الحمد لله الكريم الوهاب ، المنعم التواب ، القائل في محكم الكتاب :{ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ اْلسِّنِينَ وَ اْلحِسَابَ} والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله المبعوث بأعظم كتاب ، وعلى آله وأصحابه وأتباع منهجه إلى يوم المآب.

وبعد..

لما كانت منطقة "فيفاء" منطقة زراعية ، ذات إنتاج وفير ،من الحبوب والثمار والفواكه والخضر وات والزهور والأعشاب العطرية والدوائية، وكان أهلها أهل خبرة متوارثة في كل ما له صلة بالزراعة ، أدركت ذلك في أول حياتي ، فكان أحدهم يوقت لإثارة الأرض ، وبذر الحبوب ، وغرس الأشجار ، وتقليمها ، وقطعها ، ويعرف ما سيترتب على الإهمال في التوقيت من الفساد والآفات ،وكان إنتاجهم الزراعي قبل أربعة عقود يعطيهم اكتفاءً ذاتياً ، ومدخراً واسعاً لعدة سنوات، وفائضاً للتصدير في بعض المنتجات .

ثم أهملوا الزراعة وانصرفوا عنها إلى الوظائف والتجارة ، وانتقال بعضهم إلى المدن ، وفقدوا تلك الخبرات ، واصبح أحدهم يزرع بدون بصيرة ، ولا معرفة بمتطلبات الجودة والسلامة من الآفات .

ومن المحاصيل التي كانوا يزرعونها في السهل وفي الجبل أنواع الحبوب مثل الذرة العاهمي ، والعمري ، والبيني ، والصفراء ، والحمري ، والغرب، والزعر ، والذرة الرومية ، والدخن ، والعلس ، والبر ن الشعير ، والقشد، واللوبيا، والأقطن، والكناب، والسمسم ، وغيرها.

وأنواع من الفواكه كالعنب والرمان والسفرجل والخوخ والمشمش والمانجو والتين والعنبروت ( الباباي) والموز والبرتقال والليمون الحالي والحامض ونحوها.

ومن الخضر وات كالطماطم والفجل والحلبة وحب الرشاد والبطاطا والفلافل والبصل والثوم .

ومن الزهور والأعشاب العطرية والدوائية كالكادي والورد والبعيثران والأبل والهزاب والخزام والبردقوش والنعناع والحلبقة والشيح والطروق والسكاكة والنعيفاة والريحان والفنكة والحرمل والزعفران والغليم والزعتر وكثير من الزهور العبقة والأعشاب الدوائية والخضر وات والبنج والخروع والسنا ونحوها وكثير منها تنبت ضمن الأعشاب البرية بدون استنبات.

وكان الخديش وهو النيلة من المزروعات الرئيسة التي تجفف أوراقها وتصدر .

وكان البن (القهوة) من أهم المحاصيل الزراعية أجودها لأن فيفاء في قلب بلاد خولان المشهور بنها بالجودة العالية.

ولهم عناية أيضا بتنمية الأشجار الضخمة كالتالق والجميز والفرف لتظليل المزارع وحمايتها م البرد والعواصف ولتسليق أشجار العنب عليها فلا يشغل حيزا من الأرض.

ويعنون كذلك بأشجار العرعر والقاع والسدر والصومل والعتم وغيرها للانتفاع بأخشابها وفروعها في مختلف الأغراض 

 

المقدمة من كتاب الشيخ علي بن قاسم الفيفي ( التقويم الزراعي في فيفاء)  

 

السابق

 

جميع الحقوق محفوظة فيفاء نجمة الجنوب 2001  ©