*قصة حياة العندليب الاسمر(عبد الحليم حافظ) واحلامه وطموحاته
*مولده ونشأته:
في يوم 1977/3/31
رحل عن حياتنا ساحر الاغنيه العربيه وامير الرومانسيه
*ولد العندليب الاسمر في اسره فقيره جداً لاتقدر موهبته
ولكن العالم كله كان في انتظار ساحر القلوب , كانت اخته الكبيره (عليا) تأخذه الي سيدات القريه اللاتى كان لديهم اطفال رضع وتطلب
ارضاعه وكان نساء القريه يشفقن علي هذا الطفل المسكين الذى ولد بدون ام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* دراسته:
تلقي دراسته في ملجأ الايتام حتى بلغ من العمر احدى عشر عام فالتحق بمعهد الموسيقى وتخرج منه وهو في السابعة عشره من عمره
بعد ان انتهى من دراسته في معهد الموسيقا فوجأ بأن عليه التدريس في 3 مدارس بنات ( طنطاـــ المحله ـــ سمنود)
وتحمل المشقه والتعب من اجل المرتب الكبير وكان قدره 18 جنيه وكان يتأخر بسبب مواعيد القطار . حتى فوجأ بالدكتور (احمد نجيب هاشم) وكيل وزرات التربيه والتعليم يوجه اليه سوأل لماذا التأخير لم يجد اجابه سوى لا ادري فأعتبرها نوعاً من التحدى والاصرار علي الخطأ ففصله من التدريس
البقيه قريباً
ولد عبدالحليم حافظ في مطلع
العشرينيات من القرن الماضي وولدت معه موهبته النادرة التي اصبحت فيما بعد اعجوبة
المختصين من اهل الموسيقى والغناء ومدرسة لطلاب هذا العلم وقبلة لآذان المتذوقين
لفن، الغناء العربي ولما أكمل دراسته في المعهد الموسيقي انصرف الى تدريس الموسيقى
ولم يكن ذلك هو الطموح بل كان يفكر كيف يصبح علما من اعلام الغناء العربي فهو اول
من اكتشف مواهبه ولمس انه قادر على ان يحدث تجديدا في الساحة الغنائية العربية
بداية المشوار
![]()
![]()
ولد عبدالحليم حافظ في مطلع العشرينيات من القرن الماضي
وولدت معه موهبته النادرة التي اصبحت فيما بعد اعجوبة المختصين من اهل
الموسيقى والغناء ومدرسة لطلاب هذا العلم وقبلة لآذان المتذوقين لفن،
الغناء العربي ولما أكمل دراسته في المعهد الموسيقي انصرف الى تدريس
الموسيقى ولم يكن ذلك هو الطموح بل كان يفكر كيف يصبح علما من اعلام الغناء
العربي فهو اول من اكتشف مواهبه ولمس انه قادر على ان يحدث تجديدا في
الساحة الغنائية العربية.
![]()
كان هو وزميله كمال الطويل يفكران بأغنية يلحنها عبد
الحليم ويغنيها كمال وكان يشجع احدهما الآخر فكان كمال الطويل يرى في عبد
الحليم موهبة الملحن ويفكر عبد الحليم بصوت كمال الطويل فهما لم يفترقا في
يوم من الايام اثناء الدراسة، كان عبدالحليم حافظ يستمع الى عبد الوهاب
فيدهش ويحفظ كل اغانيه ويرددها، وقصته مع الغناء طويلة والمهم انه كان يفكر
بعكس ما كان يطرح في الساحة الغنائية كان يبحث عن جديد ويريد ان يرتقي
بالغناء الى ارقى مرتبة فكانت اغنية (صافيني مرة) التي لحنها محمد الموجي
مع اسلوبها المختلف ورفض الجماهير لها من اول وهله.
اصر عبدالحليم على الاستمرار في هذا النهج نهج التغيير وبدأ
يغني وكان كمال الطويل هو الملحن، بدأ عبدالحليم حافظ يلفت الانتباه اليه
بصوته الرخيم وادائه المتقن ذلك لانه مطرب موهوب مثقف وعازف ماهر اخذ
الموسيقى بالعلم ومنحه الله عقلية كبيرة اهلته ان يشق طريقه امام الاصوات
الكبيرة التي كانت تتواجد في الساحة الغنائية آنذاك، عاش عبدالحليم حافظ في
زمان الاصوات الكبيرة فكما هو معروف ان الجماهير العربية تعلقت في عبد
الوهاب وفريد الاطرش وعبد الغني السيد ومحمد أمين وكارم محمود بالاضافة الى
ام كلثوم وأصوات نسائية عديدة وهكذا كان الطريق امام عبدالحليم مليئا
بالمطبات وان نجاحه لم يكن بالسهل ومع ذلك بدأ عبدالحليم بصياغة لآلته
الثمينة التي بدأت تحتل مساحة كبيرة وتستقطب الجماهير وتستحوذ على مساحات
غيرها من الاصوات، في نهاية الخمسينيات كان العندليب الاسمر قد ادى عشرات
الاغاني لكبار الملحنين، الموجي، الطويل، والشريف وفي مقدمتهم عبدالوهاب
الذي وهبه الحانا كبيرة رائعة وبدأت امام انتشار عبدالحليم حافظ الاصوات
الاخرى تتراجع وتتخبط هنا وهناك لكي تستطيع ايقاف هذا الاعصار الوجداني
الكبير الذي امتلك الساحة الغنائية بصوته العذب
|
|
لم يكن عبد الحليم حافظ مطربا
كباقي المطربين بل كان ظاهرة ادائية كبيرة ومعجزة غنائية واضحة وعقلية فنية متفردة،
كان المهندس والقائد والمدير للورشة التي تضع فيها الاغنية ذلك لانه اراد الابداع
في التجديد وليس التجديد فقط، كان يحترم الكاتب والملحن والموزع ويطلق اقتراحاته
وما يراه مناسبا باسلوب مؤدب متواضع وكان كل هؤلاء يحترمون آراءه كان عبدالوهاب
نفسه اذا عهد بلحن لعبد الحليم لا يحضر معه البروفا لانه يعلم من هو عبدالحليم كان
يدقق باسلوب مثالي في الجمل اللحنية والادبية للاغنية وكانت خطواته بتؤده فارتقى
السلم بالتدرج وليس بالقفز وكان الفارق بينه وبين معاصريه من المطربين كبيرا جدا
بعد ان رفض الاسلوب الغنائي السائد في عصره
العندليب الاسمر
والثوره
يكاد يكون عبدالحليم المطرب
الوحيد الذي غنى الاناشيد الوطنية في حفلات جماهيرية فالكل يتذكر (يا أهلا بالمعارك)
والكل يتذكر (على ارضها)، التي تتغنى بالقدس والتي احملتها الاذاعات المصرية (وصباح
الخير يا سينا) وهي آخر ما كتب الابنودي لعبد الحليم حافظ، ولعبد الحليم حافظ قصة
طريفه في المغرب العربي فقد كان يقود وفدا كبيرا من كبار الفنانين بضمنهم عبدالوهاب
للمساهمة باحياء ذكرى العيد الوطني للمغرب حينما وقع الانقلاب على الملك الحسن
الثاني رحمه الله وكان عبدالحليم وقتها بالاذاعة حينما اقتحم عليه بعض قادة
الانقلاب دار الاذاعة وطلبوا منه ان يقرأ بيان الثورة فرفض رفضا قاطعا وقال انا ضيف
اكرمين الملك ولن اكون الا الى جانبه، وهرب زحفا الى الفندق المخصص لاقامتهم وبعد
فشل الانقلاب عاد عبدالحليم حافظ بالوجه الابيض الى الملك الذي احتضنه وعانقه وهو
لم يعانق احدا من قبل وقلده ارفع وسام مغربي لموقفه ومؤازرته وهو ضيف على بلده
المغرب
اجمل ماغنى
العندليب الاسمر
وفي ايام مصر العصيبة عام 1967 كان عبدالحليم حافظ قد نسج قصة بطولية رائعة فقد تحول الى مقاتل عنيد وجندي صامد يرمي العدو برصاصات قاتلة ويمنح الجندي العربي بطولة وشجاعة تضاف الى شجاعتة واقدامه فقد حول دار الاذاعة الى ثكنة جندوها هو والابنودي وكمال الطويل فحينما شعر بوقوع الحرب استدعاني من بلدي ابنود بالهاتف وهو يقول (اين انت يا عبد الرحمن مصر حتحارب) فركبت القطار الى القاهرة وكتبت له عددا كبيرا من الاناشيد الوطنية ودخلنا الاذاعة ومعي خمسة عشر نصا غنائيا وبدأ كمال الطويل بالتلحين وكان عبدالحليم يعيد تسجيل الاغنية الواحدة اربع مرات وكانت اذاعة القاهرة آنذاك تستخدم نظام (الترك) فكنت تسمع انشودة (ابنك يقولك يا بطل) و (اضرب) وغيرها وكأنما هو كورال وكانت اناشيد عبدالحليم التي امر الرئيس جمال عبد الناصر ببثها طوال اليوم تنزل كالصاعقة على رؤوس الصهاينة المجرمين
نبذه عن حياته
والماساة التى كان يعانيها
غنى عبدالحليم الكثير من القصائد لكن
هنالك قصيده لامست احاسيس ومشاعر عبدالحليم حافظ وباتت تحكي عنه من خلال الكلمات
فقد كانت قصيدة قارئه الفنجان تصف لنا جزء من حياة عبدالحليم حافظ وقد كانت قصة
حقيقيه حيث في يوم من الايام مرت الحاجه مرجانه بعبدالحليم حافظ في منزله في عمارة
السعوديه التي انتقل اليها حديثا واخبرته ..!!
انك ستكون ناجح بعملك نجاح ماله حدود وراح تكون سعيد كثير ..
لكن ..!!
انت صحتك تعبانه شوي وراح تمرض مرض داخلي ..!!
ضحك عبدالحليم لانه لم يكن يؤمن بهذه الأمور وانصرفت مرجانه لكنه بعد عدة شهور
أُصيب بنزف اثناء تصوير فلمه لحن الوفاء تذكر حينها عبدالحليم حافظ كلمات مرجانه
وبحث عنها طويلا لكنها كانت قد عادت الى بلدها السودان لكن بعد فترة غيابها عادت
مرجانه وظهرت في حياة عبدالحليم حافظ وباتت علاقتهما قويه جدا وبدأت تتنبأ
لعبدالحليم وقد أخبرته عن حبه المستحيل بانه يحب انسانه وهي تحبه لكن الطريق بينهما
مسدود .....
واسمحوا لى ان اقدم لكم اصدقائى افضل اغنيه فضلها للعندليب
قارئة الفنجان
قارئة الفنجان
كلمات: نزار قباني
غناء: عبدالحليم حافظ
جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيداً
من مات فداء للمحبوب
يا ولدي
بصرت ونجمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه
وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح .. وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
يا ولدي
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود .. مفقود
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان
اول مره تحب ياقلبى
أول مره تحب ياقلبي وأول يوم اتهنى
ياما على نار الحب قالولي وقليتها من الجنه
أول مره أول مره
ليه بيقولو الحب اسيه ليه بيقولو شجن ودموع
أول حب يمر علي قاد لي الدنيا فرح وشموع
افرح واملى الدنيا اماني لا انا ولا انت حنعشق ثاني
اول مره اول فرحه تمر بقلبي وانا هايم في الدنيا غريب
قوللي احكي ولا اخبي ولا أوصفها لكل حبيب
افرح واملى الدنيا اماني لا انا ولا انت حنعشق ثاني
أول مره قلبي يعيد لي كل كلامك كلمه بكلمه يعيدها علي
لسه شفايفي شايله سلامك شايله امارة حبك لي
افرح واملى الدنيا اماني لا انا ولا انت حنعشق ثاني
اول مره أول مره
اهواك
أهواك
أهواك وأتمنى لو أنساك
وأنسى روحي وياك
وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني
وأنساك وتريني بأنسى جفاك
وأشتاق لعذابي معاك
وألقى دموعي فاكراك أرجع تاني
في لقاك الدنيا تجيني معاك
ورضاها يبقى رضاك
وساعتها يهون في هواك طول حرماني
وألاقيك مشغول وشاغلني بيك
وعيني تيجي في عينيك
وكلامهم يبقى عليك وإنت تداري
وأراعيك وأصحى من الليل أناديك
وأبعت روحي تصحيك
قوم ياللي شاغلني بيك جرب ناري
رساله من تحت الماء
رساله من تحت اماء
لنزار قباني
إن كنت حبيبي ساعدني كي ارحل عنك
او كنت طبيبي ساعدني كي اشفى منك
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ما أحببت
لو اعرف ان البحر عميق جدا ما أبحرت
لو أني اعرف خاتمتي ماكنت بدأت
إشتقت اليك فعلمني الا أشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمنى كيف تموت الدمعه في الأحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق
يامن صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر
إن كنت أعز عليك فخذ بيدي
فأنا مفتون من رأسي حتى قدمي
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ما أحببت
لو اعرف ان البحر عميق جدا ما أبحرت
لو أني اعرف خاتمتي ماكنت بدأت
الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق
وانا ماعندي تجربه بالحل ..ولا عندي زورق
إني اتنفس تحت الماء ..
إني أغرق اغرق أغرق
ياكل الحاضر والماضي ياكل العمر
هل تسمع صوتي القادم من أعماق البحر
إن كنت قويا أخرجني من هذا اليم
فأنا لا أعرف فن العوم
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ما أحببت
لو اعرف ان البحر عميق جدا ما أبحرت
لو أني اعرف خاتمتي ماكنت بدأت
سواح
سواح ..
سواح وماشي في البلاد سواح
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
مشوار بعيد وأنا فيه غريب
والليل يقرب والنهار رواح
وان لقاكم حبيبي سلموا لي عليه
طمنوني الأسمراني عامله إيه الغربة فيه
سواح وأنا ماشي ليالي سواح
ولا داري بحالي سواح
من الفرقة يا غالي سواح
إيه اللي جرى لي سواح
وسنين وأنا دايب شوق وحنين
عايز أعرف بس طريقه منين
يا عيوني..آه يا عيوني
إيه جرى لك فين إنت وبتعمل إيه
يا ظنوني..آه يا ظنوني
ما تسيبوني مش ناقص أنا حيرة عليه
لا أنا عارف أرتاح
وأنا تايه سواح
يا قمر يا ناسيني رسيني عاللي غايب
نور لي .. وريني سكة الحبايب
وصيتك وصية يا شاهد عليا
تحكي له عاللي بيه واللي قاسيته في لياليا
سمراءسمراء
..
للشاعر الأمير عبدالله الفيصل
سمراء ياحلم الطفوله
يامنيه النفس العليله
كيف الوصول الى حماك
وليس لي في الأمر حيله
وسيلتي قلب فيه مثواك
وان عزت وسيله فلترحمي خفقانه لك
ولتسمعي ترتيله
قلب رعاك وما ارتضى في حبه ابدا بديلا
اسعدته زمنا وروى وصلك الشافي غليله
في ليلة نسج الغرام خيوطها بيد نحيله
فلترحمي خفقانه لك ولتسمعي ترتيله
سمراء يا أمل الفؤاد وحلمه منذ الطفولة
جبار
جبار ..
جبار .. جبار
في رقته جبار
جبار .. جبار
في قسوته جبار
خدعتني ضحكته
وخانتني دمعته
وما كنتش أعرف قبل النهارده
إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده
ولا كنت أصدق قبل النهارده
إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده
جبار .. جبار
* * *
عرفته قد ما عرفته ولا عرفتوش
وشفته قد ما شفته ولا فهمتوش
كان بيقوللي أحبك .. أيوه كان بيقول
وأنا من لهفة قلبي صدقته على طول
كنت أشوف وأسمع وأحس بقلبه هو
كنت عايش مش عشاني عشانه هو
وما كنتش أعرف قبل النهارده
إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده
ولا كنت أصدق قبل النهارده
إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده
جبار .. جبار
* * *
يا معلمني الحب ياريتني
ياريتني ما تعلمته معاك ولا شفته
ليه تخدعني ليه خليتني
خليتني أنسى الدنيا وأعيش بحلاوته
ده ما كانش في تنين زينا شافوا اللي شفناه في حبنا
الحلم كنا بنحلمه ونكمله من بعضنا
ليه تصحيني في وسط الجنة بنار ودموع
كنت إرحمني وسيبني شوية أعيش مخدوع
وما كنتش أعرف قبل النهارده
إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده
ولا كنت أصدق قبل النهارده
إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده
جبار .. جبار
* * *
قلبي قول للحب إبعد عن طريقي
أي حب جديد ياويله من حريقي
لو ح أصادف قلب مخلص
مش ح آمن له وأصونه
وإن ضحك في عينيه ح أضحك
وأخدعه ويمكن أخونه
زي غيرنا ما باع
نبيع عمر الهوى وعهده
زي قلبي ما ضاع
تضيع كل القلوب بعده
ولا أقول لك .. لا يا قلبي
ليه نلوم على الحب ليه
ده اللي خانك خان شباب الحب
خان وجار عليه
يعني أنا والحب وإنت
كنا لعبة بين إيديه
وما كنتش أعرف قبل النهارده
إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده
ولا كنت أصدق قبل النهارده
إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده
جبار .. جبار
ملخص عن حياة عبد الحليم حافظ |
للذكريات مذاق جميل ممتع ذلك
لانها تعود بك الى الوراء وتستوقفك في محطات لك فيها مواقف وحكايات واصدقاء
تأثرت بأخلاقهم وأفعالهم او في مواهبهم وأنت لم ترهم. وغالبا ما تستنهض الذكرى كل
المشاعر الجميلة وهي تصارع النسيان وتكون الغلبة لها دائما، وقلائل هم الذين
ثبتوا وحفروا اسماءهم وأعمالهم في حشاشة الانسان وانتقلوا مع الناس ماداموا
يتنفسون الهواء كذلك فان قليلا هم الذين عرفوا من قبل الناس جميعا او عرفتهم
اغلب الناس في دائرتهم الواسعة التي عاشوا فيها وخلفوا اعمالا عظيمة كتبت لهم
الخلود ومن هؤلاء العظماء الفنان الذي لم يغب في يوم من الايام عن محبيه كان
عبدالحليم حافظ من القلائل الذين يشدون لسانك بخيط وجداني ويجعلونك تنطق
باللارادية معبرا عن فرحك وبهجتك حينما تسمع أغانيه. ولد عبدالحليم حافظ في مطلع
العشرينيات من القرن الماضي وولدت معه موهبته النادرة التي اصبحت فيما بعد
اعجوبة المختصين من اهل الموسيقى والغناء ومدرسة لطلاب هذا العلم وقبلة لآذان
المتذوقين لفن، الغناء العربي ولما أكمل دراسته في المعهد الموسيقي انصرف الى
تدريس الموسيقى ولم يكن ذلك هو الطموح بل كان يفكر كيف يصبح علما من اعلام
الغناء العربي فهو اول من اكتشف مواهبه ولمس انه قادر على ان يحدث تجديدا في
الساحة الغنائية العربية. كان هو وزميله كمال الطويل
يفكران بأغنية يلحنها عبد الحليم ويغنيها كمال وكان يشجع احدهما الآخر فكان
كمال الطويل يرى في عبد الحليم موهبة الملحن ويفكر عبد الحليم بصوت كمال الطويل
فهما لم يفترقا في يوم من الايام اثناء الدراسة، كان عبدالحليم حافظ يستمع الى
عبد الوهاب فيدهش ويحفظ كل اغانيه ويرددها، وقصته مع الغناء طويلة والمهم انه
كان يفكر بعكس ما كان يطرح في الساحة الغنائية كان يبحث عن جديد ويريد ان يرتقي
بالغناء الى ارقى مرتبة فكانت اغنية (صافيني مرة) التي لحنها محمد الموجي مع
اسلوبها المختلف ورفض الجماهير لها من اول وهل. اصر عبدالحليم على الاستمرار
في هذا النهج نهج التغيير وبدأ يغني وكان كمال الطويل هو الملحن، بدأ عبدالحليم
حافظ يلفت الانتباه اليه بصوته الرخيم وادائه المتقن ذلك لانه مطرب موهوب مثقف
وعازف ماهر اخذ الموسيقى بالعلم ومنحه الله عقلية كبيرة اهلته ان يشق طريقه
امام الاصوات الكبيرة التي كانت تتواجد في الساحة الغنائية آنذاك، عاش
عبدالحليم حافظ في زمان الاصوات الكبيرة فكما هو معروف ان الجماهير العربية
تعلقت في عبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الغني السيد ومحمد أمين وكارم محمود
بالاضافة الى ام كلثوم وأصوات نسائية عديدة وهكذا كان الطريق امام عبدالحليم
مليئا بالمطبات وان نجاحه لم يكن بالسهل ومع ذلك بدأ عبدالحليم بصياغة لآلته
الثمينة التي بدأت تحتل مساحة كبيرة وتستقطب الجماهير وتستحوذ على مساحات غيرها
من الاصوات، في نهاية الخمسينيات كان العندليب الاسمر قد ادى عشرات الاغاني
لكبار الملحنين، الموجي، الطويل، والشريف وفي مقدمتهم عبدالوهاب الذي وهبه
الحانا كبيرة رائعة وبدأت امام انتشار عبدالحليم حافظ الاصوات الاخرى تتراجع
وتتخبط هنا وهناك لكي تستطيع ايقاف هذا الاعصار الوجداني الكبير الذي امتلك
الساحة الغنائية بصوته العذب. لم يكن عبد الحليم حافظ
مطربا كباقي المطربين بل كان ظاهرة ادائية كبيرة ومعجزة غنائية واضحة وعقلية
فنية متفردة، كان المهندس والقائد والمدير للورشة التي تضع فيها الاغنية ذلك
لانه اراد الابداع في التجديد وليس التجديد فقط، كان يحترم الكاتب والملحن
والموزع ويطلق اقتراحاته وما يراه مناسبا باسلوب مؤدب متواضع وكان كل هؤلاء
يحترمون آراءه كان عبدالوهاب نفسه اذا عهد بلحن لعبد الحليم لا يحضر معه
البروفا لانه يعلم من هو عبدالحليم كان يدقق باسلوب مثالي في الجمل اللحنية
والادبية للاغنية وكانت خطواته بتؤده فارتقى السلم بالتدرج وليس بالقفز وكان
الفارق بينه وبين معاصريه من المطربين كبيرا جدا بعد ان رفض الاسلوب الغنائي
السائد في عصره.
وقال لي في يوم أكتب لي
اغنية قبل تناول الغذاء وستكون مكافأتك كبيرة جدا وامر باحضار الاوراق وبدأت
اكتب وكانت اغنية احضان الحبايب، فسّر بهذا عبد الحليم ولحنت في نفس الوقت
واستغرق انجازها وقتا هو اقل من وقت بث الاغنية نفسها ومنحني مكافأة لم استلم
مثلها فيما بعد وفي يوم قلت لعبد الحليم وعلى نفس المائدة (الهوى هوايه)
فاستوقفني ضاحكا وقال لي هذا مطلع اغنية فقلت له ابنيلك قصر عالي وكنت كلما
اضيف كان عبدالحليم يضحك وهو يقول اكتب فهذا قليل عليك ايها الشاعر وانجزنا على
هذا المنوال عددا كبيرا من الكوبليهات وكان بليغ يلحن في نفس الوقت بعقليته
المعروفة واكتملت الاغنية بدقائق وهكذا كانت اغلب الاغاني تخرج بصدق وعفوية
وهذان سببان اساسيان لنجاح العمل الغنائي . وفي ايام مصر العصيبة عام
1967 كان عبدالحليم حافظ قد نسج قصة بطولية رائعة فقد تحول الى مقاتل عنيد
وجندي صامد يرمي العدو برصاصات قاتلة ويمنح الجندي العربي بطولة وشجاعة تضاف
الى شجاعتة واقدامه فقد حول دار الاذاعة الى ثكنة جندوها هو والابنودي وكمال
الطويل فحينما شعر بوقوع الحرب استدعاني من بلدي ابنود بالهاتف وهو يقول (اين
انت يا عبد الرحمن مصر حتحارب) فركبت القطار الى القاهرة وكتبت له عددا كبيرا
من الاناشيد الوطنية ودخلنا الاذاعة ومعي خمسة عشر نصا غنائيا وبدأ كمال الطويل
بالتلحين وكان عبدالحليم يعيد تسجيل الاغنية الواحدة اربع مرات وكانت اذاعة
القاهرة آنذاك تستخدم نظام (الترك) فكنت تسمع انشودة (ابنك يقولك يا بطل) و (اضرب)
وغيرها وكأنما هو كورال وكانت اناشيد عبدالحليم التي امر الرئيس جمال عبد
الناصر ببثها طوال اليوم تنزل كالصاعقة على رؤوس الصهاينة المجرمين. يكاد يكون عبدالحليم المطرب
الوحيد الذي غنى الاناشيد الوطنية في حفلات جماهيرية فالكل يتذكر (يا أهلا
بالمعارك) والكل يتذكر (على ارضها)، التي تتغنى بالقدس والتي احملتها الاذاعات
المصرية (وصباح الخير يا سينا) وهي آخر ما كتب الابنودي لعبد الحليم حافظ،
ولعبد الحليم حافظ قصة طريفه في المغرب العربي فقد كان يقود وفدا كبيرا من كبار
الفنانين بضمنهم عبدالوهاب للمساهمة باحياء ذكرى العيد الوطني للمغرب حينما وقع
الانقلاب على الملك الحسن الثاني رحمه الله وكان عبدالحليم وقتها بالاذاعة
حينما اقتحم عليه بعض قادة الانقلاب دار الاذاعة وطلبوا منه ان يقرأ بيان
الثورة فرفض رفضا قاطعا وقال انا ضيف اكرمين الملك ولن اكون الا الى جانبه،
وهرب زحفا الى الفندق المخصص لاقامتهم وبعد فشل الانقلاب عاد عبدالحليم حافظ
بالوجه الابيض الى الملك الذي احتضنه وعانقه وهو لم يعانق احدا من قبل وقلده
ارفع وسام مغربي لموقفه ومؤازرته وهو ضيف على بلده المغرب. اما عن السينما فقد سار
عبدالحليم في ركب قدوته وأبوه الروحي عبد الوهاب فانتج افلاما غنائية رائعة
اضافت له مجدا ومنحته مساحة اضافية في قلوب محبيه فمن (الوسادة الخالية) الى (أبي
فوق الشجرة) مرورا بـ (ايامنا الحلوة) و (يوم من عمري) و (دليلة) و (معبودة
الجماهير) و (لحن الوفاء) كان عبدالحليم يتألق ممثلا ومطربا وكانت اغانيه
الاستعراضية تسير جنبا الى جنب مع اغانيه العاطفية كما كانت تلك الاغاني عاملا
اساسيا في تحقيق نجاح عبد الحليم في السينما، وفي فلم الخطايا كان عبدالحليم
بحاجة الى اغنية عبد الوهاب (جئت لا أعلم من اين) لانها احدى الحلقات التي تصل
احداث الفيلم ببعضها فلم يتردد عبد الوهاب بمنحها اياه وكانت تلك الاغنية مفتاح
خير اهلت عبدالحليم لان يتناول اغاني عبد الوهاب وكان اداؤه لقصيدة لا تكذبي من
اروع ما يمكن. حمل بعدها عبد الحليم راية
الاغاني الطويلة (زي الهوى) (موعود) (مداح القمر) (دمعة حزن) (فاتت جنبنا)
والختام بقارئة الفنجان التي صاحبتها احداث اهمها هو ان محمد الموجي ملحن
الاغنية قد اسكنه عبدالحليم فندقا بعيدا عن اهله واصدقائه وطلب منه انجاز
الاغنية بشهر واحد فقط وبعد خمسة عشر يوما ذهب الموجي لكي يسمع عبد الحليم ما
انجز من الاغنية فلم يستطع ذلك بسبب انحباس صوته ولن يستطيع اخراجه فاندهش
عبدالحليم من ذلك الامر وحاول تدارك ما وقع للموجي فاستعان ببعض قراء النوتة
الموسيقية واستطاع بذكائه وخبرته ان يفهم اللحن ويبدي ملاحظاته عليه. قدم عبدالحليم اكثر من مئتين
وثلاثين اغنية امتازت بالصدق والاحساس والعاطفة وكانت انموذجا رائعا وميزانا
تقاس به الاغاني العربية، ولحلاوة تلك الاغاني وعذوبتها اغفلت الجماهير معاناة
ذلك الفنان الذي احبته وتعلقت به سنوات طويلة مع علمها بتلك المعاناة فقد ولد
عبد الحليم في دائرة من الآلام وصاحبته البلهارسيا منذ نعومة اظفاره وداهمه
المرض وبدأ يزداد ويتفرع كلما تقدم به السن الا ان هذا الرجل الانسان الفنان
حمل تحت طيات جسمه النحيف كل تلك الآلام ولم يبدها لاحبابه وجماهيره وكانت
فلسفته هو ان الجماهير ليس لها شأن بمعاناتك وأمراضك وانما تريد منك ما يفرحها
ويدخل على قلبها وعقلها الفرح والطرب الاصيل وفي نهاية مارس عام 1977 توقف ذلك
القلب الكبير النابض بالحب والعطاء المشبع بالفن كان يوما شديد الوقع على الفن
العربي الغنائي ويوما حزينا كئيبا على الملايين التي عشقت عبدالحليم الفنان
الذي يمتاز بأنه ناجح في كل ما قدم من (صافيني مرة) الى (قارئة الفنجان)، عاش
عبدالحليم مابين 1929 وكتب اسمه في سجل الخالدين بعد ان حفره في اعماق محبي
الفن الراقي الاصيل. يقول الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ان عبدالحليم موسيقار بعقله وصوته ويمكنك ان تعتمد عليه في اي عمل تمنحه اياه اما محمد الموجي فقد قال كلاما طويلا عن عبد الحليم اهمه انك تنظر دائما الى عبدالحليم انه هو افهم منك في الموسيقى والقوالب اللحنية يحب الالتزام بالقوالب اللحنية الشرقية الاصيلة ويرفض الانغماس في التغريب الموسيقي.
|
( الصفحة الرئيسية ) |