من التعليم التقليدي إلى التعليم

 باستخدام الإنترنت

 

  إذا نظرنا إلى التعليم من زاوية حاسوبية , فان هناك ثلاثة أنواع من التعليم وجدت عبر الزمن  حتى وقتنا

 

الحاضر

 

 

2-1 التعليم التقليدي

 

 

يرتكز التعليم التقليدي على ثلاثة محاور أساسية , وهي : المعلم والمعلومة . وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم

 

 وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر . ولا نعتقد انه يمكن الاستغناء عنه بالكلية لما له من إيجابيات لا يمكن  أن

 

يوجدها أي بديل آخر  فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلم وجها لوجه . وكما هو معلوم في وسائل الاتصال

 

فهذه اقوي وسيلة للاتصال ونقل المعلومة بين شخصين . ففيها تجتمع الصورة والصوت بالمشاعر والأحاسيس

 

, " حيث توثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملا وتتأثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة وبهذا يتم تعديل

 

السلوك ويحدث النمو ( تحدث عملية التعلم )" (7) . ولكن في العصر الحاضر يواجه التعليم التقليدي منفردا

 

بعض المشكلات مثل :

 

1-   الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب

 

2-   قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربويا .

 

3-   الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم .

 

4-   \القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب . فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد

 

, مما قد لا يمكن بعض المتعلمين من متابعته بنفس السرعة .

 

مع بروز مثل هذه المشكلات , فان الحاجة تدعو إلى استخدام وسائل تعليمية تساعد على التخفيف من آثارها .

 

 

 3-1 التعليم باستخدام الحاسب

 

يمثل الحاسوب قمة ما أنتجته التقنية الحديثة . فقد دخل الحاسوب شتى مناحي الحياة بدءا من المنزل وانتهاء

 

بالفضاء الخارجي . واصبح يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر . ولما يتمتع به من ميزات

 

لا توجد في غيره من الوسائل التعليمية .فقد اتسع استخدامه في العملية التعليمية .  ولعل من أهم المميزات :

 

التفاعلية حيث يقوم الحاسوب بالاستجابة للحدث الصادر عن المتعلم فيقرر الخطوة التالية بناءا علي اختيار

 

المتعلم ودرجة تجاوبه . ومن خلال ذلك يمكن مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين .

 

وفي مقابل هذه الميزات هناك سلبيات لاستخدام الحاسوب في التعليم من أهمها افتقاده للتمثيل ( الضمني )

 

للمعرفة. فكما هو معلوم فان وجود المتعلم أمام المعلم يجعله يتلقى عدة رسائل في اللحظة نفسها من خلال

 

تعابير الوجه ولغة الجسم والوصف والإشارة والإيماء وغيرها من طرق التفاهم والتخاطب ( غير الصريحة )

 

والتي لا يستطيع الحاسوب تمثيلها بالشكل الطبيعي .

 

لقد تباينت وتشعبت الآراء حول استخدام الحاسوب في التعليم بصفة عامة وكتقنية مستوردة – وما تحمله من

 

خلفية ثقافية – بصفة خاصة . ولعل علاج الأخيرة يكون بتوطين المحتوى , على أن نستخدم الجهاز كأداة

 

ونصمم له البرامج التي تتناسب مع ثقافتنا . واما الأولى ومت يصاحبها من سلبيات فلعل علاجها يكون

 

بالاقتصار على استخدام الحاسوب بوصفة وسيلة مساعدة للمعلم . وهذا أحد الأشكال الثلاثة التي يستخدم فيها

 

الحاسوب في التعليم (7) , وهي :

 

1-   التعلم الفردي : حيث يتولي  الحاسوب كامل عملية التعليم والتقييم أي يحل محل المعلم .

 

2-   التعليم بمساعدة الحاسوب : وفيها يستخدم الحاسوب كوسيلة تعليمية مساعدة للمعلم .

 

 

3-   بوصفه مصدرا للمعلومات : حيث تكون المعلومات مخزنة في الجهاز الحاسوب ثم يستعان بها عند

 

 الحاجة .

 

وقد يكون من الأفضل قصر استخدام الحاسوب في التعليم العام علي الشكلين الأخيرين حيث ان المتعلم لا يزال

 

في طور البناء الذهني والمعرفي .

 

لقد أجريت دراسات في الدول المتقدمة حول مستوي التحصيل عند استخدام الحاسوب في العملية التعليمية ,

 

فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التجريبية ( التي درست باستخدام الحاسوب ) قد تفوقت على

 

المجموعات الضابطة ( التي لم تستخدم الحاسوب في التعلم ) (5)(3) . وقد توصلت دراسات عربية إلى

 

النتائج السابقة نفسها . انظر (3) . وفي المملكة العربية السعودية أجريت بعض الدراسات حول استخدام

 

الحاسوب في تدريس بعض المقررات الدراسية –منها (3) فتوصلت كلك الي النتيجة السابقة نفسها ولقد

 

شجعت هذه الدراسات على استخدام الحاسوب في التعليم , والذي اصبح في الوقت الحاضر أمرا مسلما به بل

 

         وبدا الحديث ومن ثم التخطيط لاستخدام الإنترنت في التعليم .

4-1 التعليم باستخدام شبكة الإنترنت

بدأت شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة عسكرية للأغراض الدفاعية . ولكن بانضمام

 

 الجامعات الأمريكية ثم المؤسسات الأهلية والتجارية – في أمريكا وخارجها – جعلها شبكة عالمية تستخدم في

 

شتي المجالات الحياتية – لذا كانت هذه الشبكة المساهم الرئيسي فيما يشهده العالم اليوم من انفجار معلوماتي .

 

وبالنظر إلى سهولة الوصول إلى المعلومات الموجودة علي الشبكة مضافا إليها الميزات الأخرى التي تتمتع

 

بها الشبكة فقد أغرت كثيرين بالاستفادة منها كل في مجاله . من جملة هؤلاء , التربويون الذين بدءوا

 

باستخدامها في مجال التعليم – حتى أن بعض الجامعات الأمريكية وغيرها , تقدم بعض موادها العلمية من

 

خلال الإنترنت إضافة إلى الطرق التقليدية . ولعل أهم المميزات التي شجعت التربويون علي استخدام هذه

 

الشبكة , هي :  

 

1-               الوفرة الهائلة من مصادر المعلومات .

 

ومن أمثال هذه المصادر :

 

     -   الكتب الإلكترونية  &nnbsp; (Electronic Book)

 

     -  الدوريات   ( PERIODICALS)              

 

     -    قواعد البيانات ;       (DATA BASES)

 

     - الموسوعات     p;    (ENCYCLOPEDIAS)

   

 - المواقع التعليمية ( EDUCATIONALSITES)

 

     2- الاتصال غير المباشر ( غير المتزامن ):

 

يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر من دون اشتراط حضورهم في نفس الوقت

 

باستخدام :

 

- البريد الإلكتروني : (E-mail) حيث تكون الرسالة والرد كتابيا

 

- البريد الصوتي   : (voice-mail)  (حيث تكون الرسالة والرد صوتيا)

 

2-               الاتصال المباشر ( المتزامن ) :

 

 وعن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها بواسطة :

 

- التخاطب الكتابي ( relay –chat) ( حيث يكتب الشخص ما يريد قوله بواسطة لوحة المفاتيح والشخص

 

المقابل يرى ما يكتب في اللحظة نفسها , فيرد عليه بالطريقة نفسها عبد انتهاء الأول من كتابة ما يريد .

 

- التخاطب الصوتي (voice-conferncing) حيث يتم التخاطب صوتيا في اللحظة نفسها هاتفيا عن

 

طريق الإنترنت .

 

- التخاطب بالصوت والصورة ( المؤتمرات المرئية) conferncing) - video ) حيث يتم التخاطب حيا

 

علي الهواء بالصوت والصورة .

 

 

هذه ابرز إيجابيات شبكة الإنترنت . أما السلبيات فسنعرض لها لاحقا تحت "المحاذير ".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تجارب سابقة

استنادا إلى ما ذكر من مميزات لشبكة الإنترنت , فقد قامت بعض الدول بإدخال الإنترنت في التعليم . ومنها :

 

1-2 كندا

بدأت كندا مشروع استخدام الإنترنت في التعليم في عام 1993 م . كانت البداية في إحدى الجامعات حيث قام

 

 الطلاب بتجميع وترتيب بعض المصادر التعليمية علي الشبكة ز ثم طور الأمر إلى التعاون مع القطاعات

 

الخاصة والعامة فكان مشروع (26) school net  .وبعد سنوات قليلة توسع المشروع ليقدم العديد من

 

الخدمات مثل توفير مصادر المعلومات التي تخدم المدارس والمدرسين وأولياء الأمور وغيرها من الخدمات .

 

كما أن القطاع الصناعي – الراعي الرئيسي للمشروع – بدا في عام 1995 م برنامجا لحث ودعم وتدريب

 

المدرسين علي الأنشطة الصفية المبنية علي استخدام الإنترنت . وقد رصدت الحكومة الكندية مبلغ 30 مليون

 

دولار للتوسع في المشروع  ( خلال السنوات التالية لعام 1993 م).

 

  2-2 كوريا

 

في مارس 1996 أعلن عن بداية مشروع kind net 27 . لإدخال شبكة الإنترنت في المدارس الابتدائية

 

الكورية . ثم توسع المشروع ليشمل المدارس المتوسطة والثانوية ثم الكليات والجامعات . وقد قام هذا

 

المشروع من خلال التعاون بين شبكة الشباب العالمية من اجل السلام GYNالتي نشأت في ولاية جامعة

 

ميتشجن الأمريكية واحدي الصحف الكورية من جانب ووزارة الاتصالات والمعلومات ووزارة التعليم

 

الكوريتين من جانب آخر . وكان من ضمن الخطة أن يتم تمويل المشروع من قبل الموسسات الحكومية

 

والأهلية والشركات ومن أراد التبرع من أولياء الأمور وغيرهم .

 

حددت مدة عشر سنوات لتنفيذ المشروع . وقد قسمت إلى أربع مراحل . في المرحلة الأولى ومدتها سنة ( 1996

) تتم التجربة في 20 مدرسة ابتدائية. وتقسم بقية لمدة إلى ثلاث فترات كل منها ثلاث سنوات ز ففي الثلاث

 

سنوات الأولى يتم إدخال الإنترنت في 500 مدرسة  


[الرئيسية] [نبذة عن الجماعة] [نشاطات الجماعة] [دروس حاسوبية] [راسلنا] [أعضاء الجماعة] [سجل الزوار] [للبحث]