المقدمـة
تشتهر
عمان منذ القديم بتعدين وصهر النحاس
ويعتقد بعض المتخصصين ان عمان ربما كانت
في وقت ما جزاءً من بلاد مجان التي ورد
ذكرها في الاساطير القديمة والتي كانت
تصدر المعادن إلى بلاد ما بين النهرين منذ
ألفي عام قبل الميلاد. ومن الدلائل على
استغلال النحاس في عمان كثرة تجاويف
المناجم وأفران الصهر وبقايا خبث النحاس
الموجودة في جبال عمان. فقد كان للنحاس
الاهمية الأولى في السلطنة في يوم من
الأيام. بدأ
التنقيب المركز والمنظم عن النحاس وبقية
المعادن الأخرى في السلطنة عام 1971. وكان من
نتائج ذلك اكتشاف الكثير من المعادن
وتحديد مواقها. ومن أهم تلك الاكتشافات
التي تمت مناجم النحاس الثالثة في الاصيل،
وبيضاء، وعرجا. كما اكتشفت عدة مناطق
للكروم في منطقة رجمي وتم استغلال بعضها
من قبل شركة عمان للتعدين منذ عام 1983م. وبالاضافة
للنحاس والكروم فقد تم التعرف على عدة
مواقع لمعادن اخرى في جبال عمان. ومن بين
هذه المعادن: المنجنيز، الحديد، الزنك،
الرصاص، الذهب، الفضة، اليورانيوم،
الاسبستس، الجص، الفوسفات، ومعادن طينية...
إلخ. وبينما تم استكشاف وتقييم عدد من
مواقع المعادن فان عددا آخر يستدعى مزيدا
من التقييم والدارسة. وبغض النظر عن حجم
ومدى دراسة غالبية تلك الظواهر فانها
تعتبر بالغة الاهمية بالنسبة
للجيولوجيين، اذ هي تشكل مؤشرات ايجابية
قد تقود لمزيد من الاستكشافات. وتشير
التقارير إلى ان تواجد فلزات الذهب والفضة
والنيكل والكوبالت في صخور الافيوليت في
عمان يجعل من تلك الصخور ذات اهمية
بالنسبة لهذه المعادن رغم عدم وجود قيمة
اقتتصادية لها في الوقت الحاضر. وتحتاج اعمال الاستكشاف إلى
كثير من الجهد والوقت والكلفة. وتعتبر
تكاليف الاسكشاف استثمارا للمستقبل
بالرغم مما ينطوي عليه من مجازفة. وفي حالة
النجاح فأن عائد الاستثمار يكون مجزيا ولا
ريب. |