"نورا كانت طفلة
متفوقة، وجميلة، ومرهفة الإحساس، وربما لأنها كانت كذلك، فعلت ما فعلته، ورحلت
.."
هذا هو التفسير
الوحيد الذي يملكه الدكتور جمال شلهوب، والد الطفلة نورا )15 عاماً(، من
طولكرم، التي استشهدت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، لدى محاولتها مهاجمة
جنود الاحتلال على حاجز عسكري قرب المدينة.
ورغم مرور حوالي
شهر على استشهاد نورا، ما زالت أسرتها تعيش تحت تأثير صدمة الحدث.
ويقول والدها:
"لم يخطر في بالي لحظة واحدة أن تفكر نورا، الصغيرة، الجميلة، الوديعة، بكل
هذا، لقد كانت متفوقة في الدراسة، ولكونها أكبر أخوتها، فقد كانت تحمل الكثير
من أعباء الاهتمام بهم، ومتابعتهم، خصوصاً في الدراسة، ولم يظهر في حياتها
اليومية أي مؤشر لذلك"..
وكانت نورا تسللت
من بيت والدها عند منتصف ليل ذلك اليوم، واستقلت سيارة أجرة إلى قرية فرعون
المجاورة، ومن هناك سارت مشياً على الأقدام بين الحقول، إلى أن وصلت إلى الحاجز
العسكري، على بعد حوالي كيلومترين، وأستلت سكيناً صغيراً، وحاولت مهاجمة أحد
الجنود الذين سارعوا لفتح نيران أسلحتهم الرشاشة على جسدها الصغير فور أن وقعت
أنظارهم عليها.
وحتى اليوم لا
يستطيع والداها وأسرتها تخيل أن ابنتهم الصغيرة المدللة قامت بكل هذا العمل
الذي يتطلب جرأة استثنائية.
ونورا واحدة من
أطفال وصبية كثيرين فاجأوا أسرهم، وكل من حولهم، عندما قاموا بأعمال لا يقوم
بها إلا الكبار المجربون.
|
وصية الشهيدة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة
والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى إمام المجاهدين المحجلين محمد صلى
الله عليه وسلم أما بعد : |