دراسة أردنية تؤرخ
المجازر الإسرائيلية بحق
الشعب الفلسطيني من عام
1948 ـ 2000
|
قالت دراسة اردنية صدرت
حديثا عن المجازر الاسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من عام 1948 لغاية
عام 2000 انه وعلى الرغم من انطلاق مسيرة التسوية السياسية ضمن برنامج سياسي اطلق
عليه اسم (عملية السلام في الشرق الاوسط) منذ العام 1991 وبرغم توقيع اتفاقية سلام
رئيسية مع الاردن واتفاقات مرحلية عديدة مع الجانب الفلسطيني والتوصل الى تفاهمات
على الجانب السوري واللبناني ومرور 22 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر
رغم ذلك كله الا ان النهج الصهيوني القديم الذي اتبعته عصابات الحركة الصهيونية
الارهابية ضد الشعب الفلسطيني منذ مطلع القرن العشرين ما زال نهجا رسميا تتبناه
اسرائيل . وقالت الدراسة الصادرة عن مركز دراسات الشرق الاوسط بعمّان انه وفي ظل
المفاوضات على ما يسمى الحل النهائي للصراع العربي - الصهيوني استمرت القوات
الاسرائيلية بعمليات الاغتيال والخطف والقتل والتعذيب والارهاب للاطفال والنساء
والشباب والشيوخ لا فرق في كل انحاء الارض المحتلة وكان الموقف الدولي دائما يدين
المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن النفس فيما يبرر او يتغاضى او مجرد يأسف
للممارسات الاسرائيلية الارهابية الرسمية والمبرمجة بما في ذلك الاعتداء على
الاماكن المقدسة . وقالت الدراسة ان مذبحة الاقصى الثالثة التي وقعت يوم الجمعة
29/9/2000 تذكر بالمذبحتين السابقتين اعوام 1990 و1996 مذكرة الاجيال الفلسطينية
بالنهج الدموي والارهابي الذي تؤمن به اسرائيل وقادتها السياسيون وليربط الجيل
الجديد بين عهد ايهود باراك ورابين وبيريز وشامير وبيغن الارهابية . وقالت الدراسة
ان الشعب الفلسطيني لاقى على ايدي المحتلين الاسرائيليين الوانا من الارهاب
والمجازر في برنامج التطهير العرقي الذي تتبناه الحركة الصهيونية لافراغ فلسطين من
سكانها العرب والعمل على احلال اليهود مكانهم وهو الامر الذي قام على قاعدة تجميع
اليهود من شتى بقاع العالم للسكن في هذه الارض استنادا لما ورد في التوراة اليهودية
باعتبار ان فلسطين هي ارض الميعاد التي وعد الله بها بني اسرائيل من عهد موسى عليه
السلام.
الدراسة تحدثت عن سبع مجازر
كبرى ارتكبتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني مسيرة الى انه وعلى الرغم من انها ركزت
على هذه المجازر فقط الا ان ذلك لا يعني خلو التاريخ الاسرائيلي من مجازر اخرى
ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني . وبدأت الدراسة بالحديث عن مجزرة الاقصى التي ارتكبت
اواخر الشهر الماضي بعد دخول الارهابي شارون ساحة الحرم القدسي وقالت الدراسة انه
وبعد ساعة من دخول الارهابي شارون ساحة الحرم القدسي بدأت المواجهات حيث اصيب نحو
20 فلسطينيا واستمرت هذه المواجهات قرابة الساعتين شوهد خلالها الجنود الصهاينة
ينقلون رفاقا لهم على الحمالات حيث اعترف قائد الشرطة الاسرائيلية في القدس يائير
يتسحاقي باصابة ثلاثين عنصرا من عناصره خلال المواجهات برغم التفوق العددي الكبير
بعشرات المرات وقالت الدراسة ان المسجد الاقصى كان على موعد مع احداث دموية يوم
الجمعة الذي تلا دخول شارون ساحة الحرم حيث احتشد عشرات الالاف من المصلين في ساحة
الاقصى لاداء صلاة الجمعة كما احتشد نحو عشرة الاف جندي اسرائيلي لمواجهتهم حتى دخل
نحو 250 جنديا اسرائيليا ساحة الحرم قبل ان ينهي المصلون من الصلاة وارتكبت القوات
الصهيونية مجزرة بشعة بحقهم حيث اطلقت النيران بصورة عشوائية باتجاههم مما اسفر عن
استشهاد سبعة فلسطينيين على الفور واصابة نحو 250 اخرين بجراح بينهم الكثير من
النساء والشيوخ والاطفال الدراسة استندت على شهادات اطباء قاموا باسعاف الجرحى
الذين اصيبوا خلال المجزرة الاسرائيلية الجديدة حيث اكد الاطباء ان جميع الاصابات
حدثت نتيجة اطلاق رصاص حي على منطقتي الرأس والصدر عند المصابين.
وعادت الدراسة الى الوثائق
التاريخية التي تتحدث عن مجزرة دير ياسين عام 1948 والتي نفذها الارهابي بيغن حيث
ذبحت العصابات الصهيونية نحو ثلاثمائة وستين شخصا معظمهم من النساء والاطفال
والشيوخ ونقلت الدراسة قول الارهابي مناحيم بيغن بعد المذبحة حيث قال كان لهذه
العملية نتائج كبيرة غير متوقعة فقد اصيب العرب بعد اخبار دير ياسين بهلع قوي
فأخذوا يفرون مذعورين فمن اصل 800 الف عربي كانوا يعيشون على ارض اسرائيل الحالية
لم يتبق سوى 165 الفا وقالت الدراسة لقد اعتبر بيغن ان العملية خدمت استراتيجية
الحركة الصهيونية ويعيب على من تبرأ منها من زعماء اليهود ويتهمهم بالرياء وقالت
الدراسة لقد وصل الامر ببعض قادة الحركة الصهيونية للقول انه لولا مجزرة دير ياسين
ما كان ممكنا لاسرائيل ان تظهر للوجود.
واستعرضت الدراسة مذبحة قبية
عام 1953 حينما قامت وحدات من الجيش النظامي الاسرائيلي بتطويق القرية الواقعة على
بعد 22 كم شرق القدس وبدأت بقصف مدفعي مكثف على مساكنها وقامت القوة الاسرائيلية
المكونة من 600 جندي بعزل القرية عن محيطها ودخلت القرية وهي تطلق النار بكل اتجاه
وقامت الوحدة الاسرائيلية بمهاجمة السكان وقتلهم وكانت وحدات سلاح الهندسة العسكرية
تضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل وتفجرها بسكانها كما كان الجنود المشاه يطلقون
النار على من يحاول الفرار من سكان القرية واستمرت المجزرة 32 ساعة وكانت حصيلتها
67 شهيدا وتدير منازل القرية ومسجدها ومدرستها وثبتت الدراسة تقرير الامم المتحدة
حول المجزرة حيث اكد ان الهجوم كان مدبرا ونفذته قوات نظامية اسرائيلية واكدت
الدراسة ان المجزرة تم تنفيذها بقيادة شارون الذي كان يرأس الوحدة الخاصة رقم 101
في الجيش الاسرائيلي انذاك وهي الوحدة التي نفذت المذبحة.
وفي الجزء الخاص عن مذبحة كفر
قاسم قالت الدراسة انه قتل في هذه الدراسة نحو 49 مدنيا فلسطينيا بمن فيهم نساء
واطفال وذلك خلال هجوم عسكري ارهابي قامت به القوات الاسرائيلية على القرية التي
كان سكانها عائدين من العمل الى بيوتهم عند وقوع المجزرة التي استمرت ثلاث ساعات
وبعد انتهاء المذبحة قامت القوات الاسرائيلية بجمع جثث الشهداء وحملوها على سيارات
شاحنة والقوها في حرش قريب يقع قرب مركز شرطة مستوطنة يهودية وتم دفن الجثث ثم قررت
القوات الاسرائيلية دفن الشهداء في مقبرة القرية واجبرت من بقي من سكانها بحفر
القبور للشهداء . وقالت الدراسة ان بن غوريون علق على هذه المذبحة بقوله: لن يتكرر
مثل هذا الامر في اسرائيل وقالت الدراسة ان التاريخ كذب بن غوريون وان كل ما قامت
به اسرائيل بعد التحقيق في المذبحة هو تغريم قائد اللواء الذي نفذ المجزرة مبلغ 14
سنتا اميركيا كما تم توبيخه بحكم المحكمة العسكرية.
وافردت الدراسة صفحات عديدة
للحديث عن مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982 وقالت الدراسة ان خطة اقتحام مخيمي صبرا
وشاتيلا في لبنان وضعت منذ اليوم الاول لغزو لبنان الذي تم عام 1982 وذلك بهدف
انهاء مخيمات اللاجئين في لبنان ودفعهم للهجرة خارجه حيث اقترح شارون على بشير
الجميل زعيم حزب الكتائب بعد تسلمه الرئاسة ان تتولى القوات الكتائبية اقتحام
المخيمات بحجة البحث عن مقاتلين فلسطينيين لم يغادروا بيروت وان اسرائيل ستؤمن لهم
تطويق صبرا وشاتيلا ويبدو ان الجميل رفض ذلك ولكن وبعد اغتياله بساعات بدأت عملية
اقتحام بيروت الغربية وبعد ذلك تم البدء بتنفيذ المذبحة داخل المخيمين حيث نفذت
على ثلاث مراحل واستمرت لمدة يومين حيث حاصرت القوات الاسرائيلية المخيمين وسمحت
بدخول قوات الكتائب وقوات سعد حداد اليهما حيث بداوا بتنفيذ عمليات ذبح جماعي
للفلسطينيين وكانت مهمة القوات الاسرائيلية منع خروج سكان المخيمين منهما ونقلت
الدراسة عن شهود عيان نجوا من المذبحة ما شاهدوه في المخيم حيث اكد عدد من هؤلاء
انهم لم يسمعوا اطلاق رصاص لان عمليات القتل كانت تتم بالسكاكين والفؤوس والحرق حيث
ابيدت عائلات باكملها كما تم اغتصاب وقتل النساء وشوهت جثث الكثيرين ونقلت الدراسة
شهادات صحفيين اجانب زاروا المخيمين بعد المذبحة كذلك نقلت اعترافات ارئيل شارون
انه اتخذ قرارا بالسماح للكتائب بدخول المخيمين وان الحكومة الاسرائيلية اتخذت
قرارا باقتحام بيروت واكد علمه بما يجري داخل المخيمين على ايدي الكتائب من فظائع
واعتبرت الدراسة ان مذبحة صبرا وشاتيلا من ابشع المذابح التي تعرض لها الشعب
الفلسطيني في تاريخه.
وفي الجزء الخاص عن مذبحة
الاقصى التي وقعت عام 1990 قالت الدراسة ان المجزرة وقعت نتيجة دخول متطرفين يهود
للمسجد الاقصى لوضع حجر الاساس لبناء الهيكل المزعوم حيث منعهم من ذلك المصلين
وحراس المسجد الاقصى وما هي الا لحظات حتى تدخل حرس الحدود الاسرائيليون المتواجدون
في المنطقة واخذوا يطلقون الرصاص على المصلين مما ادى الى استشهاد 21 شخصا وجرح
اكثر من 180 شخصا ونقلت الدراسة روايات شهود عيان حضروا المذبحة حيث ذكروا انه مع
عصر ذلك اليوم كانت الجثث تملىء مسجد قبة الصخرة ولم يتم اخلاؤها الا بعد ست ساعات
بسبب منع السلطات الاسرائيلية لسيارات الاسعاف من التوجه فورا الى المكان.
وتحدثت الدراسة كذلك عن مذبحة
الحرم الابراهيمي في الخليل عام 1994 والتي نفذها يهودي متعصب هو غولد شتاين حيث
دخل الى الحرم الابراهيمي اثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في شهر رمضان واخذ يطلق
الرصاص عليهم بشكل عشوائي مما ادى الى استشهاد نحو 350 شخصا اثناء ركوعهم ولم
يتوقف الصهيوني عن اطلاق الرصاص الا بعد ان تمكن احد المصلين من اطلاق النار عليه
وارداه قتيلا وتؤكد الدراسة نقلا عن التحقيقات الاسرائيلية ان المجرم الصهيوني لم
ينفذ جريمته لوحده بل ساعده عدد اخر من اليهود المتعصبين قاموا بتهريب الذخائر الى
داخل الحرم الابراهيمي كذلك ساعده جنود الاحتلال الذين كانوا في المنطقة حيث اغلقوا
ابواب الحرم ومنعوا المصلين من الخروج او طلب المساعدة لاخلاء الجرحى.
وتحدثت الدراسة ايضا عن عدة
مذابح جرى ارتكابها بحق الفلسطينيين بين مذبحة دير ياسين ومذبحة الحرم الابراهيمي
ومنها مذبحة بلد الشيخ عام 1948 والتي ذهب ضحيتها 600 شخص وتدمير قرية ابو كبير عام
1948 على يد الهاغانا وقتل نساء عربيات يقمن في دير سان سيمون على يد الكتيبة
الرابعة ومذبحة ابو شوشة عام 1948 والتي راح ضحيتها 50 شخصا ومذبحة اللد عام 1948
حيث قتلت القوات الاسرائيلية 250 مدنيا من سكان المدينة بعد احتلالها ومذبحة
قلقيلية عام 1953 وقتل فيها سبعون شخصا ومذبحة مخيم خان يونس في غزة عام 1956 والتي
قتل فيها 500 شخص ومجزرة السموع عام 1966 حيث دمر 14 منزلا وقتل 12 شخصا ومذبحة
مخيم رفح للاجئين عام 1967 حيث قتل 23 مدنيا فلسطينيا ومجزرة عيون قارة قرب تل ابيب
عام 1959 حيث قتل 7 شهداء من العمال العرب على يد جندي يهودي . واوردت الدراسة اسم
نحو 4000 شهيد سقطوا نتيجة المذابح الاسرائيلية منذ عام 1948 ولغاية الان وتؤكد
الدراسة ان جميع هذه المذابح ارتكبتها القوات الاسرائيلية النظامية او بعلمها حيث
قدمت التسهيلات لها كما اكدت الدراسة ان أي من مرتكبي هذه المجازر بحق الشعب
الفلسطيني لم يقدموا للمحاكمة وان حدث ذلك فانه يتم بشكل صوري ولا ينفذ أي شيء من
الاحكام الصادرة من قبل محاكم هي الاخرى صورية تعقد فقط لامتصاص غضب المجتمع الدولي
الذي عجز ولغاية الان عن معاقبة اسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
لأعلى |