بقلم الشاعر عادل محمود

فادي قوشقجي شخص جريء، وفي هذه الأيام نفتقر إلى ذلك النوع من الشجاعة المؤهلة لكتابة راهننا الخصوصي، دون أن يحول الخوف من جماليات الأدب بين حقيقة عُري الواقع ومسؤولية الكتابة عنه وفيه.

كلمة "شخص" المجردة لا تعني الإشارة إلى الشاب الذي هو كاتب الرواية آتياً من أصول هندسية في الدراسة والمهنة، ومن أصول محافظة قليلاً في الأسرة والبلد، ومن فتوّة مبكرة في الحكمة التي تفترضها "مهنة" الرواية.

لقد تجرأ فادي قوشقجي على تناول أخطر موضوع في عصرنا العربي وهو: كيف يحدث وماذا يحدث لمجموعة شباب من جيل القراءة عن الصراع العربي الإسرائيلي، وليس من جيل "التجربة النكبوية والنكسوية" ... عندما يشاهدون على التلفزيون "بلدهم" يستقبل "عدوهم"؟

هذا الموضوع الافتراضي، بمواصفات الحادث المحتمل، كان موضوع روايته الأولى التي قد تصدر ذات يوم.

وفي هذه الرواية يحاول فادي العمل على تفادي الضعف والتخلف والهامشية العلمية في بلادنا، محاولاً افتراض (أيضاً افتراض) إمكانية قهر العدو بدلاً من مصالحته. الانتصار عليه، بدلاً من مسايرة مفاعيل الهزيمة فينا.

الأمر المؤكد أن هذا الشاب المهندس يدخل بشجاعته أولاً، وبحسه العاطفي والجمالي ثانياً، إلى عالم صعب ومعماري هو الرواية...