صورة من النضال الانساني

غاندي.. والمقاومة السلمية

لاشك ان المهاتما غاندي الزعيم الهندي الذائع الصيت هو من أعظم زعماء القرن العشرين. ذلك الرجل الهادىء النحيل الذي هز بسياسته واسلوبه الرائع اعتى وأقوى امبراطورية في العالم .. وكانت حياته مثالا للوطنية ورمزا للكفاح والنضال، ليس للهند فحسب بل للعالم اجمع.

كانت سياسة هذا الرجل تتمثل في نقطتين اساسيتين هما: المقاومة السلمية وعدم التعاون مع المستعمرين الانكليز. وكانت هذه  السياسة في تلك المرحلة اشد واعنف من البنادق والمدافع والقنابل. واضطرت بريطانيا للرضوخ لمطالب غاندي والجلاء عن شبه القارة الهندية.وباستقلال الهند عن التاج البريطاني فقدت بريطانيا العظمى أكبر مستعمراتها في العالم.

وللدلالة على عظمة هذا الرجل ، نحكي ماحدث عندما سافر الى بريطانيا بدعوة رسمية من الحكومة ، وكانت بصحبته عنزته الشهيرة يمسك بها بيد وباليد الأخرى كان يتوكأ على عصا طويلة، وكان يرتدي الثياب الهندية البسيطة ، فراع ذلك المشهد أحد الصحافيين فسأله عن الحكمة في اصطحاب هذه العنزة حتى الى مقر رئيس الوزراء البريطاني في "10 داوننغ ستريت" .. فاجابه بكل هدوء لقد اصطحبت معي هذه العنزة حتى يعرف المسؤولون في هذه الأمبراطورية الفنية الشاسعة الواسعة انني جئت الى هذا البلد لامثل شعبي وبلدي.. وحتى يعرفوا مدى ما يعانيه اربعمائة مليون هندي في شبه القارة الهندية.

لقد كان غاندي الأب الروحي للشعب الهندي، وحرر الهند الأعظم وفيلسوفها الاكبر وتأبى الاقدار لهذا الرجل الهادىء النحيل الا ان يموت قتلا بيد احد المعتوهين من المتطرفين الهنود عام 1947م.

ان غاندي مات حقا. ولكن حكمة هذا الرجل ستبقى على مر الأجيال والسنين.

 

نزار الرملي

جدة