الشعب
البطل
عندما
يتعاون النمل
فيما بينه
وبين بعضه
لبناء مملكته
فإنه لا يحتاج
إلى مساعدة
خارجية من
الحشرات
الأخرى ،
وعندما يهدم
أعداء النمل
لهم بيوتهم
ويقتل منهم
بعضهم فإنهم
ينتقمون
لأنفسهم
بطريقتهم ،
ويتعاونون
مرة أخرى فيما
بينهم لإعادة
بناء ما دمره
لهم اعداءهم
بصبر وتؤدة
وهم في ذات
الآن يقومون
بجمع طعامهم
ويمارسون
حياتهم بشكل
طبيعي بالرغم
مما يصيبهم من
خير أو شر ،
فهم لا
ينتظرون أن
يخبرهم أحد
بما عليهم
فعله ولا
ينتظرون أن
يلقبهم أحد بـ
" الشعب البطل
" لصموده أمام
مشاكله
وأعدائه .
وعندما
نجد أفراد شعب
يعملون في كل
المجالات ،
منهم الأدباء
الذين لم تنضب
أقلامهم
والمعلمين
والأطباء
والمعماريين
والحرفيين
والمزارعين ،
والباحثين
منهم عن الرزق
في كل بقاع
الأرض دون أن
ينسوا وطنهم
أو يتخلون عنه
، يفعلون كل
ذلك رغم ما
يحدث فيه من
اعتداءات
وسلب حقوق
وإهدار
كرامات ، فلهم
جميعاً
التحية .
وعندما
نجد
اهتماماتهم
الفنية
والرياضية
صانعين لها أو
متقبلين بشكل
طبيعي كباقي
الشعوب
الآمنة ، وان
أطفالهم
يمرحون
ويلعبون
وتملأ البسمة
شفاههم حتى
ولو كانت
ابتسامة قلقة
أو شاحبة ،
فهؤلاء قوم
يستحقون
التبجيل
والاحترام .
وعندما نجد
أن إصرارهم
وعزيمتهم في
النضال
والمقاومة
لتحرير تراب
أرضهم من
تدنيسه
بخطوات
أعدائهم
عليها ولو
بحجارة
يلقونها في
وجه هذا العدو
قلت بلغت
ذروتها دون
طلب المساعدة
من جار أو قريب
وأن الآخرين
يتركونهم مع
حجراتهم في
وجه المدفع ليدافعوا
بها لهم عنهم
وعن أنفسهم ،
فإن هذا الشعب
بطـل .
أحمـد
محيي الدين
خلـيل 2002
م
