|
|||
الدليل | سلسلة علمية إسلامية | ألبوم الصور | سلسلة العقيدة |
قواعد في الإيمان بالأسماء و الصفات:
1- باب الصفات أوسع من باب الأسماء: فكل اسم من أسماء الله يدل على صفة وليست كل صفة يقابلها اسم فإذا علمنا أن من أسماء الله الرحيم علمنا ضمنا أنه يتصف بصفة الرحمة ولكن إذا علمنا أن من صفات الله النزول فليس معنى هذا أن من أسمائه النازل.
2- أسماء الله غير محصورة بعدد معين: لقول النبي (ص) في الدعاء المشهور " أسالك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن إحصاؤه أو الإحاطة به أما قول النبي (ص)
" إن لله تسعة وتسعين اسما مائه إلا واحدا من أحصاها دخل الجنه " فهذا العدد مرتبط بما بعده "من أحصاها دخل الجنة " فهناك من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة .
3- أسماء الله توقيفية : أى أننا لا نثبت اسما لله عز وجل إلا إذا ورد بصيغة الاسم في نص من الكتاب أو السنة . كما أننا لا نصفه ألا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله (ص) و العقل لا يمكنه ادراك ما يستحقه الله عز وجل من الأسماء و الصفات. و ذهب جمع من أهل العلم ( وهو مذهب جمهور السلف ) إلى جواز اشتقاق أسماء لله عز وجل من الصفات الثابتة له في الكتاب و السنة بضوابط معينة . ولكن أنى لنا أن نعلم أن هذا الاسم من أسماء الله حتى ولو كان يتصف بصفه تقابل هذا الاسم . فقد أجمع أهل السنة و الجماعة على أن صفات الله توقيفية و نقول أن الأسماء أيضا توقيفية ( وهو مذهب الشيخ الألبانى و العثيمين ) .فمثلا لا يجوز أن نقول أن من أسماء الله المنعم لأن هذا الاسم لم يرد في الكتاب أو السنة و إن كانت صفة الإنعام ثابتة لله " صراط الذين أنعمت عليهم ".
4- أسماء الله و صفاته كلها حسنى: بمعنى أنها بالغة الحسن. فهي صفات كمال مطلق وليس فيها نقص بأي وجه من الوجوه.فالله عز وجل هو المتصف بكل كمال وله من كل كمال أكمله فإذا قلت مثلا أن الله متصف بصفة الحياة فهذا معناه أنه يتصف بهذه الصفة في صورتها المثلى فحياة الله لم يسبقها عدم و لا يعقبها فناء ولا تتخللها غفلة يقول تعالى " الله لا اله إلا هو الحىالقيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " فمن كمال حياته وقيوميته أنه لا تاخذه سنة ولا نوم . وإذا قلت أن الله متصف بصفة العلم فهذا معناه أنه يتصف بالعلم فى أكمل صورة فعلم الله لم يسبقه جهل ولا يعقبه نسيان ولا يتخلله سهو .
5- صفات الله نوعان:
1) صفات ذات: وهى قائمة بذات الله ولا تتعلق بالمشيئة والإرادة كصفة الحياة والعلم والسمع والبصر والوحدانية والوجه واليدين فلا يقال أن الله حي إذا شاء و إنما صفة الحياة لا تنفك أبدآ عن الله عز وجل .
2) صفات فعل: وهى تتعلق بالمشيئة والإرادة كصفة الكلام والرضى والغضب و هذه الصفات قديمة النوع حادثة الآحاد بمعنى أن الله متصف بصفة الكلام منذ الأزل ولكنه لا يتكلم إلا إذا شاء يقول تعالى " فعال لما يريد "
6- " نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به نبيه (ص) من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف " وهذه هي قاعدة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأسماء الله وصفاته .
-التعطⵚل: هو النفي ومن فرق التعطيل :
أ- الباطنية: وهم نفاة النقيضين ومنهم الفاطميين والدروز والبهره ويقولون أن الله لا سميع ولا ليس بسميع لا عليم ولا ليس بعليم فهم يصفون الله بصفات مستحيلة لاستحالة وجود الله عندهم ويقوم بزاته الإمام. فهذا شاعر المعز لدين الله الفاطمي يقول له:
ما شئت لما شاءت الأقدار أحكم فأنت الواحد القهار
ب- الجهمية الأوائل:وهم ينفون الأسماء والصفات. وهم أتباع الجهم ابن صفوان وهو تلميذ الجعد بن درهم الذى كان يقول أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يستو على العرش . وقد كفره أهل زمانه من التابعين.
ج- المعتزلة : وهم يثبتون الاسم وينفون الصفة . فيقولون أن الله عليم بلا علم سميع بلا سمع والأسماء عندهم كالكلمات الأعجمية لا معنى لها .
والباطنية والجهمية الأوائل كفار نوعآ وعينآ لمخالفتهم لصريح القرآن أما المعتزلة فأقوالهم أقوال كفرية ولكن لا يكفر المعين منهم حتى تقام عليه الحجة. لوجود الشبهه فهم يقولون أننا لو أثبتنا إلها أزليا وسمعا أزليا فقد أثبتنا الهين ولو أثبتنا بصرا أزليا فقد أثبتنا ثلاثة آلهة وهكذا ونرد عليهم بأن هذا الانفكاك بين ذات الله و صفاته إنما هو موجود في أذهانهم المريضة فقط و صفات الله لا تقوم الا بذاته و ليست مستقلة عنها .
2- التحريف : وهو نوعان :
أ) تحريف لفظي : كقول بعض المعتزلة " وكلم الله موسى تكليما " لينفى صفة الكلام ويجعله من فعل موسى عليه السلام . ونرد عليهم بقوله تعالى " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه "
ب) تحريف معنوي : وهو إبقاء اللفظ مع تحريف المعنى . كالأشاعره الذين يحرفون كثيرا من صفات الله الثابتة في الكتاب والسنة كتحريفهم لصفة اليد بأن معناها القدرة ونرد عليهم بقوله تعالى"بل يداه مبسوطتان" فالقدرة صفه لا تحتمل التثنية فلا يمكن أن يكون لله عز وجل قدرتان والأظهر في الدلالة قول النبي (ص) "المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين"فهل القدرة توصف بأنها يمين أو شمال . وتحريفهم لصفة الاستواء في قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى "بأن معنى استوى أى استولى ونرد عليهم بأن كلمة استوى لا تستخدم في اللغة أبدا بمعنى "استولى " كما استولى يوحى بأن هناك من كان ينازع الله على العرش وهذا ممتنع فى حق الله عز وجل وتحريفهم لصفة الرحمة بأن معناها إرادة الثواب لاعتقادهم أن الرحمة تستلزم انفطار القلب على المرجوم والألم فهم وقعوا في التشبيه فاضطروا إلى التحريف. وهذا المذهب بدعة وضلالة وفيه سوء أدب مع الله فكأنهم يقولون أن الأوصاف التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها نبيه (ص) لا تليق بالله ولهذا ينفونها ويأتون بالأوصاف اللائقة والتحريف نوع من النفى غير انه يتضمن الإتيان بلفظ جديد أو معنى جديد .
3- التمثيل: وهو تشبيه صفات الخالق بصفات المخلوقين كالقول مثلا بأن الله يضحك كما يضحك
البشر أو الغضب كما يغضب البشر والله تعالى يقول " ليس كمثله شيء "
4-التكييف: وهو اعتقاد كيفية معينه لصفات الله عز وجل كمن يقول مثلا أن الله لا تشبه يد أحد من المخلوقات ولكن لها كيفية أتخيلها في ذهني . والله تعالى يقول "ولا يحيطون به علما"والله في هذه الآية لم ينف العلم فنحن نعلم أن الله بصير ولكنه نفى الأحاطة فنحن لا نحيط علما ببصر الله عز وجل ولا نعلم كيفيته وبعض الناس من العامة يلجأ إلى التفويض فإذا سمع قول الله عز وجل
" بل يداه مبسوطتان " قال لا نعلم هل لله يد أم لا الله أعلم بنفسه فتفويض السلف تفويض كيف لا تفويض معنى فهم يثبتون صفة اليد ويفوضون كيفيتها فإذا سمعت قول النبي (ص) "قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن " علمت أن لله أصابع فان قيل لك : هل تشبه أصابع الله أصابع أحدا من المخلوقين ؟ نقول : لا ليس كمثله شيء فان قيل لك : فما صورتها ؟ تقول : لا أعلم ( وثبت عن الأمام مالك أنه قال له رجل : الرحمن على العرش استوى . كيف استوى ؟ فقال له : الاستواء معلوم والكتف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه . )
( الرئيسية - إتصل بنا - أضف موقعك للدليل - للتعليق والاستفسار ) |