وفاء الضحيه
جلس
يستحضر افكاره ... شرد بعيدا ...و زرع راسه بين
اوراقه المبعثره ..
يحاول
لملمه افكاره ....
افاق
من شروده على صوت ينادى : انت يا هذا.!!... تردد
النداء مجددا ....
رفع
عينيه عن الاوراق بحركه مفاجئه منتفضا راى
امام عينيه
شاب
قوى البنيه على وجهه كل ملامح الاجرام التى قد
لا تتوافر
حتى
فى اعتى مجرمى الحرب !!
ظل
فى شروده صامتا حتى تحركت شفتاه لتفرج عن
كلمتين لا ثالثه لهما:
من
انت ؟!!
حدق
هذا الغريب فى وجهه على نحو مخيف و كأن غضب
الدنيا قد تجمع فى هاتين العينين
المرعبتين
.......
قطع
هذا الصمت صوت وقع اقدام نسائيه مضطربه تسير
بسرعه غريبه و كأنها
تفر
من طيف ليلى مرعب ..
و
على نحو مفاجئ انفتح باب الغرفه و اذا بهذه
الحسناء تدلف مسرعه للداخل..
نظرت
اليه و هو لازال غارق فى شروده على مقعد مكتبه
لايتحرك و كأن الزمن قد توقف عنده
و
هو جالس هكذا .......
بادرته
صائحه : انت ايها الاحمق القاتل !!!!!!!؟؟
اتسع
فمه من الذهول و اخذ يتمتم مرتعبا : قاتل .. انا
قاتل!!
داهمته
يقظه مفاجئه و اطلق صرخه و كأنه اخرج معها كل
طاقته المختزنه : من انت الاخرى ؟؟
تغيرت
نبره صوتها على نحو مفاجئ و كأنها امرأه اخرى :
انسيتنى و شرعت تسبح فى بكاء حار
انسيت
وفاء؟؟؟؟؟
صرخ
فى وجهها : وفاء .. من وفاء هذه ؟؟ بربك من وفاء
.... اجيبى ......
حاولت
استرداد انفاسها من بين دموعها و استجمعت
قواها لتقول بصوت مرتعش : انا الضحيه
انا
من قتلها هذا التافه بامر منك انت ... انسيت
فرد
عليها بنبره حائره : اى تافه هذا ؟؟؟؟؟
بادرته
صائحه : انسيته ايضا ........
فهم
الاخر ليوضح من هو فاشارت اليه على نحو مباغت
بالا ينطق
تابعت
حديثها و قد بدء الشرر يتطاير من عينيها : انه
حازم القاتل اللعين
انت
من صنعته و كتبت له تاريخ حياته انسيت؟!
هو
من قتلنى بعد كل هذا الحب و السبب هو انت ايضا
انسيت ..
ردد
فى ذهول: وفاء و ايضا حازم .. ماذا يحدث لى ... من
انتم بحق السماء ؟؟؟؟
و
لم يستطع اتمام عبارته فاذا بها تنقض عليه
لتسكت انفاسه........
حاول
عبثا الصراخ و قد شارف على الاحتضار .......
و
اذا بزوجته توقظه و هو يتمتم : لا وفاء......
لالالا...... ارجوك.......... وفاء.........
صرخت
زوجته : من وفاء هذه الاخرى من وفاء؟؟؟؟
و
اهدته صفعه ذات صوت رنان على وجهه ايقظته على
الفور
و
بدأ يضحك باعلى صوته و هى تنظر اليه مندهشه
ماذا اصابه و لازالت تكرر من وفاء اجبنى
ايها
الخائن .......
حاول
الامساك عن الضحك قائلا: انسيتى وفاء نظرت
اليه غاضبه و صاحت : من وفاء ؟؟؟؟
جذبها
من ذراعها برفق و غادرا غرفه نومهما الى مكتبه
الانيق الذى لا يليق الا بكاتب بارع
مثله
و
فتح درج مكتبه و اخرج روايه انيقه الغلاف و
قال لها : اقرأى و عاد لضحكه مره اخرى
و
اذا هى تشاركه ضحكه : انها وفاء ما احمقنى
وفاء
قتيله حازم بطل روايتك الاخيره ......
حتى
فى احلامك تزورك كلماتك ..... ليتنى كلمه فى
معرض رواياتك
و
تابعا ضحكهما ........
*******************************