع التاريخية بعد حذف الكثير منها ، لتتخلص من السلبيات . والبعض الآخر سعى لحذف دلائل وحقائق لتفويت الفرصة على الآخرين من الاستدلال إلى تلك الحقائق والتي لا يمكن إنكارها إلا بحذفها . ولم يكن الحذف هو الخيار الوحيد وإنما تغيير أبواب الكتب لتضليل من يريد أن يتأكد من صحة تلك السلبيات ! فقد تغيرت المواضيع وتداخلت ببعضها . ورغم ذلك فإن هناك دلائل كثيرة تشير إلى تلك السلبيات حتى في الطبعات الجديدة والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على كثرة تلك السلبيات في حقيقة الأمر ، وإن الحقيقة تسطع لمن يبحث عنها مهما حاول البعض إخفاءها .
إننا في طفولتنا نرى الإسلام والمسلمين من منظار واحد فُرض علينا وكلما ننظر فيه نستغرب للفارق بين واقع المسلمين في عصر الصحابة والعصور التي تليه وبين واقع المسلمين اليوم . إننا نرى من خلال ذلك المنظار المثالية في الصحابة والتابعين لهم وتابعي التابعين وهكذا ، في حين أننا نخجل مما توصل إليه المسلمون اليوم . فإذا كان كل الصحابة والتابعين ومن تبعهم مثاليين في الصدق والنزاهة والإيمان والزهد والورع والتقوى التي صورها لنا علماء المسلمين ، فلماذا نحن نعيش واقع إسلامي مؤلم ؟! أليست عصور التاريخ الإسلامي امتداد لبعضها ؟ أليس كان يفترض أن يرث المسلمون الذين تبعوا ثلاثة أجيال من المسلمين ( المثاليين ) علوم وأخبار راسخة لا تشوبها شائبة ؟ ويرثوا الدستور الإسلامي الصحيح الذي يضمن لهم عدم الضلال والانقسام ؟ فيترسخ كل ما هو صحيح ويثبت بعد ذلك على مر التاريخ وبذلك يحفظ من التحريف والتلاعب .
إن الواقع التاريخي يخبرنا أن المسلمين في القرن الثاني وجدوا متاعب كثيرة في تنظيف مخلفات ورثوها على أنها السنة النبوية !! عبارة عن أحاديث مكذوبه أو روايات مختلقة ورثوها عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ( المثاليين ) !!
لقد ورث المسلمون في القرن الثاني تركة ثقيلة ممن عاش في القرن الأول . فقد كان المثاليون الذين وضعت حولهم هالة قدسية السبب فيما وصل إليه المسلمون اليوم من ضلال وانقسام بسبب مخلفاتهم .
لقد قام البخاري ومسلم وآخرون بجهود كبيرة في تعاملهم مع المخلفات من أجل البحث عن الأحاديث الصحيحة من المكذوبة ، فكيف يكذب من يفترض صدقه وحسن دينه ؟!!
لماذا يتهرب علماء المذاهب من التطرق للسلبيات التي كانت في عهد الصحابة والتابعين ؟ والتي هي السبب فيما نحن عليه اليوم من واقع مؤلم ، متفرقين مذاهب وأحزاب نتناحر فيما بيننا ونساهم مع عدونا في القضاء على الإسلام . ألم تكن لأولئك الأولين أخطاء أسفرت عن ثلاثة حروب دموية فيما بينهم تسببت في مقتل عشرات الآلاف من المسلمين يوم الجمل وصفين ونهروان ؟! أليس هذا القرآن الذي بين أيدينا يحتوي على مواقف إدانة لكثير منهم والتهديد بالعقاب لآخرين منهم ؟
لقد خاطب الله تعالى في القرآن الكريم الصحابة في مواضع كثيرة يوبخهم قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة " (38 التوبة). أنظر تقاعس أولئك الذين اعتبروا مثاليين . خاطبهم الله تعالى " إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً " (39 التوبة). أنظر التهديد !! . وقال تعالى عنهم لرسوله (ص) " لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشُقة " (42 التوبة) أنظر كيف ضرب الله بهم مثلا !! وقال تعالى عن بعضهم " وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كُسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون " (54 التوبة) من هم هؤلاء ؟ هل نعرفهم بأسمائهم لنميّزهم عن غيرهم !! وقال تعالى عن آخرين منهم " ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قومٌ يفرقون " (56 التوبة) !! وقال تعالى " ومنهم الذين يؤذون النبي " (61 التوبة) أنظر من نطلق عليهم بالعدول في حين أنهم كانوا يؤذون النبي (ص) !! وقال تعالى عن بعضهم " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم … فإن يتوبوا يك خيراً لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة " (74 التوبة) من يدري أنهم تابوا !! وقال تعالى " ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون " (75-76 التوبة) فهذا صحابي ( ثعلبه بن حاطب ) لم يكن منافقا ولا مكذبا بالدين ومع ذلك كتب من أهل النار لمنعه دفع الزكاة ، فهل نترضى عليه ؟!!
هذه بعض آيات من سورة واحدة فقط تظهر الذم والتهديد والوعيد لبعض من كان يقوم ويجلس مع رسول الله ، لكننا نجد شيئا آخر في المنظار الذي فُرض علينا أن ننظر من خلاله حيث يظهر لنا الصحابة ضمن هالة قدسية كأنهم الملائكة المقربين !!
إن المسلمين الذين انقسموا بضع وسبعين فرقة كما حذر النبي (ص) إذ قال " تنقسم أمتي بعدي بضع وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " ، يجب عليهم البحث في أسباب الانقسام . بل من الواجب أن يضمن كل مسلم أنه ضمن الفرقة الناجية ولا يجعل مصيره رهن المنظار الذي صنعه غيره فيعرض نفسه للهلاك يوم القيامة .
لو بحث المسلم المنصف عن بداية انقسام المسلمين لوجد أنه كان على عهد الصحابة أنفسهم وبعد وفاة النبي (ص) مباشرةً ، وبالتحديد في سقيفة بني ساعدة عندما فُرضت خلافة أبي بكر على من كان موجوداً في السقيفة ، ومن ثم فُرضت تباعاً على الآخرين بالتهديد والترغيب .
إن حادثة السقيفة لم تكن الأولى ولا الأخيرة ، فهناك أحداث كثيرة ينبغي لنا أن نلقي الضوء عليها بحثا عن الحقيقة ، تلك الأحداث التي أدت إلى تمزيق المسلمين فرقا ضلت طريقها إلا واحدة .
إن الله الذي خلق الإنسان ، وخلق له عقلاً ليدرك به الحق والحقيقة ثم علّمه البيان ، عليه أن يتأكد أنه يتبع المنهج الرباني . فهو كما أنه مطالب بأن يستخدم عقله لينجى ببدنه من المخاطر ، كذلك مطالب بأن يستخدمه للنجاة من عذاب الآخرة .
لقد أصبح الإسلام الواحد في عهد النبي (ص) عشرات من المذاهب تختلف في معتقداتها وفقهها ، فالمسلم يجب أن يكون على يقين أن عقائده وعباداته صحيحة وإلا كأنها لم تكن . يتأكد أن الإمام الذي يأخذ الفقه عنه قد سلك نهج رسول الله (ص) ولم يخالف كتاب الله ، فيتأكد أن الفروض هي بالطريقة والكيفية التي كانت على عهد رسول الله (ص) كما أرادها الله تعالى .
إن الاكتفاء بما جاء به الآباء وتقليدهم غير محمود وهو مذموم في القرآن " بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أُمة وإنا على آثارهم مهتدون " ( 22 الزخرف ) و " قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون " (104 المائدة) فهو قول المشركين ، لذلك ينبغي للمسلم أن يقارن منهجه بالآخرين ومتى اتضح صحته استمر وإلا بحث عن الصواب ليهتدي قبل فوات الأوان وينجى بنفسه من الهلاك والعياذ بالله . إن المسلم ينبغي أن يقرأ التاريخ الإسلامي ليكون ملماً بالفتن والتناحر التي نشبت بين المسلمين ، وليكون ملماً بالأحداث التي أدت إلى الفتن والحروب والتي من شأنها أن تغيّر منهج وسلوك المسلمين في تلك الحقبة فتؤدي إلى الانحراف بالدين .
إن كتب التاريخ لدى كل المذاهب الإسلامية تذكر وقائع وأحداث مؤلمة عصفت بالإسلام والمسلمين منذ وفاة رسول الله (ص) ، وتلك الأحداث كانت كفيلة بأن يستغلها ضعاف النفوس للتغيير في الدين وفقاً لما تقتضيه مصالحهم . لقد وُضعت أحاديث كثيرة كُذبت على رسول الله (ص) وتخالف سنته وكتاب الله لأجل مصلحة دنيوية . وهناك جرائم قتل تستوجب غضب الله اُرتكبت اعتبرها البعض جهاداً !! وعلى هذا المنوال الكثير مما يندي له الجبين . ومع الأسف فإن مثل تلك الأفعال المشينة قد أُعطيت صفة الشرعية فتحول الباطل حقاً والحق باطلاً ، وأُخذ ذلك منهجاً في الفقه لدى بعض المذاهب !! إن المسلمين الذين تبعوا مثل هؤلاء الأئمة هم ضحية لمن بدل الحق بالباطل ، لكنهم يجب أن لا يدفعوا الثمن ، بل عليهم أن يقرأوا التاريخ الإسلامي ويفرقوا بين الحق والباطل خاصةً في ظل وجود ثوابت وبراهين من كتاب الله . ويجب على كل مسلم يدرك تناقضا أو غياب المنطق في شئ ما أن يبحث في التاريخ الإسلامي عنه ليجد المبرر فإن كان مقنعا وإلا يتحول عنه حتى لا يدفع مصيره يوم القيامة ثمناً لإتباعه خطأ غيره ، بل يجد الحق فيتبعه وينجي بنفسه من الهلاك .
إن المسلم حينما يدعو الله للهداية ويقول " أهدنا الصراط المستقيم " (6 الفاتحة) عليه أن يكون جاداً في طلبه ، ويبحث عن هذا الصراط المستقيم ، ولو بحث قليلاً لوجد أن هذا الصراط المستقيم هو " صراط الذين أنعمت عليهم " (7 الفاتحة) ، إذن عليه البحث عن الذين أنعم الله عليهم ومتى وجدهم اهتدى إلى الصراط المستقيم عن طريقهم ، وما لم يبحث المسلمون فإنهم سيضلون فرق ومذاهب كلها في النار إلا تلك الفرقة الناجية التي اهتدت إلى الذين أنعم الله عليهم .