سلافه

 

ككل مساء تجلس فى المقعد الاول من الصف الاول تتابع حركاته و سكناته تتحرك شفتاها بكلماته لو غاب يوما قد تحل مكانه .....

كلما هم بالبكاء تدمع عيناها و تضطرب خفقات هواها .... كل ليله ينهى دوره

و ينحنى ليحيى رواده .....

و هى تقف عن الكرسى تهديه نظره من عينيها و تغيب فى الممر الضيق ...

رغبه غريبه اجتاحت افكاره هذا المساء ....سؤال لطالما الح عليه ليسأل من

تلك الانسانه ؟!! تحضر العرض كل يوم تحفظ كل حرف يردده لسانه و تضحك

كلما ضحك ... و تبكى بدموعه عيناها ....

تلك الفاتنه ذات الثوب الاسود و العيون البراقه .... جمع كل قوته و زرع ثقه مفتعله

فى كلماته ... و دنا منها و القى بالتحيه : مساء الخير

وقففت مذهوله و ردت : مساء النور

تلعثم ثم قال : سيدتى .... اراك كل ليله تبكين ببكاء عيناى و تنطقين معى

و ترسمين بعينيك خطاي .... سيدتى كل يوم اتخيلك سيده هذا الحدث الجلل

اتسمحين ان اناديك باسم بطله العرض الحزينه سلافه ؟؟؟؟

دمعت عيناها على نحو مدهش و هزت رأسها و اسرعت تعدو مسرعه فى

الممر الضيق لتغادر القاعه و كانما يطاردها شبح ليلى فى ظلمه موحشه ..

مضى يومان و لم تحضر ..... احس بكلماته تهرب و كأنها هى من كانت تغزل

له الكلمه .... عيناه تتجولان بين الحضور كالطفل التائه فى ارض غريبه بعيدا عن

 امه و حين شرع ينهى المشهد الاخير  من القصه و يقول :

" وداعاً ...... سلافه " ليغيب عن الحياه كما كتب له فى القصه ..

لمحها تأتى و تقترب و تصرخ قائله : لا لا لا تقل وداعاً .... حبيبى .. لا تتركنى

و فقدت و عيها و سقطت بين اقدام الحضور و سط ذهول الحاضرين ....

قفز عن خشبه المسرح و اسرع اليها مجتازا مئات من الاجساد تجمعت حولها

اتت خادمتها تجرى و تنادى مرتعبه : سيدتى سلافه ... ماذا حدث ؟؟؟!!

ردد دون وعى لكلماته : سلافه .؟! .. اذن هذه سلافه العاشقه صاحبه القصه الابديه

من مات حبيبها بين يديها و عاشت عمرها تشعل شموع ذكراه كل مساء

افاقت من اغماءتها تردد بصوت واهن كأنه اتى من مكان بعيد من زمن سحيق

اخر مشهد من العرض : لا تتركنى حبيبى اتترك سلافه .........

 

 

---------------------------------------------------------------------------------

Kholowd

30/5/2002